Wednesday, March 24, 2010

الهجمات الخاطفة.. تكتيك جديد للقاعدة

عن: لوس انجلس تايمز
ترجمة: علاء غزالة

يعتقد مسؤولو الاستخبارات الاميركية ان القاعدة أخذت بتبني تكتيكات تؤكد على الهجوم الخاطف الذي ينطوي على احتماليات نجاح اكبر، وهو تحول في ستراتيجيتها السابقة التي طالما اقضّت مضجع وكالات التجسس المختلفة، والتي اعادت تنظيم نفسها في السنوات الاخيرة، ما يعني التوقف عن الهجمات الواسعة المشابهة لهجمات الحادي عشر من ايلول، 2001.
وينظر الى هذا التحول على انه تخلِّ نوعيِّ عن شبكات الارهاب التي ركّزت على العمليات العالية التنظيم التي تشتمل على ضربات متزامنة على اهداف مختلفة، وعلى عناصر الفرق التي تنسق عملها عبر الحدود الدولية.
اقنعت العمليات الاخيرة، بضمنها محاولة تفجير الطائرة المتجهة الى ديترويت يوم عيد الميلاد، المحللين الاميركيين المختصين في مجال مقارعة الارهاب ان القاعدة اصبحت اكثر انتهازية، وتستعمل عناصر اقل عددا، كما انها قللت كثيرا من جهودها في التخطيط والتحضير للهجمات الجديدة.
فقد عبّر مسؤولون اميركيون، في مقابلات صحفية وفي شهاداتهم امام الكونغرس، عن قلقهم من انه على الرغم من ان هذا النمط من الهجمات يُعد اكثر اعتدالا ومن الراجح ان لا يؤدي الى سقوط ضحايا كثيرين، الا ان افشالها امر في غاية الصعوبة. وقال غاري ريد، نائب مساعد وزير الدفاع الاميركي لشؤون العمليات الخاصة ومكافحة الارهاب، في شهادة ادلى بها امام الكونغرس في الاسبوع الماضي: "ان اكثر ما يثير المخاوف.. هو مقدار الكثافة وربما الكفاءة التي تنطوي عليها العمليات. انها تخترق قدراتنا على اكتشافها ومن ثم اجراء اللازم بشأنها، وكلما زادوا من كثافة العملية كلما زادت صعوبة اكتشافها من قبلنا."
واضاف المسؤولون الاميركيون ان القاعدة ربما تكون لجأت الى تبني هذه الطريقة على مضض، بعد ان اضعفتها حملات القصف الجوي على قواعدها في الباكستان، وبعد ان ساءها عدم قدرتها على تنظيم ضربة لاحقة لهجمات الحادي عشر من ايلول تكون بنفس الشدة. وأكد هؤلاء المسؤولون على انه اذا كانت الشكوك راودت القاعدة حول انحطاط طموحاتها، فانها قد تكون تشجعت برد فعل الولايات المتحدة حول مؤامرة يوم عيد الميلاد، وان كانت قد احبطت. وقال احد كبار مسؤولي مكافحة الارهاب ان الدرس الذي اخذته القاعدة ربما يكون: "يا الهي، لم تنفجر القنبلة، لكن –مع ذلك– فقدَ الاميركيون عقولهم." ووصف هذا المسؤول الاخفاقات السياسية للرئيس اوباما، كما وجه اصابع الاتهام الى مختلف وكالات الاستخبارات في الولايات المتحدة.
على ان المسؤولين أكدوا انهم لا يعتقدون ان القاعدة تخلت عن جهودها في تنظيم هجمات واسعة النطاق. لكن احد كبار مسؤولي مقارعة الارهاب الاميركيين قال ان المجاميع المرتبطة بالقاعدة تتحرك "بعيدا عما اعتادت ان تقوم به، وهي مؤامرات معقدة وطموحة ومتعددة المستويات." وبدلا من ذلك، تظهر هذه الشبكة قدرتها على ارسال عملائها الى البلدان الاخرى بسرعة ويسر تام.
وقد رشح مؤخرا دليل جديد على هذا المنهج من خلال اطلاق نسخة مطولة عن شريط الفيديو الذي سجله الطبيب الاردني قبيل تنفيذه العملية الانتحارية في معسكر تابع لوكالة الاستخبارات الاميركية في ولاية خوست بافغانستان. وكان هذا المفجّر، واسمه همام خليل ابو ملال البلوي، قد ارسل الى الباكستان من قبل الاستخبارات الاردنية كمخبر، لكنه كان يعمل مع القاعدة.
