Wednesday, March 31, 2010

اوديرنو.. القائد العسكري الذي يسعى لانقاذ المكاسب في العراق

عن: نيويورك تايمز
ترجمة: علاء غزالة

هبط الجنرال راي اوديرنو، في خضم الاضطراب الذي تلى الانتخابات في العراق، بقاعدة الولاء الامنية المشتركة الواقعة في اطراف مدينة بغداد للاطلاع على تفاصيل بعض الخطط قبل انهائها. وكانت فرقة من الشرطة العراقية قد نقلت مقرها الى هذه القاعدة التي كانت محمية مغلقة على الجيش الاميركي فحسب. تبقى نتائج الانتخابات العراقية والجهود المضنية لتشكيل الحكومة الجديدة محل شك، لكن انسحاب القوات الاميركية من هذا الجزء من البلاد، او "تقليص" هذه القوات حسب تعبير الجنرال، ماضٍِ قدما في طريقه على ما يبدو.
قال الجنرال اوديرنو لضباطه الذين تجمعوا حوله في غرفة ازدحمت بشاشات التلفاز المسطحة والخرائط المعلقة على الجدران: "ان كيفية اعادة نشر القوات، وتسليم زمام الامور (الى العراقيين)، سوف تقطع شوطا طويلا قبل ان تتكشف." "هذه" هي نهاية الحرب في العراق، الصراع الذي ساهم الجنرال اوديرنو بتشكليه بنفس القدر الذي ساهم فيه اي قائد عسكري اميركي آخر.
خدم هذا الحنرال، من بدء الغزو في عام 2003 الى القاء القبض على صدام حسين، ومن الايام الدموية للعنف الطائفي الى مقارعة التمرد، خدم الادارة الاميركية التي بدأت الحرب، والتي خاض الرئيس الحالي حملة لانهائها. كما جهد الجنرال، وهو ارفع ضابط عسكري رتبة في العراق، لمواجهة الغضب الشعبي من جهة، وعدم الاكتراث من جهة اخرى، في الولايات المتحدة، وحارب داخل الادارة من اجل الحصول على حصة العراق من التجهيزات التي يتزايد ارسالها الى افغانستان. وقال في مقابلة صحفية تلت اجتماعه مع ضباطه: "يجب على الناس ان تتجاوز سبب مجيئنا الى هنا" مشيرا الى النقاش المرير حول اسباب غزو العراق قبل سبع سنوات. واضاف: "يجب ان لا تخوض هذا الجدال وان تفهم لماذا نحن هنا. لدينا فرصة قد تكون افضل، ليس للولايات المتحدة فقط، وانما لاستقرار عموم منطقة الشرق الاوسط. وينبغي علينا الافادة من هذه الفرصة."
تحمل النتائج التي تمخضت عنها الانتخابات، التي تعد في غاية الاهمية لتطور الديمقراطية في العراق، بين طياتها توزيعا متفجرا للسلطة، لكن الجنرال اوديرنو يقول انه سوف يفي بموعد الرئيس اوباما النهائي لتخفيض عديد القوات الاميركية في العراق الى خمسين الفا، نزولا من العدد الحالي البالغ ثمانية وتسعين الفا، بنهاية شهر آب. ويتوقع ان يكون الجنرال نفسه من بين المغادرين في هذه الفترة.
يلعب الجنرال اوديرنو، كونه الضابط المسؤول عن تنفيذ اوامر اوباما بـ"الانسحاب المسؤول من العراق" دورا يتغير مع الايام: من القائد الذي ادار العمليات العسكرية في انحاء البلاد المختلفة الى الشخص الذي يجب عليه ان يفسح المجال امام القوات الامنية المحلية لتولي زمام الامور، حتى عندما يمارس ضغوطا من وراء الكواليس. واشار الجنرال انه يتوقع في الشهور القادمة ان يقل تركيزه على المهمات القتالية بينما يزداد هذا التركيز على محاولة بناء القوات الامنية العراقية، التي ما تزال ضعيفة، وعلى بناء المؤسسات السياسية والاقتصادية. واكد ان ذلك يستدعي جهودا مستدامة تمتد الى ما وراء انسحاب القوات العسكرية.
وكان الجنرال قد قال، اثناء زيارة الى واشنطن قبل الانتخابات العراقية، انه يدعو الى انشاء مكتب التعاون العسكري ضمن السفارة الاميركية في بغداد من اجل ادامة العلاقات فيما بعد الحادي والثلاثين من كانون الاول، 2011، وهو الموعد النهائي لانسحاب القوات الاميركية. وعبّر عن شكوكه ان تقدم الحكومة العراقية طلبا لابقاء القوات الاميركية بعد ذلك الموعد النهائي، على الرغم من ان المعاهدة الثنائية بين البلدين تترك الباب مفتوحا امام هذا الاحتمال.
واضاف الجنرال قائلا: "يجب علينا ان نُبقي على التزامنا بعد 2001. انا اعتقد ان الادارة (الاميركية) تعي ذلك. كما اعتقد ان عليهم ان يقوموا بذلك لكي نصل بهذا الامر الى غايته. من المهم ان ندرك اننا لن ننتهي من العراق بمجرد ان يغادر الجنود الاميركيون اراضيه."
وصف الكولونيل ديفيد ميلر، قائد اللواء الثاني التابع للفرقة الجبلية العاشرة، ذلك بعبارة اخرى، اثناء شرحه للخطط التي تقضي بالاستمرار في تمويل مشاريع المياه والبيوت الخضراء في ضواحي بغداد حتى بعد ان انحسبت القوات الاميركية الى المناطق النائية في الصحراء، قائلا: "نحن لا نوقف المشاريع ثم نلوذ بالفرار."
امضى الجنرال اوديرنو الان خمس واربعين شهرا من شهور الحرب الاربع والثمانين، وهي مدة طويلة بما فيه الكافية لكي يشهد الصراع بسرّائه وضرّائه.
ادت تكتياته كقائد للفرقة الرابعة مشاة في صلاح الدين في الشهور التي تلت الغزو عام 2003، والتي وجهت اليها الانتقادات بانها عدوانية زيادة عن الحد، الى خلق الانطباع العام عنه بانه قائد شديد الوطأة، بل وحتى متوحش.
على ان الكثير من الناس تحدوا مثل هذا النقد، وصوّروه على انه القائد المحترف الذي ساعد على تخطيط وتنفيد ستراتيجية مقارعة التمرد، بضمنها زيادة القوات التي اعلن عنها الرئيس بوش في كانون الثاني من عام 2007، وهو ما ادى الى قطع دابر العنف الطائفي. وتلقى القائد الاعلى في ذلك الوقت، الجنرال ديفيد بترايوس، جلّ الاهتمام الشعبي، لكن الضباط والمحللين يقولون ان الجنرال اوديرنو هو من اوصل هذه الستراتيجية الى سدة النجاح.
يقول جون ناجل، احد قدامى المحاربين في العراق، ويشغل الان منصب رئيس مركز الامن الاميركي الجديد، وهي مؤسسة غير حزبية بواشنطن: "خاض بتراويس الحرب من الاعلى، لكن اوديرنو خاضها من الاسفل، حيث انه كان مسؤولا عن تنفيذ ستراتيجية مكافحة التمرد الجديدة، وهو ما قام به بشكل حسن للغاية." واضاف ان مساهمة الجنرال في هذا الامر لقيت "تقديرا اقل مما تستحق."
وجد الجنرال اوديرنو طريقه خلال الفترة الانتقالية من ادارة بوش الى ادارة اوباما بطريقة افضل من قرينه في افغانستان، الجنرال ديفيد مكيرنان، والذي أجبر على التقاعد في شهر آيار، 2009 بسبب شعور الرئيس اوباما والبنتاغون بانه لم يفعل ما فيه الكفاية لعكس اتجاه التيار في حرب طالما اختفت وراء ظل الحرب في العراق.
وبالمثل، خلق تركيز ادارة اوباما على افغانستان توترا وراء الكواليس عندما دعى الجنرال اوديرنو للابقاء على اكبر عدد ممكن من القوات القتالية والاسلحة، في الوقت الذي يجري فيه خفض عدد القوات هنا للايفاء بمتطلبات الانسحاب الذي خطط له اوباما.
وقاوم الجنرال، في اجتماع سري عبر الدائرة المغلقة، بضراوة تحويل عدد كبير من الطائرة المسيرة المستخدمة لاغراض الاستخبارات العسكرية، والتي تمس الحاجة لها لمسح سوح المعارك والدفاع عن القوات الاميركية والعراقية عند الضرورة.
يقول احد كبار موظفي وزراة الدفاع، طلب عدم ذكر اسمه حتى يتسنى له مناقشة نلك الجلسة السرية: "كانت حجته تقول: (لازال عندي عمل اؤديه هذا اليوم. لازالت امامي اراضِ اغطيها. عليّ ان اتدبر المخاطر.) لقد كان عنيدا ولم يكن ليترك الامر على حاله."
لكن اوديرنو اعترف، في مقابلتين صحفيتين اجريتا مؤخرا، انه كان يحضّر لليوم الذي تنتهي في الحملة على العراق، ومن ثم ينتهي دوره فيها. وعندما سُئل اذا ما كانت الحرب في العراق قد انتهت فعليا تردد في الاجابة اولا، ثم اطال فيها. قال: "الحرب مفهوم مختلف جدا. هذه ليست حربا، انا افضل وصفها بالعملية. لن نتمكن من معرفة ما اذا كنا نجحنا فيها، كما قلت في يوم سابق، الا بعد ثلاث او خمس او حتى عشر سنوات. على ان النجاح يعتمد على ما تفعله الحكومة العراقية بما اعطيناه لها، وعلى كيفية استمرار دعمنا لهم وديمومة العلاقات التي طورناها معهم فيما بعد 2011."
عندما يحين موعد رحيله يكون قد امضى اربع سنوات في العراق، ومثله مثل عشرات الالاف من الجنود كان ذلك على حساب تكلفة شخصية كبيرة. ففي عام 2004، فقد ابنه، الملازم انتوني اوديرنو، ذراعه عندما ألقيت رمانة يدوية على مدرعته التي كانت تقوم بدورية في بغداد. ولا يقوم افراد العائلة بمناقشة هذا الامر علانية، على الرغم من ان هذه الاصابة عمّقت من التزامهم نحو الجنود الجرحى. كما عملت زوجة الجنرال، ليندا، على تدريب كلبة العائلة، توتسي، لتكون "كلبة علاج"، وهم يقومون بزيارة الجنود في مركز والتر ريد الطبي العسكري بانتظام.
وقال الجنرال اوديرنو لجنوده في القاعدة مرة ان كل تضحية تؤثر فيه شخصيا بعمق. وذكر، في اجتماع اجري مؤخرا مع قادة اللواء الثاني، الحادثة التي ادت الى مقتل جنديين قبل يوم من ذلك الاجتماع، حيث اقلبت العجلة التي كانت تقلهم، ربما بسبب تهور سائقها. قال لضباطه: "يا لها من خسارة."
ثم قام لاحقا بتعليق اوسمة (القلب البنفسجي) على صدرَي اثنين من الجنود جُرحا بقذيفة هاون اصابت نقطة الحراسة التي كانا فيها. وقال للجنود الذين تجمعوا لمراسيم منح الاوسمة: "حتى عندما تكون جنرالا، يبقى هذا الامر شخصيا جدا."

