Monday, June 14, 2010

الصين تقطف ثمار الحرب في العراق

عن: الاسوشيتد برس
ترجمة: علاء غزالة

محافظة واسط – يعمل فريق من المهندسين والعمال الصينيين من شركة الواحة النفطية، وقد لوثت بقع من الزيت بذلاتهم البرتقالية، بالتعاون مع نظرائهم العراقيين تحت الشمس الحارقة من اجل تحضير الارض الجرداء في جنوبي شرقي بغداد للبنية التحتية اللازمة لاستخلاص ونقل السائل اللزج الذي يقبع فيه مستقبل العراق: النفط.
ينتصب علم احمر عند مدخل الشركة، وهي الفرع العراقي للشركة المملوكة للحكومة الصينية، والمسماة المجموعة الصينية الوطنية للبترول، ويَعد ممثلوها من الصينيين كل من يتمكن من استطلاع وجوههم: "سوف نحاول بكل ما اوتينا من قوة من اجل انجاح المشروع."
بات هناك شعور عام متزايد في عراق ما بعد الحرب يتجاوز التأمل في الكيفية التي تدفع بها تلك البلاد التي تمتلك ثالث اكبر احتياطي نفطي معروف في العالم من اجل ان رفع انتاجها. انه ايضا شهادة على المدى الذي تصل اليه الصين لتأمين النفط الذي تمس حاجتها اليه لتغذية اقتصادها المتسارع في الوقت الذي لا يسد انتاجها من النفط الخام سوى جزءا بسيطا من الطلب عليه.
تقول امريتا سَن، المحللة النفطية لبنك باركليز كابيتول العالمي: "الامن النفطي، بالنسبة للصين، غالبا ما يكون بتجنب انقطاع التجهيز وتخفيف آثار التقلبات الشديدة في اسعار النفط. لقد اضحى العراق هدفا واضحا لتأمين براميل النفط من اجل الاستهلاك المستقبلي."
وتبرز الصين اليوم على انها اكبر المستفيدين اقتصاديا من الغزو الاميركي للعراق عام 2003، وهي التي كانت اكثر منتقديه صراحة، وذلك بعد ان اقتنصت خمسة عقود سخية. ففي حين سَكنتْ اهتمامات الشركات الغربية في مزادات النفط العراقية الاخيرة الى حد كبير، حصلت الصين على ثلاثة عقود، غير مبالية بالمخاطر الامنية وعدم الاستقرار السياسي في تلك البلاد من اجل النفط الواعد.
لقد ترك السباق من اجل الحصول على النفط اثرا بارزا لخطى الصين في عدد من البلدان التي بدأ غيرها في التواري عنها، سواء بسبب العنف، ام خرقها لحقوق الانسان، ام لفرض العقوبات عليها.
وبنظرة اكثر شمولا الى منطقة الشرق الاوسط نجد ان الصين قد ساعدت السودان في توسيع صناعتها النفطية، وهي الامة التي يرأسها رجل مطلوب للقضاء الدولي بتهمة ارتكاب جرائم حرب. كما انها وقعّت صفقات مع ايران، الدولة التي يحتمل ان تواجه حكومتها المتشددة عقوبات دولية للمرة الرابعة بسبب الجدل حول برنامجها النووي. وكانت ايران رفضت الاتهامات الاميركية بانها تطمح الى انتاج اسلحة نووية.
ونتيجة لهذه الجهود فان نصف النفط الذي تستهلكه الصين يأتي من هذه المنطقة. كما انها تفوقت على الولايات المتحدة في تعاملها مع كبرى بلدان منظمة الاوبك، المملكة العربية السعودية، حتى اضحت الصين اكبر مستوردي النفط من تلك الدولة. يذكر ان السعودية قامت بانشاء منشأة مشتركة كبرى لتكرير النفط في الصين.
لكن العراق، على كل حال، يجسد افضل آمال بكين في عالم تتزايد فيه صعوبة الحصول على مصادر للنفط الخام الرخيص يعتمد عليها. وبينما يحمل التعامل مع ايران بين طياته عواقب سياسية للصين، فان العراق يمثل مخاطرة محسوبة.
ان تطبيق العقوبات على ايران يحد من الاستثمار في تلك البلاد الى حد كبير، ويمنع الشركات الغربية الكبرى من متابعة المشاريع هناك بفاعلية. وقد تؤدي جولة جديدة من العقوبات التي تنظر فيها الامم المتحدة الى توسيع هذه المحددات. ومع ذلك، فان ايران هي ثالث اكبر مورد نفطي للصين.
يقول صامويل سيزوك، المحلل النفطي في كلوبل انسايت ميد ايست: "العراق في غاية الاهمية لستراتيجة نمو الشركات الصينية، خصوصا مع ترجيح ان تواجه ايران حالة الجمود لسنوات قادمة."
ينتج العراق، هذا البلد الذي عانى من سنوات من الاهمال والحرب والتخريب وقلة الاستثمار، حوالي 2.4 مليون برميل يوميا، وهو يقل كثيرا عن مستويات الانتاج في فترة ما قبل الغزو عام 2003. لكن المسؤولين العراقيين يقولون ان العقود التي احيلت اثناء مزادين لاستثمار حقول النفط والغاز اجريا في العام الماضي يُتوقع ان ترفع الانتاج الى اثني عشر مليون برميل في اليوم خلال مدة سبع سنين. على ان المحللين يقولون ان هذه التقديرات طموحة جدا. وفي اية حال، فان الانتاج سوف يزيد، وسوف تعلب الصين دورا فيه وتجني ثمار ذلك.
وبينما تشترط عقود الانتاج هذه، والتي يبلغ امدها عشرون عاما، على الشركات ان تستحصل سعرا ثابتا عن كل برميل تنتجه، فانها تتيح خيار الدفع بالنفط الخام. يُمكّن هذا الاجراء الشركات من الحصول على تجهيز مستقر وطويل الاجل من النفط. كما يمكن تمديد العقود لخمس سنوات اخرى.
ان حاجات الصين للطاقة واضحة للعيان بقدر التحديات التي تواجهها. فبينما كان العالم يعاني من اسوأ ركود اقتصادي في فترة ستة عقود، فان الاقتصاد الصيني نما بنسبة 8.7 بالمئة في عام 2009. ويتوقع صندوق النقد الدولي ان تصل نسبة النمو الى عشرة بالمئة هذا العام.
وتوصل تقرير صدر عن معهد بلاتس، وهو الفرع المتخصص بمعلومات الطاقة في مؤسسة مكغرو-هيل، ان الطلب الصيني على النفط وصل الى 8.43 مليون برميل يوميا في شهر نيسان، وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة 12.7 بالمئة عن مستويات نسيان من عام 2009. ويشكل طلب الصين الحالي للنفط ضعف ما يمكنها انتاجه محليا.
ذهبت اربعة صفقات نفطية منحتها الحكومة المركزية العراقية الى الصين، من بين اثني عشر صفقة عقدت منذ عام 2003. لكن حكومة اقليم كردستان في الشمال، والتي وقعت اكثر من عشرين عقدا مع الشركات الاجنبية، لم تمنح الا عقدا واحدا للصين.
ان عمال النفط الصينيين العاملين مع شركة الواحة، والذين يتصببون عراقا تحت شمس العراق اللاهبة وهم يقومون بحفر الابار ويمهدون الارض لبناء البنية التحتية في محافظة واسط الامنة نسبيا، هم اولى علامات هذا التعاون الجديد.
وكانت الشركة قد بدأت في النتقيب جنوبي شرقي بغداد قرب الحدود الايرانية في العام الماضي، لكنها واجهت مشاكل مع الفلاحين بعد تعرض محاصليهم الى الدمار. ومن ثم تدخـّل المسؤولين العراقيين بسرعة والتقوا مع رؤوساء العشائر المحليين من اجل تهدئة التوترات.
تظهر تلك الحادثة عزم العراقيين على عدم ازعاج الشركات النفطية العاملة في البلاد. كما انها تفصح عن تواجد المنقبين الصينيين المتزايد في صناعة كانت حكرا على الشركات الغربية الكبرى في الماضي. غير ان تلك الشركات لم تتمكن من تقديم عروضها بالقوة التي توقعها الكثيرون، مركزين نظرهم على الحقول في الاماكن المستقرة نسبيا، حيث يكون النفط سهلا الانتاج كذلك.
ليس لدى الصينيون مثل هذه المخاوف. عيّن مسؤولو شركاتها ثلاثمئة وخمسين من الموظفين لحماية البنية التحتية النفطية، بينما يقدم العشرات غيرهم خدمات اسنادية اخرى. يقول مايو يوليانغ، مدير الانتاج الصيني في شركة الواحة: "اعتقد ان البيئتين السياسية والاجتماعية جيدتان، كما ان الوضع الامني لم يكن على درجة السوء التي كنا نتوقعها."


China reaps benefits of Iraq war with oil deals

The Associated Press

Tuesday, June 8, 2010; 11:51 AM
WASIT, Iraq -- Perspiration staining their orange jumpsuits, the Chinese engineers and laborers form Al-Waha Oil Co. work alongside their Iraqi counterparts under a sweltering sun readying an expanse of arid land southeast of Baghdad for infrastructure to extract and carry the viscous liquid on which Iraq's future lies: oil.
A red banner hangs at the entrance of the office of the company - the Iraqi affiliate of China's state-owned China National Petroleum Corp. - its Chinese characters promising anyone who can decipher them: "We will try our best to make this project a success."
The scene, an increasingly common one in the new postwar Iraq, is more than a reflection of how the country home to the world's third largest proven reserves of crude is pushing to boost its output. It's also a testament to the lengths to which China will go to secure the oil it sorely needs to fuel its galloping economy as its own crude supplies fall far short of demand.
"For China, oil security is largely about avoiding disruption to supplies and cushioning the effects of dramatic fluctuations in oil prices," said Barclays Capital oil analyst Amrita Sen. "Iraq has become an obvious target to secure the barrels of oil for future consumption."
From among the most outspoken of critics of the 2003 U.S.-led invasion to topple Saddam Hussein, China has emerged as one of the biggest economic beneficiaries of the war, snagging five lucrative deals. While Western firms were largely subdued in their interest in Iraq's recent oil auctions, China snapped up three contracts, shrugging off the security risks and the country's political instability for the promise of oil.
The quest for crude has left a heavy Chinese footprint in a number of countries where others have shied away, whether because of violence, human rights violations or sanctions.
In the broader Middle East, China has helped develop and expand the oil industry in Sudan, a nation whose president is under international indictment for war crimes. It has also signed deals in Iran, where the hardline government is facing a potential fourth round of U.N. sanctions over its controversial nuclear program. Iran has denied claims by the U.S. and others that its nuclear efforts are geared to weapons production.
The result of its efforts is that about half of China's oil comes from the region. It has ousted the United States as OPEC kingpin Saudi Arabia's top oil customer. Saudi Arabia has also set up a joint venture refinery in China.
Iraq, however, has emerged as one of Beijing's best hopes for oil in a world where cheap, reliable sources of new crude are increasingly harder to obtain. While dealing with Iran carries political baggage for China, Iraq is a more calculated risk.
Sanctions in place against Iran sharply limit investments in the country and have largely precluded Western oil majors from aggressively following up on projects there. A potential new sanctions round before the United Nations could expand those restrictions. Even so, Iran is China's third largest supplier.
"Iraq is extremely important for Chinese companies' growth strategy, especially given that Iran is likely to face much of a standstill for years," said IHS Global Insight's Mideast oil analyst, Samuel Ciszuk.
The country, whose oil sector has been battered by years of neglect, war, sabotage and under-investment, produces only about 2.4 million barrels per day - well below its pre-2003 invasion production levels.
But contracts awarded during two oil and gas field auctions over the past year are expected to raise output to as much as 12 million barrels per day within seven years, according to Iraqi officials. Analysts say those estimates are too ambitious.
Either way, production will rise, and China will play a role and stands to benefit.
While the 20-year contracts mainly gave companies a fixed price for every barrel they produce, they also carry the option of payment in crude. That affords the firms a long-term and stable supply of oil. The contracts can also be extended for five more years.
China's energy needs are as obvious as they are challenging. While the world struggled with its worst recession in over six decades, China's economy expanded by 8.7 percent in 2009. The International Monetary Fund forecasts growth of 10 percent this year.
A recent report by Platts, the energy information arm of McGraw-Hill Cos, found that China's demand for oil hit 8.43 million barrels per day in April, a 12.7 percent increase over April 2009 levels. Current demand is more than twice China's domestic production.
Of a dozen deals the Iraqi central government awarded since 2003, four went to China. The autonomous, oil-rich Kurdish region in the north independently signed nearly two dozen oil deals with foreign companies, one of them with China.
The Chinese oilmen with Al-Waha, sweating under the sweltering Iraqi sun while drilling wells and preparing the ground to build other infrastructure in the relatively peaceful Wasit province, are among the first signs of that new cooperation.
The company started exploring the southeast of Baghdad near the Iranian border last year, but ran into trouble with farmers there after it destroyed some crops.
Iraqi officials stepped in quickly, meeting with local tribal leaders to calm tensions.
The incident showed Iraq's determination to not upset the international oil companies operating in the country. It also speaks of the growing presence of Chinese wildcatters in an industry once dominated by western oil majors. Those companies, however, failed to bid as aggressively as many anticipated - focusing their sights instead on fields in relatively stable regions where the oil was also easy to extract.
The Chinese had no such qualms.
Officials have hired 350 people from the area to protect the oil infrastructure, and dozens more will provide support services.
"I think the political and social environment is good, said Miao Youliang the Chinese project manager at al-Waha. "The security was not so bad as we imagined."

