عن: لوس انجلس تايمز
ترجمة: علاء غزالة
تخيلت سارة نفسها، وهي في السجن، في مقابلة مع اوبرا. تصورت ان مضيفة هذا البرنامج الحواري سوف تستمع الى تلك الارملة العراقية بتعاطف. وان الجمهور سوف يصفق لها بينما تقص عليهم كيف انها جعلت اشد رجال المليشيات قسوة يبكون، بينما كانت تساعد في التحقيق معهم لصالح الجيش الاميركي. سوف يعلمون، على الرغم من الاشاعات، انها لم تخن الاميركيين ابدا.
واليوم بعد ان تحررت، ركزت في رسالة بعثت بها الى اوبرا على القول: "بسم الله، عزيزتي اوبرا، السلام عليك. انا على ثقة بانك سوف تكونين متفاجأة قليلة بان امرأة عراقية تكتب اليك، وانت المرأة الاميركية. عندما كنت في السجن قررت ان ... اخبرك بقصتي كاملة مع الجيش الاميركي في العراق."
لم تعد تبدُ كامرأة في صورها التي التقطتها في الايام التي عملت فيها مع الجيش (الاميركي)، جمعت شعرها البني الى الخلف، ترتدي العدة العسكرية الثقيلة المضادة للرصاص، وتضع النظارات الشمسية التي تغطي عينيها بالكامل، وهو ما جعل العراقيين يحسبونها رجلا. لم يعلم احد في الشارع ان هذه المرأة الاربعينية، والتي لديها ولدين مراهقين، كانت لعنة على فرق الموت، او انها لم تعد تثق بالاميركيين الذين احتاجوا اليها ذات مرة.
تـُعد قصة سارة، الزوجة التي طالما لازمت دارها وذاقت مرارة التفرقة ضد النساء في وقت الحرب الاهلية الوحشية، احدى قصص الحرية والخسارة التي وصمت حيوات معظم العراقيين منذ سقوط نظام صدام.
الاميركيون: ربيع عام 2007
لم ترغب سارة في العمل مع الجيش الاميركي على الاطلاق. لكن زوجها احمد تبرع بخدماتها. فقد اثار ابن سارة البالغ احد عشر عاما من العمر اعجاب بعض الجنود الاميركيين، في مناسبة عرضية، بقدرته على التحدث بالانكليزية، ومن ثم تفاخر ابوه بان امه سارة هي من علمته اللغة. الحّ الجنود على احمد ليرسل سارة اليهم.
كانت سارة، التي لم تكمل دراستها الجامعية، موهوبة في اللغات، وتعلمت الانكليزية من افلام مثل "حمى ليلة السبت" و"الزيت"، ومن اغاني فرقتي آبا وبي جيز.
اما احمد، فهو ميكانيكي فقد ورشته نتيجة التقاتل، ومن ثم توسل زوجته ان تقبل العمل المعروض عليها. ولما كانت ما تزال مرتعبة من التفجيرات التي اجبرت العائلة على النزوح من منزلها، فقد قالت له انها سوف تتعرض للقتل، لكنه رفض الاصغاء اليها.
وسمح لها، للمرة الاولى بعد زواج دام ثمانية عشر عاما، ان تعمل. وتشك سارة، حتى هذا اليوم، ان زوجها دفعها لقبول العمل لانه كان في امس الحاجة الى المال، وانه لم يكن يعبأ كثيرا بسلامتها الشخصية. تم تعيينها في معسكر فالكون، وهي قاعدة عسكرية هائلة تقع جنوب شرقي بغداد.
تقول سارة: "لم يكن لدي ادنى فكرة عن الاميركيين. لقد كان عالما جديدا بالنسبة لي. لم يسبق لي ان اكون في مكان يتواجد فيه اناس اجانب... كلما كنت اعرفه حصلت عليه من مشاهدة الافلام والتلفاز. حينما كنت اسمعهم يضحكون، اقول لنفسي: "ما الذي افعله هنا؟ كان يجب ان اكون في المنزل مع اولادي، حيث اتولى رعايتهم."