General Works to Salvage Iraq Legacy

JOINT SECURITY STATION LOYALTY, IRAQ — In the muddled aftermath of Iraq’s election, the American commander here, Gen. Ray Odierno, landed at this base on the edge of Baghdad and reviewed the plan to close it.
An Iraqi police division has moved its headquarters to the base, once the fortified enclave of Americans alone. The outcome of Iraq’s election, the torturous effort to form a new government, remained in doubt, but the withdrawal of American troops in this part of the country — “the thinning” of them, as the general put it — proceeded, seemingly irrevocably.
“How we redeploy, how we turn this over,” General Odierno told the officers who gathered to brief him in a room crowded with flat-panel television screens and wallpapered with maps, “will go a long way to determining how this turns out.”
“This” is the end of the war in Iraq, a conflict that General Odierno has shaped as much as any other American commander.
From the 2003 invasion to the capture of Saddam Hussein, from the bloodiest days of sectarian carnage to the counteroffensive known as the surge, he has served the administration that started the war and now the one whose president campaigned to end it.
As the senior American officer in Iraq since the fall of 2008, he has struggled against popular anger and apathy at home and fought internally for Iraq’s share of matériel increasingly flowing to Afghanistan. Ultimately, he is laboring to salvage the legacy of a deeply unpopular war.
“People have to get past why we came here,” he said in an interview after his briefings, referring to the bitterly disputed reasons for invading Iraq seven years ago this month.
“You have to stay away from that argument and understand we’re here,” he went on. “We have an opportunity. It could be better not only for the United States, but for overall stability in the Middle East. And we should take advantage of that.”
Results from an election considered crucial to Iraq’s democratic evolution suggest a potentially explosive split in power, but General Odierno said he would meet President Obama’s deadline to reduce the number of American troops in Iraq to 50,000, from 98,000 today, by the end of August. Among those expected to leave Iraq then is the general himself.
As the officer who must carry out Mr. Obama’s order to “responsibly withdraw from Iraq,” General Odierno plays a role that is changing over time: from a commander who ran military operations across the country to one who now must give way to local security forces — even as he exerts influence behind the scenes. In the months ahead, the general said, he anticipates that he will focus less on combat missions and more on trying to build Iraq’s still feeble security, political and economic institutions. That, he said, will require a sustained effort extending beyond the troop withdrawal.
During a visit to Washington before the election, the general said he was advocating the establishment of an Office of Military Cooperation within the American Embassy in Baghdad to sustain the relationship after the Dec. 31, 2011, deadline for withdrawing all American troops. He expressed doubts that the Iraqi government would request the presence of American ground forces after the deadline, although the bilateral treaty leaves open the possibility.
“We have to stay committed to this past 2011,” he said. “I believe the administration knows that. I believe that they have to do that in order to see this through to the end. It’s important to recognize that just because U.S. soldiers leave, Iraq is not finished.”
Or as Col. David M. Miller, commander of the 10th Mountain Division’s Second Brigade, told the general as he described plans to keep financing water and greenhouse projects on Baghdad’s outskirts even after his troops pulled back to a more remote base in the desert: “We’re not just cutting and running.”
General Odierno has now been in Iraq for 45 of the 84 months of the war, a period of his career that parallels the uneven narrative of the conflict, for better and worse.
His tactics as commander of the Fourth Infantry Division in Salahuddin in the months after the invasion in 2003, which were criticized as overly aggressive, created a public impression of him as a heavy-handed, even brutish, leader.
Thomas E. Ricks, the military writer who has waged what amounts to an argument of years with the commander, stridently criticized General Odierno’s first tour in Iraq for what he said were ogre-like tactics and bitingly called him “Shreko” in an online column last month.
Many people dispute such characterizations, portraying him as a skilled commander who helped devise and then carried out the counterinsurgency strategy that, with the increase in soldiers that President George W. Bush announced in January 2007, helped stem the sectarian violence. The senior commander at the time, Gen. David H. Petraeus, received most of the public attention, but officers and analysts say that General Odierno made the strategy a success.
“Petraeus fought the war ‘up,’ but Odierno fought it ‘down,’ since he was responsible for implementing the new counterinsurgency strategy, which he did very, very well,” said John A. Nagl, an Iraq veteran who now is president of the Center for a New American Security, a nonpartisan policy institute in Washington. He said General Odierno’s contributions remained “underappreciated.”
General Odierno navigated the transition from the Bush administration to the Obama administration far better than his counterpart in Afghanistan, Gen. David D. McKiernan, who was forced into retirement in May 2009 because President Obama and the Pentagon leadership felt he had not done enough to reverse the drift in a war long overshadowed by Iraq.
The Obama administration’s focus on Afghanistan has created tensions behind the scenes as General Odierno has lobbied to keep as many troops and weapons as possible, while still reducing the force here to meet Mr. Obama’s planned withdrawal.
In secret video-teleconferences at the Pentagon, he has animatedly resisted the transfer of too many intelligence drone aircraft, essential for surveying the battlefield and defending American and Iraqi forces when necessary.
“His argument is: ‘I still have a job today. I still have this geography to cover. I have to manage the risk,’ ” a senior Department of Defense official said, speaking on condition of anonymity in order to discuss the classified strategy sessions. “He’s like a pit bull on a poodle. He’s just not going to let go.”
In two recent interviews, though, General Odierno acknowledged that he was preparing for a day when the Iraq campaign — and his role in it — ended. Asked if the war in Iraq was effectively over, he replied with some hesitation, then at length.
“War is a very different concept,” he said. “This is a — I call it more of an operation, not a war. We won’t know if we were successful, as I said the other day, for 3, 5 or 10 years. And successful will be what the government of Iraq does with what we’ve given them, and how we continue to support them and the relationship that we develop with them post-2011.”
By the time he leaves, he will have spent more than four years in Iraq, like tens of thousands of soldiers, at great personal cost.
In 2004, his son, Lt. Anthony Odierno, lost an arm when a grenade slammed into his Humvee while he was on a patrol in Baghdad.
Family members do not discuss it publicly, although the experience no doubt deepened their commitment to wounded soldiers. The general’s wife, Linda, put the family’s golden retriever, Tootsie, through a special program to be trained as a “therapy dog,” and they regularly visit troops at Walter Reed Army Medical Center.
General Odierno’s remarks to soldiers at the base here suggested that each casualty affected him deeply.
In a recent meeting with the Second Brigade’s commanders, General Odierno brought up an accident the day before that had killed two soldiers. Their armored vehicle rolled over, possibly as a result of reckless driving. “It’s a waste,” he told the officers.
He later pinned Purple Hearts on two soldiers wounded when a rocket-propelled grenade struck their guard post.
“Even when you are a general,” he told dozens of soldiers attending the medal ceremony, “this business is very personal.”