Thursday, June 10, 2010

المسيحيون العراقيون مفضّلون على غيرهم من اللاجئين

عن: كرستيان ساينس مونيتر
ترجمة: علاء غزالة

عمان، الاردن – يستمع الاميركيون الذين يتابعون برامج تلفزيون كورنرستون، الذي يتبع شبكة اعلام مسيحية، في كل اربعاء الى روايات مألوفة لدى المجتمعات المسيحية على مدى السنوات السبع الماضية: قصص عن معاناة المسيحيين العراقيين.
افتتحت حلقة البرنامج هذا اليوم عن المسيحيين العراقيين بالقول: "تحقيق سري عن اضطهاد المسيحيين،" ويَعد بانه سيأخذ "المشاهدين الى حيث يقاسي المؤمنون الامرّين بسبب معتقدهم."
من بين جميع الاقليات العراقية التي تأثرت بالقتال في العراق فان المسيحيين هم الاكثر حظا في سماع الغربيين عنهم، وربما يعود هذا جزئيا الى ان المسيحيين العراقيين قد عانوا مقدارا من العنف يفوق اضعافا نسبة حجمهم خلال الحرب.
لكن ما لا تقوله وسائل الاعلام ان اللاجئين المسيحيين يتلقون دعما اكبر من بقية اقرانهم العراقيين. ويعود ذلك جزئيا الى النفوذ الذي تتمتع به الجالية العربية المسيحية في الخارج، اكثر من أية فرقة اخرى في العراق، وبهذا لم يواجه اللاجئون العراقيون من المسيحيين الا اقل مشقة في عملية اعادة توطينهم.
وعلى الرغم من استمرار العنف في العراق فان هناك اشارات على التعايش السلمي بين المسيحيين وبقية المجاميع الاثنية في اماكن كثيرة من البلاد.
لكن اعدادهم في العراق قد استنزفت بشكل كبير، حيث يقدر ان عددهم قد انخفض الى نصف ما كانوا عليه قبل الحرب. ويخشى كثير من المسيحيين العراقيين ان تزايد اعداد اقرانهم الذين يفضلون اعادة توطينهم في الخارج قد يضع نهاية الى احدى اقدم المجتمعات المسيحية في العالم.
وكان المسيحيون العراقيون هدفا للهجمات منذ بدء الحرب، ما اجبر حوالي ثلثيهم على مغادرة وطنهم. ومع ان نسبتهم السكانية قبل الحرب لم تتجاوز الخمسة بالمئة فانهم يشكلون حوالي عشرين بالمئة من اللاجئين العراقيين. بالاضافة هذا فانه لم يبق في داخل البلاد اكثر من خمسمئة الف مسيحي من بين المليون واربعمئة الف الذين كانوا في العراق عام 2003.
وقد تباطأ سيل اللاجئين من المهجرين الجدد في داخل وخارج العراق حتى اضحى نزرا يسيرا بينما كان العنف ينخفض الى اقل مستوياته على الاطلاق. لكن موجة صغيرة من المهجرين المسيحيين وجدت طريقها الى عناوين الصحف في شباط الماضي عندما فرّوا من الهجمات التي استهدفتهم في الموصل. غير ان الكثير من وسائل الاعلام الغربية استخدمت تلك القصص على انها مثال لمعاناة المسيحيين في الشرق الاوسط.
لكنها كانت هجرة جماعية مؤقتة في ابعد تقدير. فبعد اقل من شهر عادت جميع العوائل النازحة التي يقدر عددها بالف ومئة واحدى وعشرين عائلة (تضم ستة الاف وسبعمئة وستة وعشرون فردا) الا مئتين وثلاث وثلاثون عائلة لم تعد الى منازلها، حسب تقرير صدر حديثا عن المنظمة العالمية للهجرة.
وفي الواقع، اشار تقرير منظمة الهجرة التابعة الى الامم المتحدة صدر في شهر تشرين الثاني الماضي الى انه بينما تتزايد اعداد طالبي اللجوء من الطوائف العراقية الاخرى بشكل مضطرد، الا ان اعداد المسيحيين المتقدمين بالطلبات قد انخفض بنسبة 21.3 بالمئة مقارنة بنهاية عام 2008.

المسيحيون العراقيون في طليعة المستوطنين
يواجه المسيحيون نفس التحديات التي يواجهها اللاجئون الاخرون في اثناء انتظارهم قبول طلباتهم، لكن الكثير من العاملين في شؤون اللاجئين يقولون انهم لا يلاقون نفس الصعوبات التي يواجهها غيرهم خلال عملية اعادة التوطين.
تقول اليزابيث كامبل، العضو الاقدم في جمعية اللاجئين العالمية، وهي مجموعة من الدعاة المناصرين لقضايا المهجرين: " في بعض الحالات يمكنك القول ان المسيحين العراقيين يحوزون على وسائل اعظم للحصول على الموارد، والاتصالات الدولية، والحلول، كما يمكنك القول ان هناك وقائع حصلوا فيها على تفضيل من قبل النظام."
لا تنشر المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة بياناتها الخاصة بالاصول العرقية او الدينية للاشخاص الذين قامت باعادة توطينهم، لكن عمران رضا، ممثل المفوضية في عمان، يقول ان العدد الكبير من اللاجئين المسيحيين، والذي لا يتناسب مع حجم جاليتهم، ينعكس على مخططات اعادة التوطين.
وتقول السيدة كامبل ان الموجة الاولى من العراقيين الذين اعيد توطينهم في الولايات المتحدة ضمت عددا كبيرا وغير متناسبا من المسيحيين، حتى بالقياس الى تواجدهم السابق بين اللاجئين العراقيين. وتؤكد ان هذا الامر لم ينتج عن سياسية تفضيلية اتبعتها المفوضية العليا للاجئين، ولكن يعود الى الجهود التي بذلتها المجاميع الدينية المسيحية في توعية زملائهم من المسيحيين باهمية التسجيل لدى المفوضية من اجل اعادة التوطين. وهكذا، انتهى الامر بعدد كبير من المسيحيين الى الوقوف في مقدمة صف الانتظار لاعادة التوطين.
ومن الناحية الاخرى، فان عددا من العراقيين لم يقوموا بالتسجيل لدى المفوضية لانهم لم يشعروا انها كانت تقدم الدعم الكافي، او انهم تخوفوا من ترحيل السلطات لهم لانهم دخلوا الادرن بشكل غير قانوني او انهم تجاوزوا على المدة القانونية لتأشيرتهم.

يد المساعدة من العرب المسيحيين في الولايات المتحدة
تجمعت جالية مسيحية وعربية في الولايات المتحدة على مدى عقود من الزمن حتى اصبحت مجتمعات ذات حجم معتبر. فبينما يُعد المسيحيون في معظم البلدان العربية اقلية، فانهم يعتبرون اغلبية ضمن المجتمعات العربية المهاجرة. وفي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، فان ثلاثة وستين بالمئة من العرب يعرفون انفسهم على انهم مسيحيون، بينما يقول اربعة وعشرون بالمئة منهم انهم مسلمون.
يقول بيل فريلك، مدير برنامج سياسة اللاجئين في منظمة مراقبة حقوق الانسان: "لا يوجد دعم مجتمعي واسع لهم في العراق، اما في خارجه فهناك مجاميع مسيحية تتضامن معهم بشكل كبير."
في الوقت الذي تعمل فيه المفوضية العليا للاجئين من اجل ان تجعل عملية اعادة التوطين عادلة ومستندة الى الحاجة بقدر المستطاع، الا ان السيد فريلك يقول ان اولئك الذين حصلوا على المساعدة في فترة تقديم الطلبات، حتى وان كانت امرا بسيطا مثل تعلم الولوج الى موقع المفوضية على شبكة الانترنت، امتلكوا حظوظا اعظم في اعادة التوطين.
وعلى الرغم من ان مفوضية الامم المتحدة للاجئين لا تقدم توصياتها باعادة التوطين بناءا على خلفيات الناس الدينية او العرقية، الا انها تأخذ في نظر الاعتبار مساهمة خلفياتهم في مستوى ضعفهم (تعرضهم للاضطهاد). يقول رضا: "لقد تم استهداف وتهديد المسيحيين في العراق.. لكن كل اقلية اخرى تعرضت الى الاستهداف بطريقة او باخرى."
ومع هذا، بينما يجد المزيد من المسيحيين طريقهم الى خارج العراق، فان الكثير من المجتمعات المسيحية في الشرق الاوسط يتساءلون فيما اذا كان من الافضل ان يبقون هناك من اجل الحفاظ على تقاليدهم في المنطقة.
يقول الاب حنا كايلبالي، القس في الكنيسة الرومانية الاردنية، والذي عمل مع اللاجئين المسيحيين العراقيين: "لا تشجع الكنيسة المحلية في الاردن العراقيين، مسيحيين ومسلمين، ولكن المسيحيين على وجه التحديد، على مغادرة بلدهم، لاننا نحتاج الى وجودهم هناك."

Iraqi Christians: Better off than other Iraqi refugees?

Amman, Jordan —

On Wednesday night, Americans tuning into Cornerstone TeleVision, a Christian network, will hear what has become a familiar narrative to Christian communities over the last seven years: the hardship story of their fellow Iraqi believers.

“Undercover with Persecuted Christians,” which promises to take “viewers to places where believers suffer most for their faith,” opens with an episode about Iraqi Christians.
Of all the minority groups affected by fighting in Iraq, Christians may be the one group Americans and the West have heard the most about. In part, that’s because Iraqi Christians have suffered a disproportionate amount of violence throughout the war.
But what’s often not reported is that Iraqi Christians refugees tend to receive more support than most other Iraqis. In large part due to a well-connected and affluent Arab Christian community abroad, more so than any other group in Iraq, Iraq Christians have had the least trouble resettling overseas.
And despite persistent violence in Iraq, there are also signs that peaceful cohabitation between Christians and other ethnic groups is occurring in many places in the country.
Still, their numbers in Iraq have been deplete so much – to almost half of the population before the war – many Iraqi Christians worry that those who continue to take advantage of resettlement options abroad could bring about the end to one of the oldest Christian communities in the world.
Since the war began, targeted attacks have forced nearly two-thirds of Iraqi Christians from their homes and though they only made up 5 percent of the Iraqi population before the war, they now make up 20 percent of Iraq’s refugees. Additionally, of the up to 1.4 million Christians in the country in 2003, as few as 500,000 remain.

The flow of newly displaced refugees both in and outside of Iraq has slowed to a trickle as violence remains at all time lows, but a brief new wave of displaced Christians made headlines in February as they fled targeted attacks in Mosul. Many Western media outlets latched onto the story as another example of Christian suffering in the Middle East.

For most it was a temporary exodus. A little more than a month after an estimated 1,121 Christian families (about 6,726 people) were displaced, all but 233 families have returned to their homes, according to a new report by the International Organization on Migration.
In fact, a UNHCR report last November found that while the number of newly registered Sunnis and Shiites refugees have been steadily increasing, the number of Christians have decreased by 21.3 percent compared to the end of 2008.
Iraqi Christians at front of refugee resettlement line
Christians face the same challenges as other refugees while awaiting asylum, but many people who work with refugees say that they often have an easier time navigating the resettlement process.

“In some instances you could even say [Iraqi Christians] have actually had greater access to resources, international connections, and solutions, and, in some instances, you could also say they’ve been favored by the system,” says Elizabeth Campbell, a senior advocate at Refugees International, an advocacy group for displaced people.

The United Nations High Commissioner for Refugees does not make its records public on the religious or ethnic demographics of those resettled, but Imran Riza, the UNHCR representative in Amman, says the disproportionately large number of Christian refugees is reflected in resettlement patterns.

Ms. Campbell says that the initial wave of Iraqis resettled in the US, contained a disproportionately large number of Christians, even compared to their already oversized presence among Iraqi refugees. This was not the result of UNHCR policies that favored Christians, she says, but rather the work of Christian and other religious groups who helped fellow Christians understand the importance of registering with the UNHCR for resettlement. Consequently, a large number of Christians ended up at the front of the line for resettlement.

Meanwhile a number of other Iraqis failed to register with UNHCR because they didn’t feel the organization provided enough aid or they feared possibly being deported because they’d illegally entered Jordan or overstayed their visa.
Helping hand from Arab Christians in the US
For decades, a sizable Iraqi and Arab Christian diaspora has been building outside the Middle East. While Christians are a minority in most Arab countries, within Arab communities abroad they often constitute the majority. In the US, for example, 63 percent of Arab Americans identify as Christian, while only 24 percent say they are Muslim.

“Inside Iraq the levels of a wider community of support are non-existent for them, whereas outside of Iraq there are Christian groups that will be in much greater solidarity with them,” says Bill Frelick, director of the refugee policy program at Human Rights Watch.

Although the UNHCR works to make the resettlement process as egalitarian and need-based as possible, Mr. Frelick says that those who are able to get help navigating the system, even if it’s something as simple as learning how to access the UNHCR website, stand a much better chance at resettlement.

While the UNHCR does not make its recommendations for resettlement based on people’s religious or ethnic backgrounds, it does consider how their background could contribute to their level of vulnerability.

“Christians have been targets and threatened in Iraq … but in a way all minority groups are targeted,” says Riza.

Still, as more Christians find ways to leave Iraq, many in the Middle East’s Christian community are asking if it might be better for them to stay and preserve traditions in the region.

“The local church in Jordan does not encourage Iraqi people, Christians and Muslims, but particularly Christians to leave their country, because we need their presence there. They are one of the most ancient ethnic and religious groups there is,” says Father Hanna Kailbali, a Jordanian Roman Catholic priest who has worked with Iraqi Christian refugees.

Wednesday, June 02, 2010

البنتاغون يحاول التأثير على التغطية الاعلامية بالعراق

عن: واشنطن بوست
ترجمة: علاء غزالة

ربما يكون البنتاغون يقوم بتقليل القوات القتالية في العراق بشكل كبير، لكن الجيش يعد العدة للتأثير على وسائل الاعلام في تلك البلاد، بالاضافة الى اقرانها في الولايات المتحدة.
يذكر اعلان لعروض ارسلت الى مقاولين مدنيين لتقديم "خدمات لادارة الاتصالات الستراتيجية" ان "الامر المهم هو نجاح الحكومة العراقية الجديدة والقوات الاميركية في التواصل الفعال مع جمهورنا (أي من العراقيين والعرب وحول العالم بالاضافة الى الشعب الاميركي) من اجل كسب قبول واسع للرسائل والاهداف الجوهرية."
ويصف الاعلان التواصل الستراتيجي بـ"العنصر الحيوي للعمليات في العراق،" ويقول بان احد الاهداف هو "بناء ادراك فعال لدى كل من صانعي القرار الاميركيين والشعب الاميركي بالوضع الراهن في العراق، والاهمية الستراتيجة المستقبلية في استقرار العراق على انه حليف ضد الارهاب في الشرق الاوسط."
يمثل هذا الاعلان توضيحا مهما لتزايد ضم الجيش لعمليات المعلومات في صلب مهماته العسكرية. يتوقع ان يقوم فريق المتعاقدين الذين يضم عشرة الى اثني عشر شخصا بتقديم عمل "على درجة نوعية عالية، توائم مركز قيادة لجنرال باربعة نجوم." وبما ان هذا هو نشاط عسكري فان "على الموظفين ان يظهروا درجة رفيعة من الاحترافية بمظهرهم، وسلوكهم الشخصي.. على ان لا يقوم اكثر من موظف واحد بتغطية حدث واحد طيلة فترة وقوعه."
ويخدم المتعاقد على انه "مستشار اعلامي وكاتب خطب لصالح المتحدث الرسمي للجيش الاميركي في العراق، وعليه ان يقدم الاسناد لقسم التواصل الاعلامي المسمى جي 9 ستارتكوم،" بضمنها تحضير الضباط العسكريين للمؤتمرات الاعلامية."
وتقع على عاتق المتعاقد مهمة التحدث مع الصحفيين قبل اجرائهم اللقاءات الصحفية مع قادة القوات الاميركية في العراق لغرض استكناه طبيعة المقابلة والاسئلة التي سوف تطرح فيها، لضمان ان يكون المتحدث باسم الجيش الاميركي على وعي تام بالموقف قبل اجراء المقابلة الصحفية.
وبعد ان يتم اجراء هذه المقابلة، يتقع على عاتق المتقاعد مسؤولية ارسال "تقرير الكتروني يورد اهم الاسئلة التي طرحها الصحفي والاجابة التي ادلى بها القائد العسكري خلال اربع وعشرين ساعة، مع شرح مفصل لمجريات المقابلة الصحفية باعتبارها جزءا جوهريا من التقرير."
ويمكن للمتعاقد ان يتوقع "ما بين عشرين على اربعين تعاملا مماثلا مع وسائل الاعلام" وان يكتب "عشرة الى عشرين صفحة لايجازات عن المقابلات الصحفية كل شهر."
اما الوظفية الثانية الاساسية للمتعاقد فهي الاستمرار في "متابعة وسائل الاعلام ووضع تقييمات لها واعداد التقارير عنها." ويتوجب متابعة كل من وسائل الاعلام العربية والغربية، بضمنها سي ان ان وفوكس نيوز وقنوات تلفازية اميركية وبريطانية اخرى، يضاف لها وكالات الانباء الرئيسة وصحف وول ستريت جورنال ويو اس ايه تودي ونيويورك تايمز ولوس انجلس تايمز والواشنطن بوست. سوف تغطي التقييمات التي يضعها المتعاقد فعالية الاتصالات السترايجية للقوات الاميركية في العراق بالاضافة الى مؤشرات الرأي العام العراقي اتجاه القوات الاميركية. اما العنصر الاخر فيكمن في توضيح "مواقف وسائل الاعلام العربية والغربية" نحو الحكومة العراقية.
وما يبعث على الاهتمام ان الاعلان يقرّ بان هناك من يقوم بتحليلات اعلامية اخرى، ويقول بان على المتعاقد ان يجري تدقيقا شاملا "لتقارير متابعة وسائل الاعلام التي تقوم بها وكالة الاستخبارات الدفاعية والمتعاقدين الاخرين مع القوات الاميركية في العراق الذين لديهم نشاطات لمتابعة وسائل الاعلام." ويؤكد التقرير ان متابعة المتعاقدين تلك "يجب ان تنطوي على نسبة تشابه تبلغ خمسة وتسعين في المئة فيما يخص تصنيف وسائل الاعلام" كما هو متعارف عليه في طرق اعداد تقارير المتعاقدين.
ويتوجب على المتعاقد، في سعيه لوضع خطط لستراتيجة اتصالات طويلة الاجل وللحملات الاعلامية، ان يركز على امور مثل "الولاء الوطني والعوامل المشتركة، وضم او استثناء الطوائف ضمن الحكومة العراقية والقوات الامنية العراقية، وبناء القدرات." لكن على المتعاقد ان يعمل ايضا بروح الفريق مع وكالات وزارة الخارجية والمؤسسات الاميركية الحكومية وغير الحكومية الاخرى."
واخيرا، فان على المتعاقد ان يخدم كمدير للموقع الالكتروني غير المصنف للقوات الاميركية باللغتين العربية والانكليزية، ويقوم يتوفير خدماته تحت المواصفات القياسية وارشادات وزارة الدفاع فيما يخص حماية ونشر المعلومات. يتضمن هذا "استمرار التحديث على مدار الساعة." وليست هناك مفاجأة في ان يمضي الاعلان الى القول: "على جميع المتعاقدين الذين سيتم اناطة هذا العمل بذمتهم ان يتوقعوا العمل لاثنتين وسبعين ساعة في الاسبوع على اقل تقدير."

