Saturday, April 04, 2009

المملكة المتحدة تبدأ وداعها بالقول: الوداع وشكراً لكم على السمك

عن: الغارديان
ترجمة: علاء غزالة

حلت بداية النهاية مع وليمة، واستعراض عسكري تحت السماء الغائمة، وسمكة ذهبية مرصعة بالجواهر.
بدأ انسحاب الجيش البريطاني من العراق ، بعد ست سنوات اعتبرت فيها بريطانيا صديقا وعدوا، محررا ومحتلا، رسميا حينما سلمت القوات البريطانية آخر قواعدها العسكرية الباقية في البصرة، وهي القاعدة في فندق شط العرب.وسوف يسلم الجيش كذلك قاعدته الرئيسة الى الجيش الاميركي، ما يفتح الطريق امام انسحاب كامل مع اوائل الصيف وانهاء احد اكبر اختبارات الجيش البريطاني منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وتضمن الحفل الذي اقيم يوم امس عرضا لفرقة البحرية الملكية البريطانية، والتي طارت من مدينة كورنويل في المملكة المتحدة، لتقدم عروضها امام مجموعة من الشيوخ وقادة الشرطة. كما جرى في الحفل تبادل الهدايا.
وقد تم تقديم الهدية وهي سمكة السلمون الذهبية المدهشة الى الميجر جنرال اندي سلمون، والذي سلم المهام الامنية الى فرقة عسكرية عراقية عملت القوات البريطانية على تدريبها خلال العامين الماضيين. وقد اشاد الجنرال بالانتخابات المحلية التي جرت مؤخرا في العراق، وحياها باعتبارها نجاحا ديمقراطيا، برغم المزاعم حول التلاعب بنتائجها، والتحقيقات الاخيرة لتصرفات بعض المرشحين من قبل هيئة النزاهة العراقية.
كما ادعى ان القوات البريطانية فخورة في الوصول الى «نهاية ناجحة» للحرب في العراق، وقال ان قرار اسقاط نظام صدام كان صائبا. واضاف: «لقد حافظنا على المسار، وتكبدنا الصعاب، وتشاركنا مع كل شخص، واقتنصنا فرصنا، وتكيفنا على طول الخط.»
واستطرد: «استطيع ان اضع يدي على قلبي واقول اننا انهينا ذلك بالشكل الصحيح. واستطيع ايضا ان اقول اننا مررنا ببعض الاوقات الصعبة، ومن ثم خرجنا منها. وقد مر الجميع هنا بمثل ذلك. ولكننا نستطيع جميعا ان نرفع رؤوسنا عاليا ونقول ان الامر كان يستحق العناء.»
وقد اصر الجيش على مدى الاشهر الثمانية عشر الماضية ان الجيش العراقي قد اختلف كثيرا عن ذلك الجيش الذي كان موجودا وقت حرب عام 2003. كما يدعي الجيش ان البصرة اصبحت اكثر امنا واستقرارا. وهذان هما انجازان مهّدا الطريق امام خروج القوات البريطانية.
على كل حال، سوف يتولى الجيش الاميركي ملء الفجوة التي ستتركها مغادرة القوات البريطانية، وهي الخطوة التي تلقي ظلالاً لن الشك على ادعاءات داوننغ ستريت ووايت هول (الحكومة البريطانية) ان العمل قد انجز.
يقوم الجيش العراقي بدوريات في المدينة منذ عشرة اشهر، وسوف يستمر في استضافة القوات البريطانية في فندق شط العرب حتى شهر تموز.
لن يبقى من القوات البريطانية سوى فريق هيكلي صغير في هذا الفندق الذي كان ذات مرة فندقا شاطئيا فخما واصبح اليوم –جزئيا– اطلالا.
وبينما كان الوجهاء العراقيون والبريطانيون مجتمعين في محفلهم، انفجرت قنبلة قرب منشأة نفطية في جنوب العراق، ما ادى الى مقتل ثلاثة رجال شرطة وثلاثة مدنيين. وكان العنف قد انخفض بشدة في عموم مناطق جنوب العراق، ولكن اعمال العنف تشتعل بين الحين والآخر بالتزامن مع الاحداث الكبيرة.
وقد بلغ العدد الكلي لقتلى القوات البريطانية في هذا الصراع 179 فردا. وقد وجه قائد عمليات البصرة الجديد، اللواء محمد، التحية لهم، مدعيا ان تضحياتهم قد قادت الى تحول كبير في الجنوب. واضاف: «يغادرنا البريطانيون كاصدقاء. يجب ان يكونوا فخورين بما انجزوه. لقد فازوا باحترامنا، وتقدير الشعب العراقي العالي لجهودهم.»
سوف يتسلم القائد الاميركي السيطرة على المطار رسميا يوم الثلاثاء. وقال الوايت هول انه سوف يسحب جميع القوات البريطانية تدريجيا بين الحين والاخر، غير انه لم يعط جدولا زمنيا.
سوف يؤدي التسليم الرسمي الى تحول القوات البريطانية من شريك رئيس في جنوب العراق الى قوات ثانوية، على الرغم من بقاء القوات القتالية على اهبة الاستعداد، مع استمرار انسيابية انسحاب القوات الباقية والبالغ عددها 100عسكري من الان وحتى نهاية تموز. وهي أول المؤشرات المهمة على نهاية الحملة التي قاتلت طويلا من اجل الشرعية في العقل الشعبي البريطاني، وسط الشكوك القائمة حول صلاحها وآثارها.