Wednesday, December 23, 2009

إعادة بناء القوّة الجوية العراقية المهيبة

عن: كريستيان ساينز مونيتر
ترجمة: علاء غزالة

يقود المقدم الطيار مصطفى كامل خليل طائرته، وهي من نوع سيسنا أي سي
208B
، على ارتفاع اثني عشر قدما فوق التراب العراقي بيسر تام، حتى انه لا يكاد يرمش حينما يتعطل جهاز الرادار في تلك الطائرة. لكن المقدم خليل، الذي جمع 1300 ساعة طيران بالتحليق بطائرات مقاتلة أسرع من الصوت، سوفيتية الصنع،
هو واحد من بين العشرات من الطيارين الذين يقودون طائرات سيسنا ذات الأداء العالي، وان كانوا يحلمون بامتطاء طائرات
F-16.
تعرضت القوة الجوية العراقية، التي كانت ذات مرة القوة السادسة في العالم، الى ضربة قاصمة في حرب الخليج عام 1991، ومن ثم اضطرت الى إيقاف نشاطاتها كافة بعد ان فرضت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا سيطرتها على الأجواء العراقية في التسعينيات. وكان صدام قد عمل على دفن ما تبقى من طائراته المقاتلة، قبل الغزو الأميركي في عام 2003، في رمال الصحراء بغية الحفاظ عليها.
وبينما تساعد الولايات المتحدة في بناء القوة الجوية العراقية قبل انسحابها من العراق، فان قنوات السيطرة على المخاطبات الجوية تتخذ لهجة عراقية بشكل متزايد، فإن من المتوقع ان يكون ذلك آخر جزء من السيادة الوطنية العراقية حتى يصبح المجال الجوي العراقي –حقيقة– عراقيا.
ولكن على الرغم من الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة التي تقضي بان تنسحب هذه الأخيرة بحلول نهاية عام 2011، فان كلا من المسؤولين العراقيين والأميركيين لا يرون ان العراق سوف يكون جاهزا لحماية سمائه في ذلك الوقت، وهو منظور مقلق بالنسبة الى بلد تحيطه خمسة بلدان جارة، من بينها إيران. يقول جون ناغل، رئيس مركز الأمن الأميركي الجديد في واشنطن: «لقد بدأ إدراكهم يتزايد بأنهم في الأول من حزيران 2012 سوف يحتاجون الى المساعدة الأميركية فيما يخص أجوائهم».
ما يحتاجه العراق لحماية نفسه
تمر الرؤية العراقية لقوته الجوية بحلول عام 2020، والتي تتمثل في امتلاك 350 طائرة وحوالي 20,000 عنصر جوي بكلفة تبلغ حوالي ملياري دولار في السنة، في مرحلة حرجة بسبب انخفاض أسعار النفط والذي أدى الى أزمة في الموازنة. يذكر ان القوة الجوية العراقية، التي بدأ العمل في بنائها عام 2004، تضم اقل من مئة طائرة صغيرة وسمتية وحوالي 3,200 عنصر جوي. وتستعمل طائرات سيسنا في مراقبة المتمردين المشتبه بهم وحماية منشآت البنية التحية، ولكنها سوف تؤدي الى تمكين الطائرات المقاتلة من التصدي لأية تحديات في المجال الجوي العراقي.
تنظر بغداد في شراء 36 طائرة مقاتلة من نوع
F-16
وهي صفقة يتوجب ان يصادق عليها مجلس الشيوخ الأميركي وقد يستغرق انجازها سنوات عدة، ولا تزال عملية حساب الأسعار جارية، لكن من المرجح ان تكلف كل طائرة مقاتلة اكثر من مئة مليون دولار، وكانت الولايات المتحدة قد منحت العراق 17 طائرة سيسنا، ولا تبلغ كلفة أيّ منها سوى جزء بسيط من كلفة الطائرة المقاتلة.