Pentagon tries to steer media coverage on Iraq

The Pentagon may be sharply reducing its combat forces in Iraq, but the military plans to step up efforts to influence media coverage in that country -- as well as here at home.
"It is essential to the success of the new Iraqi government and the USF-I [U.S. Forces-Iraq] mission that both communicate effectively with our strategic audiences (i.e. Iraqi, pan-Arabic, international, and U.S. and USF-I audiences) to gain widespread acceptance of core themes and messages," according to the pre-solicitation notice for a civilian contractor or contractors to provide "strategic communication management services" there.
Calling strategic communications "a vital component of operations in Iraq," the notice says one goal is "to effectively build U.S. decision makers' and the public's understanding of Iraq's current situation, future and strategic importance as a stabilizing presence and ally against terrorism in the Middle East."
The notice is a prime illustration of how the military is increasingly integrating information operations into the heart of its commands. The contractor team of 10 to 12 people is expected to provide work of "executive level quality, commensurate with that of a four-star military headquarters command." And, this being a military activity, the "personnel must display the highest degree of professionalism in appearance, personal behavior . . . with no more than one personal conduct incident occurring over the period of performance."
The contractor is to serve as "a media advisor/speechwriter for the USAF-I spokesman and shall provide support to the J9 STRATCOM media outreach section," including prepping military officers for news conferences.
Before interviews with USF-I commanders or spokesmen, the contractor will have the task of talking with reporters ("pre-engagement with media outlets to determine the nature of the interview and the questions that will be asked by the media during the interview . . . to ensure that USF-I spokesman has maximum situation awareness prior to the interview").
When interviews are concluded, the contractor will be responsible for submitting an "electronic report capturing the key questions from the media and answers from the interviewee within 24 hours" with "a detailed recap of the interview [as] the core component of the report."
The contractor can expect to prepare for "between 20-40 media engagements per month" and to write "10-20 single or double page talking point summaries monthly."
Another major effort for the contractor will continue to be "media monitoring, assessment and reporting." Both Arabic and Western sources are to be monitored, including CNN, Fox News, and other U.S. and British television channels, plus the major wire services and the Wall Street Journal, USA Today, the New York Times, the Los Angeles Times and The Washington Post. The assessments will cover the effectiveness of USF-I strategic communications as well as attitudes among the Iraqi population toward USF-I. Another element is to be the "attitude of pan-Arab/Western media and professionals" toward the government of Iraq.
Interestingly, the notice recognizes that other media analyses are being done, saying the contractor should do a cross-check "against DIA [Defense Intelligence Agency] media monitoring reports and other USF-I contracts having media monitoring activities." It says this contractor's monitoring "must have at least 95% similarly categorized media" as found in the other contractor reporting.
In developing the longer-term strategic communications plans and campaigns, the contractor is to focus on areas such as "national loyalty and communal factors, inclusion or exclusion of factions within the GoI [government of Iraq] and/or ISF [Iraqi security forces], capacity building." But the contractor must also work as a team player with the State Department and other U.S. governmental and nongovernmental agencies.
Finally, the contractor is to serve as Web site manager for USF-I's unclassified English and Arab sites, delivering products under Defense Department standards and guidelines for the protection and release of information. This involves "continuous updates on a 7-day, 24-hour basis."
It's not surprising that the notice adds: "All personnel assigned under this contract will be expected to work a minimum 72-hour workweek."

Wednesday, May 26, 2010

الازمة السياسية تصيب العراقيين بالاحباط

عن: لوس انجلس تايمز
ترجمة: علاء غزالة

حينما عَبرت الدبابات الاميركية في منطقتها السكنية، موقعة الضرر بشوارعها بينما كانت تمزق الامة، فانها بقيت صامدة، ترفض ان تهاجر الى الخارج كما فعل العديد من اصدقائها الاغنياء. وحينما استولى المسلحون على تلك المنطقة السكنية المختلطة في بغداد محولة اياها الى ساحة قتال، فانها ما كانت لتسمح لهم بان يجبروها على مغادرة البلد الذي احبته. وحتى بعد قتلوا زوجها بينما كانت يغادر عمله فانها ناضلت مجترة احزانها للبقاء في العراق، يملؤها الامل في مستقبل افضل.
لكن الجمود السياسي الذي تلا الانتخابات يهدد بعودة العنف وعدم اليقين الى العراق، وهي نفس الظروف التي مرت بها ابتسام حمودي. تلك المهندسة المتقاعدة والناشطة في مجال حقوق المرأة، والبالغة ستة وخمسين عاما من العمر، تخطط للرحيل الى الاردن او سوريا والاقامة فيها في غضون اشهر مصطحبة معها الاموال التي وفرتها ومقتنيات العائلة الثمينة، بالاضافة الى صغرى بناتها الثلاث. تقول: "اعلم ما سيجري. لن يكون بالامكان ان نخرج بنتائج جيدة. انا اعلم ان الامور ستكون هذه المرة اسوأ مما كانت عليه قبلا."
انبثقت الطبقة الوسطى والمثقفة في العراق خلال الشهور الثلاثين الماضية، في ظل التحسن الامني النسبي والنمو الاقتصادي، من بين ظلال الحرب والنفي، تتبختر نساؤها بالتجوال في المدينة بدون غطاء الرأس، او تجول بين مراكز التسوق الجديدة الزاهية. لكنهم بدأوا في التواري الى الظل بعد ان لاحت ملامح التحالفات السياسية بين القوى المختلفة الفائزة بالانتخابات، والتي يدعم بعضها التمرد المسلح.
لقد بدأت الازمة بالفعل في تغيير مزاج البلاد التي كانت ملأى بالامل قبل شهور قليلة. ويقول العراقيون ان ذلك يعود، في اقل تقدير، الى قرب انسحاب القوات الاميركية والتي يخشون ان تترك فراغا من شأنه ان يبقي على الازمة السياسية متقدة لسنوات قادمة. كما ادت سنوات من المعاناة الرهيبة بالعراقيين الى توقع الاسوأ، وان كان ذلك من اجل حماية انفسهم من الشعور بالاحباط، لا اكثر.
يقول وحيد ثاني، البالغ ثلاثة واربعين عاما من العمر ويعمل مهندسا في وزارة الاسكان: "نحن نأمل جميعا في ان لا تعود الامور الى ما كنا نواجهه قبلا. لكن المؤشرات التي نراها تدل على اننا سوف نواجه موقفا سيئا من جديد. نحن متشائمين بسبب الامور التي نراها. لا نهاية للنزاعات، ولا يمكن حلها ابدا."
قبل هذه الازمة، حينما ازدحمت عوائل الطبقة الوسطى في المتنزهات التي تم احياؤها مؤخرا مع اطفالهم وبعض الفتيات اللائي جبن الشوارع منفردات، تجرأ الكثيرون على ان يحلموا بعراق آمن ومزدهر، شأنه في ذلك شأن جيرانه في الشمال والجنوب. لكن كل خرق امني ينخر في هذا التقدم، كاشفا هشاشة المكتسبات التي تم الحصول عليها في اواخر عام 2007، عندما بدأ العنف في الانحسار.
لقد بدأ العنف في الزيادة من جديد. ارتفع عدد القتلى المدنيين في العراق بمقدار خمسين بالمئة بين شهري آذار ونيسان، استنادا الى الاحصاءات الحكومية. وقتل يوم العاشر من آيار حوالي مئة شخص في تفجيرات شهدتها انحاء متفرقة في العراق تعد الاسوأ منذ العام الماضي. كما طالت موجة من الاغتيالات رجال الدين وتركت المسؤولين يستاءلون عما اذا كانت القاعدة او المليشيات الاخرى وراءها. وكان آخرها يوم الاثنين عندما قطع رأس رجل دين في مسجده. وادى انفجار سيارة مفخخة في مطعم ببلدة المسيب، ليل الاربعاء، الى مقتل ستة اشخاص وجرح عشرة آخرين.
يرى العديد من العراقيين من انحاء متفرقة، سواء انزلق العراق الى الهاوية او تمكن من المضي قدما، بان الوضع الحالي يهدد بخسارة الامل الضئيل الذي اجتبته البلاد لمستقبلها. يقول حسن رحيم رضوان، الحلاق البالغ اربعين عاما من العمر والذي عاد الى العراق من ليبيا قبل عامين ولكنه يفكر في المغادرة مجددا: "لقد قدمنا تضحيات. وضعنا حيواتنا على المحك عندما ذهبنا الى مراكز الاقتراع وصوتنا للمرشحين المناسبين. غير ان ذلك لم يؤد الى اية نتيجة. فقد قامرنا في لعبة لن يفوز ايا منا فيها، ما عدا هؤلاء الجالسين في المنطقة الخضراء." وهي المركز الاداري الحصين الذي تقيم فيه معظم النخب السياسية العراقية.
على ان تلك النخب السياسية تعي تماما ردة فعل الطبقة الوسطى، وبدأ بعضها في حض السياسيين على احراز تقدم في تشكيل الحكومة. تقول ليلى الخفاجي، وهي نائب سابق تنتمي الى المجلس الاعلى الاسلامي، متحدثة عن الطبقة الوسطى المثقفة في البلاد: "انتهت مسؤوليتهم في السابع من آذار،" وهو يوم الانتخابات. وتضيف: "لقد اثبتوا انهم اناس مسؤولون واذكياء جدا بان ذهبوا وأدوا واجبهم، لكنهم لم يروا ثمرة ذلك."
تقول الخفاجي ان قائد الحزب، السيد عمار الحكيم، يلتقي كل اربعاء بافراد من الطبقة الوسطى في سعيه للوقوف على ارائهم والتقليل من مخاوفهم. لكن الازمة بدأت في تغيير حسابات الناس الاقتصادية لمستقبلهم.
عاد باقر الشيخ، وهو رسام عراقي قدير وتصل قيمة الواحد من اعماله الفنية الى مبلغ الفي دولار في داخل العراق واكثر من ذلك خارجه، عاد الى العراق قبل الغزو الاميركي وبقي فيه حتى في خضم التمرد المسلح والعنف الطائفي والازمات السياسية. لكنه بات مصمما على الرحيل الان، ويعود ذلك بشكل كبير الى عدم ايمانه بقدرة الحكومة على تحسين المدارس وتدريس ابنتيه اليافعتين بالشكل اللائق.
يقول، متحدثا من المعرض المعروف باسم الحلم، والذي غطت اللوحات الزيتية جدرانه: "شعرت باني انتمي الى هذه البلاد. كان عندي امل بانها ستنجح. لكن لم يعد لي من امل الان. حاولنا ان نغير الحكومة عن طريق الانتخابات، غير ان الاشخاص انفسهم عادوا الى الحكم. انها اشارة على فشل الدستور."
تكثر الاشارات على ان هؤلاء العراقيين الفنانين والمثقفين بدأوا في التواري عن الحياة العامة. تقول السيدة حمودي، الارملة التي ترأس المنتدى الديمقرطي للحوار المدني وحقوق الانسان، انها توصلت الى قناعة ان الدعوة الى حقوق المرأة العراقية باتت بلا هدف في الوقت الذي اضحى فيه الموقف السياسي متصلبا. وتضيف: "يستحيل ان يتمخض عن هذا الموقف امر حسن. لقد التقيت معظم السياسيين، واذا كنت تريد ان تعرف رأيي، فاني ارى ان يغادروا البلاد جميعا. اعتقد اننا نحتاج الى نظام مثل نظام صدام. مثل هذا النظام هو الوحيد القادر على اصلاح احوال الشعب العراقي."
بالاضافة الى تضاؤل الامال في التجربة الديمقراطية العراقية، فان الركود السياسي يهدد اقتصاد البلاد الضعيف. فقد تباطأت وتيرة الاستثمارات الاجنبية الى حد التوقف التام في الوقت الذي ينتظر فيه العراقيون والشركات الاجنبية مرور العاصفة السياسية قبل اتخاذ قرارات ستراتيجية. يقول سلام محمود عبودي، المسؤول في مديرية التربية بمدينة كركوك والبالغ اربعين عاما من العمر: "يلقي الموقف السياسي الراهن في العراق بظلاله على مختلف مناحي الحياة في العراق، ويشهد التبادل التجاري حالة من الجمود مشابهة للموقف السياسي."
يحجم العراقيون الذين يملكون المال في جيوبهم عن انفاقه تحسبا لمستقبل مظلم. وقد توقف الكثير منهم عن الرحلات او التجوال او اعداد خطط طويلة الاجل. يقول عبد الرزاق خلف، صاحب مكتب صيرفة بمدينة البصرة ويبلغ تسعة واربعين عاما من العمر: "لقد مرّ اكثر من شهرين، غير ان الناس لم يروا بارقة امل او أي من الامور الحسنة تبدر عن من صوتوا لهم."
ويشتكي الباعة في شارع الصناعة ببغداد، وهو مركز الاتجار بالالكترونيات، من احجام الزبائن عن شراء الحواسيب المكتبية والمحمولة وكاميرات المراقبة. وتبدو المناطق التجارية اقل زحاما عما كانت عليه من قبل، حيث تختار العوائل ان تمضي امسياتها بالقرب من منازلها. اما اصحاب المتاجر الذين فاضت محلاتهم بالبضائع، فهم يدخنون السيجارة تلو الاخرى، وهم يعبرون عن قلقهم عندما يجتمعون مع بعضهم البعض على الارصفة الخالية من الزبائن.
يقول احمد محمود، المختص بالحاسوب والاتصالات الهاتفية، وهو مُجهز لاجهزة الاستنساخ نوع كانون ويبلغ ستة وثلاثين عاما، وقد انخفضت مبيعاته بمقدار الثلثين مقارنة بالايام التي سبقت الانتخابات: "يخشى الشارع الان من عودة العنف الطائفي. يمكنني وصف الموقف الحالي بانه قنبلة موقوتة، لا تعرف متى ستنفجر."