وقال البلوي انه العناصر المحلية (للقاعدة) شكلت مجلسا للشورى حال وصوله هناك من اجل وضع خطة للاستفادة منه. وكانت الخطة المبدئية تكمن في اختطاف ضابط استخبارات اردني. لكن عندما عَلم البلوي باستدعائه الى اجتماع مع عناصر الاستخبارات الاميركية، قام مجلس الشورى بوضع خطة اكثر ايلاما. وقال في هذا الشريط: "خططنا للقيام بامر ما، لكننا حصلنا على هدية اكبر."
قبل ذلك، اخبر البلوي عناصر الاستخبارات الاميركية انه قادر على التنسيق مع الرجل الثاني في القاعدة، ايمن الظواهري. لكن البلوي قام بتفجير نفسه، في الثلاثين من كانون الاول، لدى وصوله الى المعسكر الاميركي ما ادى الى مقتل سبعة من موظفي الوكالة ومتعاقديها، بالاضافة الى ضابط استخبارات اردني. وعبّر المسؤولون الاميركيون عن احباطهم حول مقدار التفاصيل التي توفرت لدى البلوي عن حضور السي آي ايه في الاجتماع، وكذلك حول السرعة والمهارة التي تمتع بها شيوخه، والتي مكنتهم من ارتجال خطة جديدة.
وبالمثل، تظهر عملية يوم عيد الميلاد السرعة التي عمل بها عناصر القاعدة في اليمن للتحضير لعملية تستغل وصول الشاب النجيري، عمر فاروق عبد المطلب، بين ظهرانيها حاملا تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة، في شهر آب. وما هي الا أشهر معدودة حتى كان هذا الشاب على متن الطائرة المتجهة الى الولايات المتحدة مجهزا بقنبلة في ملابسه الداخلية.
يقول بروس ريدل، وهو احد مخضرمي وكالة الاستخبارات الاميركية، والخبير في مجال مكافحة الارهاب، ان القاعدة تخاطر ايضا باستخدام العناصر التي لم تحصل على التدريب الكافي. فقد اخفق فاروق في التعامل مع القنبلة التي حملها، ومن ثم استطاع بقية المسافرين التغلب عليه ومنعه من اشعال فتيلها. ويضيف ريدل: "يبدو انه اصيب بالذعر،" مشيرا الى انه سبق وان استخدمت قنبلة مماثلة بنجاح في هجوم على امير سعودي في العام الماضي.
ويقول المسؤولون الاميريكون انهم لم يشهدوا مؤامرة واسعة النطاق منذ العام 2006، حينما افشلت السلطات البريطانية خطة لتفجير عشر طائرات متجهة الى الولايات المتحدة وكندا باستخدام متفجرات سائلة.
بيد ان اكثر دليل على الظاهرة الجديدة يتمثل في حالة نجيب الله زازي، وهو مواطن افغاني اقر بالذنب في الشهر الماضي عن تهمة تدريب الانتحاريين في الباكستان للقيام بعمليات في نظام الانفاق بمدينة نيويورك. يقول المسؤول الاميركي في مكافحة الارهاب: "كان زازي رجلا خطيرا، وربما استطاع قتل الكثير من الناس. لكنه لا يعكس القاعدة ايام مجدها."
تناضل وكالات الاستخبارات الاميركية المختلفة من اجل البقاء جنبا الى جنب في مواجهة هذا التحدي المتنامي. ويتوقع مركز مكافحة الارهاب القومي ان يوظف خمسين من المحللين هذا العام يركزون حصريا على تعقب التهديدات الناشئة، الامر الذي تم التغاضي عنه في الماضي عندما كان الجهود مركزة على محاولة اكتشاف ومنع المؤامرات التي يقصد منها اسقاط عدد كبير من الضحايا.
تميل العمليات الصغرى الى عدم تضمين اهداف متعددة او اشراك فرق من الارهابيين في تنفيذها. ويقول المسؤول في مكافحة الارهاب: "لكنها تتضمن بالفعل شيئا يصعب اختراقه. شاب واحد لا يمتلك سجلا في الارهاب، تم تجهيزه بقنبلة، لهو امر يصعب التوصل اليه، اكثر بكثير من حالة خمس وعشرين من الشبان في لندن يقومون بتصنيع متفجرات بيروكسيد الهيدروجين."

