عن: صحيفة ماكلاتشي
ترجمة: علاء غزالة
أصبحت لدي عادة يومية في العراق. ففي كل صباح، وقبل ان اغادر المكتب فاني آخذ لنفسي وقتا استشعر فيه قيمة اللحظة الراهنة، واللحظة التي سبقتها. ربما جاء ذلك الي من قصص العديد من اصدقائي العراقيين الذين اخبروني انهم يؤدون صلاتهم قبل ان يخرجوا من بيوتهم لانهم قد لا يعودون اليها ابدا.
وعلى مدى قرابة ثلاثة اعوام امضيت صباحاتي بنفس الطريقة: انهض وانا قلقة حول ما يمكن ان يتمخض عنه ذلك اليوم. لم يكن السؤال فيما اذا كان هناك اناس سيموتون في ذلك اليوم، بل السؤال هو اين سيموتون وبأي طريقة وكم عددهم.
نحن نقول انه يوم حسن حينما لا يموت الا عشرة اشخاص، لكن هناك اياما سيئة. هناك يوم يموت فيه صديق. وهناك يوم تسلب فيه ارواح ثلاثمائة شخص في لحظات. يوم ارتمت أم بين ذراعيّ تنوح على ابنها المفقود، والذي قتله احد عناصر المليشيات، بينما جلست ارملته القرفصاء في زاوية الغرفة الفارغة التي تشاطراها.
يومٌ وُصف فيه رجل وهو يغسل جثة زوجته التي مزقها الرصاص في مسجد اطلق عليه اسم احد اعلام الدين الذين احبتهم. ويومَ بكت ابنة بين ذراعي امها الميتة، والتي اطلقت عليها القوات الامنية الاميركية النار بطريق الخطأ. ويومَ احنيت رأسي مع الجنود الاميركيين تكريما لذكرى الجنود الذين سقطوا قتلى.
هناك يوم تأسيت فيه مع اقرب اصدقائي في بغداد. هذه البلاد التي استقبلتني فيها، والاماكن التي جعلتني اراها، لم تعد آمنة بالنسبة لها، وهي تتحضر مع ابنتها وزوجها للمغادرة. وبعد ان رفضت سلسلة من البلدان منحها التأشيرة، فقد انتهى بها الامر الى الرحيل الى منطقة كردستان في شمال العراق، وهي اكثر أمنا بكثير.
لقد علمني العراق ان اتذوق الامور الصغيرة والجيدة. وافضل ذكرياتي اشياء تافهة، مثل الضحك وانا داخل ضريح مقدس في النجف مع رفيقتي، جنان، بعد ان هربنا من الحارس الذي لم يكن موافقا على دخولنا الى قسم النساء من المسجد.
هناك اسبغنا الوضوء في المكان الخطأ، المكان المخصص لاستعمال الرجال. وحينما بدأ الحارس في الصراخ بوجهنا باللغة العربية، تظاهرنا باننا ايرانيات وغير قادرات على فهم ما يقول قبل ان نهرب من خلال البوابة المنقوشة بالذهب الى جناح النساء في الضريح. وهناك جلسنا متربعتين تحت السقف المغطى بالمرايا البراقة، نضحك بهمس، ثم حنينا رأسينا متأملتين بينما راحت نسوة اخريات يصلين على الارض المفروشة بالسجاد.
احتفلنا بأعياد ميلاد الاشخاص حول كعكة مغطاة بالفراولة الغضة، مع موسيقى تصدح من حاسوب محمول. وابطأنا السير في شوارع بغداد لنراقب موكبا من السيارات التي تنفخ ابواقها وتعزف الموسيقى احتفالا بعروس وعريس جديدين وهما يبدآن حياتهما معاً. وقد تظاهرنا ان هذه اللحظات من الزمن هي العادة، وليست الاستثناء.
لكن الحقيقة، على اية حال، في تلك العاصمة التي صبغتها الالوان الرمادية والبنية، ان الحرب والفقر يسودان دائما. وفي يومي الاخير في العراق، كما في يومي الاول فيه، لم ارَ ما حققته الولايات المتحدة وحلفاؤها.