Iraq's political crisis disheartens the middle class

When American tanks tore through her neighborhood, ripping up the roads as they uprooted a nation, she stayed put, refusing to move abroad like many of her wealthy friends.

When the black-clad gunmen took over her religiously mixed west Baghdad neighborhood, turning it into a killing field, she wouldn't let them drive her out of the country she loved.

And even when they killed her husband, gunning him down as he left work, she fought through her grief, staying in Iraq and hoping for better times.

But as a postelection political deadlock threatens to pull Iraq back into violence and uncertainty, Ibtisam Hamoody has had it. Within months, the 56-year-old former engineer and women's rights activist plans to take her savings, her family heirlooms and the youngest of her three daughters and settle in Jordan or Syria.

"I know what's going on. It's not possible for there to be a good outcome," she said. "This time, I know it's going to be worse than before."

Over the last 30 months of relative security and economic progress, Iraq's middle class and intelligentsia had emerged from the shadows of war and exile, strutting around town without head scarves or cruising through gleaming new shopping districts.

But now, as they watch the camp of Prime Minister Nouri Maliki, whose allies control the nation's security apparatus, jostle with that of Iyad Allawi, backed by some of the same Sunni Arabs who support the insurgency, they are preparing to dash back into hiding.

Already, the crisis has changed the character of a country that was bristling with hope just a few months ago, not least, Iraqis say, because the imminent drawdown of U.S. troops might create a vacuum that will leave the political drama festering for years.

Years of immense suffering have also conditioned Iraqis to brace for the worst, if only to protect themselves from disappointment.

"We all hope that things will not go back to what we were facing before," Wahid Thani, 43, an engineer at the Housing Ministry, said as he spent an afternoon at a friend's snack shop. "But the indications we are witnessing suggest that we will face a bad situation again.

"We are pessimistic because of the things we are seeing. The disputes are like infinity, and can never be solved."

Before the crisis, as middle-class families crowded newly refurbished parks with their children and some young women walked alone through the streets, many dared to dream of a day when Iraq would be safe and prosperous, like its richer neighbors to the south and north. But each breach of security chisels away at that progress, revealing the fragility of the gains achieved since late 2007, when the violence began to subside.

Violence has begun to rise again. The number of civilians killed in Iraq jumped 50% from March to April, according to government statistics. On May 10, nearly 100 people died in a day of bombings and shootings that was the worst in Iraq since last year.

A perplexing string of assassinations of Sunni Arab clerics has led officials to wonder whether Al Qaeda in Iraq insurgents or Shiite militants might be involved. One was beheaded Monday at his mosque.

And on Wednesday night, a car bomb killed six people and wounded at least 10 at a restaurant in the town of Musayyib, south of Baghdad.

Whether Iraq slides back into the despair or manages to limp forward, the gloom threatens to undermine what little faith Iraqis had in the country's future, say dozens of Iraqis across the country.

"We made sacrifices," said Hassan Raheem Rahoun, 40, a hairstylist who moved back to Iraq from Libya two years ago and is considering leaving again. "We put our lives on the line when we went to the polls and voted for the most appropriate person. It didn't work.

"We gambled in a game and none of us will win, except those sitting in the Green Zone," Baghdad's fortress-like administrative center that houses much of Iraq's squabbling political class.

The political elite are well aware of the middle-class backlash and some have begun to agitate for the politicians to move forward on forming a government.

"Their responsibility ended on the 7th of March," election day, Leila Khafaji, a former lawmaker and member of the Shiite Islamic Supreme Council of Iraq, said of the country's educated and middle class. "They are very responsible and very intelligent to go and do what they have to do, but they didn't see the fruit."

Every Wednesday, the party's leader, Ammar Hakim, meets with middle-class constituents in an effort to gauge their opinions and assuage their fears, Khafaji said. But the crisis has begun to change people's economic calculations for the future.

Bagher Sheikh, a respected painter whose works fetch as much as $2,000 in Iraq and more abroad, returned to Iraq just before the U.S.-led invasion and stayed through the insurgency, the sectarian warfare and political crises. But he's now decided to leave, in large part because he doesn't believe the government will be able to improve the schools to properly teach his two young daughters.

"I felt like I belonged to this country," he said in his gallery and studio, Dream, its walls covered with oil paintings of nudes and landscapes.

"I had hope for this country that it would work," he said, pressing his hands against the sides of his head. "Now I have none. We tried to change the government by an election, and the same people come back. It's a sign that the constitution is a failure."

Signs abound that these skilled, educated and middle-class Iraqis are withdrawing from public life. Hamoody, the widow, who heads the Democratic Forum for Civil Dialogue and Human Rights, said she has come to believe that speaking out for the rights of Iraq's women and disadvantaged is pointless when the political situation is so intractable.

"It's impossible for the situation to be good," she said in English. "I have met almost all of the politicians, and if you want my opinion, I would let them all go out of the country. I believe we need one like Saddam Hussein. He's the only one who can fix the Iraqi people."

In addition to dashing hopes in Iraq's democratic experiment, the political stalemate threatens the country's weak economy. A trickle of foreign and domestic investment has slowed to a halt as Iraqi and foreign companies wait out the political storm before making strategic decisions.

"The political situation now in Iraq casts a shadow on the general aspects of Iraqi life, and commercial traffic witnesses a standstill and freeze like the Iraqi political situation," said Salem Mohammed Obeidi, 40, an Education Ministry official in the northern city of Kirkuk.

Iraqis with money in their pockets are spending less, saving it for a potentially bleak future. Many of those who are staying have stopped traveling, going out or making long-term plans.

"More than two months have passed, and people don't see any signs of hope or good things from those for whom they voted," said Abdul-Razzaq Khalaf, 49, owner of a currency exchange in the southern port city of Basra, which was struck May 10 with its worst violence in years.

On Baghdad's Sanaa Street, the capital's main electronics market, vendors complain that customers at ministries and businesses who used to buy desktop computers, laptops and surveillance cameras have stopped placing orders.

Commercial districts are less crowded than they were before, as wary families opt to spend evenings close to home. Shop owners burdened with surplus inventory chain-smoke and fret while huddling with colleagues along sidewalks bare of customers.

"Now the street is afraid of the return of sectarianism," said Ahmad Mohammad, 36, a computer and telecommunications specialist who works at a vendor of Canon photocopy machines, where sales have dropped by two-thirds since a few days before the election.

"I can describe the situation as a time bomb. You don't know when it's going to explode."

Wednesday, May 19, 2010

اوباما وبوش والحرب على الارهاب

عن: شيكاغو تربيون
ترجمة: علاء غزالة

تسنم الرئيس اوباما منصبه قبل ستة عشر شهرا حاملا مهمة واضحة لمكافحة الارهاب: لا تكن مثل بوش. كما تجنب اوباما -عموما- استخدام مصطلح جورج دبليو بوش القائل "الحرب العالمية على الارهاب." فقد فضل فريق اوباما استخدام مصطلح يقول: "عمليات مكافحة التمرد خارج الولايات المتحدة."
لكن بعد ان وقعت هجمتين فاشلتين على اميركا، والمحاولة غير المتقنة لنشر الرعب قرب غراوند زيرو (أي المنطقة صفر) في منهاتن (وهي التي وقعت فيها هجمات الحادي عشر من ايلول)، فقد اخذت ادارة اوباما بتبني العديد من المواقف التي كانت تنسب الى بوش على انها موقفها الذاتي. فالبيت الابيض الذي واجه نفس التهديدات التي واجهت ادارة بوش قد نضج الى ادراك الحقيقة الواقعة: ان حماية الامن القومي الاميركي يتطلب اجراءات اكثر شدة مما كان اوباما وشركاه يعتقدون عندما كانوا مجرد منتقدين من الخارج، يتفرجون على ما يجري. واليك خمسة امثلة:
مدد اوباما، في وقت سابق من هذا العام، فترة نفاذ ثلاثة قوانين رئيسة تعتبر في صلب سياسة بوش لمكافحة الارهاب، والتي يطلق عليها (قانون الوطنية). احد هذه القوانين يجيز "التنصت المتنقل" على المشتبه بهم الذين يستبدلون اجهزتهم الخليوية للتمويه، بينما يسمح الاخر للوكالات الفيدرالية ان تطلب احضار بيانات مثل سجلات المكتبات العامة.
وبالمثل، واصل اوباما احدى ممارسات بوش المعروفة بالاناطة rendition، وهو ارسال الارهابيين المشتبهين الى بلدان ثالثة واناطة امور الاعتقال والتحقيق معهم بذمة تلك الدول. وعلى الرغم من اعلان اوباما وتشديده على انهاء هذه الممارسة، فقد انتهى الى الموافقة عليها بشرط ان يحصل السجناء المرسلون الى تلك البلدان على معاملة افضل، لضمان عدم تعرضهم الى التعذيب.
وأجبر اوباما على رفض قرار المدعي العام، ايرك هولدر، القاضي بمحاكمة خالد شيخ محمد، المتهم بانه العقل المدبر لاحداث الحادي عشر من ايلول، في محكمة مانهاتن الفيدرالية. وكان هولدر قد أطر قراره على انه اخلاقي وقانوني: سوف تنأى ادارة اوباما بنفسها عن سلفها عن طريق اظهار التزامها بتطبيق القانون. لكن ثبت ان دعوة هولدر ليست الا فكرة بليدة بسبب المصاعب الامنية الجمة والكلفة المالية الضخمة التي تتطلبها اجراء المحاكمة في ذلك الموقع.
ووجدت ادارة اوباما نفسها في المحكمة تدافع عن الصلاحيات الرئاسية المتعلقة بالارهاب، والتي كانت ادارة بوش قد فرضتها. ففي قضية الرقابة الغير مصرح بها، على سبيل المثال، حاول المسؤولون في ادارة اوباما دون جدوى ايقاف دعوى قانونية تتعبر ان بوش قد خرق القانون حينما اجاز التجسس على المشتبهين بالارهاب بدون الحصول على تخويل قضائي. وجادل مسؤولو ادارة اوباما، كما فعل بوش، بان "الصلاحيات الرئاسية المتعلقة باسرار الدولة" تتفوق على القانون الفيدرالي فيما يخص شؤون الامن القومي.
وعندما تعلق الامر باستجواب المشتبهين بالارهاب فان الادارة بدأت بالتراجع عن اصرارها على اتخاذ الاجراءات القانونية حسب القواعد النافذة بحيث صارت توجه التهم الى الارهابيين بسرعة قبل ان تتيح لهم بحث الامر مع محاميهم، كما حدث مع المشتبه النايجيري في تهمة محاولة تفجير الطائرة المتجهة الى ديترويت يوم عيد الميلاد. فقد تم اجراء تحقيق مكثف مع المشتبه به، عمر فاروق عبد المطلب، لمدة خمسين دقيقة قبل ان يتلى عليه حقه في التزام الصمت، وهو ما قام به لاحقا. وقد صرح هولدر، يوم الاحد، ان الادارة تسعى الى اصدار قانون جديد يتيح للمحققين ان يجروا تحقيقاتهم مع المشتبهين بالارهاب حتى قبل ان تتلى عليهم حقوقوهم. يا لها من خطوة موفقة.
لقد حظيت ادارة اوباما بنعمة فشل محاولتين ارهابيتين في مدى خمسة اشهر: حادثة طائرة يوم عيد الميلاد ومحاولة يوم الاول من آيار في ساحة تايمز سكوير التي قام بها فيصل شهيد، المواطن الباكستاني الاصل والحاصل على الجنسية الاميركية. ويبدو الان انه قد حصل على المساعدة من داخل هذه البلاد (اميركا). ففي يوم الثلاثاء القى العملاء الفيدراليون القبض على ثلاثة رجال باكستانيين يشتبه بتقديمهم الاموال الى شهيد.
طرحت هذه المحاولات الفاشلة اسئلة مهمة جديدة حول الاستحضارات الامنية. لذا فانه لامر مشجع ان تسمع نبرة مختلفة من هولدر يوم الاحد. اخيرا، اعترف المدعي العام ان الولايات المتحدة تواجه عدوا لا يلعب حسب القواعد المكتوبة.
وأكد هولد الى ان الادارة سوف تسعى الى منح المحققين مساحة اوسع في استجواب المشتبهين بالارهاب بدون قراءة حقوقهم عليهم. هذا الامر سوف يكون استثناءا من قاعدة ميراندا، والتي تنص على وجوب اعلام المشتبه به بحقه في التزام الصمت واستشارة المحامين.
وقال انه سوف يعمل على "ان يقدم مقترحا يتوافق مع الدستور ويكون مع ذلك مناسبا لعصرنا الراهن والتهديدات التي نواجهها الان."
(التهديدات التي نواجهها الان). يتحدث هولدر من الخبرة الراهنة، من الثغرات الامنية التي فضحتها المحاولتين الارهابيتين الفاشلتين. تعكس كلماته الحاجة الملحة. لا يستطيع هولدر واوباما ان يسألا بأدب طالبان في الباكستان، وهي الحركة المرتبطة بهجمة تايمز سكوير، ان تتفضل عليهما بتأجيل الهجمة الارهابية التالية على الولايات المتحدة لبضعة شهور، حتى يتسنى للكونغرس ان يتنازع حول الاستثناء الجديد من قاعدة ميراندا. او ان يطلبا منها ان تمتنع عن القيام بالهجمات لمدة عام قبل ان تفصل المحاكم المختصة بدستورية او عدم دستورية قوانين التحقيق الجديدة. او ان تنتظر (طالبان) حتى يتم استجواب المسؤولين حول المحاكم العسكرية، او الاناطة، او غيرها من القضايا.
ان اولى الاولويات بعد ابطال هجمة ما هي جمع المعلومات الاستخبارية حول التهديد المحدق، والتعرف على كيفية تدريب وارسال المشتبه به. هذا الامر يطغى على الحاجة الى معاملة المشتبهين بالارهاب على انهم مجرمين عاديين، ويعني هذا مراجعة جميع الاجراءات القانونية الضرورية للحصول على الادانة مستقبلا في المحاكم الفيدرالية. تعيش ادارة اوباما نفس الواقع الذي عاشه البيت الابيض في فترة حكم بوش: الهجمة التالية قد تحصل هذا اليوم او غدا او في العام القادم. لكنها آتية لامحالة.