بما ان العراق يخوض حربا ضد المتمردين لا ضد جيرانه، فان الهدف الآني لقوته الجوية يتمثل في تعزيز الأمن المحلي من خلال اسناد الجيش العراقي. وتقوم طائرات السيسنا، بنوعيها
208B و172
الأصغر حجما، بتنفيذ عمليات المراقبة على المتمردين المشتبه بهم وعلى حقول النفط وخطوط نقل الطاقة الكهربائية.هناك بون شاسع بين هذه الطائرات وطائرات الميغ السوفيتية والميراج الفرنسية التي ابتاعها صدام باموال النفط بالقروض الدولية.
غير ان الأسطول الجوي العراقي الحالي مهيأ من اجل اولوية آنية: مقاتلة المتمردين بدلا من مقاتلة قوات جوية أخرى.
يقول العقيد الطيار البياتي، آمر السرب الجوي الثالث، والذي أمضى ثلاث سنوات في فرنسا، ابان عقد الثمانينيات، للتدريب على الطائرات المقاتلة: «ما يتوفر لدينا اليوم هو ما يحتاج اليه بلدنا، ماذا عساها ان تنفعنا الميراج في قتال الإرهابيين؟ بإمكاننا ان نرى بشكل أفضل في هذه الطائرات الصغيرة، ونبقى في الأجواء لمدة أطول».
وكان البياتي قد قام بإطلاق أول صاروخ جو-ارض موجه بالليزر لأول مرة منذ نشوب الحرب، وذلك في اختبار نوعي اجري في أواخر تشرين الأول الماضي. هذا الصاروخ، وهو صاروخ هيلفاير الأميركي، مُعد لإصابة أهداف منفردة بدقة بالغة.
ويمكن لثلاث من طائرات السيسنا، التي يقودها ثلاثون من طياري السرب الذي يقوده البياتي، وهو لم يشأ ان يُستخدم اسمه الكامل، ان تحمل صواريخ هيلفاير. وعلى الرغم من ان القوات الأمنية العراقية قد انجزت خطوات هائلة منذ عام 2003، فان الأمور اللوجستية تبقى هي الحلقة الأضعف، ففي قاعدة كركوك الجوية، وهي تحتوي على صواريخ هيلفاير التي تبلغ كلفة أحدها مئة الف دولار، لا يتوفر عدد كاف من البطانيات لعناصر القوة الجوية. ولم يتم انجاز طلب لسماعات الأذن الخاصة بالطيارين تم التقدم به قبل عام حتى الآن.
وعلى الرغم من ذلك، فان الطيارين السابقين يتفاخرون، شأنهم في ذلك شأن اقرانهم في ثقافات أخرى، بانهم قادوا يوما اكثر الطائرات تقدما من الناحية التقنية وأكثرها قدرة على التدمير في العالم. يقول الميجر في القوة الجوية الأميركية براين غريل، وهو طيار
F-16
يعمل مستشاراً لدى العراقيين: «هناك نوع من الأخوة بيننا، فكما تعلم، انت تصبح شيئا فشيئا عضوا في أشبه بمنظمة أخوية (من الطيارين العراقيين والأميركيين)».
الدور التاريخي للقوة الجوية العراقية
لعبت القوة الجوية العراقية دورا مركزيا في تاريخ العراق الذي مزقته الحروب. وقد بنت سمعتها وهيبتها خلال الحرب المريرة ضد إيران بين عامي 1980 و1988، عند ذاك، تمكنت القوة الجوية العراقية من إلحاق دمار هائل في القوة الجوية الإيرانية. وما ان فتح الغزو الأميركي في عام 2003. حتى غادر الكثير من الطيارين العراقيين البلاد او اختفوا عن الأنظار، ولا يزال معظمهم خائفين من أعطاء أسمائهم او صورهم، كما لا يرتدي أيّ منهم بذلة الطيار على الملأ.
