Thursday, January 22, 2009

الأميركيون يضعون خططا لتسريع الانسحاب من العراق

عن: نيويورك تايمز
ترجمة: علاء غزالة

واشنطن – قال ضباط اميركيون في كل من البنتاغون وقيادة الجيش ان القادة العسكريين عاكفون على رسم خطط لانسحاب اسرع للقوات الاميركية من العراق، نتيجة توقعات ان يرفض الرئيس المنتخب باراك اوباما المقترح الحالي باعتباره بطيئاً جداً. سوف توفر الخطط الجديدة جدولاً زمنياً بديلاً لذلك الذي وضع من قبل كبار قادة الجيش الاميركي في العراق، والذي يقتضي اعادة القوات الى بلادها في زمن اطول مما وعد اوباما أثناء حملته الانتخابية، وكان قد تم توضيح الخطة السابقة الى اوباما في الشهر الماضي. وقال المسؤولون ان اوباما لم يطلب وضع هذه الخطط، لكنهم يأخذون احتياطاتهم استجابة الى التصريحات العلنية التي صدرت عن الرئيس الجديد واستناداً الى المناقشات بين ضباط الجيش واعضاء من فريق اوباما الانتقالي.
وكان اوباما التقى في الاسبوع الماضي، بالعاصمة واشنطن، مع مستشاريه للامن الوطني، وضم الاجتماع كلا من وزير الدفاع روبرت غيتس والادميرال مايك مولن، رئيس هيئة الاركان المشتركة.
يعتبر الانسحاب من العراق شرطاً أساسياً لتعزيز القوات الاميركية في افغانستان، حيث يستعد اوباما لارسال 30,000 عسكري على مدى العامين القادمين، ما يضاعف من عديد القوات الاميركية المتواجدة هناك حاليا، والبالغة 31,000 عسكري.
يقول المسؤولون ان الخطوط العريضة لخطط الجيش التي قدمت الى اوباما في كانون الاول توقعت انسحاب لواءين من الجيش الاميركي، او ما بين 7,000 و8,000 مقاتل، في غضون الستة اشهر القادمة.
ورفض ضباط الجيش الاميركي ان يكونوا اكثر تحديدا، او يعطوا تفاصيل اخرى عن الخطة السابقة، التي اعدها الجنرال ديفيد بترايوس والجنرال راي اوديرنو، وهما القائدان المسؤولان عن العراق. لكن المتحدثين اوضحوا ان الخطة لا تفي بالتزام اوباما أثناء حملته الانتخابية، حينما كرر وعده باخراج جميع القوات من العراق خلال ستة عشر شهرا من تسلمه المنصب، أي بحلول آيار من عام 2010.
يقول المسؤولون في فريق اوباما الانتقالي انه مازال ملتزما بذلك الهدف، برغم انه قال ايضا انه سوف يستمع الى التوصيات التي يقدمها قادته. وقال جوزيف بايدن، نائب الرئيس المنتخب، في مقابلة اجريت يوم الأربعاء، انه «غير مستعد للحديث عن» خيارات جديدة لمستوى القوات.
كما صرحت بروك اندرسون، المتحدثة باسم الامن القومي في فريق اوباما الانتقالي بالقول: «لقد تلقينا ايجازات من إدارة بوش، ومن بينهم وزير الدفاع غيتس والادميرال مولن، حول الخطط الحالية في العراق وافغانستان، ونحن نقدر المعلومات التي اشركونا فيها»، وأضافت اندرسون: ان اوباما، بصفته رئيساً، سوف يلتقي بقادته «من اجل اتخاذ قرار حول كيفية المضي قدما في إعادة انتشار آمن لالويتنا القتالية خلال ستة عشر شهراً.»
يقول مسؤولون عسكريون كبار انهم يتوقعون ان يطلب اوباما اعداد خيارات لتسريع سحب القوات من العراق. ولكنهم اعربوا عن عدم الارتياح لفكرة الانسحاب السريع من العراق، ومن عدم وضوح ستراتيجية اوباما الشاملة حول افغانستان، في هذا الوقت.
وقال احد كبار مسؤولي الجيش اثناء نقاشات عن الانسحاب: «انه اكثر من سؤال عن سرعة الانسحاب او بطئه، انه يتضمن حساب المخاطرة التي ترغب في خوضها في العراق».
وقال المسؤولون، الذي لم يرغبوا في كشف هوياتهم نظرا لحساسية مناقشة الخطط الحربية قبل تولي القائد العام للقوات المسحلة مهامه، قالوا ان التخطيط للانسحاب يتطلب ايضا تعريف المهام المستقبلية للقوات الاميركية في العراق وافغانستان، والاهداف التي يتوجب على هذه البعثات ان تسعى من اجلها خلال السنوات القادمة.
وقال مسؤول كبير آخر مشارك في هذه العملية: «يتم وضع خيارات متنوعة تقدم الى الرئيس الجديد ليختار من بينها».
وقال جيوف موريل، السكرتير الصحفي للبنتاغون، ان غيتس ينوي ان يجعل اوباما على ثقة انه حالما يصبح القائد العام، فانه سوف يستمع مباشرة الى جميع القادة الكبار الذين لهم دور في العراق وافغانستان قبل اتخاذ أي قرار.
وأضاف موريل: «كانت النقاشات التي خاضها وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان المشتركة مع الرئيس المنتخب وفريقه، حتى الآن، تدور حول الخطوط العريضة».
وكانت الخطط العسكرية الحالية قد وضعت لتتوافق مع الاتفاقية الأمنية الاخيرة بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية، والتي دعت الى وضع جدول زمني اقصر، ولكنه اطول مما وعدت به حملة اوباما. وبموجب هذه الاتفاقية، فان على جميع القوات القتالية الاميركية ان تنسحب من المدن بحلول حزيران، وان تنسحب جميع القوات الاميركية من جميع انحاء العراق بحلول عام 2011. على كل حال، فانه يمكن اعادة التفاوض حول هذه الاتفاقية.
حتى في أثناء استعداد اوباما للانسحاب من العراق، فان بعض اصحاب النفوذ في الحزب الديمقراطي وخبراء الامن القومي قد بدأوا برفع اصواتهم حول نيته ارسال تعزيزات اضافية قوامها 30.000 جندي أميركي الى افغانستان، حيث كانت الولايات المتحدة تخوض حربها هناك منذ سبع سنوات.. وهم يقولون ان على اوباما ان يوضح اهدافه العامة فيما وراء ارسال المزيد من القوات العكسرية والاموال والبعثات الدبلوماسية الى بلد يتزايد فيه العنف، ولا يمكن اخضاعه، بحيث ان العسكريين يقولون انه يجلب مشاكل حتى اكثر من العراق.