Obama, Bush and terror

President Barack Obama took office 16 months ago with a clear anti-terror mission: Don't be Bush. Obama generally avoided the George W. Bush term "global war on terror." Team Obama preferred "overseas contingency operation."
But after two failed attacks on America, and an ill-conceived attempt at a terror show trial near ground zero in Manhattan, the Obama administration is embracing many Bushian anti-terror stances as its own. A White House faced with the same threats the Bush administration faced has matured into what must be a sobering realization: Protecting America's national security demands sterner stuff than Obama & Co. realized when they were critics on the outside, looking in. Five examples:
Early this year, Obama extended three key provisions of the Bush anti-terror centerpiece, the Patriot Act. One provision authorized "roving wiretaps" of suspects who switch cell phones to elude detection; another allowed federal agents to subpoena data such as library records.
Obama has continued the Bush practice known as rendition, sending terrorism suspects to third countries for detention and interrogation. Even though Obama had strongly suggested he would end the practice, he settled for better monitoring of the treatment of prisoners sent to other countries to ensure they weren't tortured.
Obama was forced to reverse Attorney General Eric Holder's decision to try accused 9/11 mastermind Khalid Sheikh Mohammed in a Manhattan federal court. Holder had portrayed his decision as moral and legal: The Obama administration would set itself apart from its predecessor by showing its commitment to the rule of law. But Holder's call proved to be a boneheaded idea because of onerous security problems and costs posed by the location.
The Obama administration has found itself in court defending terror-related presidential powers asserted by the Bush administration. On warrantless surveillance, for instance, Obama officials tried and failed to halt a lawsuit charging that Bush broke the law when he authorized warrantless spying on terrorism suspects. Obama officials argued, as Bush had, that the presidential "state secrets privilege" trumped federal law in national security matters.
On questioning terror suspects, the administration now is backing off its by-the-book instinct to quickly charge terrorists and let them lawyer up, as it did with the Nigerian suspect in the attempted Christmas Day bombing of a Detroit-bound airliner. The suspect, Umar Farouk Abdulmutallab, was grilled for a scant 50 minutes before being advised of his right to keep silent — which he then did. On Sunday, Holder said the administration would seek a new law allowing investigators to interrogate terror suspects without first informing them of their rights. Good move.
Obama administration officials have had the luxury of two dry runs — two failed terror assaults in five months: the Christmas Day airplane incident and the May 1 attempted car bomb attack in Times Square by Faisal Shahzad, a naturalized American citizen from Pakistan. Now it appears he had help in this country. On Thursday, federal agents arrested three Pakistani men suspected of providing Shahzad money.
These failed assaults have raised significant new questions about our preparedness. So it was encouraging to hear a different tone from Holder on Sunday. The attorney general now — finally — acknowledges that the U.S. faces a relentless enemy who doesn't play by the book.
Holder said the administration would seek legislation giving interrogators wider latitude in questioning terror suspects without advising them of their rights. That would be an exception to the Miranda rule, which says suspects must be warned of their rights to remain silent and to consult a lawyer.
He said he'd work to "come up with a proposal that is both constitutional but that is also relevant to our time and the threat that we now face."
The threat that we now face. Holder is speaking from recent experience, from the dangerous gaps exposed by these two failed terror attacks. His words reflect urgency. Holder and Obama can't politely ask the Pakistani Taliban, linked to the Times Square attack, to please postpone its next terror plot against America for a few months, to give Congress time to grapple with a new Miranda exemption.
Or to hold off for the years it could take for new interrogation laws to be deemed constitutional or not by the courts.
Or to wait while officials thrash through changes on military tribunals or rendition or other issues.
The first priority when an attack is thwarted is to gain intelligence about imminent threats, to learn who trained and sent the suspect. That trumps the need to treat terror suspects as potential criminal defendants — that is, to observe all the legal procedures necessary to win a future conviction in federal court.
The Obama administration lives with the same reality the Bush White House did: The next attack may come today, tomorrow or next year. But it will come

Wednesday, May 12, 2010

الجيش الاميركي بين قتال الافغان والتواصل معهم

عن: نيويورك تايمز
ترجمة: علاء غزالة

حضر اهالي قرية مرجه في افغانستان مراسم جنازة في نفس الوقت الذي كانت فيه قوات المارينز تخوض معركة مع مقاتلي حركة طالبان. تزداد تكلفة الحرب في افغانستان، مع كل تعقيداتها السياسية والثقافية، الا ان هناك امر واحد واضح للعيان: التنقل بين القتال والتواصل قد يؤدي الى مشاهد تدور لها الاذهان. بعض هذه المشاهد تبرز الصعوبات التي تواجه سياسة مقارعة الارهاب التي تخلط بين العنف غير المتكافيء ومحاولة التصرف بلطف. غير انها تظهر في نفس الوقت ان الجهود المبذولة لاتباع هذه السياسة في المناطق البعيدة عن كابول، في المناطق النائية، قد اضحت جزءا مركزيا في كيفية ادارة الحرب، حتى وان كانت فضائل تلك السياسة محط نقاش هاديء.
احد الامثلة على هذا حدث في منتصف شهر شباط، حينما انعزلت سرية كيلو، التابعة الى اللواء الثالث من الفرقة السادسة مارينز، بمفردها في منطقة زراعية شمالي مرجه، وهي منطقة تضم عدة قرى صغيرة موزعة بين الحقول الزراعية. وكان القتال على الطريقة القديمة بين سرية كيلو والمسلحين المحليين ومقاتلي طالبان قد استنزف وقتا طويلا من كل اليوم على مدى ايام عدة. ولجأ كلا الجانبين الى المواجهة بالبنادق والاسلحة الآلية عبر حقول المزارعين. كما استعملت قوات المارينز قنابل الهاون من عيار 60 ملم وطلبت مساعدة الطائرات السمتية الهجومية، وفي بعض الاحيان استعملت الهجمات الصاروخية، لدفع المسلحين الى الوراء والاستمرار في تنفيذ المهمات المدرجة على لائحتهم: الاستيلاء على جسر في بازار، واختيار موقع لاقامة معسكر كبير للشرطة الافغانية، وتطهير الشوارع من الالغام، وغيرها. وكان كل يوم –في الاساس– عبارة عن قتال بالاسلحة الخفيفة تتخلله انفجارات كبيرة ناتجة عن الاسلحة الثقيلة المساندة.
هبط الكولونيل براين كريستماس، آمر اللواء، قبل شروق الشمس في احد الايام، بالطائرة السمتية في مجمع عسكري صغير اتخذته سرية كيلو مقرا لها. واراد ان يزور احد الرجال المسنين الافغان والذي كان قد تعرض لخسارة كبيرة قبل بضعة ايام: فقد كانت عائلته داخل بناية قـُصفت بالخطأ بصاروخ ارض ارض. قتل في هذا الحادث اثنا عشر مدنيا، خمسة منهم اطفال، كما فقد رجل واحد، يعتقد انه دفن تحت الانقاض.
ارسلت دورية راجلة بصحبة الكولونيل لزيارة البيت المهدّم عند الفجر. وهذا يعني ان عليهم المرور من خلال العديد من المناطق المفتوحة التي يراقبها القناصين وحملة الاسلحة النارية الآلية من المتمردين، والذين اطلقوا النار في كل يوم على دوريات جنود المارينز، واجبروها على خوض معارك حامية الوطيس وهي تهرع طلبا لملاذ يحميها من تلك الهجمات. لكن دورية الكولونيل سارت هذا الصباح لمسافة حوالي كيلومترين بدون ان تتعرض لاطلاق النار. لقد بدا ان هناك شيء ما مختلف. ثم توقعت الدورية انها ستتعرض الى فخ عند عودتها، لكنها اكملت مسيرها في طريق العودة بعد سويعات بدون ان يطلق النار عليها احد. لكن ما ان دخل قائد السرية الى آخر مجموعة من الابنية المجاورة الى مقر السرية تعرضت مؤخرة الدورية الى نيران البنادق من مسافة بعيدة في الحقول. لكن كان ذلك مجرد جهد بلا فائدة، حيث اصطف جنود المارينز باتجاه مصدر النيران وقيّموا الموقف، ثم قرروا عدم الرد على تلك الاطلاقات وانسلوا في طريقهم الى القرية حاملين خططهم لهذا اليوم.
ثم حدث شيء خلاف المعتاد. فقد تجمع عدد كبير من الرجال الافغان حول قبر حُفر حديثا. لمح الرجال قوات المارينز باعين غائمة، ما اثار التساؤلات لدى الكولونيل كريستماس. وسرعان ما دُعي الى منزل، حيث تحدث الى العائلة لفترة وجيزة ليستشعر ما كان يحدث في المقبرة. لم تتطابق القصص التي سمعها في البداية مع بعضها البعض. قال اهالي القرية ان المراسم كانت لدفن طفل، كان قد اصيب عند تواجده في منطقة حدث فيها تبادل لاطلاق النار في اليوم السابق. لم تكن تلك القصة مقنعة. لقد كانت الحفرة بطول سبعة اقدام وبعرض يزيد على عرض رجل بالغ، فلماذا تـُحفر مثل تلك الحفرة ليدفن فيها طفل؟ وبينما كانت بقية افراد المارينز واقفين في الخلف كان هناك جنود افغان يخالطون الاهالي. تطورت القصة اكثر. حسنا، ربما كانت الضحية في الواقع شخصا بالغا. وربما كان قد اصيب بطلق ناري في القتال. ثم اتخذت قصة الاهالي شكلها النهائي. نعم، لقد اصيب رجل في القتال الكثيف في اليوم السابق، لكنه لم يكن متمردا. لقد كان مجرد متفرج. وحينما سُئل القرويون عن تفاصيل مثل اين كان واقفا، وفي أي وقت حدث ذلك، ثار جنون الاهالي. تعجب جنود المارينز، هل كانوا يحضرون جنازة احد عناصر طالبان؟ وهل كانت تلك الجنازة هي السبب في عدم تعرضهم الى فخ خلال هذا النهار، لان الكثير من الرجال الذين طالما نصبوا لهم الفخاخ على مدى اسبوع كانوا حاضرين هذا المأتم، مستقطعين وقتا لممارسة طقوس الدفن؟
غير ان الكولونيل اختار ان يستغل مراسم الجنازة على انها فرصة، متبعا احد اعراف سياسة مقارعة الارهاب. كان هناك عدد قليل من الرجال الافغان الذين يرغبون في التعامل مع قوات المارينز في الايام الاولى. بدا ان القرية كانت مهجورة. اقترب من المقبرة، فدُعي الى الجلوس، ومن ثم خاطب الرجال. قال: "اشاطركم الحزن لفقدان احد ابنائكم. هذه خسائر بلا ضرورة في وقت الحرب." ثم اضاف: "السبيل الوحيد لكي ننجح يكمن في يعمل كل من الجيش الوطني الافغاني وقوات المارينز وانتم مع بعض."
طلب الكولونيل كريستماس من اهالي القرية ان يعزلوا عناصر طالبان عن مجتمعهم، وقال انه ما ان ينقشع القتال حتى تبدأ التنمية. فقد تم تخصيص الملايين من الدولارات لانشاء المشاريع وتوفير فرص العمل. ومع تحسن الوضع الامني سوف يرتفع المستوى المعيشي المحلي. وبدون ان يوجه الاتهام الى أي من الشباب قبالته بانهم مقاتلون، المح الى انه على من كان يقاتل قواته ان يلقي بالسلاح ويمضوا في طريقهم الى الحياة الجديدة.
وقال: "قولوا للشباب الافغان الذين غررت بهم حركة طالبان للتحدث بلغة السلاح ان يضعوه جانبا وان يعودوا الى ديارهم. سوف لن يحدث شيء لهم." قاطعه احد الرجال الافغان المسنين قائلا: "ليس بمقدورنا ان نقاتل طالبان. ليس لدينا شيء، هذه مهمتكم." كما اشتكى الرجل من قيام المارينز بتفتيش المنازل، وقال: "هذا العمل يحط من قدرنا."
قال الكولونيل ان تفتيش المنازل كان جزءا من عمليات التمشيط في عموم منطقة مرجه، لكن تم ايقافها. وفي موضوع عمليات التمشيط الاولية، كان لدى الرجل المسن طلبا: فقد مات رجل من اهالي القرية واعتقل رجل اخر، واسمه عبد الغني، من قبل قوات المارينز ولم يره احد من ايام عدة. فما الذي سيتم فعله في هذا الشأن؟
كانت قوات المارينز قد وجدت عبد الغني في منزل على مقربة من المقبرة في اليوم الاول من الهجوم. احتوى المنزل على عدد من المواد التي يعتبرها المارينز مكونات لصناعة القنابل: اكوام من قدور الطبخ الجديدة، قابلوات كهربائية، واكوام من السماد الكيمياوي. اقتيد عبد الغني خارج المنزل، وعلى الرغم من عدم معرفة اهالي القرية بما كان يحصل، تم احتجازه في المقر المؤقت القريب منهم. التفت الكولونيل نحو الكابتن جوشوا بيغرز، وهو آمر سرية كيلو، والذي كان على مقربة منه، وبعد تبادل حديث قصير، واجه الكولونيل الجمع الصغير، وقال: "سوف ارى ما يمكنني فعله. امهلوني ساعتين او ثلاثة." ثم ابتعد الكابتن بيغرز قليلا وتحدث عبر جهاز الراديو قائلا: "انا اجيز اطلاق سراح الشخص المعتقل."
اذا كانت سياسة مقارعة الارهاب قائمة على اساس قوية، وان كان لها فرصة في النجاح في افغانستان، وهما العاملين اللذين مازالا محط نقاش بين قادة الجيش، فان السعي لاستمالة المشاعر بين المدنيين الافغان ربما سوف يكون اكثر اهمية على المدى الطويل من الفعالية النسبية للمهارات المادية لدى كل من الفريقين. وكانت سلسلة من الحاميات الحديثة التشكيل قد نظرت بتمعن في تجهيزات حركة طالبان، وتكتياتها ومهارات الرمي عند افرادها، بضمنها شروعهم في استعمال القناصين في محافظة هلماند. من الواضح ان المهارات القتالية والوسائل القتالية امران لهما تأثير في نتائج الجهود الاميركية والافغانية في مواجهة حركة طالبان. غير ان الكفاح الاكثر هدوءا والاقل اثارة، من طرق عدة، لاحداث التغيير في الرأي العام، لهو امر يعسر على القياس، كما ان ادوات القياس (مثل عدد الناخبين المسجلين، عدد الرجال المشاركين في المجالس المحلية، الخ) تبدو منفصلة عن الطريقة التي يصنع فيها اهالي القرى الافغان قرارتهم ويسيرون فيها شؤونهم.
ان قرار اطلاق سراح المعتقل عبد الغني انما هو نوع من القرارات التي يصعب تقييمها واستخلاص العبر منها. كم من القرارات المماثلة سوف يؤثر على مجريات الحرب؟ لا احد يمكنه ان يجيب بثقة. لكن عدد كبير من الضباط في ارض المعركة يرون ان هناك امكانية للحصول على مكاسب تفوق المخاطر الناجمة عنه.
بعد دقائق قليلة، اقترب الكابتن بيغرز من الكولونيل وتكلم معه بصوت خفيض. حرك الكولونيل رأسه بالموافقة، وقال محدثا الجمع: "سوف آتيكم بعبد الغني في غضون عشرة دقائق، واسلمكم اياه. اريد ان اريكم اني اثق بكم، وان عليكم ان تثقوا بي."
وما هي الا هنيهة حتى برز اثنان من عناصر المارينز من خلف زاوية البناية، وكان عبد الغني بينهما، يمشي وئيدا غير واثق مما سيحل به. تطلع الى المنظر امام عينيه، جمع من الرجال المحليين جالسين في مأتم برفقة دورية من المارينز. طلب الكولونيل كريستماس الاذن من الرجال المسنين ثم اقترب من الرجل الذي يوشك ان يطلق سراحه. قال الكولونيل: "اهتم لامر عائلتك وساعد الجيش الافغاني وقوات المارينز." قام مترجم بنقل عبارات الكولونيل الى اللغة البشتونية. هز عبد الغني رأسه بالموافقة. قال الكولونيل: "ليكن الله معك. وليساعدك في اتخاذ قرارات صائبة." مشى عبد الغني ببطء بعيدا عن قوات المارينز باتجاه حافة المقبرة والقبر الذي تم حفره حديثا، بينما كان رجال القرية يتحركون نحوه. وسرعان ما تداوله الرجال بالتصافح والعناق.
هل كان عبد الغني صانع قنابل؟ ام انه كان سيء الحظ وضبط في عملية تمشيط سريعة؟ لم تكن الدلائل يقينية. لم يعلم رجال المارينز على وجه التأكيد. من المؤكد انه كانت هناك قنابل في المنطقة، وانها صنعت باستعمال المكونات التي عثروا عليها في منزله. (بعد ايام قليلة، وبعد ان فتح الطريق الى شمال مرجه، انفجرت قنبلة مخبأة في الطريق على قافلة الكولونيل، كما عثر على قنابل اخرى قبل انفجارها.)
لكن ذلك لا يهم. لقد تم اتخاذ القرار. في هذا اليوم، وبعد ايام عديدة من القتال المكثف والهجمات الصاروخية الضالة، فان اطلاق سراح عبد الغني قدم فرصة لبادرة حسن نية فورية. وبموجب الافكار التي تحرك مقترحات مقارعة الارهاب الغربية في هذه اللحظة، ينظر اليه على انه اكثر قيمة ان اطلق سراحه في اثناء مراسم جنازة، وان كان محتملا ان يتحول الى مقاتل لدى طالبان، مما لو كان سوف يرسل الى السجن.

