Tuesday, April 07, 2009

موظفو شركة بلاك ووتر السابقون قد يعودون للعمل في العراق

عن: الهيرالد تربيون
ترجمة: علاء غزالة

فقدت شركة بلاك ووتر العالمية في الشهر الماضي عقدها الذي تبلغ قيمته مليارات عدة من الدولارات لحماية الدبلوماسيين الاميركيين هنا. لكن الكثير من موظفيها، ان لم يكن معظمهم، والذين يعملون كحراس خصوصيين سوف يعودون الى عملهم في العراق.
سوف يرتدي الافراد انفسهم زيا نظاميا جديدا، يتمثل في زي شركة تربل كانوبي، وهي المؤسسة التي فازت بعقد وزارة الخارجية الاميركية بعد ان رفض المسؤولون العراقيون تجديد ترخيص عمل شركة بلاك ووتر، حسبما افاد دبلوماسيون اميركيون ومسؤولون في قطاع الحماية الخصوصية ومسؤولون عراقيون.
وينظر الى شركة بلاك ووتر في العراق على انها رمز للعنف الاميركي والفرار من القصاص. وقد فقدت الشركة عقدها بعد اتهامها باستعمال القوة المفرطة في حوادث عدة، وبالتحديد في اطلاق النار بدون استفزاز، على ما يبدو، في وسط بغداد عام 2007 والذي ادى الى مقتل 17 مدنيا.
وعلى الرغم من توالي الانتقادات ضد شركة بلاك ووتر فان المسؤولين الاميركيين يقولون انهم شعروا بالارتياح لان الحراس الخصوصيين القدامى سوف يبقون في العمل. ويقولون انه لولا هذا فلن يكون بمقدور شركة تربل كانوبي ان توفر حراسا مؤهلين بما فيه الكفاية، والذين يحوزون على الموافقات الامنية المناسبة، قبل ان يسري مفعول العقد الجديد في شهر آيار.
يقول دبلوماسي غربي، طلب عدم ذكر اسمه: «ليس هناك من طريقة اخرى لفعل ذلك.»
ويخشى منتقدو شركة بلاك ووتر انه اذا عاد نفس الاشخاص للعمل فانهم قد يرتكبون نفس الاعمال التي يعتقدون انها تمثل عقلية تلك الشركة التي لم تعر اهمية لحيوات العراقيين.
تقول سوزان بورك، المحامية الاميركية التي رفعت ثلاث دعاوى قضائية ضد شركة بلاك ووتر نيابة عن المدنيين العراقيين الذين يدعون انهم ضحايا هذه الشركة:
هل ستفيد شركة بلاك ووتر، التي تم تسميتها مؤخرا (زي)، او اية شركة اخرى مرتبطة بها من هذه الصفقة؟ لازال هذا السؤال يبحث عن اجابة. هناك شكوك لدى العاملين في مجال الحماية الخصوصية بان شركة تربل كانوبي ربما ستحيل عقدا الى شركة تسمى فالكون غروب كمقاول ثانوي. وكانت السيدة بورك قد عرّفت تلك الاخيرة على انها مرتبطة بشركة بلاك ووتر في القضية التي رفعتها.
وقالت المتحدثة باسم شركة بلاك ووتر، آن تايريل، ان شركة بلاك ووتر لا تربطها اية علاقات مع شركة فاكون غروب، التي يصفها موقعها الالكتروني على انها شركة مملوكة لمجموعة من العراقيين المهتمين بالامن واعادة الاعمار. واضافت: «الاشخاص الذين يوفرون خدمات الحماية الخصوصية في الخارج هم متعاقدون مستقلون. حينما سينتهي سريان عقدنا في غضون 60 او 90 يوما، فان من حقهم ان يبحثوا عن التوظيف مع من يشاؤون.»
وقد رفضت الناطقة بلسان شركة تربل كانوبي، جايانتي مينجيس، التعليق على قضية العقد الثانوي وقالت: «سوف نعين موظفين لهذا العقد من بين الاشخاص المؤهلين والحاصلين على الموافقات الامنية.»