طلب منها المترجمون الاخرون ان تختار اسما اميركيا. اطلق احدهم على نفسه اسم (ستايلز) والآخر (ترافيس). لكنها اختارت اسم (سارة) كونه اسم ابنة اخيها. وقد استعملنا هذا الاسم في هذا المقال حفاظا على سلامتها.
وسرعان ما وجدت نفسها ترتدي البذلة العسكرية الخضراء وتمشي عبر المماشي الحصوية للحاق بقافلة سرية (الفا) التي يقودها الكابتن بيل هيجينز، وهي احدى تشكيلات فرقة المشاة الاولى. تلاشت شخصيتها السابقة، وهي المرأة التي ترتدي عقدا على شكل القلب حول رقبتها، مع تلاشي اسمها الحقيقي.
اثارت سارة اعجاب الكابتن بيل في قدرتها على استدراج الناس للتكلم بحرية في الاجتماعات مع المخبرين وشيوخ العشائر، وحتى عبر الهاتف. ولم يمض وقت طويل حتى طلب منها هيجينز ان ترتب الاجتماعات وتساعد على ايصال مصادر المعلومات الى القاعدة بحيث لا يلاحظهم المسلحون ورجال الشرطة المحلية على السواء.
وجاءت اخباريات عن المليشيات في المنطقة، وكيف ان رجالها قتلوا الناس، وزرعوا القنابل، واداروا عمليات الابتزاز. طلبت سارة ان تـُمنح المزيد من الوقت للتحدث مع الناس في الشارع. وقامت بتسليم رقم هاتفها اليهم لغرض استلام المعلومات حول مواقع القنابل التي تزرعها المليشيات مستهدفة القوات الاميركية.
يتندر هيجنز بانه توجب عليهم ان يطلقوا عليها لقب (المرأة الحديدية.) وشاركت في التحقيقات مع المعتقلين. وهي تفاخر بانها دفعتهم لذرف الدموع: "كنت اتحدث معهم عن عوائلهم وابنائهم. وانهم شبانا يافعين، فمن سيتولى رعاية اولادهم وزوجاتهم. وان احدهم سوف يحل محلهم."
اخبرها بعض مخبري سرية (الفا) ان مقاتلي المليشيات عرفوا هويتها، وانهم ينوون قتلها. لكن ذلك انما زاد في عزيمتها. تقول: "انهم ليسوا سوى جرذانا يختبئون في الحفر. لو كانوا رجالا شجعانا حقا دعني اواجههم." قبّل السجناء فردتي حذاء سارة العسكري، في بعض الاحيان، متوسلين اليها لتساعدهم.
وقامت في احد الاجتماعات العامة بنزع نظارتها الشمسية وخوذتها وسترتها الواقية من الرصاص، ما ادى الى صدمة لدى زعماء العشائر لاكتشافهم جنسها. تهامسوا بينهم: "انها امرأة، انها امرأة."
وبدأت في تحدي زوجها، في منزلها، الذي تواتر شجاره معها وأمرها بان تبقى في البيت. تقول عن ذلك: "بدأت في الابتعاد عنه وعدم التكلم اليه لانه جرح شعوري." ووصل الامر الى حد ان يتدخل الكاتبن بينهما، في بعض الاحيان، لتهدئة الخواطر.
تتذكر ذلك بالقول: "ساعدني الكابتن هيجينز على تجاوز الكثير من الامور السيئة في حياتي. لقد رآى شيئا لدي. وكان يقول لي: (سارة، انت امرأة ذكية ولديك موهبة للقيام باشياء كثيرة.) وقد علمني ان اكون صبورة. وربما عملني ايضا ان اكون قوية لانه كان رجلا قويا."
غادرت سرية الكابتن هيجينز العراق اواخر عام 2007، لكنه اخذ منها وعدا بالبقاء والعمل مع الكابتن مايكل باريمان والجوقة الاخرين من الضباط من سرية (تشارلي). احب باريمان ان يغيضها حول هيجينز. كان يقول لرجاله: "اسألوا المترجمة من احبت اكثر، انا ام الكابتن هيجينز،" وكانت سارة تجيب: "بالطبع، انه الكاتبن هيجينز خاصتي."