Toggling Between Fighting and Outreach in Afghanistan

Tyler Hicks/The New York Times A funeral in Marja, Afghanistan, was attended by villagers during ongoing fighting in the area between American Marines and Taliban fighters.
However the Afghan war is faring over all, across the wide and varied expanse of Afghanistan, with all of its political and cultural complexity, one thing is abundantly clear: toggling between fighting and outreach can create head-spinning scenes. Some of these scenes underline the difficulties inherent in a counterinsurgency doctrine that mixes lopsided violence with attempts to make nice. But they also simultaneously demonstrate that the efforts to follow the doctrine far from Kabul, out on remote ground, have become a central part of how the war is waged, even as the merits of the doctrine are quietly debated.
One example was in mid-February, when Kilo Company, Third Battalion, Sixth Marines, was still isolated and alone in the agricultural strip in northern Marja, a region of small villages between patches of open steppe and irrigated poppy fields. The old-school fighting between Kilo Company and the local gunmen and Taliban fighters had consumed a large part of each day for several days running. Both sides had settled into rifle and machine gun battles across the farmers’ fields. The Marines were also using their 60-millimeter mortars and calling in helicopter attack gunships and occasional air or rocket strikes, pushing off the insurgents while continuing down their list of tasks: seizing a bridge and bazaar, selecting a site for a large Afghan police outpost, clearing roads of mines, and more. Each day was basically a rolling gunfight, punctuated by the larger explosions of supporting arms.
In the darkness before sunrise one morning, Col. Brian Christmas, who commands the battalion, landed by helicopter at the small compound that Kilo Company had temporarily occupied for its command post. He wanted to visit an elderly Afghan man who a few days before had suffered a terrible loss: his family had been inside a compound that was mistakenly struck by a ground-to-ground guided rocket. Twelve civilians had been killed, five of them children, and one man remained missing, presumably buried under the rubble.
At dawn, a small foot patrol set out with the colonel to visit the ruined home. This meant crossing several open areas that had been watched over by insurgent snipers and machine gunners, who each day had fired on the Marine patrols and turned previous crossings into intensive skirmishes and long mad dashes for cover. On this morning, the colonel’s patrol walked through the open for roughly two kilometers (about a mile and a quarter) without coming under fire. Something, it seemed, was different. And then the patrol, anticipating being ambushed on the return walk, made it almost all the way back a few hours later without getting into a firefight again. As the lead Marines entered the last cluster of buildings near the company command post, the tail end of the column came under rifle shots from a distant field. But these were a desultory effort, and the Marines, after orienting toward the fire and assessing it, paid the incoming shots little more mind, and slipped into the village with plans to get on with the day.
Then something unusual happened.
In the center of this tiny village, a large group of Afghan men were gathered at a freshly dug grave. The men eyed the Marines coldly.
Colonel Christmas was intrigued. Soon he was invited into a home, where he talked with a family for a short while to get a sense of what was happening in the graveyard. The initial stories did not quite square. A child was being buried, the villagers said; he had been hit in the cross-fire the day before. This did not add up. The hole was perhaps seven feet long and wider than a grown man. Why dig such a hole for a child? As the rest of the Marine patrol stood back, Afghan soldiers mingled with the villagers. The story became more developed. O.K., the new line went, maybe the victim was in fact an adult. And maybe he had been shot in the fighting. Then the villagers’ story took its final shape. Yes, the man had been shot in the heavy fighting the day before. But he was not an insurgent. He was a bystander. Asked where the man had been standing when he was shot, and at what time, the villagers grew hazy with details. The Marines now wondered. Had they walked into a Taliban funeral? And was the funeral the reason that they had not been ambushed throughout the morning, because many of the men who had been ambushing them all week were now right here, taking a break while tending to ritual?
Colonel Christmas, following the mores of counterinsurgency, chose to use the funeral as an opportunity. Very few Afghan men had been willing to mingle near the Marines in the first days. The village had seemed deserted. Whoever these men were, this was a chance to talk. He approached the graveyard, was invited to sit and addressed the men.
“We mourn with you for the loss of one of your sons,” he said. “These are unnecessary losses in a time of war.”
He added: “The only way we will be successful is if the Afghan National Army, the Marines and you work together.”
Colonel Christmas asked the villagers to help separate the Taliban from the population and said that once the fighting eased, development could begin. Millions of dollars had been set aside for projects and jobs, he said. With security, the local standard of living could improve. And without accusing any of the young men in front of him of being fighters, he elliptically suggested that those who had been fighting consider setting aside their guns and moving forward with what would become a new life.
“Tell the young Afghanis who the Taliban had told to take up arms to put them down and come home,” he said. “Nothing will happen to them.”
One of the older Afghans interjected. “We can’t fight the Taliban,” he said. “We have nothing. That’s your job.” The man also complained that Marines were searching homes. “This is disrespectful of us,” he said.
The colonel said that house searches were part of the initial sweep through Marja but were stopping. On the subject of the initial sweeps, the elder had a request: One villager was dead already, and another – Abdul Ghani — had been detained by the Marines and not been seen for several days. What could be done about this?
Abdul Ghani had been found by the Marines in a home near the graveyard on the first day of the offensive. The home contained a room with a cluster of materials the Marines considered to be bomb-making ingredients: stacks of new cooking pots, electrical cables and sacks of fertilizer. Abdul Ghani had been led away, and though the villagers did not know it, he was being held under guard in the temporary command post a short walk away. [Note: Abdul Ghani was not the man in this video. Kilo Company detained two suspected bombmakers in the first week in Marja.]
The colonel gestured to Capt. Joshua P. Biggers, the commander of Kilo Company, who leaned close. They had a quick conference. Then the colonel faced back to the small crowd.
“I will see what I can do,” he said. “Give me two or three hours.”
Captain Biggers stepped away and spoke into his radio. “I’m authorizing the release of the detainee,” he said.
If American counterinsurgency doctrine is sound, and to have a chance of succeeding in Afghanistan – two assertions that remain subjects of debate within the ranks – then the contest for public sentiment among Afghan civilians will arguably be more important over the long run than the relative effectiveness of each side’s martial skills. A series of recent posts looked closely at the Taliban’s equipment, tactics and marksmanship, including their recent use of snipers in Helmand Province. Fighting skills and fighting methods obviously matter to the outcome of the American and Afghan effort against the Taliban. In many ways, the quieter and less spectacular struggle for popular sentiment is much harder to measure, or the measurements (numbers of voters registered, numbers of local men coaxed into joining small governing councils, etc.) feel disconnected from the ways Afghan villages actually make decisions and tend to their affairs.
The decision with Abdul Ghani’s detention is the sort of action that is difficult both to assess and to make extrapolations from. How much do actions like this influence the war? No one can quite be sure. But a sizeable contingent of officers on the ground believe that the potential gains from such a gesture can outweigh the risks.
After a few minutes, Captain Biggers approached the colonel and spoke softly. The colonel nodded.
“In 10 minutes, I will bring Abdul back, and I will give him to you,” the colonel told the group. “To show that I trust you, and you must trust me.”
A short while later, two Marines rounded the corner of a building. Between them was Abdul Ghani, who walked slowly, unsure of what was happening. He eyed the sights in front of him: a few local dozen men, sitting at a funeral with a patrol of armed Marines.
Colonel Christmas excused himself from the elders and approached the man he was about to set free.
“Take care of your family and work with the A.N.A. and the Marines,” the colonel said, using the acronym for the Afghan National Army. An interpreter translated the colonel’s words to Pashto. Abdul Ghani nodded. “May God be with you,” the colonel said. “And may he help you make good decisions.”
Abdul Ghani walked slowly away from the Marines, toward the edge of the cemetery and the freshly dug grave, as the village’s men moved toward him. Soon he was passed from man to man in a series of embraces and hugs.
Was Abdul Ghani a bomb maker? Was he just unlucky and caught up in a fast sweep? The evidence had been uncertain. The Marines did not know for sure. Certainly there were hidden bombs nearby, and they had been made from the kinds of components found in his home. (A few days later, when the roads into northern Marja were opened, the colonel’s convoy would strike one of the hidden bombs, and several others would be found.)
But no matter. The decision had been taken. On this day, after several days of intensive fighting and an errant rocket strike, the release of Abdul Ghani offered a chance for a spontaneous good-will gesture. Under the ideas that at the moment drive Western notions of counterinsurgency, he was seen to be more valuable being set free at a funeral for what may well have been a Taliban fighter than being moved along toward jail.

Wednesday, May 05, 2010

قتال الولايات المتحدة للقاعدة في اليمن قد ينقلب عليها

عن: كريستيان ساينس مونيتر
ترجمة: علاء غزالة

تسببت محاولة اغتيال السفير البريطاني في اليمن هذا الاسبوع، بالاضافة الى نشر شريط الفيديو المنسوب الى المفجر الانتحاري في يوم عيد الميلاد، والذي تلقى تدريبه في فرع القاعدة باليمن، تسبب كل ذلك في التركيز على الحاجة الى ستراتيجية اقوى لمقارعة الارهاب في اليمن.
وكانت الولايات المتحدة قد زادت من مساعداتها العسكرية الى اليمن بعد ان تبنى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المسؤولية عن محاولة تفجير الطائرة المتجهة الى ديترويت يوم عيد الميلاد. كما استهدفت الحكومة اليمنية، في الاشهر الاخيرة، الكثير من نشطاء هذا التنظيم، وعادة ما يتم تنفيذ هذا الامر بالتنسيق الهاديء مع الولايات المتحدة.
لكن الخبراء يحذرون من ان تصاعد العمليات العسكرية، بالاضافة الى التعاون المعلن مع اميركا، قد يؤديان الى فشل العمليات، ما لم تقم اليمن بتنويع طرق التعامل مع الموقف، الامر الذي قاد الى النجاح في البلد المجاور، المملكة العربية السعودية.
يقول جورجي جونسن، الخبير في شؤون اليمن بجامعة برنستون في ولاية نيوجيرسي: " كان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، حتى يوم عيد الميلاد عام 2003، اقوى من اي وقت مضى في اليمن. وعلى مدى الاشهر القليلة الماضية، تلقى التنظيم سلسلة من الضربات، لكن لا يبدو ان ايا من تلك الهجمات سوف يؤدي الى اخراج التنظيم عن مساره في اي مدى زمني منظور."

يوم في وحدة يمنية لمكافحة الارهاب
يقوم جوهر مقارعة الارهاب في اليمن على العمليات العسكرية الموجهة من قبل وحدة مكافحة الارهاب اليمنية، مع مساعدات اميركية وبريطانية مقدمة على شكل تمويل وتدريب واستخبارات. وقد وافق وزير الدفاع الاميركي، روبرت غيتس، في شهر شباط الماضي، على منح مساعدات عسكرية بقيمة مئة وخمسين مليون دولار الى اليمن للعام 2010، بعد ان كانت قيمة المساعدات في العام الماضي سبعة وستين مليون دولار. واستنادا الى مسؤولين التقت بهم وكالة رويترز، فقد تم تخصيص ثمانية وثلاثين مليون دولارا من هذه المساعدات الى عمليات النقل الجوي، بينما تذهب اربعة وثلاثين مليون دولار الى "المساعدة التقنية" للقوات الخاصة اليمنية.
وكانت وحدة مكافحة الارهاب اليمنية قد تشكلت في عام 2003، وتتألف من مئتي مقاتل يعيشون في مقر الوحدة المركزي بصنعاء. وهم يحضرون دروسا تدريبية خمسة ايام في الاسبوع، عند ميدان موانع صغير وبدائي على مبعدة ثمانية اميال عن العاصمة.
قام فريق صغير يرتدي البدلات العسكرية النظامية، في الايام الاخيرة، بتنفيذ تمرين قتالي. ركض الجنود الى نقطة ثابتة قبل ان ينبطحوا ارضا ويطلقوا النار على هدف مرتفع. وبعد ان اطلقوا النار على هذا الهدف بتجانس تام، نهضوا وركضوا الى نقطة هدف اخرى فاطلقوا النار على قناني زجاجية خضراء وضعت على جدار، ثم تقدموا واطلقوا النار باستعمال المسدسات على هدف مؤلف من الواح خشبية من مسافة قريبة. وتوسط المكان هيكل خرساني فارغ يمثل منزلا، حيث تدربت الوحدة على اقتحامه.
وتضم وحدة مكافحة الارهاب فريقا نسائيا من اثنيتن واربعين امرأة، يعملن مع مدربات اميركيات، وهن يتدربن على الرمي في الميدان كذلك. كما يمكنك سماع صوت التدريبات الجوية فوق رأسك. يقول الرائد ابو لحوم، وهو احد اعضاء الفريق منذ تأسيسه، انهم كانوا يخوضون عمليات قتالية اكثر، وبنجاح متزايد، في الشهور الاخيرة: "علينا ان نعزو الفضل في ذلك الى التدريبات الاميركية والبريطانية."
بدت اشراقة باهتة على وجه عمار، وهو ضابط صف شاب، وقد اعتمر خوذة سوداء وحزام الاطلاقات النارية، بعد ان انهى تمرين الموانع. قال: "نحن نجتمع كل يوم مع الاميركيين." واضاف انهم يعطوه دروسا في تفتيش المنازل، والرمي، والتدريب الطبي. واوضح انه يخوض التدريبات خمسة ايام في الاسبوع، ويقوم بتمارين ليلية في بعض الاحيان، لكن الرائد لحوم قطع المقابلة معه بشكل اعتباطي، موجها ان الجنود غير مخولين في الحديث الى وسائل الاعلام.

