Wednesday, September 24, 2008

تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية: ايران طورت برنامجها النووي

عن: الهيرالد تربيون
ترجمة: علاء غزالة

باريس: اعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران قد حسنت بشكل كبير من اداء اجهزة الطرد المركزي التي تنتج اليورانيوم المخصب، ما يشير بان هذا البلد قد تغلب على التحديات الفنية التي عرقلت برنامجها لتخصيب اليورانيوم.واتهم تقرير يقع في ست صفحات صدر عن هذه الوكالة، اتهم ايران بالاستمرار في التضليل بشأن برنامجها البحثي في الماضي والذي تشك بعض الحكومات الغربية بانه يهدف لتصميم سلاح نووي.واقرت الوكالة بانها قد فشلت في «تحقيق تقدم ملموس» في التحقيق. يقول احد كبار المسؤولين في الوكالة: «يبدو اننا وصلنا الى طريق مسدود. يمكنني ان اصف ذلك باننا نراوح في مكاننا».
ويعد التقرير بمثابة انتكاسة لمبادرة الوكالة التي اطلقت قبل ستة شهور والتي اعطت ايران موعدا نهائيا للاجابة عن الاسئلة بخصوص نشاطاتها النووية في العقدين الماضيين وطلبت من الولايات المتحدة وبلدان اخرى التحلي بالصبر قبل فرض العقوبات الجديدة.
وقالت الوكالة، في خطوة ثورية اخرى، ان خبيرا اجنبيا او مجموعة من الخبراء ربما ساعدوا ايران في اجراء التجارب على الصاعق الذي يستخدم لتفجير السلاح النووي، غير ان التقرير اشار الى «الخبراء الاجانب» دون تحديد اصولهم.
واكد المسؤول في الوكالة ان الحكومات الاجنبية لم تكن متورطة في هذا الامر. كما استثنى اي تورط لليبيا والبقية الباقية لشبكة عبد القدير خان، العالم الباكستاني الذي اسس السوق السوداء الاكبر في العالم لتسويق التقنية النووية.
ويقول مسؤول غربي ان كوريا الشمالية، المتهمة بمساعدة سوريا في بناء مفاعلها النووي، لم تكن هي الاخرى متورطة في برنامج ايران النووي، وقد طلب المسؤولون عدم الافصاح عن هوياتهم حسب القواعد الدبلوماسية.
وكانت ايران قد نفت في الماضي انها قامت بمثل هذه الانشطة، ولكن طلب منها توضيح الامر.
وانتقدت الوكالة ايران ايضا لاستمرارها في توسيع برنامجها لتخصيب اليورانيوم، خلافا لقرارات مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة.
ويضيف التقرير بان ايران تقوم الان بتشغيل 3,800 من وحدات الطرد المركزي، وهي المكائن التي تعمل على تخصيب اليورانيوم، اي بزيادة بضعة مئات عن الاشهر الاربعة الماضية، والاكثر أهمية ان إيران قد زادت من كفاءة وحدات الطرد المركزي من 50%- 80% استنادا الى الحسابات التي وردت ضمن معطيات التقرير، وهذا يعني ان هذه المكائن تقوم بمعالجة المزيد من المواد، كما انها اصبحت قليلة العطب واقرب الى تحقيق كفاءاتها المقررة.
يشير تحليل اعده معهد العلوم والامن الدولي، الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، ان العلامة الفارقة في تقدم عملية التخصيب تكون بتمكن ايران من تجميع الكمية الكافية من اليورانيوم قليل التخصيب حتى يتسنى لها انتاج يورانيوم من العيار الذي يستخدم في الاسلحة النووية بالسرعة الكافية لانتاج السلاح النووي.
وتشير التخمينات التي قامت بها المخابرات الاميركية بان اقرب تاريخ يمكن لايران فيه ان تجمع المواد الكافية لانتاج السلاح النووي هو اواخر عام 2009.
لكن ايران تصر على ان برنامجها النووي معد للاستخدامات السلمية مثل انتاج الطاقة الكهربائية، كما ان التقرير اوضح بجلاء انه لم يتم استخدام اية مواد نووية لاغراض انتاج الاسلحة.
وسوف تقوم كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا باستخدام تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من اجل دفع مجلس الامن الدولي لاصدار مجموعة جديدة من العقوبات ضد ايران هذا الخريف. غير ان روسيا، التي وقعت صفقات تجارية ضخمة مع ايران كما حسنت من علاقتها الدبلوماسية معها، سوف تقاوم هذه المبادرة على الارجح، وقد ادى توتر العلاقات بين الغرب وروسيا بسبب غزوها لجورجيا، وما يقول المسؤولون بانه فقدان التركز في ادارة بوش خلال الاشهر الاخيرة من توليها مقاليد الامور، قد عرقلت جهود الدول العظمى على صياغة استراتيجة مشتركة تجاه ايران.