لم استطع ان ارى دليلا على مليارات الدولارات من اموال دافعي الضرائب الاميركيين التي ذهبت لإعادة بناء امة حطمتها اكثر من ثلاثة عقود من الحرب والعقوبات ومزيد من الحرب.
لم استطع ان افهم لماذا مات الآلاف من الجنود الاميركيين ولماذا قـُتل مئات الالوف من العراقيين. لم ارَ ديمقراطية واعدة في الحكومة العراقية التي يزداد شبهها بنظام صدام كل يوم. لم اشاهد ارضا انقسمت منذ وقت طويل الى طوائف واعراق وعشائر وطبقات وهي تبدأ في التحول الى امة موحدة.
وعلى مدى اشهر قليلة تملكني امل في امكانية النجاح. كان ذلك حينما تضاءل العنف وبدأت الحياة بالعودة الى العاصمة. بث تلفزيون الدولة برنامج «بغداد في الليل» من احياء لم يكن هناك ما هو اخطر منها، ولكنها برغم ذلك عادت الى الحياة مجددا.
وخلتُ ان الامور سوف تنجح حينما اكلتُ في مطعم ايطالي كنت قد زرته للمرة الاولى في عام 2005، قبل ان يهرب صاحبه ويغلق المكان. ومن ثم اعيد افتتاحه عشية عيد الميلاد. وارتفعت آمالي حينما اعيد افتتاح افضل مطعم (شاورما) في بغداد بعدما عاد صاحبه، الذي كان قد اختـُطف مرة واحدة على الاقل، وحينما فتح مطعم (الكباب) في الفلوجة ابوابه من جديد.
بدأ الناس، ببطء ولكن بعزيمة، في الحياة مجددا وبناء حياتهم فوق الحطام والدم وجراحات الحرب.
قال لي زميلي في الصحيفة وصديقي، محمد: «نحن منهكون. كل ما نراه هو اللون الاحمر، وفي بعض الاحيان تريد ان ترى أي لون آخر سوى اللون الاحمر.»
وبينما كنت اتحضر للمغادرة هذا الربيع، في اية حال، فان الجنود الاميركيين كانوا يتحضرون للرحيل كذلك. لكن العنف بدأ في التصاعد مع رحيلهم الوشيك، وبدأ الفرقاء المتعادون الذين جمعتهم القوات الاميركية معاً استحضاراتهم لمعركتهم التالية.
وكل من تحدثت اليه قال انه قلق من القتال المرتقب؛ تلك المواجهة التي يقولون انها سوف تودي، على الارجح، بحيوات عدد من العراقيين يفوق عدد الضحايا في جميع السنوات الست الماضية.
من الراجح ان يبدأ القتال بعد رحيل الجنود الاميركيين. وعندها، لن تستطيع الولايات المتحدة ان تقيّد الحكومة العازمة على كبح معارضيها فلا يعودون للظهور من جديد ابدا.
قدت سيارتي في آخر يوم لي في العراق مرورا ببعقوبة، واجتزت مدينة بهرز الصغيرة في شرقي العراق. ومررنا من خلال حائط خرساني منخفض كان قد اقيم في جوانب طريق ريفي.
لقد كان هذا هو الخط الامامي لتنظيم القاعدة في العراق خلال عامي 2007 و2008، حينما اشتبكت هذه المجموعة مع الاميركيين وحلفائهم من المقاتلين مدفوعي الاجر. وبدت الابنية على جانبي الطرق المليئة بالمطبات الموشحة بالحفر الغائرة التي تركتها القنابل المزروعة على جانب الطريق، كئيبة وحزينة وقد انهكها العنف.
بقيت قطعة من سقف مدرسة انهارت نتيجة عملية تفجير. ليست هناك مظاهر بهجة لتلاميذ المدرسة، وليست هناك من امهات يأتين لاصطحاب بناتهن. كانت معظم ابنية هذه القرية الصغيرة فارغة وغير قابلة للسكن.
وكانت هناك بقايا من الحرب، ورموز للخسارة: هياكل محترقة لسيارات نوع تشيفي سبيربان بيضاء، سيارات كانت قد نخبها الرصاص أو وقعت اسيرة القنابل المزروعة في الجدار الخرساني. لا يزال من الممكن رؤية القنابل المنزلية الصنع على حافات هذه الطرق.