التنسيق الاميركي-اليمني قد برفد القاعدة بعناصر جديدة
غير ان تعامل اليمن الوثيق مع الولايات المتحدة يشكل توازنا صعبا للحكومة اليمنية من ناحية، ويخاطر بتقوية تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من ناحية اخرى. يقول السيد جونسون من جامعة برنستون: "تريد القاعدة ان تظهر اليمن على انها مثيلا للعراق وافغانستان.. واظهار اليمن على انها محتلة من قبل قوة اجنبية، لانهم ما ان يفعلوا ذلك، فان ابواب التجنيد لصالحها سوف تفتح على مصراعيها." وهو يصف التصريحات التي يدلي بها المسؤولون اليمنيون بعدم وجود جنود اميريكين في اليمن على انها "نوع من التصريحات المحسوبة بعناية والموجهة الى الشعب اليمني بان هؤلاء ليسوا جنودا، وانما مستشارين فحسب، وان الولايات المتحدة لا تحتل اليمن."
وقد برزت الحالة اليمنية الى الاضواء بعد ان ادرجت وكالة الاستخبارات الاميركية المواطن الاميركي انور العولقي في قائمة الاغتيالات الخاصة بها، وهو رجل دين على صلة بالشخص الذي اطلق النار في قاعدة فورت هود، وبالشخص الذي حاول تفجير الطائرة يوم عيد الميلاد، والذي يعتقد انه مختبيء حاليا في اليمن. وكان وزير الخارجية اليمني، ابو بكر القربي، قد قال باديء الامر ان اليمن تنتظر من الولايات المتحدة دليلا على علاقة السيد العولقي بالارهاب قبل ان تسعى الى اعتقاله، لكنها عدلت عن هذا التصريح لاحقا.
وقد اخبر السيد القربي صحيفة المونيتر في مقابلة اجريت بمكتبه ان: "السلطات اليمنية تنظر اليه (العولقي) بان لديه ارتباط بالقاعدة، لذلك فهو مستهدف من قبل الحكومة اليمنية لاعتقاله ومحاكمته." وقد شدد على ان عملية القاء القبض على العولقي هي شأن داخلي محض. مضيفا: "سوف يخلق التدخل الخارجي، بطبيعة الحال، المشاكل السياسية للحكومة."

السعودية دفعت برجال المليشيا الى اليمن
بلد واحد كسر التوازن بين التعاون العلني مع الولايات المتحدة ومواجهة القاعدة، الا وهو المملكة العربية السعودية، والتي اطلقت هجمات محلية ضد هذا المجموعة تكللت بالنجاح في عام 2003. على ان القوات السعودية تحظى بتمويل افضل وكانت تتلقى التدريبات على يد الاجانب منذ اوائل السبعينيات. لكن الخبراء يعزون قدرة السعودية على تشتيت القاعدة الى اطلاقها مجموعة منوعة من المبادرات، الشيء الذي لم يفعله اليمن بعد.
يقول ثوماس هيغهامر، الزميل الباحث في مؤسسة نوروين لابحاث الدفاع في اوسلو: "بيت القصيد انهم قاموا باشياء كثيرة وهي بالتحديد التنويع الذي يبيّن جزئيا سر النجاح. انهم لم يعتمدوا حصريا على القوة." استعمل السعوديون الحملات الدعائية، وضيقوا على موارد تمويل المليشيات، وحدّوا من قدرتها على الحصول على السلاح، كما انهم عرضوا عفوا عاما عن المسلحين الذين ينبذون القاعدة. ويشير السيد هيغهامر الى ان "العنف انخفض في المملكة العربية السعودية الى مستوى صفر او عملية واحدة او اثنتين في السنة بعد عام 2006، كما ان تنظيم القاعدة لم يقوَ على نشر اي دعاية."
والمفارقة في الامر ان رجال المليشيات السعوديين قد انتلقوا الى اليمن. ففي كانون الثاني من عام 2009، اي بعد ست سنوات من بدء السعوديين بشن الهجمات ضد الارهاب، اندمج فرعي القاعدة في اليمن والسعودية تحت تسمية القاعدة في جزيرة العرب واتخذت من اليمن مقرا لها.
يقول كريستوفر بويك، العضو المشارك في برنامج الشرق الاوسط في معهد كارنيجي بواشنطن: "سوف يعود هؤلاء الرجال الى السعودية عندما تصبح الظروف الامنية اخف وطأة." ويؤكد هيغهامر ان مقياس النجاح في كلا البلدين يأتي من "ما يقوله المسلحون وما يفعلونه. ففي اليمن لا تزال القاعدة تنفذ العمليات بمعدل عشرات الهجمات في السنة، وهي ناشطة جدا في مجال الدعاية، لذلك مايزال امام اليمن شوط طويل تقطعه."

Why Yemen's US-aided fight against Al Qaeda could backfire

Sanaa, Yemen —

The attempted assassination of the British ambassador to Yemen this week, together with a purported video of the Christmas Day bomber training with Al Qaeda’s branch here, has drawn fresh attention to the need for a strong counterterrorism strategy in Yemen.
The United States sharply increased military assistance to Yemen after AQAP claimed responsibility for the attempted Christmas Day bombing of a Detroit-bound flight. In recent months, the Yemeni government has targeted dozens of suspected AQAP [Al Qaeda in the Arab Peninsula] operatives – often quietly working in tandem with the US.
But experts caution that unless Yemen diversifies its approach – which led to success in neighboring Saudi Arabia – increased military action as well as overt cooperation with America may ultimately backfire.
“Up until Christmas Day 2009, AQAP ... was stronger in Yemen than it had ever been before. Over the last few months, they’ve taken a series of hits … but none of these have been sort of the debilitating blow that’s going to knock the organization off its tracks for any sustained period of time,” says Gregory Johnsen, a Yemen expert at Princeton University in New Jersey.
A day in the life of Yemen's counterterrorism unit
The main crux of Yemen’s counterterrorism offensive is targeted military action by the Yemeni Counter Terrorism Unit (CTU), with the aid of American and British funding, trainers, and intelligence. In February, Defense Secretary Robert Gates authorized $150 million in security assistance for Yemen for fiscal year 2010, up from $67 million last year. According to officials interviewed by Reuters, $38 million of the funding is earmarked for a military transport aircraft, while $34 million will go to "tactical assistance" of Yemen's special operations forces.
The CTU was established in 2003 and consists of 200 fighters who live in barracks at the headquarters of Central Command in Sanaa. They attend training sessions five days a week at a small, primitive obstacle course about eight miles outside the capital.

On a recent day, a small team of soldiers in green camouflage ran drills. The soldiers ran to a fixed point before lying down and firing at an upper body target. Darting up in unison, they ran to another target point and fired at green glass bottles balanced on a wall, until moving on to firing pistols at a closer range on more targets that appeared to be cut from wood and cardboard. An empty concrete structure approximating a house stands amid the course, where the CTU practices approaching homes.

The CTU also has an all-woman unit consisting of 42 women, who work with female American instructors, who also practice shooting on the course. Overhead, the sound of Air Force practice could be heard.

Maj. Abu Luhom, who has been with the CTU since it was founded, says they have been running more, increasingly successful, missions in recent months: “We owe the credit to American and British training.”
Amar, a young warrant officer, gleamed with sweat under his black helmet and flak jacket after finishing the obstacle course. “Every day we sit with the Americans,” he said, adding that they coach him in house searching, shooting, and medical training. He explained that he trains five days a week and sometimes has night drills – before the interview was abruptly ended by Luhom's directive that soldiers were not authorized to speak to the press.
US-Yemen cooperation could boost AQAP recruitment
But working closely with the US is a difficult balancing act for the Yemeni government, and risks strengthening AQAP’s hand.
“Al Qaeda wants to present Yemen on par with Iraq and Afghanistan ... to present Yemen as being occupied by outside forces, because once they do that, then it throws open the gates of recruitment,” says Mr. Johnsen of Princeton. He describes statements by Yemeni officials that there are no US soldiers in Yemen as “a very sort of calculated quote to indicate to the Yemenis that these aren’t soldiers, they are just advisers – and that the US isn’t occupying Yemen.”
Yemen’s predicament was highlighted when the CIA added to its hit list American citizen Anwar al-Awlaki, a Muslim cleric tied to the Fort Hood shooter and Christmas Day bomber who is now believed to be hiding in Yemen. Initially, Foreign Minister Abu Bakr al-Qirbi said Yemen was waiting for US evidence of Mr. Awlaki’s terrorism ties before hunting him, but later amended his statement.
“Yemeni authorities look at him [Al-Awlaki] as having links with Al Qaeda and therefore he is targeted by the Yemeni government for arrest and prosecution,” Mr. Qirbi told the Monitor in a follow-up interview in his office. He maintained responsibility for capturing Awlaki was a domestic prerogative. “Outside interference, of course, will create political problems for the government.”
Saudi success has driven militants to Yemen
One country that has strike a balance between public cooperation with the US and countering Al Qaeda is Saudi Arabia, which launched a successful domestic offensive against the group in 2003. Saudi forces are better funded and have been receiving foreign training since the early 1970s, but experts maintain Saudi Arabia’s ability to dispel Al Qaeda stemmed from launching a variety of initiatives, something Yemen hasn’t done.
“The whole point is they’ve done many things and [it’s] precisely the diversity that partly explains the success. They’ve not relied exclusively on force,” says Thomas Hegghammer, research fellow at the Norwegian Defense Research Establishment (FFI) in Oslo. Saudis used propaganda campaigns, constrained the financial resources of militants, limited their ability to acquire weapons, and offered militants amnesty to encourage desertion from Al Qaeda.
“In Saudi Arabia, the violence subsided to the level of zero, one, or two [operations] per year after 2006 and the organization didn’t produce any more propaganda," adds Mr. Hegghammer.
The irony of the success of the Saudi program is that Saudi militants have moved to Yemen. In January 2009, six years after the Saudis bolstered their counterterrorism offensive, the Saudi and Yemeni branches of Al Qaeda joined forces under the new name Al Qaeda in the Arabian Peninsula and made Yemen their base.
“As the security environment in Saudi Arabia has gotten less permissive, these guys will relocate,” says Christopher Boucek, associate at the Carnegie Middle East program in Washington.
Measuring success in either country comes down to “what the militants say and what the militants do,” says Hegghammer. “In Yemen ... Al Qaeda is still carrying out operations at the rate of tens [of] attacks per year and is very active in producing propaganda, so [Yemen has] a long way to go.”