Wednesday, March 24, 2010

الهجمات الخاطفة.. تكتيك جديد للقاعدة

عن: لوس انجلس تايمز
ترجمة: علاء غزالة

يعتقد مسؤولو الاستخبارات الاميركية ان القاعدة أخذت بتبني تكتيكات تؤكد على الهجوم الخاطف الذي ينطوي على احتماليات نجاح اكبر، وهو تحول في ستراتيجيتها السابقة التي طالما اقضّت مضجع وكالات التجسس المختلفة، والتي اعادت تنظيم نفسها في السنوات الاخيرة، ما يعني التوقف عن الهجمات الواسعة المشابهة لهجمات الحادي عشر من ايلول، 2001.
وينظر الى هذا التحول على انه تخلِّ نوعيِّ عن شبكات الارهاب التي ركّزت على العمليات العالية التنظيم التي تشتمل على ضربات متزامنة على اهداف مختلفة، وعلى عناصر الفرق التي تنسق عملها عبر الحدود الدولية.
اقنعت العمليات الاخيرة، بضمنها محاولة تفجير الطائرة المتجهة الى ديترويت يوم عيد الميلاد، المحللين الاميركيين المختصين في مجال مقارعة الارهاب ان القاعدة اصبحت اكثر انتهازية، وتستعمل عناصر اقل عددا، كما انها قللت كثيرا من جهودها في التخطيط والتحضير للهجمات الجديدة.
فقد عبّر مسؤولون اميركيون، في مقابلات صحفية وفي شهاداتهم امام الكونغرس، عن قلقهم من انه على الرغم من ان هذا النمط من الهجمات يُعد اكثر اعتدالا ومن الراجح ان لا يؤدي الى سقوط ضحايا كثيرين، الا ان افشالها امر في غاية الصعوبة. وقال غاري ريد، نائب مساعد وزير الدفاع الاميركي لشؤون العمليات الخاصة ومكافحة الارهاب، في شهادة ادلى بها امام الكونغرس في الاسبوع الماضي: "ان اكثر ما يثير المخاوف.. هو مقدار الكثافة وربما الكفاءة التي تنطوي عليها العمليات. انها تخترق قدراتنا على اكتشافها ومن ثم اجراء اللازم بشأنها، وكلما زادوا من كثافة العملية كلما زادت صعوبة اكتشافها من قبلنا."
واضاف المسؤولون الاميركيون ان القاعدة ربما تكون لجأت الى تبني هذه الطريقة على مضض، بعد ان اضعفتها حملات القصف الجوي على قواعدها في الباكستان، وبعد ان ساءها عدم قدرتها على تنظيم ضربة لاحقة لهجمات الحادي عشر من ايلول تكون بنفس الشدة. وأكد هؤلاء المسؤولون على انه اذا كانت الشكوك راودت القاعدة حول انحطاط طموحاتها، فانها قد تكون تشجعت برد فعل الولايات المتحدة حول مؤامرة يوم عيد الميلاد، وان كانت قد احبطت. وقال احد كبار مسؤولي مكافحة الارهاب ان الدرس الذي اخذته القاعدة ربما يكون: "يا الهي، لم تنفجر القنبلة، لكن –مع ذلك– فقدَ الاميركيون عقولهم." ووصف هذا المسؤول الاخفاقات السياسية للرئيس اوباما، كما وجه اصابع الاتهام الى مختلف وكالات الاستخبارات في الولايات المتحدة.
على ان المسؤولين أكدوا انهم لا يعتقدون ان القاعدة تخلت عن جهودها في تنظيم هجمات واسعة النطاق. لكن احد كبار مسؤولي مقارعة الارهاب الاميركيين قال ان المجاميع المرتبطة بالقاعدة تتحرك "بعيدا عما اعتادت ان تقوم به، وهي مؤامرات معقدة وطموحة ومتعددة المستويات." وبدلا من ذلك، تظهر هذه الشبكة قدرتها على ارسال عملائها الى البلدان الاخرى بسرعة ويسر تام.
وقد رشح مؤخرا دليل جديد على هذا المنهج من خلال اطلاق نسخة مطولة عن شريط الفيديو الذي سجله الطبيب الاردني قبيل تنفيذه العملية الانتحارية في معسكر تابع لوكالة الاستخبارات الاميركية في ولاية خوست بافغانستان. وكان هذا المفجّر، واسمه همام خليل ابو ملال البلوي، قد ارسل الى الباكستان من قبل الاستخبارات الاردنية كمخبر، لكنه كان يعمل مع القاعدة.
وقال البلوي انه العناصر المحلية (للقاعدة) شكلت مجلسا للشورى حال وصوله هناك من اجل وضع خطة للاستفادة منه. وكانت الخطة المبدئية تكمن في اختطاف ضابط استخبارات اردني. لكن عندما عَلم البلوي باستدعائه الى اجتماع مع عناصر الاستخبارات الاميركية، قام مجلس الشورى بوضع خطة اكثر ايلاما. وقال في هذا الشريط: "خططنا للقيام بامر ما، لكننا حصلنا على هدية اكبر."
قبل ذلك، اخبر البلوي عناصر الاستخبارات الاميركية انه قادر على التنسيق مع الرجل الثاني في القاعدة، ايمن الظواهري. لكن البلوي قام بتفجير نفسه، في الثلاثين من كانون الاول، لدى وصوله الى المعسكر الاميركي ما ادى الى مقتل سبعة من موظفي الوكالة ومتعاقديها، بالاضافة الى ضابط استخبارات اردني. وعبّر المسؤولون الاميركيون عن احباطهم حول مقدار التفاصيل التي توفرت لدى البلوي عن حضور السي آي ايه في الاجتماع، وكذلك حول السرعة والمهارة التي تمتع بها شيوخه، والتي مكنتهم من ارتجال خطة جديدة.
وبالمثل، تظهر عملية يوم عيد الميلاد السرعة التي عمل بها عناصر القاعدة في اليمن للتحضير لعملية تستغل وصول الشاب النجيري، عمر فاروق عبد المطلب، بين ظهرانيها حاملا تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة، في شهر آب. وما هي الا أشهر معدودة حتى كان هذا الشاب على متن الطائرة المتجهة الى الولايات المتحدة مجهزا بقنبلة في ملابسه الداخلية.
يقول بروس ريدل، وهو احد مخضرمي وكالة الاستخبارات الاميركية، والخبير في مجال مكافحة الارهاب، ان القاعدة تخاطر ايضا باستخدام العناصر التي لم تحصل على التدريب الكافي. فقد اخفق فاروق في التعامل مع القنبلة التي حملها، ومن ثم استطاع بقية المسافرين التغلب عليه ومنعه من اشعال فتيلها. ويضيف ريدل: "يبدو انه اصيب بالذعر،" مشيرا الى انه سبق وان استخدمت قنبلة مماثلة بنجاح في هجوم على امير سعودي في العام الماضي.
ويقول المسؤولون الاميريكون انهم لم يشهدوا مؤامرة واسعة النطاق منذ العام 2006، حينما افشلت السلطات البريطانية خطة لتفجير عشر طائرات متجهة الى الولايات المتحدة وكندا باستخدام متفجرات سائلة.
بيد ان اكثر دليل على الظاهرة الجديدة يتمثل في حالة نجيب الله زازي، وهو مواطن افغاني اقر بالذنب في الشهر الماضي عن تهمة تدريب الانتحاريين في الباكستان للقيام بعمليات في نظام الانفاق بمدينة نيويورك. يقول المسؤول الاميركي في مكافحة الارهاب: "كان زازي رجلا خطيرا، وربما استطاع قتل الكثير من الناس. لكنه لا يعكس القاعدة ايام مجدها."
تناضل وكالات الاستخبارات الاميركية المختلفة من اجل البقاء جنبا الى جنب في مواجهة هذا التحدي المتنامي. ويتوقع مركز مكافحة الارهاب القومي ان يوظف خمسين من المحللين هذا العام يركزون حصريا على تعقب التهديدات الناشئة، الامر الذي تم التغاضي عنه في الماضي عندما كان الجهود مركزة على محاولة اكتشاف ومنع المؤامرات التي يقصد منها اسقاط عدد كبير من الضحايا.
تميل العمليات الصغرى الى عدم تضمين اهداف متعددة او اشراك فرق من الارهابيين في تنفيذها. ويقول المسؤول في مكافحة الارهاب: "لكنها تتضمن بالفعل شيئا يصعب اختراقه. شاب واحد لا يمتلك سجلا في الارهاب، تم تجهيزه بقنبلة، لهو امر يصعب التوصل اليه، اكثر بكثير من حالة خمس وعشرين من الشبان في لندن يقومون بتصنيع متفجرات بيروكسيد الهيدروجين."