وفي قرية ياسر الخضير، التي تبعد حوالي اثني عشر كيلومترا عن بعقوبة، يقوم بعض الشباب بزراعة العشب في ارض مهجورة قرب منازل مدمرة كانت تحتضن ذات مرة عوائلهم.
هذه القرية، شأنها شأن الكثير من القرى في العراق، كانت عبارة عن عائلة واحدة كبيرة، وفي هذه الحالة كانت هي عائلة آل ياسر. وفي احد ايام الجمعات المشمسة التم شمل العائلة حول مائدة الطعام. كان الاطفال قد لعبوا في الاراضي الخضر المعشبة، ومن ثم استحموا في القناة الواقعة خلف مجمع الدور والمزارع.
لم تعد الارض معشبة، فقد اصبح معظم العشب جافا وهشا وبني اللون. لقد ماتت وئيدا منذ الخامس عشر من تشرين الثاني عام 2007.
ففي ذلك اليوم الدموي قدِم مقاتلو تنظيم القاعدة في العراق الى قرية ياسر الخضير واشتبكوا في معركة مع سكانها. دام القتال ساعات، ومن ثم اخذ مقاتلو القاعدة جميع رجال القرية الذين امكن لهم العثور عليهم، بضمنهم اولاد في سن المراهقة. وتمكن القليل منهم من الهرب عبر القناة التي جفّ ماؤها الآن والواقعة خلف القرية، او اختبأوا تحت رفوف متجر القرية الوحيد. كما اخذ المقاتلون الاغنام والابقار ايضا.
وقد اتهم الرجال الذين اغاروا على القرية سكانها بانهم من (الصحوة)، وهي مجالس الإنقاذ التي كانت القوات الاميركية تدفع مرتباتها من اجل مقاتلة تنظيم القاعدة في العراق. لم يكن للقرويين ادنى فكرة عن ماهية مجالس (الصحوة).
وعاد ثلاثة من الاولاد لانهم كانوا يافعين جدا، لكن لايزال سبعة عشر رجلا مفقودين، ويرجح انهم ألقـُوا الى النهر بعد ان اعدمهم المتطرفون. ومن المحتمل ان لا تجدهم عوائلهم ابدا، ولن يستطيعوا ان يدفنوهم بالشكل المناسب حسب الطقوس الاسلامية، كما انهم يتساءلون باستمرار فيما اذا كانوا احياء ويعيشون في مكان ما.
يوم زرت القرية، قبيل هبوط الظلام، وجدت حفنة من الرجال الشباب والاولاد والرجال المسنين والمعاقين يغادرون القرية التي طالما اسموها موطنهم مع ما يزيد على 120 امرأة وطفل ليذهبوا الى بهرز، وهي اقرب البلدات اليهم، حيث يعيشون اليوم في منزل متسأجر لا يستطيعون دفع ايجاره.
رحّبت بي حسنة خواص حسن في منزلها. وهي امرأة محطمة ما تنفك تلف نفسها بالملابس السود في منزلها الاجرد المستأجر. لم يكن هناك من عشب في الخارج، لا توجد الا القمامة التي تناثرت حول فتحات المجاري الناضحة.
تحيط بعينيها هالة الحزن. لقد قتل خمسة من اولادها السبعة، كما مات زوجها قتلا على يدي تنظيم القاعدة في العراق باسم دولة العراق الاسلامية.
لم تسمع، قبل الغزو الاميركي في عام 2003، ابدا بهذه المجموعة، لكن ذلك بعضا مما جلبت الحرب لها. لم تعد ابدا الى قرية ياسر الخضير بعد ذلك اليوم المشؤوم، وهي لن تعود اليها ابدا.
وضعت رأسها بين يديها وبكت بصمت وهي تقول: «لماذا اعود؟» لم تستطع الكلام لعدة دقائق.
لماذا تعود الى المكان الذي قـُتلت فيه عائلتها، حيث دُمر منزلها الذي عاشت فيه لمدة ثلاثين عاما، والذي غير حياتها الى الابد؟
عُلقت صورة نصفية لزوجها على حائط الغرفة الخاوية التي تعيش فيها مع ارملة ابنها واولادهما.