اضحت القاعدة منزلها الاخر. تستقيظ عند شروق الشمس، تؤدي صلاتها في غرفتها، تشرب قهوتها بالحليب، ومن ثم تتجول في ارجاء مركز القيادة تتحدث الى ضباط الصف.
وفي احد هذه الصباحات تلقت مكالمة وهي في القاعدة العسكرية: "مات ابو مصطفى." لم تفهم ماذا كان يقصد المتصل.
صرخت سارة وبكت حتى جلب صياحها ضباطا اميركيا اليها، فما كان منه الا ان امرها بان تغيّر ملابسها العسكرية الى الملابس المدنية وتذهب الى بيتها لتكون مع ولديها. ومع انها لم تقدر على نسيان الشجار الدائم بينهما، الا انها خشيت ان يكون زوجها قد قتل بسببها.
الاعتقال: ايلول 2008
"سارة، ما عليك الا ان تخبريهم بالحقيقة."
كانت تلك هي الكلمات الاخيرة التي سمعتها من باريمان في نهاية العملية التي كان من المفترض ان تكون تحريا امنيا دوريا. وبهذا، لم تعد تلك المرأة التي ساعدت على تنظيف جنوب شرقي بغداد، بل متهمة بالتجسس لصالح المليشيات، وضاعت في متاهات المعتقلات الاميركية والعراقية.
وتم استجوابها على مدى ثمانية ايام حول شبهة علاقتها بالمليشيات، وقيل لها انها لن ترى اولادها مرة ثانية ابدا.
تركز في حديثها على نبذ من المعلومات التي تلاها عليها المحقق، حول الافادة التي وقعها عراقي غير مُعرّف يتهمها بتهريب المعلومات الى المليشيات، وانها اساءت الترجمة عن عمد في الاجتماعات، وانها ساعدت رجال المليشيات على ان يصبحوا عناصر في فرق مراقبة الاحياء السكنية (مجالس الصحوة) التي تدعمها الولايات المتحدة.
شعرت بالالم العميق، وهي تعجب كيف يمكن لهؤلاء الجنود الذين عملت معهم على مدى شهور ان يصدقوا هذه الادعاءات.
وتتساءل: "كيف لي ان اساعد المليشيات الذين فجّروا زوجي.. الذين قتلوا زوجي، وجعلوا اولادي ايتاما؟ كيف يمكنك ان تتصور اني يمكن افعل هذا؟"
تسترجع الاسماء في ذهنها وهي تحاول ان تجد من يمكن ان يكون قد نشر هذه الاشاعات وخانها.
وشاهدت برنامج اوبرا مع رفيقتها في مركز الاعتقال، ومن ثم بدأت احلام اليقظة تروادها. تقول بتأمل: "اوبرا، سوف اكتب لك قصتي لكي ارى ما يمكن تفعلي لاجلي."
طلبت من ابنها مصطفى، وهو صبي خجول تتدلى جذيلته على جبهته، عبر الهاتف ان يأخذ مبلغ الـ20,000 دولار الذي خبأته في حقيبتها اليدوية بغرفتها في القاعدة، وهو المكان الذي اعتقدت انه الاكثر امنا في بغداد لكي تضع فيه مقتنياتها. وحينما استعاد مصطفى تلك المقتنيات لم يجد المال.
ومضى شهران قبل ان تمثل سارة امام محكمة عراقية، حيث سألها القاضي كيف تعرفت الى رجال المليشيات. اوضحت انها التقت عناصر المليشيا برفقة الجنود الاميركيين، والذين التقطوا صورا معهم. وسرعان ما رفض القاضي القضية المتهمة بها.
لكن محاميها العراقي اراد المزيد من المال من عائلتها فتماهل في اكمال اوراق الافراج عنها. ولما لم يتم توقيع اوراقها ارسلها الاميركيون الى سجن عراقي للنساء.