Al Qaeda's new tactic is to seize shortcuts

Al Qaeda and its affiliates have adapted their tactics to emphasize speed and probability of success over spectacle, U.S. intelligence officials believe, a shift in strategy that poses problems for spy agencies that were reorganized in recent years to stop large-scale attacks like those of Sept. 11, 2001.

The new emphasis is seen as a significant departure for a terrorist network that had focused on sophisticated plots involving synchronized strikes on multiple targets, and teams of operatives coordinating across international borders.

An examination of recent plots, including the bombing attempt on a Detroit-bound airliner on Christmas Day, has convinced U.S. counter-terrorism analysts that Al Qaeda is becoming more opportunistic, using fewer operatives and dramatically shrinking the amount of planning and preparation that goes into an attack.

In interviews and public testimony, U.S. officials have voiced concern that though the more modest schemes are less likely to lead to mass casualties, they are considerably more difficult to thwart.

"What is particularly concerning . . . is the compactness and maybe the efficiency that they are applying to this process," Garry Reid, the deputy assistant secretary of Defense for special operations and combating terrorism, said in congressional testimony last week. "It really cuts underneath our ability to detect it and do something about it; the tighter they compress that, the harder it gets for us."

U.S. officials said that Al Qaeda may have taken the new approach reluctantly, weakened by a campaign of drone strikes on its base region in Pakistan, and frustrated by its inability in the last nine years to orchestrate a follow-on strike of similar magnitude to that of Sept. 11. But if Al Qaeda had misgivings about downscaled ambitions, U.S. officials said, it probably was emboldened by the reaction in the United States to the Christmas Day plot, even though it failed.

The lesson Al Qaeda probably took was that, " 'Jeez, the damn bomb didn't go off and the Americans are still going out of their minds,' " a senior U.S. counter-terrorism official said, describing the political fallout for President Obama, as well as finger-pointing among U.S. intelligence agencies.

Officials emphasize that they do not believe Al Qaeda has abandoned efforts to orchestrate large-scale attacks. But, the senior U.S. counter-terrorism official said, Al Qaeda and affiliated groups are moving "away from what we are used to, which are complex, ambitious, multilayered plots."

Instead, the network is showing just how quickly and seamlessly it can deploy operatives to other nations.

New evidence of this adaptation surfaced recently with the release of a longer version of a video recorded by a Jordanian physician shortly before he carried out a suicide attack on a base used by the CIA in Khowst province in Afghanistan. The bomber, Humam Khalil Abu-Mulal Balawi, had been sent into Pakistan by the Jordanian intelligence service as an informant, but was working with Al Qaeda.

Upon his arrival, Balawi said, local operatives swiftly formed a shura, or council, to devise a plan for how to use him. At first, the aim was to kidnap a Jordanian intelligence officer. But when Balawi learned that he was being summoned to a meeting with members of the CIA, the shura quickly developed a deadlier scheme.

"We planned for something but got a bigger gift," Balawi said in the video.

Balawi told CIA operatives that he could provide the coordinates of Al Qaeda's No. 2, Ayman Zawahiri. On Dec. 30, when Balawi arrived at the U.S. compound, he detonated a device that killed seven CIA employees and contractors, as well as a Jordanian intelligence officer.

U.S. officials have expressed dismay over how much detail Balawi had about the CIA presence at the meeting, but also over how swiftly and expertly his handlers were able to improvise a new plan.

