Wednesday, January 27, 2010

بعد عام من توليه الرئاسة.. كيف تعلم اوباما ان يصبح القائد العسكري الاعلى؟

عن: واشنطن بوست
ترجمة: علاء خالد غزالة

راقبت دونا غريفن، وقد غمرتها الاحزان، الرئيس اوباما يستدير نحوها ويفتح ذراعيه في بادرة لعناقها. وكانت طرقة على بابها في الليلة الماضية قد اخرجتها من منزلها في تيري هاوت، بولاية انديانا، الى المشرحة في قاعدة دوفر الجوية، والى ذراعي الرئيس. مكث جثمان ابنها السرجنت دايل غريفن، وسبعة عشر آخرون قتلوا في افغانستان، في ثلاجة طائرة الشحن العسكرية الجاثمة على مدرج المطار.
وحضر اوباما من واشنطن الى هذا المكان بالطائرة السمتية. وقد اراد، في خضم اتخاذ قراره حول ارسال الالاف من الجنود الى ساحة المعركة، ان يشهد عودة الجنود القتلى الى الوطن. لقد كانت هذه الزيارة جزءا من تثقيف ذاتي متعدد الجوانب كان اوباما قد خاض غمارها وهو في طريقه لان يصبح القائد العسكري الاعلى في زمن الحرب. وكان نجمه سطع من قبل على انه الرئيس الذي لم يُبد ارتياحا للاستعراضات والخطب الرنانة التي تستخدم تقليديا في حشد الجنود، مفضلا صورته الشعبية العابسة، وهو يصارع العواقب الاخلاقية للحرب. انتقده الجمهوريون لتخاذله في مواجهة الازمات، ولاتخاذه وقتا طويلا قبل ان يضع ستراتيجيته.
لكن على الرغم من سعي اوباما لتصوير نفسه على انه القائد العازم المهموم بالضحايا البشرية للمعركة، الا انه استعمل القوة العسكرية بشدة لا تقل عن استعمال سلفه الجمهوري لها خلال سنوات حكمه المتوارية. ففي عامه الاول على سدة الحكم، قام اوباما بتطبيق الخطط لمضاعفة عديد القوات الاميركية في افغانستان ثلاث مرات، ووسع نطاق العمليات العسكرية ضد اعداء الولايات المتحدة في الباكستان والصومال واليمن، كما انه اجاز لقناصي القوات الخاصة الاميركيين ان يقتلوا ثلاثة قراصنة صوماليين الذين كانوا يحتجزون رهينة اميركية، الامر الذي نمّ باكرا عن عزمه على استعمال القوة المميتة.
لقد اصبح عدد الجنود الذي قتلوا تحت قيادة هذا السياسي، الذي طالما عارض بكل قوة الغزو الاميركي للعراق، اربعمئة وثلاث واربعون جنديا. في مساء تشريني قارص، وفي غرفة انتظار جرداء بدوفر، انحنى نحو دونا غريفن بعد اقل من اربع وعشرين ساعة من تلقيها نبأ مقتل ابنها البالغ من العمر تسعة وعشرين عاما في قنبلة زرعت على جانب الطريق بافغانستان.
تتذكر دونا قائلة: "الفيت نفسي يدي بيده وهو يسألني ان كان بامكانه ان يفعل اي شيء. وضعت يدي اليسرى خلف مرفقه الايسر، فانحنى اتجاهي، ثم همست في اذنه: (سيادة الرئيس، ارجوك ان لا تترك قواتنا معلقة.)"

قوات عسكرية ذات اطواق
في خريف عام 2002، بينما كانت ادارة بوش تعبيء البلاد لحملة غزو العراق، شارك اوباما، وكان آنذاك سيناتورا عن ولاية الينويز، في مظاهرة مناوئة للحرب في ساحة شيكاغو الفيدرالية. خاطب الجمع قائلا: "انا لست معارضا لكل انواع الحروب. انا انما اعارض الحروب الغبية."
لم يخدم اوباما في الجيش على الاطلاق، ولكنه تعلم عن جده لامه، ستانلي دونهام، الذي تولى رعايته، وكان محاربا في الحرب العالمية الثانية "حارب في جيش باتون،" ضرورة قتال اولئك الذين لن يخضعهم اي شيء سوى القوة.
يقول ديفد اكسيلورد، وهو مستشار اقدم بدأ العمل مع اوباما في نفس العام الذي القى فيه خطاب "الحرب الغبية": "اعتقد انه جاء الى السلطة مشبعا بفهم رواقي عن استخدام القوة عند الضرورة. لكن لا احد يمكنه فهم الثقل المحيط بهذه القرارات قبل تولي المنصب."
حضّر اوباما نفسه مبكرا. فحينما كان مرشحا للرئاسة قام بعدة زيارات غير معلنة للجنرال المتقاعد كولن باول بمكتبه في الكساندريا، طالبا النصح حول قيادته من الشخص الذي ربما يكون الجندي الاكثر شهرة بين ابناء جيله. وكان باول قد عمل في اعلى مراتب الحكومة، كعسكري ومدني، ووثق اوباما بانه سيقدم نصحه خاليا من التعصب الحزبي.
يقول باول: "لقد ادرك انها امر لم يسبق له فعله، وان عليه ان يتعلمها حينما يقوم بها." ويؤكد ان اوباما "يؤدي واجبه كقائد اعلى بشكل حسن." ويضيف: "لقد كان واثقا ايضا بقدرته على احاطة نفسه باشخاص بامكانهم مساعدته على تعلمها."
ظهر اوباما اثناء حملته الانتخابية ضعيفا في مسائل الامن القومي، الامر الذي سعى خصمه السيناتور جون مكين عن ولاية اريزونا لنسبته لنفسه. فمكين هو ابن وحفيد ادميرالين في البحرية وهو ايضا بطل حرب رآى فيه معظم الاميركيون شخص القائد العسكري الاعلى.
كان من الصعب تصور ان يصبح اوباما، السيناتور الاميركي للمرة الاولى، ذو الشخصية المحببة، حاكما. اطل برأسه، في تموز من عام 2008، من طائرة هبطت في قاعدة اميركية بالكويت، وكانت تلك هي اول مواجهة له مع القوات العسكرية في مسرح العمليات على انه الرئيس القادم المحتمل. وكانت تلك فرصة لازالة بعض الشكوك.
كان اوباما تعبا من الطيران الطويل، وحدّت اصابته في منطقة الحوض من قدرته على لعب كرة السلة، بحيث اضحت المباراة التي خاضاها مجرد رميات غير نظامية. لكن مرافقوه من الموظفين لديه ذهلوا حينما اكتشفوا عند وصولهم الى صالة الالعاب ان اكثر من الف عسكري تزاحموا في مقصورة المتفرجين. وخشي المساعدون من ان يؤدي اداءه الضعيف الى تصويره على انه (قائد الكرات الضائعة.)
قال انتوني بلينكن، مدير شؤون لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، ويعمل الان مستشار الامن القومي لدى نائب الرئيس بايدن، لاوباما: "ما عليك الا ان تقوم برمية ناجحة او اثنتين، وسوف يكون الامر على ما يرام."
اجاب اوباما: "نعم، سوف اقوم بتلك الرمية."
ومن ثم نفذ رمية من خارج قوس النقاط الثلاث اخترقت الشبكة بنجاح. اهتاج الجمهور، وانتهت مواجهة غريبة بلحظة مجد في ساحة الملعب، بقائد مستقبلي وجنود بدوا متساويين في الغالب. حينما سيصبح رئيسا بعد عدة اشهر، سوف يتخذ موقفا اكثر ابوية في علاقته مع قواته العسكرية.