لقد قتل تنظيم القاعدة في العراق سبعة عشر رجلا من القرية، واليوم يعيل وليد طه ياس، البالغ خمسة وعشرين عاما من العمر، اثنين وعشرين فردا من عائلته الممتدة. ويبلغ اصغر اخوته اربعة عشر عاما من العمر.
ويتقاسم اربعة رجال من القرية، من القادرين على العمل، حمل ورعاية كبار السن والنساء والاطفال. يقوم الرجال بزراعة العشب في الارض الجافة ويبيعون مربعات منها الى البستانيين من اجل اطعام العوائل والارامل والايتام. وهم عادة ما يعتمدون على تبرعات العشيرة التي تصلهم كل شهر.
واستغرقت عودتهم الى قرية ياسر الخضير فترة ستة اشهر. وذهب وليد ياس معهم، ولكنه لم يجد من ذكرى لحياته السابقة سوى اعمدة اسرّةٍ ملتوية، وسجادات محترقة، وحطاما تناثر من الماضي.
تحول كل منزل الى بقايا جدران يعلوها السخام. كان وليد قد انفق كل ما يملك ليفرش الغرفة التي تشاطرها مع زوجته، والتي كانت ترتبط مع غرفة اخيه عبر نفس الفناء المفتوح.
وقد اراني الموقع الذي كان يوجد فيه السرير ووصف لي بفخر الدولاب الخشبي الذي ابتاعه والسرير الفخم المزين بالمرايا والذي ساعدته عائلته على شرائه.
وعلى مدى شهر، كان يأتي الى هنا وينوح.
اشار ياس الى مبنىً مدمر، حيث قـُتل خمسة اشخاص. وقـُتل شخصان آخران في مبنى مجاور، وقـُتل ثلاثة في مبنى آخر، وتمضي القصص تباعا. كان كل ما تواجد حولي اجزاء محطمة لما كانت عليه.
وفي احد المنازل كانت هناك صحون مكسورة تبعثرت على بقاياها زهور وردية في المكان الذي اجتمعت العائلة ذات مرة لتأكل. احالت النيران لون الرفوف الزرق في المطبخ الى اللون الاسود. وفي الخارج، حدد الطابوق المزخرف الممر المهجور في الحديقة.
وعلى مقربة من ذلك، تبرز بقايا سجادة متسخة من بين كومة من الطابوق المحطم.
فكرتً، وانا في طريق العودة من بهرز، بالعجوز الارملة، حسنة. وبينما كنت احزم امتعتي لمغادرة العراق، فكرتُ بها. وفي آخر رحلة لي على الطريق الى مطار بغداد، الذي يمر عبر متاهة من الجدران الخرسانية التي تحيل الاحياء السكنية الى ما يشبه السجون، وبعد ان مررت بنقاط التفتيش حيث شمت الكلاب حقائبي وفتشتني النسوة، فكرتُ بها.
وبينما اكتب هذه الكلمات انا افكر بها، واتساءل الآن، كما تساءلت في اول يوم قطعت فيه طريق المطار ذاك، ماذا حققت معاناتها، وماذا حقق سفك دماء العراقيين، وكذلك الأميركيين؟
McClatchy reporter reflects on what war brought to Iraq
Leila Fadel | McClatchy Newspapers
last updated: August 04, 2009 06:35:23 PM
WASHINGTON — I picked up a daily
habit in Iraq.
Every morning, before I left the office, I'd savor that moment — the moment
before. Maybe it came from all the times that my Iraqi friends told me how they
prayed before they walked out their doors because they might never return.
For
almost three years, I spent my mornings the same way: I woke up and worried
about what the day would bring. It wasn't a question of whether people would
die that day, only of when, how and how many.
We
called it a good day when only 10 died, but then there were the bad days. The
day a friend died. The day when more than 300 lives were taken in minutes. The
day a mother wept in my arms about her lost son, who'd been killed by a militia
member, and his widow curled up in a corner of the empty room they'd shared.
The
day a man described washing his wife's bullet-ridden body in a mosque named for
a religious scholar she'd loved. The day a daughter cried in the arms of her
dead mother, mistakenly shot by a U.S. security team. The day I bowed
my head with U.S.
soldiers as they honored the memories of their fallen.