Similarly, the Christmas Day plot showed how quickly Al Qaeda's affiliate in Yemen was able to devise an operation taking advantage of the arrival in its midst of a Nigerian with a U.S. visa. Umar Farouk Abdulmutallab arrived in Yemen in August, and within a matter of months was on a flight to the United States with a bomb sewn into his underwear.

But Al Qaeda also is running risks by using operatives with less training, said Bruce Riedel, a CIA veteran and counter-terrorism expert. Farouk fumbled with his device and was subdued by other passengers.

"It looks like he panicked," Riedel said, noting that a similar device was used successfully in an attack on a Saudi official last year. "That's the downside of seizing these moments of opportunity -- you can end up with people who weren't up to the task."

U.S. officials said they had not seen a large-scale plot since 2006, when British authorities derailed a plan to detonate liquid explosives on 10 airliners bound for Canada and the U.S.

More typical of the emerging trend is the case of Najibullah Zazi, an Afghanistan native who pleaded guilty last month to charges of training in Pakistan to carry out a suicide attack on the New York City subway system.

"Zazi was dangerous and could have killed a lot of people," the senior U.S. counter-terrorism official said. "But he doesn't reflect Al Qaeda in its heyday."

U.S. intelligence agencies are struggling to stay abreast of the evolving threat. The National Counterterrorism Center expects to add as many as 50 analysts this year focused exclusively on tracking emerging threat data that previously might have been overlooked when the emphasis was on trying to detect and prevent a mass- casualty plot.

The smaller scale operations tend not to involve multiple targets or teams of would-be terrorists.

"But it does involve something that is much harder to penetrate," the American counter-terrorism official said. "One guy who has no record of terrorism who is given a bomb is a hell of a lot harder to figure out than 25 guys in London manufacturing hydrogen peroxide explosives."

Wednesday, March 17, 2010

بايدن يسعى لرعاية محادثات السلام في الشرق الاوسط

عن: لوس انجلز تايمز
ترجمة: علاء غزالة

بذل نائب الرئيس الاميركي، جو بايدن، والذي قام بزيارة غير مريحة الى منطقة الشرق الاوسط، جهودا حثيثة يوم الخميس من اجل الابقاء على الامال بعقد محادثات السلام حيّة وسط الغضب الفلسطيني بشأن خطط اسرائيل لاقامة ابنية جديدة في المناطق المتنازع عليها في القدس.
وعلى الرغم من التعهدات التي قدمها الفلسطينيون بالمشاركة في محادثات السلام المقررة الاسبوع القادم، فانهم هددوا بان ينأوا بانفسهم عنها اذا لم تتخلَّ اسرائيل عن خططها المعلنة بانشاء 1,600 وحدة سكنية في القدس الشرقية.
وضغط الفلسطينيون على الولايات المتحدة من اجل اقناع اسرائيل بالعدول عن موقفها حول المشروع. وعلى الرغم من ان الاميركيين قد اعربوا عن عدم ارتياحهم حيال التصرفات الاسرائيلية، فانهم اشادوا باعتذار الحكومة الاسرائيلية عن توقيت الاعلان، وان لم يفعل الاسرائيليون شيئا لالغاء هذه الخطة.
فقد صرح صائب عريقات، المفاوض الفلسطيني الاقدم، لاذاعة صوت فلسطين ان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، سوف لن يشارك في المحادثات المتوقعة اذا لم تتخلَّ اسرائيل عن المشروع. لكن مصادر اعلامية اخرى اقتبست عن عريقات قوله ان عباس لم يكن يضع شروطا مسبقة للمشاركة الفلسطينية، بل انه كان يأمل في ان تعمل الولايات المتحدة على اقناع اسرائيل بتجميد ذلك المشروع.
وجاء هذا التصريح بينما كان بايدن يقوم بتعبئة القادة من كلا الطرفين سعيا لانقاذ المحادثات. وتحدث بايدن هاتفيا، عصر الخميس، مع كل من عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. كما قام مسؤولون اميركيون آخرون في واشنطن بالاتصال بالقادة من مختلف انحاء الشرق الوسط، باذلين جهودا جبارة لانقاذ هذه المحادثات. وقال المسؤولون الاميركيون انهم لازالوا يتوقعون ان يشارك الفلسطينيون في المفاوضات.
على ان حالة عدم اليقين هذه تشير الى مقدار تهافت جهود محادثات السلام هذا الاسبوع، وذلك اثناء زيارة بايدن الى اسرائيل والضفة الغربية لحث كلا الطرفين على البدء بمحادثات غير مباشرة بعد انقطاع دام عاما كاملا.
وبدأ التحول في المواقف يوم الخميس حينما قال المسؤولون الاسرائيليون انهم ينوون بناء بيوتا للمتدينيين الاسرائليين في ناحية تسمى رامات شالمو. ادى هذا التصريح الى احراج واغضاب بايدن، ما حدا به الى انتقاد اسرائيل بكلمات قوية على غير العادة، على مدى اليومين اللاحقين، في الوقت الذي التقى فيه بالمسؤولين الاسرائليين وكبار القادة الفلسطينيين.
وبالمثل، ادت هذه الحادثة الى اضعاف الدعم الفلسطيني، المهزوز اصلا، للمحادثات الجديدة. كما لم يظهر الاسرائيليون الا حماسا ضعيفا حول خطط المحادثات غير المباشرة، والمقرر ان تجرى بوساطة الولايات المتحدة، حيث انهم يفضلون المفاوضات المباشرة.
وكان الفلسطينيون قد انسحبوا من المحادثات المباشرة في كانون الاول من عام 2008، في الوقت الذي شنّت فيه اسرائيل عدوانها على قطاع غزة. وحصل عباس مؤخرا على الدعم من قادة الدول العربية من اجل العودة للمفاوضات، حتى وان لم تعلق اسرائيل اعمال البناء المثيرة للجدل.
يذكر ان عريقات قال في مقابلته الاذاعية انه يتوقع ان يبلغه المبعوث الاميركي للشرق الاوسط، جورج ميتشيل، حينما يعود الى المنطقة في الاسبوع المقبل، فيما اذا كان قد نجح في اقناع اسرائيل بالعدول عن خططها لاقامة المزيد من الابنية في المستوطنات.
وقال المتحدث الفلسطيني ان عباس اخبر بايدن بان "على الادارة الاميركية ان تعمل على الغاء القرار الاسرائيلي المتعلق بالمستوطنات" وانه "سيكون من الصعب عليه ان يعود الى المفاوضات قبل الغاء ذلك القرار." واضاف عريقات: "اذا اصرّت اسرائيل على هذه النشاطات في المستوطنات، فانها ستكون مسؤولة لوحدها عن تخريب جهود المجتمع الدولي لاحلال السلام."
ودعى بايدن، في خطبة القاها بجامعة تل ابيب، كلا الطرفين الى بذل المزيد من الجهود، قائلا ان الموقف الحالي قد يغدو اكثر تعقيدا، مضيفا: "الحالة الراهنة غير مستقرة."
على ان بايدن حيّا البيان الصادر عن نتنياهو والذي يرى ان مشروع مستوطنة رامات شالومو سوف يستغرق وقتا طويلا لانشائه، بحيث ان هذه القضية قد تصبح غير ذات أثر في الوقت الذي تنجز فيه المفاوضات حول السيطرة على القدس. وقال نتنياهو ان الموافقات على المشروع "سوف تستغرق اكثر من سنة على الارجح، كما ان البدء في اعمال الانشاءات سوف يستغرق اعواما عدة."
بيد ان الموقف الاسرائيلي يؤكد على ان اقامة المستوطنات في القدس الشرقية امر مناسب وقانوني ، كما ان نتنياهو لم يُشر الى انه لن يصادق على المشروع. وكان القادة الاسرائيليون قد أمروا المسؤولين الحكوميين الاخرين بتجنب الاعلانات المثيرة للمتاعب حول مشاريع الانشاءات في المستوطنات، مثل الاعلان الذي صدر يوم الخميس. وقال انه قام شخصيا "بالاعراب عن عدم رضاه" لوزير الداخلية الاسرائيلي. وسافر بادين الى عمان، عاصمة الاردن، عصر الخميس للتباحث مع الملك عبد الله الثاني حول محادثات السلام وقضايا اخرى قبل عودته الى واشنطن يوم الجمعة.