يقول البياتي، الذي لم يخبر حتى جيرانه عن طبيعة عمله، ان المسلحين جاءوا الى داره يبحثون عنه بعد ان التحق بالقوة الجوية الجديدة. وفكر بالانسحاب، لكنه قرر البقاء لكي يضرب مثلا لغيره.
ويضيف: «نحن محاربون، اننا لسنا قلقين من مواجهتهم وجها لوجه، ولكنهم يستهدفون نقاط الضعف، تلك هي عوائلنا وأولادنا»، وكان آمره السابق وابن ذلك الآمر قد قتلا قبل ثلاث سنوات.
وبعد إجراء الاختبار على صواريخ هيلفاير، أخبر ابن البياتي المراهق اباه بانه كان راغبا في اخبار زملائه في المدرسة، الذين كانوا يتحدثون عن ذلك الامر، بأن من أجرى الاختبار كان اباه، لكن البياتي يقول انه اخبر ولده بان التاريخ سوف يذكر ذلك، وأكد له: «سوف تخبرهم يوما قائلا: (هذا هو أبي)، أما اليوم فليس بالوقت المناسب».

Rebuilding an Air Force From The Ground Up
U.S. Spending Hundreds of Millions to Put Iraqi Pilots, Planes Back in Skies
By Ernesto Londoño
Washington Post Foreign Service
Wednesday, August 13, 2008; A06
KIRKUK, Iraq -- Col. Abdul Karim Aziz, a fighter pilot who survived the war between Iraq and Iran during the 1980s, had all but given up hope of flying again when his mother told him in 2005 that it was time to get back in the air.
"When the war began, I didn't think of coming back," said Aziz, 49, speaking about the March 2003 U.S.-led invasion of Iraq. Referring to the American military, he added: "I didn't like the friendly side."
The U.S. military all but paralyzed the Iraqi air force after the 1991 Persian Gulf War, turning veteran pilots like Aziz into grounded bureaucrats. The little that remained of the country's once-mighty fleet was obliterated during the early weeks of the Iraq war. And Iraq's skies became the domain of the U.S. military, controlled from an operations center in Qatar.
Now in an about-face, the U.S. Air Force is spending hundreds of millions of dollars to get Aziz and others to fly again, train a fresh generation of pilots and build up the Iraqi air force's fleet and infrastructure from scratch. The Air Force project is part of a broader effort to train and equip specialized units of Iraq's security forces, which U.S. commanders see as a critical step to set the conditions for the withdrawal of U.S. troops.
As violence has decreased in Iraq in recent months, these initiatives have become one of the U.S. military's top priorities. But they are getting off the ground as Iraqis have stepped up calls for the withdrawal of U.S. troops and as U.S. lawmakers, who in recent years have allocated billions of dollars to train and equip Iraq's security forces, are increasingly demanding that Iraqis pick up a greater share of the tab for security.
U.S. lawmakers appropriated $8.5 billion to train and equip Iraq's security forces in 2007 and 2008. Of that sum, roughly $457 million went to the Iraqi air force.
Building an air force takes years, if not decades. And rebuilding Iraq's has been a particularly challenging mission, U.S. officials say. It was been hindered by the ongoing conflict, what U.S. officials describe as a chronic inability by the Iraqi government to promptly fund operational needs, and a generational divide between seasoned -- albeit rusty -- pilots and the small group of rookie officers who are about to complete flight training.
Though small, modest and -- for now -- devoid of firepower, the Iraqi air force has a solid foundation and has given Iraqis something to be proud of, U.S. officials say. Iraqis, accustomed to U.S. helicopters that hover over their cities round-the-clock, wave excitedly when they see aircraft with the Iraqi flag.
"It's a symbol of their government protecting them," said Lt. Col. Mark S. Bennett, one of the U.S. trainers.
The Iraqi air force was among the best equipped and trained in the region when the country went to war with Iran in 1980. The eight-year conflict took a considerable toll on the force, but when the Persian Gulf War started in 1991, it still had hundreds of combat aircraft and skilled pilots operating out of dozens of bases.