كان سجن الرصافة هو "الدرك الاسفل من النار." فقد اقامت سارة في غرفة مع قرابة مئة من النسوة الاخريات، بضمنهن مجرمات ارتكبن اعمال الاختطاف والقتل. كانت هناك عصابة (باتا)، وهو الاسم المشتق من سيارة التيويتا الحمل التي كانت تستخدم لنقل الجثث اثناء الحرب الاهلية، وعصابة (ليما)، وهو اسم سجينة حملت في السجن من سجانها في معتقل سابق.
وبعد مرور شهر من الزمان، انهى محام آخر اوراق الافراج الخاصة بها. ولم تستطع سارة النوم ليلة الافراج عنها، وبقيت يقظة حتى الفجر.
ولما كانت ماتزال غاضبة، فقد قامت بكتابة رسالة الكترونية الى باريمان تسأله لماذا تركها لمصيرها، ولماذا لم يفعل شيئا عندما سُرقت نقودها. وكان هذا الضابط قد اوصى بمنحها حق الهجرة الى اميركا قبل اشهر معدودة فقط من مصيبتها. اما الان فقد فقدت وظيفتها، كما فقدت فرصتها في الذهاب الى الولايات المتحدة.
وقالت في رسالتها الى الكابتن: "عليكم ان تسألوا انفسكم: هل تعرض أي منكم الى الاذى حينما عملت معكم؟ انا واثقة انكم تعرفون الاجابة."
لكن رسالتها الاكترونية عادت اليها بدون ان يتم ايصالها (وهو ما يحدث عند تغيير عنوان المرسل اليه.)
وقال باريمان لاحقا في مقابلة صحفية انه يتمنى لو كان فعل المزيد من اجلها. لكن لواءه كان منشغلا جدا في العودة الى اميركا حينما جرى التحقيق مع سارة. واضاف باريمان انه لو كان بامكانه ان يقول لها أي شي "فاني اريدها ان تعلم انها ساعدتنا كثيرا، وانها انسانة غاية في الطيبة، واني آمل ان تبقى آمنة وان تجد الامان لشخصها ولولديها."
من جهة اخرى، قال متحدث باسم الجيش ان التحقيقات لم تتوصل الى أي دليل على وقوع سرقة.
بدأت سارة رسالتها الى اوبرا. حينما جلست لكتابة الرسالة، راودتها شجون وذكريات كل لحظة من السنتين الماضيتين. واخيرا ارسلت تلك الرسالة. لكن اوبرا لم تجبها ابدا.
الحياة الجديدة: شتاء عام 2009
قررت سارة ان تنهي دراستها للحصول على درجة جامعية في اللغات الاجنبية التي تركتها قبل سنوات عدة، ومن ثم الحصول على عمل مدني من خلال تلك الشهادة. كانت تحضر قاعات الدراسة جنبا الى جنب مع طلاب يبلغون عشرين عاما من العمر، وعانت كثيرا من قواعد اللغة. لكنها كانت مصرة على اكمال دراستها.
تقول، وهي تحمل كتابا تحت ابطها: "لقد تعبت من البكاء."
وهي عازمة على ان تظهر قوتها لابنائها. وفي ليلة عيد الاضحى، كانت العائلة تجلس في غرفة المعيشة حينما ناح ابنها الاصغر، باقر، لان اباه طالما اعطاه نقودا (عيديه) في هذه المناسبة.
فعلت سارة كل ما كان باستطاعتها: ضمته في احضانها الى ان جفت دموعه.
An Iraqi woman's taste of freedom turns sour
In jail, Sarah had imagined herself sitting on Oprah's stage. The talk show host would listen sympathetically to the Iraqi widow's story. The audience would applaud as she told how she had made hardened militants cry while she helped grill them for the U.S. military. They would know, despite the rumors, that she had never betrayed the Americans.
Now that she was free, Sarah concentrated on a letter: "In the name of God, Dear Oprah, peace be upon you," she typed. "I'm sure you're going to be a little surprised because a lady from Iraq is writing to you, a woman from America. When I was in jail, I decided to . . . tell [you] my entire story with the American Army in Iraq."
