Saturday, February 21, 2009

القوة العاملة فرصة لبناء مستقبل جيد

عن: ذي نيوز تربيون
ترجمة: علاء غزالة

في موقع بناء تعصف به الرياح الرملية في وسط العراق يقوم العشرات من العمال العراقيين بدفع عربات ملأى بالحصى، ويضعون الحجر فوق الآخر ليتصاعد البناء، بينما يقوم آخرون بفتح القوالب الخشبية، مازال هناك الكثير من اعمال التنظيف لرفع اعقاب السكائر والنفايات الآخرى من القاعدة العسكرية التي تقع فيها منطقة البناء.
يعمل 180 عراقيا من القرى المحيطة بمدينة بلد عمالاً غير ماهرين ستة ايام في الاسبوع، بينما يقوم فصيل من الجنود من اللواء القتالي واشنطن 81 بمرافقتهم وحراستهم.
تقول ضابطة الصف الين هندمان من جامعة بلاس، والتي كانت في الواجب صباح الاثنين: «لقد كان العراقيون على الدوام اصدقاء لنا. انهم متحمسون للعمل معنا لانهم متحمسون في الحصول على وظيفة افضل. كما ان عليهم اعالة عوائلهم.»
تشرف هندمان و36 آخرون من جنود الحرس الوطني لولاية واشنطن على «العمال المحليين» كما يطلق عليهم هنا. كل من هؤلاء الرجال يحصل على 13 دولاراً في اليوم، ولا توجد بينهم أية امرأة.
يقول عبد الله فرحان عبد المحسن، ويبلغ 19 عاما من العمر، وهو يقدم المساعدة الى عائلته التي تسكن معه في قرية السعدية القريبة: «ان هذا المبلغ ليس كبيرا، لكن العمل جيد.»
وكان محسن قد عمل أجيرا يوميا على مدى ثمانية اشهر. وهو يقول انه يأمل ان يجمع ما يكفي ما المال ليتزوج.
يقول عراقي آخر، واسمه رعد شكر حامد ويبلغ 31 عاما، انه يجني الكثير من المال الان، اكثر مما كان يحصل عليه حينما كان صدام في السلطة، وهو يتقن النجارة ويعمل في القاعدة لاعالة ابنته وولديه.
لقد كان هناك القليل من التحادث –نسبيا– اثناء العمل، لكن البعض منهم كان ينشد الاغاني وهو يؤدي عمله، كما ان الجميع –تقريبا– واصلوا تدخين سكائر رخيصة الواحدة تلو الاخرى.
يقول ضابط الصف مايك جاكا، وهو من مدينة بيولاب بولاية واشنطن: «انهم عمال نشيطون الى حد كبير. لم تحصل لي أية مشكلة معهم ابدا.»
ويعمل الكثير من الحراس على ضمان ذلك. يتطب الامر فترة 15 دقيقة للمرور من خلال سلسلة من نقاط التفتيش عند الدخول الى القاعدة، وتوجب على العمال ان يمروا من خلال بوابتين لكشف المعادن، ويمتثلون للتفتيش باليد، واجراء مسح جميع الجسم باشعة اكس. ولا يسمح لهم بادخال هواتفهم النقالة او اية معدات الكترونية اخرى. ويتم تفتيشهم بالطريقة نفسها عند خروجهم من القاعدة أيضاً.
وبعد ان تتم اجراءات التفتيش، يقوم العمال باعتلاء شاحنة ذات حمولة 5 طن تأخذهم الى منطقة الانتظار حيث يتم تسجيل الحضور وتوزيع الواجبات.
يقوم جندي واحد بالاشراف على عمل خمسة من العمال العراقيين. هؤلاء الجنود هم اعضاء في الفصيل الثاني المتمركز في سياتل، ويعود الى سرية تتبع فوج الاسناد المرقم 181.
يقول ضابط الصف روبرت كاماكو من مدينة بيولاب: «نحن هنا كي نحرص على عدم خروج الامور عن السيطرة.»
يقوم عامر احمد علي، وهو ضابط طيار سابق برتبة عقيد فقد وظيفته عندما تم حل الجيش العراقي، بتنسيق توزيع الواجبات بين العمل.
يقول علي، ابن الـ49 عاما: «هذه مجموعة جيدة. انهم فتية جيدون جدا. انهم يحبون القدوم الى هنا لان الاميركيين يقدمون لنا عملا يمكن الاعتماد عليه.»
تقول هندمان، التي تعمل مع الحرس بوظيفة دائمة وتبلغ 38 عاما من العمر، انها تعتقد ان العلاقات التي بُنيت بين الجنود والعمال قد تترك اثراً كبيراً في الصراع الذي تأخذ فيه النيات الحسنة موقعا يماثل في اهميته العمليات التكتيكية.
وتضيف: «لقد بنينا علاقة حسنة معهم من خلال التواجد معهم كل يوم في العمل. نحن نحترمهم وهم يحترمونا.»
ان بوادر الاحترام هذه تتضمن المصافحة على الطريقة العراقية (التي تتمثل بتماس الأكتاف بعد المصافحة)، والتحدث بأسلوب مجاملة، وعدم توجيه باطن الحذاء نحو الشخص المقابل، واعطاء التحذيرات الى العامل بشكل شخصي بدلا من توجيهها أمام اقرانه، واعطاء الرجال المسنين اعمالا اسهل.
يقوم الجنود بإحالة اسهل الاعمال، وهي تنظيف المنطقة التي ينتظر فيها العراقيون واجباتهم، الى نفر من الرجال المعاقين، ومن بينهم رجل فقد عينه نتيجة السرطان، وآخر اخرس. تقول هندمان ان امثال هؤلاء الرجال غير مرحب بهم عادة في مجتمعهم (...).
ويتخذ العمال من يوم الجمعة عطلة لهم، وهو يوم الأسبوع المقدس لدى المسلمين.
يتعلم بعض من الجنود في القاعدة مقاطع من اللغة العربية، بينما يعرف الكثير من العراقيين اللغة الانكليزية.
يقول كاماكو، ويبلغ 36 عاما من العمر ويعمل بوظيفة دائمة مع الحرس الوطني: «نحن نحاول ان نجعلهم اصدقاء لنا وان نريهم اننا لسنا اعداءهم. كما اننا حصلنا على بعض المعلومات من خلالهم.»
ويضيف ان العمال اخبروهم عن موقع مخازن الاسلحة وعن هويات المتمردين الذين اطلقوا قذائف الهاون على القاعدة.
يقول قتيبة طارق ياسين، الذي يبلغ 22 عاما، ان تلك الوظائف قد ساعدت القرى القريبة. ويضيف ان الكثير من الناس في قريته التي تسمى (بكر) ويقطنها 6000 مواطن، يعملون مع الاميركيين او لديهم اقرباء يعملون معهم. ويؤكد ان جميع افراد عائلته يعملون مع الاميركيين في انحاء متفرقة من العراق.
ويأمل ياسين ان يستمر بقاء الاميركيين لسنوات عديدة وان يرفضوا تعهد الرئيس باراك اوباما بسحب القوات خلال 16 شهرا.
ويقول: «لا اعتقد ذلك لاني أريدهم ان يبقوا. لكنهم ان رحلوا فان المتمردين سوف يعودون. وهم سوف يقتلوننا جميعا لاننا عملنا هنا».