The Iraqi air force, however, was no match for the U.S.-led coalition, which quickly crippled it. United Nations sanctions and regulations that came after the war prevented Iraq from acquiring spare parts for aircraft and from flying over much of the country.
When U.S. troops invaded Iraq in 2003, the air force was so weak that Saddam Hussein opted not to order the few remaining pilots and aircraft into the air. Some fighter planes were buried, and air force members, like others in the Iraqi military, vanished shortly after the invasion.
In 2004, the U.S. military gave the Iraqi government three of its old Hercules C-130s, a type of transport airplane. Around the same time, the Iraqi government began reaching out to former air force pilots and investing in new aircraft. With U.S. support, last year it opened a training school on the outskirts of Baghdad.
The Iraqi air force's fleet currently has 76 aircraft, most of which were donated by the United States and other nations. Most are designed for training, transport and surveillance missions. Although the force has no fighter planes, U.S. military officials say Iraqi pilots will soon be allowed to carry out air attack missions.
"I'm a fighter pilot," said Aziz, who has a deep, booming voice and often erupts in laughter as he jokes around with his American counterparts. "I'm dying to do this again."
U.S. officials say they share Iraqis' long-term vision for a well-equipped air force capable of protecting the country from foreign enemies. But they think Iraq needs to focus on basics before investing in front-line combat aircraft.
"They don't have the infrastructure to support it," said Brig. Gen. Brooks L. Bash, the lead Air Force official overseeing the rebirth of the Iraqi air force.
The air force training school opened in September at Taji Air Base, outside Baghdad. It is run by Iraqi and U.S. instructors, and most maintenance work is done by Western contract employees. About 1,000 airmen have completed basic training, and the Iraqi air force expects at least 600 more to graduate by the end of the year. Helicopter pilots are trained in Taji, and airplane pilots are trained at a base in Kirkuk, in northern Iraq.
Iraqi aircraft were deployed to Basra and Mosul this year to carry out transport, medical evacuation and surveillance missions in support of military operations. They regularly carry out surveillance missions over the country's main oil pipelines.
All of the Iraqi pilots flying missions worked for the former air force. The first three rookie pilots are expected to start flying missions later this year. Recruiting pilots has been challenging because they must be fluent in English, the global language of aviation. The starting pay, roughly $700 a month, is a deterrent.
The Iraqi government has allocated more than $1 billion for its air force since last year. But U.S. advisers say getting approval for expenditures, which must be submitted in writing to Baghdad, can be a herculean task.
"Iraq has a difficulty spending money," said Lt. Col. Mark Daley, 39, of Alexandria, Va., one of the U.S. Air Force advisers in Taji. "Everything from flight suits to gloves, boots. They can't seem to pull together the supplies they need."
Getting big expenses approved is especially hard, Bash said, because many Iraqi officials are often afraid to sign off on them.
"They don't want to put their signature on it because of the charges of corruption that could come up," he said.
The generational gap between the former air force pilots and the rookie officers is another challenge, U.S. advisers said.
"You have an air force whose average age is in the 40s," Bash said. "That's a problem. . . . Ten years from now, they'll all be retired."
So the future of the Iraqi air force is in the hands of men such as 2nd Lt. Ali Sabah, 21. The Mosul native fled with his family to the Netherlands in 1996, along with a wave of Kurds from northern Iraq who were being persecuted by Hussein.
After the 2003 invasion, Sabah's father returned to Iraq to work as an engineer at the airfield in Kirkuk. One day he called his son and asked him if he would be interested in becoming an Iraqi air force pilot. It was a tough decision. Ali Sabah was a Dutch citizen completing his last year in college studying computer sciences.
"If I finish the university in computer technology, I'll get a job at Microsoft and I'll work my whole life as a computer nerd," he said, describing his thinking at the time. "To become a pilot is a little more adventurous."
It has been an arduous but proud homecoming, he said. "It's a great feeling what you can do for your country," he said. "Right now, lots of people don't think the Iraqi air force exists."