Wednesday, April 28, 2010

معاناة اللاجئين العراقيين في أميركا

عن: لوس انجلس تايمز
ترجمة: علاء غزالة

ادت اعمال التفجير والتعذيب وسنوات النفي الى تدمير عائلة عزيز في العراق. وهكذا، جاءت الانباء الجديدة تحمل البشارة: لقد تمت المصادقة على طلب اللجوء الذي تقدم به. سوف يذهب عبد العزيز وزوجته هيفاء واولادهما الاربعة الى الولايات المتحدة.
تنتمي العائلة الى الطائفة المندائية، وهي اقلية دينية تعرضت الى الاضطهاد في العراق، وقد تركت كل شيء خلفها في منزلها ببغداد، لكنها خططت لبناء حياة جديدة في مدينة إلكايون. وبعد عام، كان عبد العزيز، 49 عاما، يذرع بيته، المؤلف من غرفتي نوم، جيئة وذهابا محركا مسبحته في يده قلقا. فاولاده الثلاثة يخوضون في الطرقات بحثا عن عمل، ينافسون في ذلك المهاجرين من المكسيك. اما هيفاء، 49 عاما، فتحني ظهرها الذي مزقته القنابل، لتضيء شمعة وتصلي.
وكان عبد العزيز ثريا في الماضي، اذ انه كان يمتلك محل مجوهرات في العراق، الا انه الان يعتمد على المساعدات الحكومية ليتسنى له العيش في تلك البلاد، لكن مدة منح هذه المساعدات البالغة ثمانية اشهر قد انتهت بالفعل. ومازال افراد العائلة بلا عمل، شأنهم في ذلك شأن الكثير من العراقيين الذين يصادفوهم في انحاء المدينة.
ويقول عبد العزيز: "لماذا يأتون بالعراقيين الى هنا؟ ليست هناك فرصَ عمل."
وبالمثل اصبحت قصص تلاشي احلام المهاجرين في تزايد مستمر في هذه الضاحية التابعة لمدينة سان دييغو، حيث ازدحم الالاف من اللاجئين العراقيين في شققهم، وفي طوابير توزيع المساعدات الانسانية، وفي مدارس تعليم اللغة الانكليزية، بينما يمر تقديرهم للولايات المتحدة في اختبار فرضه عليهم شبح الفقر.
وعلى خلاف موجات اللاجئين السابقة، التي نجمت عن الحروب والصراعات، فان اعادة توطين العراقيين قد حطت بهم في صحراء اقتصادية. وتوارت فرص العمل والمنافع الحكومية السخية التي ساعدت اجبالا من المهاجرين السابقين على تسلق السلم الاقتصادي.
اضطر لاجئون مثل عبد العزيز الى بيع مجوهراتهم ومقتنيات العائلة الثمينة لدفع بدلات الايجار. وعمد آخرون الى اقتراض الاموال او العيش على المساعدات التي يرسلها اليهم اقاربهم في العراق. واحتشدت العوائل في شقق ضيقة، بينما استسلمت ثلة منهم فعادت الى الشرق الاوسط.
يقول مايكل مكاي، رئيس مكتب الكنسية الكاثولوكية في سان دييغو: "كان الامل يملؤهم عندما جاءوا الى هنا، وكانوا شاكرين. لكن بعد اشهر قليلة، تحطمت كل آمالهم. انه لامر محزن."
جاءت حالة اللجوء بشكل غير متوقع بالنسبة للكثيرين. فقد رفعت عملية الاطاحة بصدام ومن ثم اعدامه الامال بان يرتقي العراق، وهو البلد الغني بالنفط، الى مصافِ الدول الخليجية، يزهر باصحاب الملايين ويزخر بالمباني العالية الفخمة. لكن بدلا من ذلك، تفشى العنف الطائفي في عام 2006، مغذيا الهجمات ضد الاقليات العرقية والدينية، ما ادى الى فرار الكثير منهم الى سوريا والاردن. ثم قامت الحكومة الاميركية، التي غمرتها طلبات الهجرة، بزيادة عدد العراقيين المصادق على طلباتهم في عام 2008.
ومنذ ذلك الحين امتلأت المدن الاميركية بجاليات عراقية كبيرة. فقد وصل الى مدينة إلكايون، التي يقطنها ستة وتسعون الف نسمة يتحدر ربعهم من اصول عراقية، حوالي سبعة الاف عراقي في العام الماضي. ويتوقع ان تصل دفعة مشابهة هذا العام، ما يؤدي الى استنزاف الموارد والمدارس في تلك المدينة التي يعتقد انها تضم ثاني اكبر جالية عراقية في البلاد، معظمهم من المسيحيين الكلدان.
تنتشر لوحات اعلانية كتبت باللغة العربية على الطريق الرئيس في المدينة تشير الى مطاعم الكباب، وتكتظ المقاهي بالرجال العراقيين المتقاعدين والعاطلين عن العمل يرتشفون اكواب الشاي الاسود القوي. ويبتاع اللاجئون الذين يحوزون على (بطاقة الطعام) الخبز الحار والتمور من الاكشاك ويقفون في الطابور بانتظار الحصول على سرير من المتبرعين في كنيسة القديس بطرس. وهناك قوائم انتظار لدروس اللغة الانكليزية، وتم تحويل بعض اللاجئين الى المنازل المعدة لإيواء المشردين. كما ان قرابة نصف شاغلي دور الحضانة في مدارس المقاطعة المحلية هم من اللاجئين.
وفي الشهر الماضي، احتشد المئات من المهاجرين في بناية وكالة الخدمات الاجتماعية، ذات الغرف الثلاث، للقاء مسؤولين في الحكومة العراقية. وقد اضطرت الشرطة الى تفريق الجمع الغاضب الذين تجمعوا لمحاولة ترويج معاملتهم مع الحكومة العراقية.
يقضي جوزيف زيدون، رئيس مركز المقاطعة الشرقية للاجئين، ايامه في نقل الارامل اللاتي لا يتملكن سيارات الى العمل، وفي ايجاد عمل لبعض الناس، وفي ترجمة المكالمات الهاتفية لقوات الشرطة. وهو يصحو كل صباح ليجد العشرات من الرسائل الهاتفية من اناس يطلبون المساعدة. يقول زيدون، وهو يدير واحدة من حفنة من وكالات الخدمات الاجتماعية في المدينة: "انه لامر غامر. الناس في امس الحاجة. انهم بحاجة الى المساعدة، وليست هناك مساعدات كافية."
يمكنك قراءة قصص الفجيعة على وجوه نسوة محجبات، ورجال في متوسط العمر يلعبون الدومينو في المقاهي واطفال ينامون في غرف تقطعها حبال نشرت عليها الملابس. وكان اللاجئون قد خضعوا لمقابلات مكثفة اجريت من قبل السلطات الاميركية في الخارج، والتي توصلت الى ان خوفهم من الاضطهاد له ما يبرره. تقرأها في رجل اشيب الشعر يقف في طابور المساعدات الانسانية، عاطل عن العمل في بلد جديد، بعد ان كان قد تعرض للاختطاف وخسر مزرعتة الدواجن على يد رجال المليشيات. وفي رجل قوي البنية بجلس بمقهن كان قد عمل حارسا امنيا لمؤسسة صحفية اجنبية غادر بغداد بعد ان تلقى ظرفا بريديا يحوي خمس اطلاقات بداخله، واحدة لكل فرد من اسرته.
كثير من هؤلاء اللاجئين اطباء ومهندسين واصحاب حرف متعلمين، وهم يشعرون بالمهانة في قبول اعمال مثل غسل الصحون او الخدمة في المطاعم او تنظيف الحدائق، على انهم لا يستطيعون حتى الحصول على اي من تلك المهن.
يُقدر ان ثمانين بالمئة من اللاجئين عاطلين عن العمل، استنادا الى قادة المجتمع ووكالات الخدمات الاجتماعية. ويقوم زيدون، وهو مهندس سابق عمل في غسل الصحون عندما جاء الى الولايات المتحدة قبل اثني عشر عاما، بتشجيع ابناء جلدته على البدء من الحضيض ان دعت الضرورة. يقول: "علينا ان نتواضع وان ننسى ما كنا عليه هناك."
لم تنسَ جوان سليمان ماضيها السعيد، لكنها توصلت الى مساومة للمستقبل. فطبيبة التخدير هذه، والام لطفلين، غادرت بغداد بعد ان قتلت المليشيات ابن اخيها، وبالكاد نجت من انفجار سيارة مفخخة. وبسبب عدم قدرتها على العمل كطبيبة، بقيت عاطلة عن العمل هنا لمدة عام كامل قبل ان تحصل على عمل كمترجمة. وتعيش السيدة سليمان، 48 عاما، في شقة ذات غرفة نوم واحدة مع ابنتها التي تبلغ خمسة عشر عاما من العمر.
لا تبلغ مساحة مجمل الشقة التي تعيش فيها الان اكثر من سعة غرفة المعيشة في بيتها المؤلف من ثلاث طبقات ببغداد، لكنها على الاقل لن ترى اجزاءا بشرية وهي في طريقها الى العمل، او تضطر الى ارتداء غطاء الرأس عند خروجها، وهو ما ترغم الكثير من النسوة على فعله في العراق. وهي تقول ان منطقة سان دييغو آمنة، وهذا بحد ذاته بركة، على حد قولها. وتضيف: "ان لم اذهب الى الجنة بعد الموت، فانا اعيشها الان."
امتلك عبد العزيز معملا في بغداد واربعة متاجر. وكان لدى عائلته منزلا يحتوي على ست غرف نوم وذا حديقة غنـّاء. وكان لديهم خدم وسائقين، وقضوا عطلهم في المنتجعات السياحية المجاورة لهم. وحينما حمى وطيس الفتنة الطائفية كان المندائيين امثال عبد العزيز ضعفاء فيها بشكل خاص. فدينهم، وهو من الاديان القديمة وهم يعتبرون يوحنا المعمدان نبيهم، لا يسمح لهم دينهم بحمل السلاح. وبسبب طبيعتهم المسالمة ولكونهم موسورين الحال نسبيا، حيث ان الكثير منهم صاغة وتجارا، فقد اضحوا هدفا سهلا للارهاب.
تعرضت ابنة عبد العزيز الى الاختطاف في عام 2005 وهي في طريقها الى المدرسة، وطلب خاطفوها فدية قدرها خمس وعشرون الف دولار. وبعد بضعة اشهر، اقتحم مسلحون مقنعون منزله وعذبوه باستعمال قضيب ساخن. وهكذا، هربت العائلة الى سوريا وافتتحت متجرا صغيرا. وبعد عامين، وافق مسؤولون اميركيون على طلب اللجوء الذي تقدموا به. لقد كان هذا حدثا فاصلا. وقد احرقت المليشيات منزلهم في العراق.
اما منزلهم في إلكايون، فهو منزل معتدل السعة ومؤثث بالاسرة التي تبرع بها المحسنون، والبطانيات والمناضد المستعملة سابقا. وحينما لا يكون عبد العزيز في منزله يذرعه قلقا، فهو في وكالة الخدمات الاجتماعية لطلب المساعدة الطبية لزوجته. وكانت قد تعرضت الى اصابة في عمودها الفقري بعد ان انفجرت قربها قنبلة في السوق الذي كانت تتبضع منه في العراق.
وهي تعاني من صعوبة في المشي الان وهي بحاجة الى عملية جراحية لاصلاح المشد في ظهرها، والذي تم زراعته على يد اطباء في الاردن. تقول هيفاء، بلغة انكليزية غير سليمة: "لست سعيدة. علي ان ابقى في المنزل كل يوم."
وتلقى كل فرد من العائلة مبلغ اربعمئة وخمسون دولارا في الشهر، على مدى الاشهر الثمانية الاولى، كمساعدات حكومية للاجئين. لكن العائلة لا تستلم الان الا مبلغ سبعمئة وخمسون دولارا على شكل بطاقة الطعام. وهم بالكاد يستطيعون ان يدفعوا بدل الايجار البالغ الفا ومئة وخمسون دولارا في الشهر عن طريق بيع قطع الذهب التي احتفظ بها عبد العزيز من عمله السابق.
ولا توفيق في محاولة الحصول على عمل. فقبل ايام قليلة حاول رامي، ابنهم الاصغر، الحصول على عمل في مركز تسوق راق. اشار موظفو المتاجر المختلفة بالالتحاق بصف طويل امام قسم خدمة الزبائن. جميع اوراق طلب العمل التي تقدم بها رامي كانت متشابهة.
الموقع الوظيفي؟ "اي شيء."
متى يمكنك البدء بالعمل؟ "في اي وقت."
دوام كامل ام دوام جزئي؟ "جميع الاوقات"
يقول رامي، وهو في اوائل العشرينات من العمر: "انهم يقولون انهم سوف يتصلون بك، لكنهم لا يفعلون ذلك ابدا."
وفي لحظة تعاسة، تتعجب العائلة لماذا جاءت الى الولايات المتحدة. كان لديهم خيارات اخرى، بضمنها السويد واستراليا. وبدأوا التفكير في العودة الى سوريا، حيث يمكنهم على الاقل فهم اللغة، كما توجد هناك طائفة مندائية صغيرة. وتتعبد العائلة بمفردها الان ايام الاحاد. تغطي هيفاء رأسها بوشاح بينما تقرأ كتابهم المقدس. وهي تصلي من اجل العافية والرضا ببيتها البديل. تقول: "سوف احب هذا البلد حينما يحصل اولادي على عمل ونحظى بحياة طبيعية."

Iraqi refugees find hard times

Bomb blasts, torture and years of exile had all but ruined the Azeez family of Iraq. So the news sounded promising: Their refugee application had been approved. Abdul, his wife, Haifaa, and their four adult children were coming to America.

The family of Mandeans, a persecuted religious minority in Iraq, had left behind almost everything in their Baghdad home but planned to create a new life in El Cajon.

One year later, Abdul, 49, fiddles with worry beads as he paces in his two-bedroom town house. His three sons scour the streets competing for jobs with Mexican immigrants. Haifaa, 49, bends her brittle, bomb-shattered back to light rose-scented candles and prays.

Abdul, once a wealthy merchant who owned jewelry stores in Iraq, was counting on government support to resettle, but the eight months of payments have run out. The family members still lack work, as do many Iraqi refugees they encounter around town.

"Why are they bringing Iraqis here? There are no jobs," Azeez said.

Similar accounts of fading immigrant dreams are increasingly common in this San Diego suburb, where thousands of Iraqi refugees crowd apartment complexes, welfare lines and English-language schools, their appreciation for the United States tested by the specter of poverty.

Unlike previous waves of refugees from wars and other conflicts, the Iraqis' displacement has landed them in an economic desert. Gone are many of the jobs and generous government benefits that lifted earlier generations of immigrants up the economic ladder.

Refugees like the Azeez family resort to selling off jewelry and family heirlooms to pay the rent. Others borrow or live off money sent from relatives in Iraq. Families double up in tiny apartments. A handful have given up and returned to the Middle East.

"They're on a natural high when people get here. They are grateful," said Michael McKay, head of the Catholic Charities office in San Diego. "But after a few months, it's kind of a crash. Things are tough."

A refugee existence came unexpectedly for many. Saddam Hussein's ouster and execution lifted hopes that Iraq -- flush with oil profits -- would join the ranks of modern Arab states, minting millionaires and sprouting gleaming skylines. Instead, sectarian violence broke out in 2006, fueling attacks against ethnic and religious groups, many of whose members fled to Syria or Jordan. The U.S. government, inundated with immigration requests, dramatically increased the number of Iraqi refugee admissions in 2008.

Since then U.S. communities with large Iraqi populations have been flooded with refugees. In El Cajon, where about one-quarter of the population of 96,000 has Iraqi ancestry, an estimated 7,000 Iraqis arrived last year. A similar surge is expected this year, straining resources and schools in the city believed to have the second-largest number of Iraqis in the country, most of them Chaldean Christians.

On Main Street, which is dotted with signs in Arabic and kebab eateries, cafes are jammed with retired or unemployed Iraqi men sipping strong black tea. Refugees using food stamps buy fresh koboz bread and dates at storefront markets and get in line for donated mattresses at St. Peter's Church. There are waiting lists for English classes, and some refugees have been referred to homeless shelters.

Nearly half of the kindergartners in the local school district are refugees.

Last month, hundreds of immigrants tried to squeeze into a three-room social services agency to meet with Iraqi government officials. Police had to disperse angry crowd members who had gathered to get their Iraqi government documents processed.

Joseph Ziauddin, president of the East County Refugee Center, spends his days shuttling car-less widows to work, finding people jobs and translating police calls. Every morning, he wakes to dozens of phone messages from people asking for assistance.

"It's overwhelming," said Ziauddin, who runs one of a handful of social service agencies for Iraqis in the city. "People are in need. They need help, and there's not enough."

The tales of trauma and struggle spill out from women in veils, middle-aged men playing dominoes and children who sleep in clothesline-strung bedrooms. The refugees have been interviewed extensively by U.S. authorities abroad who have determined that their fears of persecution back home are credible.

A white-haired man stands in a welfare line, jobless in a new country after having been kidnapped and losing his chicken farm in Iraq to Muslim militants. A burly man in a cafe who had worked as a security guard for foreign media left Baghdad after receiving an envelope with five bullets inside, meant for each member of his family.

Many refugees are doctors, engineers and other educated professionals who feel humiliated taking jobs as busboys or waiters or landscapers -- when they can even land such work.

An estimated 80% of the refugees are jobless, according to community leaders and social service agencies. Ziauddin, a former engineer who worked as a busboy when he first arrived in the U.S. 12 years go, encourages countrymen to start at the bottom if necessary.

"We have to humble ourselves and forget who we were there," Ziauddin said.

Jwan Sulaiman hasn't forgotten her privileged past but has come to terms with the future. An anesthesiologist in Baghdad, the petite mother of two left after militants killed her nephew and she narrowly avoided a car bomb.

Unable to work here as a doctor, she was jobless for a year before finding employment as an interpreter. Sulaiman, 48, lives in a one-bedroom apartment with her 15-year-old daughter.

The apartment could fit in the living room of her three-story house in Baghdad, but at least now she doesn't see body parts on her way to work, or wear a head scarf in public as many women are forced to in Iraq. The San Diego area is safe, and that in itself is a blessing, she said.

"If I can't go to heaven later on," she said, "I am living it now."

The Azeez family members aren't so willing to embrace their new country.

In Baghdad, Azeez owned a jewelry manufacturing plant and four stores. The family's six-bedroom home featured a large, country-club-like garden. They had servants and drivers, and vacationed at a popular lake resort nearby.

When sectarian tensions boiled over, Mandeans like the Azeezes were especially vulnerable. An ancient religion whose adherents consider John the Baptist their prophet, its members can't carry weapons. Because of their pacifist ways and relative wealth -- many Mandeans are goldsmiths or merchants -- they became easy targets.

Azeez's daughter was snatched on her way to school in 2005, the abductors forcing him to pay a $25,000 ransom. A few months later, hooded gunmen broke into the house and tortured Azeez with a hot poker.

The family fled to Syria and opened a small market. After two years, U.S. officials approved their refugee application. It was a lifeline. Muslims had burned down their home in Iraq.

In El Cajon, their modest town house is furnished with donated mattresses, blankets and secondhand tables.

When Azeez isn't home pacing in his socks and flip-flops, he's calling on social service agencies for medical attention for his wife. Back in Iraq, her spine was injured when a bomb exploded at a marketplace where she had gone shopping.

She has trouble walking now and needs surgery to repair the brace in her back, which was implanted by doctors in Jordan. "Not happy. Everyday sit in home," Haifaa Azeez said in broken English.

During the family's first eight months in the United States, each member received the $450 in monthly government support distributed to all refugees. The family's only government support now is $750 in food stamps. By selling off pieces of gold they were able to take from Abdul's business, they barely make their $1,150 rent.

The job hunt is bleak. On a recent day, Rami, their youngest son, looked for work at an upscale shopping center. Employees at various stores directed him to long lines at customer service departments.

Each of Rami's finished applications reads the same.

Position? "Anything."

Available start date? "Any time."

Full or part time? "All of the time."

"They say they'll call back, but they never do," said Rami, who is in his early 20s.

In bleak moments, family members wonder why they came to the United States. They had options, including Sweden and Australia. They've considered returning to Syria, where at least they understand the language and there is a small Mandean community.

For now, the family worships alone on Sundays. Haifaa covers her head with a veil while she reads from their holy book. She prays for good health and acceptance in her adopted home.

"I will love this country," she said, "when my children get jobs and we get a normal life.”