ولكن الدبلوماسي الغربي يقول انه على الرغم من ان معظم الحراس الخصوصيين هم من الذين خدموا سابقا مع شركة بلاك ووتر، فانه سوف تحدث تغييرات كبيرة في قواعدهم للاشتباك. ولخّص عقيد سابق في المارينز، وكان قد عمل مع شركة بلاك ووتر، القواعد السابقة بالقول: «ليس هناك من تعويض للمواطنين المحليين الذين يشاطرون الطريق مع سيارات او قافلات بلاك ووتر، اطلق النار ان كنت في حالة شك، واستمر في قيادة السيارة، الخ.»
يقول الدبلوماسي ان قواعد الاشتباك الجديدة تقتضي ان يتصرف الموظفون بعدوانية اقل. هذه القواعد اصبحت قيد التطبيق بالفعل حينما وُجهت الاوامر الى قوافل الحماية التابعة الى بلاك ووتر بالتحلي باللياقة حينما يسيرون في الشوارع العراقية.وكانت وزارة الخارجية الاميركية قد احالت عقد الحمايات الخاصة الى شركة تربل كانوبي بعد ان رفض العراق تجديد عقد شركة بلاك ووتر. وشركة تربل كانوبي هي احدى شركتين تقومان حاليا بتقديم خدمات الحماية الى وزارة الخارجية الاميركية في العراق، حيث ان الشركة الاخرى هي داينكورب. وقد احيل العقد، الذي يمتد اجله لخمس سنوات وتبلغ قيمته 977 مليون دولار، في 31 آذار، ويصبح ساري المفعول في 7 آيار. وتمثل تلك القيمة جزء كبيرا من اعمال شركة بلاك ووتر العالمية السابقة.
ويقول مسؤولون اميركيون ان من الصعب استبدال شركة بلاك ووتر باخرى تبدأ من الصفر في فترة شهر او نحوه. وتحتفظ الشركة بقوة من رجال مسلحين يبلغ عددهم 600 عنصر، ويقع مقرهم في المنطقة الخضراء ببغداد لحماية السفارة الاميركية والموظفين المدنيين الحكوميين الاخرين. ويتطلب عملهم الحصول على الموافقة الامنية حيث انهم سيرافقون الدبلوماسيين في مهمات حساسة. ويجري التحري مطولا عن المتقدمين للتعيين قبل منحهم تلك الموافقات الامنية.
كما ان الحصول على الموافقات الامنية بالنسبة لغير الاميركيين هو امر في غاية الصعوبة.
وتحتفظ بلاك ووتر بقوة للتدخل السريع، ولديها طائرات عمودية مدنية، وطائرات استطلاع بدون طيار، ووسائل نقل جوي اخرى. وسوف يبقى عقدهم للعمليات الجوية ساري المفعول حتى ينتهي في شهر ايلول.وعلى الرغم من ان شركة تربل كانوبي هي شركة اميركية الا ان معظم موظفيها في العراق هم عسكريون سابقون من بلدان ذات مقاييس دخل منخفضة، مثل البيرو والسلفادور، مع قدر من التدريب يقل كثيرا عن الموظفين الغربيين، كما لا يرجح انهم يمكن ان يحصلوا على الموافقات الامنية.وقد دافع الكثير من الدبلوماسيين الاميركيين عن شركة بلاك ووتر.
وكان ستة دبلوماسيين اميركيين على الاقل قد لقوا مصرعهم منذ احتلال العراق، وتقول السيدة تايريل ان 27 من اعضاء بلاك ووتر قتلوا بينما كانوا يدافعون عن الاشخاص الذين كانوا في عهدتهم. يقول مسؤول على اطلاع على التحضيرات الامنية للدبلوماسيين الاميركيين، وقد طلب عدم التعريف به لانه غير مخول بالحديث الى وسائل الاعلام: «هناك عدد معين من موظفينا بقوا على قيد الحياة لان حراس بلاك ووتر قتلوا بينما كانوا يحمونهم.»
ويبدو ان العراقيين مستعدون لقبول مبدأ ان الكثير، او حتى اغلب موظفي بلاك ووتر السابقين سوف يبقون في العمل على انهم موظفو تربل كانوبي. يقول العميد عبد الكريم خلف، المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية: «ليس من المهم من يكونون، او ما هي اسماؤهم، او أي زي يرتدون، طالما انهم خاضعون الى القانون العراقي وتحترم شركتهم القوانين العراقية.»