Al Qaeda's new tactic is to seize shortcuts

Al Qaeda and its affiliates have adapted their tactics to emphasize speed and probability of success over spectacle, U.S. intelligence officials believe, a shift in strategy that poses problems for spy agencies that were reorganized in recent years to stop large-scale attacks like those of Sept. 11, 2001.

The new emphasis is seen as a significant departure for a terrorist network that had focused on sophisticated plots involving synchronized strikes on multiple targets, and teams of operatives coordinating across international borders.

An examination of recent plots, including the bombing attempt on a Detroit-bound airliner on Christmas Day, has convinced U.S. counter-terrorism analysts that Al Qaeda is becoming more opportunistic, using fewer operatives and dramatically shrinking the amount of planning and preparation that goes into an attack.

In interviews and public testimony, U.S. officials have voiced concern that though the more modest schemes are less likely to lead to mass casualties, they are considerably more difficult to thwart.

"What is particularly concerning . . . is the compactness and maybe the efficiency that they are applying to this process," Garry Reid, the deputy assistant secretary of Defense for special operations and combating terrorism, said in congressional testimony last week. "It really cuts underneath our ability to detect it and do something about it; the tighter they compress that, the harder it gets for us."

U.S. officials said that Al Qaeda may have taken the new approach reluctantly, weakened by a campaign of drone strikes on its base region in Pakistan, and frustrated by its inability in the last nine years to orchestrate a follow-on strike of similar magnitude to that of Sept. 11. But if Al Qaeda had misgivings about downscaled ambitions, U.S. officials said, it probably was emboldened by the reaction in the United States to the Christmas Day plot, even though it failed.

The lesson Al Qaeda probably took was that, " 'Jeez, the damn bomb didn't go off and the Americans are still going out of their minds,' " a senior U.S. counter-terrorism official said, describing the political fallout for President Obama, as well as finger-pointing among U.S. intelligence agencies.

Officials emphasize that they do not believe Al Qaeda has abandoned efforts to orchestrate large-scale attacks. But, the senior U.S. counter-terrorism official said, Al Qaeda and affiliated groups are moving "away from what we are used to, which are complex, ambitious, multilayered plots."

Instead, the network is showing just how quickly and seamlessly it can deploy operatives to other nations.

New evidence of this adaptation surfaced recently with the release of a longer version of a video recorded by a Jordanian physician shortly before he carried out a suicide attack on a base used by the CIA in Khowst province in Afghanistan. The bomber, Humam Khalil Abu-Mulal Balawi, had been sent into Pakistan by the Jordanian intelligence service as an informant, but was working with Al Qaeda.

Upon his arrival, Balawi said, local operatives swiftly formed a shura, or council, to devise a plan for how to use him. At first, the aim was to kidnap a Jordanian intelligence officer. But when Balawi learned that he was being summoned to a meeting with members of the CIA, the shura quickly developed a deadlier scheme.

"We planned for something but got a bigger gift," Balawi said in the video.

Balawi told CIA operatives that he could provide the coordinates of Al Qaeda's No. 2, Ayman Zawahiri. On Dec. 30, when Balawi arrived at the U.S. compound, he detonated a device that killed seven CIA employees and contractors, as well as a Jordanian intelligence officer.

U.S. officials have expressed dismay over how much detail Balawi had about the CIA presence at the meeting, but also over how swiftly and expertly his handlers were able to improvise a new plan.

Similarly, the Christmas Day plot showed how quickly Al Qaeda's affiliate in Yemen was able to devise an operation taking advantage of the arrival in its midst of a Nigerian with a U.S. visa. Umar Farouk Abdulmutallab arrived in Yemen in August, and within a matter of months was on a flight to the United States with a bomb sewn into his underwear.

But Al Qaeda also is running risks by using operatives with less training, said Bruce Riedel, a CIA veteran and counter-terrorism expert. Farouk fumbled with his device and was subdued by other passengers.

"It looks like he panicked," Riedel said, noting that a similar device was used successfully in an attack on a Saudi official last year. "That's the downside of seizing these moments of opportunity -- you can end up with people who weren't up to the task."

U.S. officials said they had not seen a large-scale plot since 2006, when British authorities derailed a plan to detonate liquid explosives on 10 airliners bound for Canada and the U.S.

More typical of the emerging trend is the case of Najibullah Zazi, an Afghanistan native who pleaded guilty last month to charges of training in Pakistan to carry out a suicide attack on the New York City subway system.

"Zazi was dangerous and could have killed a lot of people," the senior U.S. counter-terrorism official said. "But he doesn't reflect Al Qaeda in its heyday."

U.S. intelligence agencies are struggling to stay abreast of the evolving threat. The National Counterterrorism Center expects to add as many as 50 analysts this year focused exclusively on tracking emerging threat data that previously might have been overlooked when the emphasis was on trying to detect and prevent a mass- casualty plot.

The smaller scale operations tend not to involve multiple targets or teams of would-be terrorists.

"But it does involve something that is much harder to penetrate," the American counter-terrorism official said. "One guy who has no record of terrorism who is given a bomb is a hell of a lot harder to figure out than 25 guys in London manufacturing hydrogen peroxide explosives."