She no longer looked like the woman in the photos from her Army days -- her auburn hair pulled back, wearing the fatigues, bulletproof vest and wraparound sunglasses that made Iraqis mistake her for a man. On the street, no one would guess that the 40-year-old mother of two teenage boys had been a scourge of Shiite death squads, or that she no longer trusts the Americans who once needed her.
About a stay-at-home wife who found bittersweet emancipation against the backdrop of a brutal civil war, Sarah's story is one of the freedom and loss that has marked the lives of most Iraqis since the fall of Saddam Hussein.
The Americans: Spring 2007
Sarah never wanted to work for the U.S. Army. Her husband, Ahmed, volunteered her.
In a chance encounter, Sarah's 11-year-old son had impressed some American soldiers with his English and the boy's father bragged that Sarah had taught him. The soldiers urged Ahmed to send her to them.
Sarah, a university dropout, had a gift for languages, learning English through movies like "Saturday Night Fever" and "Grease" and songs by ABBA and the Bee Gees.
Ahmed, a mechanic who had lost his business in a Shiite neighborhood, pleaded with his wife to take the job. Still haunted by the firebombing that had forced the Sunni family from their home, she told him she would be killed, but he refused to listen.
For the first time in their 18-year marriage, he was permitting her to work. Even now, Sarah suspects that her husband pushed her to take the job because he was desperate for money and didn't care enough about her safety. She was hired at Camp Falcon, a giant base in southeast Baghdad.
"I knew nothing about the Americans. It was a new world to me. I had never been in the same place with foreign people. . . . All I knew was what I saw on movies and TV," she said. "When I heard them laughing, I thought to myself: 'What am I doing here? I should be in the house with my boys, taking care of them.' "
The other interpreters asked her to pick an American name. Some called themselves Styles, or Travis. She chose Sarah because it was her niece's name. For security reasons, that name is being used for this report.
She soon found herself wearing a green uniform and walking across the gravel lot to the convoy of Capt. Bill Higgins' Alpha Company, 1st Infantry Division. Her former self, a woman who wore heart-shaped necklaces, had vanished along with her real name.
In meetings with informants and tribal sheiks, she impressed Higgins with her ability to get people to talk freely, and even on the phone. Soon Higgins asked her to coordinate meetings and help smuggle sources onto the base, unnoticed by armed groups and the national police.
Tips started to roll in about the Mahdi Army, the main Shiite militia in the district; its members killed people, planted bombs and ran extortion rings. Sarah started asking for more time to talk with people on the street. She'd hand out her number and get calls offering information on where the Mahdi Army's bombs were hidden to target troops.
Higgins joked that they should call her Iron Woman. She joined in the interrogations of detainees. She bragged that she could push them to tears: "I would talk with them about their families and babies. That they are young, and who was going to take care of their babies and wife. That someone would take their place."
Some of Alpha Company's informants told her that militia fighters knew who she was and wanted her dead, but that only made her more confident.
"They are all rats; they hide themselves in holes. If they were really brave men, let them face me," she would reply. Sometimes the prisoners kissed Sarah's boots, begging her to help them.
At community meetings, when she took off her sunglasses, helmet and bulletproof vest, tribal leaders were stunned to learn her gender. "She is a woman, she is a woman," they would whisper.
At home, she began challenging her husband, who often picked fights with her and ordered her around.
"I started to stay away from him and not talk with him because he hurt my feelings many times," she said. Sometimes the captain would intervene to try to cool tempers between them.
"Capt. Higgins helped me so much to get over many bad things in my life," she recalled much later. "He saw something in me. 'Sarah,' he said, 'you are smart and have the talent to do many things.' . . . He taught me to be patient. Maybe he even taught me to be strong because he was a strong man."
Higgins' company left Iraq in late 2007, but he made Sarah promise that she would stay and work with Capt. Michael Berriman and the next batch of officers from Charlie Company. Berriman liked to tease her about Higgins. He would tell his men, "Ask the 'terp' who she likes more -- me or Capt. Higgins." And Sarah would answer, "My Capt. Higgins, of course."
The base had become her other home. She awoke at sunrise, praying in her room, drinking her Nescafe and milk, and then wandering over to the command center to chat with the sergeants.