Biden seeks to nurture Mideast talks

Vice President Joe Biden, winding up a disconcerting trip to the Middle East, struggled Thursday to keep hopes alive for new peace talks amid Palestinian anger over Israeli plans for new housing construction in a disputed Jerusalem neighborhood.

Despite earlier pledges to take part in talks scheduled to begin next week, Palestinian officials threatened to stay away unless Israel abandons announced plans for a 1,600-unit project in East Jerusalem.

Palestinians pressed for the United States to persuade Israel to change its stance on the project. Although the Americans voiced unhappiness with Israel, they also praised an Israeli government apology that voiced regret over the timing of the announcement but did not cancel the plan.

Saeb Erekat, the chief Palestinian negotiator, said on Voice of Palestine radio that Palestinian Authority President Mahmoud Abbas would not take part in upcoming talks unless Israel drops the construction project.

However, Erekat was quoted by other news organizations later Thursday as saying that Abbas was not setting conditions for Palestinian participation, although he hoped the United States would persuade the Israelis to halt the building project.

The statements came as Biden lobbied leaders of both sides in a bid to rescue the talks. He had a midday phone call with Abbas and also spoke with Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu.

In Washington, other U.S. officials contacted leaders throughout the Middle East in a tandem effort to salvage the talks.

American officials said they still expect the Palestinians to take part in the negotiations.

Nonetheless, the uncertainty suggests just how much the peace effort lost ground this week during Biden's visit to Israel and the West Bank to mobilize both sides to begin indirect talks after a yearlong interruption.

The flap began Tuesday when Israeli officials said they intended to build the housing for religious Israelis in a subdivision called Ramat Shlomo.

Biden, embarrassed and angered, criticized Israel in unusually strong language for two straight days, as he met with Israeli officials and then top Palestinian leaders.

The incident seemed to further shake already weak Palestinian support for the new talks. Israelis have shown little enthusiasm for the planned indirect talks, which would be mediated by the United States. They would prefer face-to-face negotiations.

Palestinians broke off direct talks in December 2008 at the time of Israel's offensive against the Gaza Strip. Abbas recently gained support from other Arab countries for a return to negotiations, even though Israel has not fully halted controversial construction.

Erekat said in his radio interview that he expects U.S. envoy George J. Mitchell to say when he returns to the region next week whether U.S. officials have succeeded in persuading Israel to abandon plans for the new construction.

The Palestinian spokesman said Abbas told Biden that "the U.S. administration should work to cancel the Israeli decision on settlements" and that "it will be difficult for him to return to the negotiations before canceling that decision."

"If Israel insists on these settlement activities, then it alone will be responsible for sabotaging efforts by the international community to achieve peace," Erekat said.

In a speech at Tel Aviv University, Biden called on both sides to undertake further peace efforts, saying the current situation can only become more difficult.

"The status quo is unsustainable," Biden said.

Biden hailed a statement by Netanyahu suggesting that the Ramat Shlomo project would take so long to build that the issue might be mooted by the completion of negotiations over control of Jerusalem.

Netanyahu said remaining approvals for the project "will in all likelihood take more than a year and the beginning of actual construction would likely take several years."

But Israel's position is that construction in East Jerusalem is legal and proper, and Netanyahu didn't imply that he disapproved of the construction.

The Israeli leader instructed other government officials to avoid disruptive announcements of construction projects such as the one unveiled Tuesday. He said he had personally "expressed his displeasure" to the Israeli interior minister. Biden flew to Amman, the Jordanian capital, Thursday afternoon to consult with King Abdullah II on peace talks and other issues before returning to Washington on Friday.