The
day I wept with my closest friend in Baghdad.
The country she'd welcomed me to and the places she'd shown me no longer were
safe for her, and she was taking her daughter and her husband and leaving.
After a series of countries denied her a visa, she ended up in the much safer
Kurdistan region in northern Iraq.
Iraq taught me to
savor the trivial and the good. My favorite memories are silly things —
giggling in the Shiite shrine in Najaf with my colleague Jenan after we'd
escaped from a reprimand male guard into the women's section of the mosque.
We'd
performed our ablutions in the wrong part of the courtyard, the part reserved
for men to use, and when a guard began to yell at us in Arabic, we pretended to
be Iranians and unable to understand before we escaped through the
gold-embossed doors into the women's section of the shrine. There, we sat
cross-legged under the sparkling mirrored ceiling, quietly laughing before we
bowed our heads in reflection while other women prayed along the carpeted
floors.
We
celebrated birthdays with cakes covered in fresh strawberries and music
blasting from a laptop. We slowed down in Baghdad
traffic to watch processions of cars blasting music and honking horns to
celebrate a new bride and groom beginning their lives together. We'd pretend
that these snippets in time were the norm, not the exception.
The
reality in this capital of gray and brown, war and poverty always prevailed,
however. On my last day in Iraq,
as on my first day in Iraq,
I didn't see what the United
States and its allies had accomplished.
I
couldn't see much evidence of the billions of American taxpayers' dollars that
have gone to rebuild a nation ravaged for more than three decades by war,
sanctions and more war.
I
couldn't understand what thousands of American soldiers had died for and why
hundreds of thousands of Iraqis had been killed. I didn't see a budding
democracy in an Iraqi government that was more like Saddam Hussein's every day.
I didn't see a land long divided by sect, ethnicity, tribe and class beginning
to grow into a united nation.
For
a few months, I had hope that things might work out. That was when the violence
diminished and life started to return to the capital. State television aired
"Baghdad
at Night" from neighborhoods that had never been the most dangerous but
nonetheless were coming to life again.
I
thought that maybe it would work out when I dined at an Italian restaurant I'd
first visited in 2005, before the owners fled and the place shut down. It
reopened on New Year's Eve. My hopes rose when the best shawarma place in Baghdad reopened when the
owner, who had been kidnapped at least once, returned, and when the kebob place
in Fallujah opened its doors again.
Slowly
and defiantly, people started to live again and build their lives atop the
rubble, the blood and the scars of war.
"We're
exhausted," my McClatchy colleague and friend Mohammed told me. "All
we ever see is red, and sometimes you just want to see any other color than
red."
As
I prepared to leave this spring, however, the American soldiers did, too. The
violence began inching up again with their impending withdrawal, and the
feuding factions that had been held together by the U.S. military prepared for their
next battles.
Everyone
I spoke to said they were worried about the next fight; a conflict that they
said most likely will kill more Iraqis than in the past six years.
That
battle is likely to begin sometime after the American soldiers leave. Then, the
U.S.
no longer could restrain a Shiite Muslim-led government that's determined to
make sure that its former oppressors never surface again.
The
U.S.-backed government can't stop the battle for land and oil between Kurds and
Arabs in the north. It can't bury, pay off or protect the Sunni insurgency that
fought the U.S.
occupation and the new Iraqi leadership that rode to power on the occupier's
tanks.
In
my last days in Iraq, I
drove through Baqouba and out past the small town of Buhroz
in eastern Iraq.
We passed low concrete roadblocks that had been pushed to the side of a country
road.
This
had been a frontline for al Qaida in Iraq in most of 2007 and 2008, when
the group battled the Americans and their paid Sunni fighters. Along the sides
of the bumpy roads, scarred with the gaping potholes left by roadside bombs,
the buildings seemed deflated — saddened and wilted by the violence.
The
shell of a school was left behind from a bombing that had collapsed the roof.
There was no laughter of schoolchildren, no mothers picking up their girls.
Most of the tiny villages were empty and uninhabitable.
These
were the relics of war and the symbols of loss — the burned-out hulks of white
Chevy Suburbans, the cars that had been riddled with bullets or caught by bombs
planted in the concrete. Homemade explosives were still visible on the edges of
these roads.
