عن: نيويورك تايمز
ترجمة: علاء غزالة
بذلت ادارة بوش، قبل حرب العراق عام 2003، جهوداً دبلوماسية حثيثة لاستحصال الدعم الدولي، كما سعى المسؤولون في البيت الابيض والبنتاغون ووزارة الخارجية الاميركية باقصى طاقتهم للاعلان عن الدول التي انضمت الى ما اطلقوا عليه «تحالف الارداة». غير ان بعض المؤرخين الذين تناولوا هذه الجهود المبكرة في بناء التحالف يقولون انها واجهت مصاعب يبدو انها مَحت وبدّلت القوائم الاولى للدول التي دعمت المجهود الحربي. وكانت هذه القوائم قد نشرت على موقع البيت الابيض الالكتروني. وعلى الرغم من ان مسؤولي الادارة الاميركية اعترفوا بأن عدد الدول التي تدعم الحرب قد تغير مع الزمن، الا ان الباحثين الاكاديميين يقولون يبدو انه قد تمت تغيير ثلاث قوائم رسمية، الا انها حافظت على تاريخ صدورها الاصلي، ما يجعلها تبدو وكأنها القوائم الاصلية التي لم يحصل فيها تبديل.
واستناداً الى الدراسة التي اجراها كل من سكوت الثاوس، وكالف ليتارو، من مركز كلاين للديمقراطية بجامعة الينويز في اوربانا-جامباين، فيبدو أنه قد تمت إزالة اثنتين من القوائم من الموقع الالكتروني.
كان عدد اعضاء التحالف عشية حرب العراق يبلغ 45 دولة، لكن الباحثين وجدوا ان عمليات مسح القوائم الاولى ومراجعة المستندات الحساسة جعلت القائمة تبدو وكأنها تضم 49 دولة.
وتمت ت إزالة دولتين اخريين كانتا قد ادرجتا في القوائم السابقة على اساس انها شركاء في التحالف، لكن القوائم المُحدّثة ظلت تحمل التاريخ الاصلي ولم يُذكر انها قد تغيرت.
وقد اكد مسؤولو البيت الابيض يوم الاثنين ان اسماء اثنتين من الدول قد تمت ت ازالتهما من قائمة الشركاء في التحالف المنشورة على الموقع الالكتروني، وذلك بناء على طلب من هاتين الدولتين. فقد تمت ت إزالة كل من كوستاريكا وانغولا، لكن انغولا ظهرت لاحقا في القائمة.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض يوم الاثنين ان البيت الابيض تبنى في السنوات الاخيرة سياسة تقضي بان يتمت تأشير تاريخ اجراء مثل هذه التغييرات على الموقع الالكتروني.
لكن يبدو انه لم يتمت العمل بهذه السياسة بالنسبة للمنشورات التي تعود الى الجهود الاولى في الحرب.
وكتب الباحثان بجامعة الينويز في دراستهما: «سواء تمت فعل ذلك عن سابق تصميم او نتج عن اهمال غير مقصود، فإن النتيجة واحدة: تؤدي إزالة ومراجعة وثائق البيت الابيض الى اضطراب السجلات التاريخية حول ما قالته او فعلته حكومتنا.» وقد تتبعت الدراسة خمس وثائق منشورة على الموقع الالكتروني، والتي ضمت عدداً واسماء الشركاء في التحالف.
وتوصل الباحثان الى ان اثنتين من القوائم قد تمت ازالتهما، الاولى في اواخر عام 2004، والاخرى في اواخر عام 2005 او بداية عام 2006. ويقول الباحثان: «هاتين القائمتان (المفقودتان) انما تمت ثلان قوائم اقدم واصغر عن اعضاء التحالف».
وتوصلت الدراسة ايضا الى ان القائمة المنشورة بتاريخ 21 آذار 2003 تظهر عدد الدول المشاركة في التحالف 46 دولة، بضمنها الولايات المتحدة. ولكن تمت تحديث القائمة في نيسان من نفس العام، لاضافة انغولا واوكرانيا، ما يجعل العدد الكلي 48 دولة.
وعلق الباحثان على ذلك بالقول: «بدلا من ان يقوم البيت الابيض بإصدار قائمة جديدة تحمل تاريخا جديدا، فانه اتخذ خطوة غير معتادة بان يتمت تغيير الاصدار الصحفي الاصلي المؤرخ في 21 آذار بأثر رجعي، من دون ان يتمت وضع ملاحظة تشير الى التعديلات التي اجريت على الاصل».
كما قام البيت الابيض في 13 نيسان 2003، او قبل هذه التاريخ، بنشر قائمة محدثة بالدول الحليفة، حيث تمت اضافة (تونغا) الى القائمة السابقة التي كانت تضم 48 دولة. ثم ازيلت القائمة مؤقتا من الموقع في عام 2004، لتعود الى الظهور مجددا في 3 تشرين الثاني من عام 2004، مع اجراء تنقيحات.
هذه القائمة المنقحة حملت تاريخا للنشر يعود الى 27 آذار من عام 2003، أي قبل اكثر من سنة ونصف من اجراء التعديلات، كما اكد تقرير الباحثين. وتمت تعديل القائمة مرة اخرى بتغيير عدد الدول المشاركة في التحالف الى 49 دولة، برغم ان الوثيقة عددت اسماء 48 دولة فقط، بإزالة كوستاريكا.