paul.richter@latimes.com

Wednesday, March 03, 2010

المنشقون عن طالبان يستسلمون شرط تنفيذ الوعود الحكومية

عن: واشنطن بوست
ترجمة: علاء غزالة

هيرات، افغانستان – مرّ زمن اعتبر فيه عبد الوهاب، زعيم طالبان في مقاطعة بشتي زركون غربي افغانستان، نفسه مجسدا للقانون. نعجة مسروقة؟ سوف يختار عقوبة السارق: عادة اطلاقة نارية على يده او عضلة ساقه. وكان متأنيا في ذلك لتلافي اصابة العظم.
عندما وصلت الرواتب من قيادة طالبان في الباكستان، وهي مبلغ مئة دولار لكل رجل، قام بتوزيعها بينهم. ويأتمر بامره خمس وثلاثون رجلا. يقول: "ان سألتهم ان يلقوا بانفسهم الى النهر فيغرقوا فيه، فسوف يقومون بذلك."
السلطة والاحترام، هذا هو معنى طالبان لدى عبد الوهاب. حينما وافق على القاء السلاح في شهر تشرين الثاني، كان ذلك باعتقاد انه سيحصل بالمقابل على وظيفة حكومية، وحماية من الغارات الاميركية.
تحاول الولايات المتحدة، بالتعاون مع شركائها حلف في الناتو وحلفائها الافغان، ان "تعيد دمج" رجال المليشيا امثال عبد الوهاب، من خلال تقديم الوظائف لهم على افتراض انهم يفضلون الحصول على الراتب بدلا من امضاء وقتهم في القتال. هذه الجهود هي الدعامة المركزية في ستراتيجية ادارة اوباما في افغانستان.
غير ان قادة طالبان يسخرون من هذه الثلة، قائلين ان اولياءهم يشنون حربا مقدسة، بكل عزم واصرار، ضد جيوش الكفار ضد الغرب، ولا يمكن شراؤهم.
تبين المقابلات التي اجريت مع عبد الوهاب والمقاتلين الاخرين، الذين تركوا طالبان مؤخرا كجزء من جهود الحكومة الافغانية لابعادهم عن سوح القتال، انه في الكثير من الحالات فان صانعي السياسة الاميركية ربما يكونون عازمين على امر ما. فالعديد من المقاتلين السابقين يقولون انهم التحقوا بطالبان لا عن تشدد في دينهم، بل لاسباب دنيوية بحتة: الغضب على الحكومة في كابول، الانتقام لخسارة الوظائف الحكومية، الضغط من افراد العائلة، او لانهم –ببساطة– مفلسين. يقول عبد الوهاب: "لا احد يذهب الى الجهة الاخرى من اجل التسلية. لابد ان يكون هناك الم في قلبك."
قاتل البعض مع وضد طالبان، ضمن تعقيدات عالم الولاءات الافغانية. وكان القائد الاكثر هيبة في هيرات، الذي قتل في قصف جوي اميركي، هو عمدة المدينة.
ان تنوع تكتلات التمرد يجعل من الصعب تعميم دوافع المقاتلين عبر البلاد. فالمتمردين في هيرات ربما يختلفون عن نظرائهم في اماكن اخرى، خصوصا في جنوبي افغانستان، حيث وُلد الاتباع الاصليون لقائد طالبان، محمد عمر. لكن في تلك المدينة المهمة ستراتيجيا الكائنة في الجهة الغربية من الجبهة الافغانية، في الاقل، هناك براغماتية عميقة عندما يحين الوقت لاتخاذ جانب ما.
يقول ديلاور شاه ديلاور، معاون قائد شرطة هيرات: "عناصر طالبان ليسوا ايديولوجيين. هؤلاء النفر فقدوا شيئا، انهم يشعورن بالخجل لعدم امتلاكهم سيارة او حراس شخصيين. كيف لهم ان يواجهوا الناس حينما يمشون في الطرقات؟"
لا يناسب هذا الوصف احد اكثر من غلام يحيى اكبري، الذي سبق وان عمل عمدة لهيرات في اوائل التسعينيات بعد الانسحاب السوفيتي. وكان في ذلك الوقت معارضا عنيدا لطالبان، ومن ثم هرب الى ايران عندما استولت تلك الحركة على مقاليد السلطة. وبعد الغزو الذي قادته الولايات، عاد ليصبح مدير الاشغال العامة في هيرات وساعد على تطوير اكثر مدن افغانستان تمدنا. ولكنه فصل من وظيفته بعد خلافات مع المحافظ السابق في العام 2006.
يقول احمد يوسف نورستاني، محافظ هيرات: "لقد كان غلام يحيى رجلا طيبا. اذا سألت اي احد فسوف يقول لك هذا. يقول معظم الناس ان الحكومة اجبرته على تبني هذا الموقف. ربما لم يكن امامه من سبيل."
وبعد طره من الوظيفة، عاد الى قريته الام التي تدعى سياووشان، والتي تقع وسط بساتين نظرة تخلب الالباب، وقام بتجنيد جيشه الخاص. ورغم انه طاجيكي، الا انه إئتلف مع حركة طالبان التي يهيمن عليها البشتون، والتي ارسلت المال والاسلحة وستة من خبراء المتفجرات من الباكستان وايران لتدريب اتباعه، حسبما افاد ضباط الشرطة.
تنامت سطوة مقاتليه في هيرات حتى صارت المليشيا الاكثر رعبا. وقاموا باطلاق الصواريخ، بانتظام، على مطار هيرات، ومقر الامم المتحدة، والقاعدة العسكرية للقوات الاميركية، حتى ان المسؤولون الاميركيون والافغان يقولون ان احدها تمكن من اختراق التحصينات الاميركية. وقام المقاتلون بقطع رؤوس معارضيهم، وموّلوا انفسهم من خلال الفدية التي يحصلون عليها من خطف رجال الاعمال.
يقول الرائد محمد رحيم بانجشيري، مدير مكافحة الارهاب في شرطة هيرات: "انضم اليه سفلة الناس. اتخذ القتلة والخاطفون ملاذا آمنا لدى غلام يحيى. وكان قد بدأ مجموعته بخمس او ست من الاتباع، حتى صار لديه ثلاثمئة او اربعمئة شخص."
وفي الثامن من تشرين الاول أدت غارة شنتها الطائرات الاميركية الى مقتل اكبري واثنين وعشرين من مقاتليه الذين عسكروا بمخيم في سياووشان. ودُفن بالقرب من المسجد الذي كان بناه، كما حضر مأتمه الالاف من الناس. يقول احد الضباط الاميركيون ان موت اكبري في هيرات هو "اكبر حدث امني في العامين الماضيين."
يبرز من بين مساعدي اكبري شخص يدعى شريف، وهو مزارع من قرية ادرسكان. وبدأ في اتخاذ الحكومة عدوا له بعد ان نفد ماء بئره. يقول ان الحكومة ساعدت في صيانة انظمة الري في اماكن اخرى، لكن لم يساعد احد قريته. ويضيف: "لم تقدم لنا الحكومة اي شيء منذ ان تأسست. لم يعرنا احد أية اهمية. لم يأتِ احد للوقوف على مشاكلنا. لقد توقفت الزراعة، لذا قررت ان التحق بطالبان."
ومن بين قادة المليشيا الاخرين شخص اسمه سليمان عامري، وهو قائد كتيبة في الجيش الافغاني طُرد من الخدمة، ومن ثم هرب الى الجبال مستعملا عجلة حكومية نوع فورد رانجر وبدأ في تشكيل مليشياه الخاصة.
يقول عامري: "اردت ان اكسب احترام الناس، اردت ان تكون لي حياة كريمة في هذه المحافظة. لماذا لم تسألني الحكومة لمساعدتها؟ ولماذا لم يسألني الاميركيون؟ إن اعطيت اوامري، في هذه اللحظة بموت خمسين الف عائلة، فانهم سيموتون، او ان شئت احييهم، فسوف يعيشون. انهم تحت قيادتي. استطيع ان افعل ما اشاء، ولكن لا احد يأخذ رأيي."
بعد موت اكبري، وازالة بعض من كبار ضباط الشرطة والاستخبارات (الافغانية)، بدأ التمرد بالتفكك. فقد سلّم حوالي ثلاثمئة من المقاتلين انفسهم الى الحكومة المحلية، حيث طمح الكثير منهم لنيل الحوافز التي عرضها مكتب المصالحة المحلي.
وقال جميع المقاتلين السابقين الذين تم استطلاعهم انهم وُعدوا بمنحهم وظائف اذا تخلوا عن القتال، لكن الحكومة لم تفِ بهذه الالتزامات على مدى الشهور الاربعة الماضية. غير انهم حصلوا على بعض المساعدات من بينها بعض المواد الغذائية وتجهيزات محدودة من الوكالة الدولية للتنمية الدولية (وهي وكالة اميركية تابعة لوزارة الخارجية) يطلق عليها "عدة الشتاء،" هي عبارة عن حقائب تحتوي على بطانيات وفحم.
واتخذ العديد من المقاتلين السابقين من مركز مدينة هيرات مسكنا لهم خوفا من انتقام طالبان اذا عادوا الى قراهم الاصلية. وهم يمضون اياما في الجدال فيما اذا كان عليهم العودة الى طالبان، كما قام بذلك بعضهم بالفعل.
وعُرض على عامري، قائد المليشيا السابق، منصب قائد شرطة المقاطعة، لكن لم تأتِ الموافقة على ذلك من كابول بعد. وهو يشاطر السكن مع العشرات من رجاله الذين ليس لديهم عمل ويتزايد قلقهم كل يوم. يقول: "انا ادفع رواتب لثمانين شخصا من جيبي الخاص." وهو مستعد للانتظار حاليا، ويقول: "سوف لن نترك الحكومة حتى تقول لنا: (لا شيء لكم عندنا.) ان لم يكن لدي خيار فسيتوجب عليّ ان اكون عنصرا في طالبان."
لا تبدو الامور افضل من منظور عبد الوهاب، قائد طالبان المحلي السابق الذي التحق بالتمرد بعد ان طُرد من وظيفته كرائد في الشرطة. وهو يستأجر غرفة طينية متهالكة في حي فقير بضواحي هيرات. تتحول الارضية الترابية في الايام المطيرة الى وحل، وفي الايام الباردة تتجمد الارض. ويتوجب عليه ان يقترض المال لشراء الدواء لاولاده الخمسة المرضى. وهو نادرا ما يكون قادرا على تقديم وجبة طعام ساخنة لضيوفه.
اتصلت "حكومة الظل" في هيرات التابعة لطالبان بوهاب في الاسابيع الثلاثة التي تلت تخليه عن التمرد على هاتفه الخليوي. وقيل له انه خائن وكافر ولا يفترق عن الجندي الاميركي، كما اخبروه: "سوف نقتلك كما نقتلهم."
لا يعتقد عبد الوهاب انه مؤهل لوظيفة مدنية، وهو الذي قاتل معظم حياته، لكن القوات الامنية الافغانية لم تعرض عليه اي شيء. وهو يرفض ان يعود ادراجه للزراعة في قريته، ساليمي، كما انه غير قادر على تحمل سخرية جيرانه لسقوطه الى الحضيض. بل انه قد يغادر افغانستان.
في حسابات السياسة الافغانية المعقدة، عبد الوهاب هو من بين الكثيرين الذين قاتلوا مع وضد طالبات. ولكنه، في الاقل، كان يحظى بالاحترام عندما كان قائدا لدى طالبان. اما الان فهو يقول: "ليس لدينا شيء."