At
Yasser al Khuthayer village, about seven miles from Baqouba, young men were
planting grass on the abandoned land near the destroyed homes that once housed
their families.
The
village, like many in Iraq,
was one extended family, in this case the Yas. On sunny Fridays, they'd
gathered for picnics. The children had played in the lush green land and bathed
in the small canal behind the collection of homes and farms.
No
longer. Most of the grass is dry now, brittle and brown. It's slowly withered
since Nov. 15, 2007.
On
that bloody day, fighters from al Qaida in Iraq came to Yasser al Khuthayer
and battled the villagers. The fight lasted hours, and the fighters took all
the men of the village they could find, including teenage boys. A few escaped
through the now dried-out canal behind the village or hid under shelves in the
one village store. The cows and sheep were taken, too.
The
men who invaded the village accused the residents of being Sahwa, members of
the Awakening Council who were paid by U.S.
forces to fight al Qaida in Iraq.
The villagers had no idea what Sahwa was.
Three
of the boys were returned because they were too young, but 17 men are still
missing and probably were dumped in a river after the extremists killed them.
The family probably will never find them, never give them proper Islamic
burials and always wonder whether they're alive somewhere.
On
the day I visited, just before dark, a handful of young men, teenage boys and
the older disabled men left the village they'd always called home with the more
than 120 women and children of the village and went to Buhroz, the nearest
town, where they now live in rented homes they can't afford.
Hasna
Khowass Hassan welcomed me into her home. A broken woman, she still shrouded
herself in black in her stark rented home. There was no grass outside, just
garbage strewn through leaking sewage.
Her
eyes were dulled by sadness. Five of her seven sons have been killed, and her
husband is dead, too, killed by al Qaida in Iraq in the name of the Islamic
State.
Before
the U.S.
invasion in 2003, she'd never heard of such a group, but it's some of what the
war brought her. She's never returned to Yasser al Khuthayer since that fateful
day, and she never will.
"Why
would I return?" Hassan said as she put her head in her hands and silently
sobbed. For a few minutes, she couldn't speak.
Why
would she go back to the place where her family was killed, her home of more
than 30 years destroyed and her life changed forever?
A
portrait of her husband hung in the empty room where she lived with her sons'
widows and their children.
Al
Qaida in Iraq
killed at least 17 men from this village, and now Waleed Taha Yas, 25, is
supporting 22 members of his extended family. His younger brother is just 14.
Four
men from the village, capable of working, divide the burden of the elderly, the
women and the children. The men plant grass on the dry plots of land and sell
squares to farmers to feed the families of widows and fatherless children.
Often they depend on the charity of the larger tribe to get by each month.
It
took six months before the men went back to Yasser al Khuthayer. Waleed Yas
went with them, but he found no remnants of his former life except the twisted
metal of bedposts, burned rugs and broken pieces of the past.
Each
home was reduced to charred walls and rubble. Waleed had spent everything to
furnish the room he'd shared with his wife, which was connected to his
brothers' room by an open courtyard.
He
showed me where his bed had been and proudly described the beautiful wooden
dresser he'd bought and the large marriage bed his family had helped him buy.
For
a month, he'd come here and weep.
Yas
pointed to one destroyed building where five people were killed. Two more people
were killed next door, and then another three, and the stories go on.
All
around me were the broken pieces of what had been.
At
one home, broken dishes rimmed with pink flowers littered the debris where a
family once gathered to eat. The blue shelves of the kitchen were charred by
fire. Outside, ornate bricks lined the abandoned path in the garden.
Nearby,
a dusty remnant of a rug peeked out from a pile of broken bricks.
On
the drive home from Buhroz, I thought of the elderly widow, Hassan. As I packed
my bags to leave Iraq,
I thought of her. On my last trip on the road to the Baghdad airport, through the maze of concrete
walls that surround neighborhoods like prisons, past the checkpoints where dogs
sniffed my bags and women patted me down, I thought of her.
As
I write these words, I think of her, and I wonder now, as I wondered the first
time I traveled that airport road, what her suffering and the bloodshed of
Iraqis and Americans alike has accomplished