It was on one of these mornings at the base that she received the phone call: "Abu Mustapha is dead." She didn't understand who the caller meant.
Your husband, Ahmed, he said. He had been shot to death at a checkpoint.
Sarah shouted and cried until her screams brought in an American officer, who ordered her to change into her civilian clothes and go home to be with her boys.
Even though she couldn't forget how much the two of them had fought, she was haunted by the fear that her husband had been killed because of her.
The Arrest: September 2008
"Sarah, just tell them the truth."
Those were the last words she heard from Berriman at the end of what was supposed to have been a routine security clearance. With that, she was no longer the woman who helped clean up southeast Baghdad, but an alleged spy for the Mahdi Army, disappearing into the American and Iraqi detention system.
For eight days, an interrogator questioned her about alleged links to the militia and said that she would never see her children again.
She clung to bits of information from her questioner, about how an unidentified Iraqi had signed a statement accusing her of smuggling intelligence to the Mahdi Army; that she deliberately misinterpreted during meetings; that she helped slip militia fighters into U.S.-backed neighborhood watch programs.
She tormented herself, wondering how the soldiers she had worked with for months could believe this.
"How could I help the Mahdi Army, who blew up my house, killed my husband . . . and made my sons fatherless?" she asked. "How could you imagine I would do this?"
She ran through names in her head, trying to seize upon who had spread the rumors and betrayed her.
She watched Oprah with the other women at the detention center and started to daydream. "Oprah, I'm going to write my story to you and see what you are going to do for me," she mused.
On the phone, she asked her son Mustapha, a shy boy with floppy bangs, to get the $20,000 in savings she had hidden in her handbag in her room on the U.S. base, which she thought was the safest place in Baghdad to keep her belongings. When Mustapha retrieved her things, there was no money.
Two months passed before Sarah appeared in an Iraqi court, where the judge asked how she knew the Mahdi Army. She explained that she met militia members with U.S. soldiers, who even posed for pictures with them. The judge quickly dismissed the case against her.
But her Iraqi lawyer wanted more money from her family and balked at filling out the release papers. With her papers unsigned, the Americans sent her to an Iraqi women's jail.
The Rusafa jail was "the lowest depth of hell." Sarah stayed in rooms with almost 100 women, including kidnappers and murderers. There was the Bata gang, named after a Toyota with a big trunk convenient for dumping bodies during the civil war, and the Lima gang, named after a prisoner who had had a baby with a guard at a previous jail.
After a month, a new lawyer completed the paperwork for her release. Sarah couldn't sleep the night before her freedom, staying awake till dawn.
Still angry, she wrote an e-mail to Berriman and asked the captain why he had abandoned her, why he did nothing when her money was stolen. Only months before, he had recommended her for immigration to America; now she had lost her job and her chance to go to the U.S.
"This is for you too to ask yourselves: Did anyone of you get hurt when I was working with you?" she addressed the captain. "I am sure you know the answer."
Her e-mail bounced back.
Berriman said later in an interview that he wished he had done more for her, but his battalion was preoccupied with rotating out of Iraq when Sarah was being investigated.
If he could tell her anything, Berriman said, "I would want her to know she helped us out very much and she is a very good person and I hope she continues to stay safe and finds security for her and her boys."
An Army spokesperson added that an investigation failed to uncover any evidence of theft.
Sarah started her letter to Oprah. When she sat down to type, she sobbed, remembering every moment from the last two years. Finally she sent it. The e-mail failed to go through. She asked Higgins' wife to send it for her. But Oprah never answered.
A New Life: Winter 2009
Sarah decided to finish studying for the foreign language degree she had walked away from years ago and get a job as a civil servant with it. She was attending class alongside 20-year-olds and grappling with grammar. But she was resolute.
"I am tired from crying," she said, a textbook under her arm.
She was determined to show her children she was strong. The night before the Muslim holiday Eid al-Adha, the Feast of Sacrifice, the family was sitting in the darkened living room when her younger son, Baqr, started sobbing because his father used to give him a bit of money on the holiday.
Sarah did all she could: She held him close until his tears had dried.