Taliban defectors accept U.S. approach but wait for promises to be kept

Washington Post Foreign Service

HERAT, AFGHANISTAN -- As the Taliban commander in the Pusht-e-Zargon district of western Afghanistan, Abdul Wahab considered himself the law. A stolen sheep? He would choose the thief's punishment: often a gunshot to the forearm or calf muscle. He was careful to avoid the bone.
When salaries arrived from the Taliban leadership in Pakistan -- $100 a month per man -- he doled them out. Thirty fighters moved at his command. "If I asked them to jump in a river and drown, they would," he said.
Power and respect, this is what the Taliban meant for Wahab. A government job and protection from U.S. raids are what he thought he was getting when he agreed to lay down his weapons in November.
The United States, along with its NATO and Afghan allies, is trying to "reintegrate" militants like Wahab, offering them jobs on the assumption that they would rather earn a salary than spend their days fighting. The effort is a central pillar of the Obama administration's Afghan war strategy.
Taliban leaders scoff at that notion, saying their loyalists are waging a determined holy war against the infidel armies of the West and can't be bought off.
Interviews with Wahab and other fighters who recently left the Taliban as part of an Afghan government effort to lure them from the battlefield suggest that in many cases, U.S. policymakers may be on to something. Several ex-fighters said they joined the Taliban not out of religious zealotry but for far more mundane reasons: anger at the government in Kabul, revenge for losing a government job, pressure from family or tribe members -- or simply because they were broke.
"Nobody goes to the other side for fun," Wahab said. "There must be a pain in your heart."
In the complex world of Afghan loyalties, some had fought both for and against the Taliban. The most fearsome Taliban commander in Herat, killed by a U.S. airstrike in October, used to be the mayor.
The diverse strands of the insurgency make it difficult to generalize about the motives of fighters across the country. Insurgents in Herat probably differ from those elsewhere, particularly in southern Afghanistan, where Taliban leader Mohammad Omar's original following was born. But at least in this strategically important city on Afghanistan's western frontier, there's evidence of a deep pragmatism when it's time to choose sides.
"The Taliban here are not ideological," said Delawar Shah Delawar, Herat's deputy police chief. "These people have lost something. They feel ashamed that they have no cars, no bodyguards. How can they face people when they walk in the streets?"
Nobody fit this description better than Ghulam Yahya Akbari, who served as Herat's mayor in the early 1990s after the Soviet withdrawal. Back then, he was a staunch opponent of the Taliban, and he fled to Iran when the group came to power. After the U.S.-led invasion, he came back to run Herat's Department of Public Works and helped develop one of Afghanistan's most modern cities. But after a dispute with the previous governor, Akbari was fired in 2006.
"Ghulam Yahya was a good man. Anyone you ask will tell you," said Ahmad Yousaf Nuristani, the governor of Herat. "Most people say he was forced by the government to adopt this position. Maybe he had no choice."
Following his firing, Akbari retreated to the picturesque orchards of his home village of Siyawooshan and recruited an army. Even though he was Tajik, he aligned with the Pashtun-dominated Taliban, which sent money, weapons and a half-dozen explosives experts from Pakistan and Iran to train his followers, police officials said.
His fighters grew into Herat's most feared militia. They periodically launched rockets at the Herat airport, the United Nations compound or the American military base, including one that pierced the barracks, according to U.S. and Afghan officials. The fighters severed opponents' heads and financed themselves by demanding ransom from kidnapped businessmen.
"Bad people got along with him. Killers, kidnappers, their safe haven was with Ghulam Yahya," said Maj. Mohammad Rahim Panjshiry, director of counterterrorism in the Herat police department. "He started with five or six people and eventually had 300 to 400 people."
On Oct. 8, a U.S. airstrike killed Akbari and 22 of his fighters as they camped in a tent in Siyawooshan. He was buried next to a mosque he had built. A procession of thousands mourned his passing. For Herat, Akbari's death "was the biggest security event in a couple of years," one U.S. official said.
One of Akbari's subordinates was Sharif, a wheat farmer from the village of Adraskan. He had viewed the government as his enemy after his well ran dry. Elsewhere, the government helped maintain the irrigation system, he said, but his village saw no help. "Since the government has been established, it hasn't done anything for us. Nobody paid attention. Nobody came to see what our problems were," he said. "The farming stopped, so I decided to join the Taliban."
Another militia leader, Suleiman Amiri, fired from his job as a battalion commander in the Afghan army, took to the mountains in a government-owned Ford Ranger and amassed a militia.
"I wanted people to respect me. I wanted to have an honored life in this province," Amiri said. "Why isn't the government asking me for help? Why aren't the Americans asking me? Right now, if I ordered 50,000 families to die, they will die, or to live, they will live. They are under my command. Whatever I want I can do, but nobody is asking my opinion."
After Akbari's death and a purging of several top police and intelligence officials, the insurgency began to fray. Nearly 300 fighters surrendered to the provincial government, many drawn in by incentives offered by the local reconciliation office.
All of the former fighters interviewed said they were promised jobs if they gave up the fight, but for the past four months, the government has honored none of these commitments. Among the aid available are some food rations and the limited supply of USAID-funded "winterization kits" -- sacks of blankets and coal.
Many former fighters have taken up residence in downtown Herat, afraid enough of Taliban reprisals that they do not return to their villages. They idle away the days debating whether to return to the insurgency, as some already have.
Amiri, the former militia commander, has been offered a position as a district police chief, but the approval from Kabul has not come. He shares a house with dozens of his men who have no work and grow more anxious by the day. "I pay for 80 people out of my own pocket," he said.
For now, he is prepared to wait. "We will not leave the government until they say, 'We have nothing for you,' " he said. "If I have no choice, I have to become a Talib."
The prospects for Wahab, the former Taliban district commander who joined the insurgency after being fired from his job as a major in the police department, look no better. He rents a decrepit mud hut in a slum on the outskirts of Herat. On rainy days, the dirt floors turn to mud; on cold ones, to frozen earth. He must borrow money to medicate his five sniffling children. He can rarely offer hot food to his guests.
For the first three weeks after he left the insurgency in November, the Taliban's "shadow governor" in Herat called Wahab on his cellphone. He was a traitor, an infidel, no different from an American soldier, he was told: "As we kill them, we will kill you."
As a fighter for most of his life, Wahab does not feel qualified for a civilian job, but the Afghan security forces have offered him nothing. He refuses to go back to farming in his village of Salimi, unwilling to endure the jeers of his neighbors for falling so low. He might leave Afghanistan.
In the complex calculus of Afghan politics, he is one of many who have fought both against and with the Taliban. At least as a Taliban leader, he had respect. Now, he said, "we have nothing."
Special correspondent Javed Hamdard contributed to this report.