تغير في الرأي
عندما تولى اوباما منصبه سارع الى فرض نظرته عن الحرب على الالة العسكرية القومية برمتها، وبهذا الفعل جلب على نفسه انتقادات حادة من المحافظين. فخلال الايام الاولى من حكمه قام بحظر التعذيب كوسيلة في التحقيق، كما أمر بغلق السجن العسكري في غواتانامو بكوبا بحلول 22 كانون الثاني 2010، وهو الموعد النهائي الذي مرّ بدون يتحقق شيء.
وكانت هذه الاوامر التنفيذية جزءا من المراجعة على بروتوكولات عهد بوش التي أطـّرت "الحرب على الارهاب"، وهو المصطلح الذي شرع اوباما في تشجيع مستشاريه على عدم استخدامه، قائلا انه بالغ في تقدير قوة القاعدة. لقد كان تهذيب اللغة والسياسة، بالنسبة له كاستاذ سابق في القانون الدستوري، عامل تقوية للجدل حول اخلاقيات الحرب.
تجاهل اوباما، بعد ان اضحى في منصة الحكم، نصائح قادته العسكريين، واصغى الى مطالب الليبراليين المدنيين، بعد حملته الانتخابية التي وعد خلالها بحكومة اكثر شفافية. وفي شهر نيسان، سمح اوباما بنشر المستندات التي تعود الى عهد بوش، رغم معارضة وزير الدفاع روبرت غيتس باديء الامر، والتي استخدمت كغطاء قانوني لما عرف بـ"وسائل التحقيق المحسنة." وفي نفس ذلك الشهر، قالت ادارته انها سوف ترضخ لقرار المحكمة الذي يطالب باطلاق حوالي الفي صورة تعبّر عن اساءة معاملة المعتقلين في سجن ابو غريب بالعراق، ومواقع الاعتقال الاميركية الاخرى.
عارض الجنرال راي اوديرنو، قائده في العراق هذا القرار، ثم أطلع اوباما على نماذج من الصور، فما كان منه الا ان غير رأيه، قائلا ان نشر الصور سوف "يلهب الاراء المناهضة لاميركا ويضع قواتنا على محك الخطر." وقال اوباما في خطبة القاها بمتحف الارشيف القومي موضحا قراره: "هناك اكثر من مئتي الف اميركي يؤدون خدماتهم بمشقة بالغة، وتقع عليّ مسؤولية جادة في الحفاظ على سلامتهم، كوني القائد العسكري الاعلى."
شعر الليبراليون المدنيون الذين اصطف اوباما معهم يوما انهم تعرضوا للخيانة. ونظر الجمهوريون الى قرارته على انها تسوية بلا طائل. وفي غضون دقائق من خطاب اوباما، قال نائب الرئيس السابق، ريتشارد تشيني، متحدثا في معهد انتربرايز الاميركي: "يبدو ان الادارة تمجّد نفسها لانها تبحث عن ارضية مشتركة في السياسات المتعلقة بالارهاب."
واضاف: "لكن في الحرب على الارهاب، ليست هناك ارضية مشتركة، وانصاف الحلول تبقيك نصف مكشوف."

العلاقات العسكرية
طرد اوباما، في شهر آيار، قائده العسكري في افغانستان، الجنرال ديفد مكيرنان، وبذلك اصبح اول رئيس، منذ هاري ترومان، يعفي قائدا رفيعا من منصبه وهو في مسرح العمليات. وقد تصرف –قانونا– بموجب نصيحة غيتس، لكن احد كبار المستشارين وصف قرار الاعفاء هذا بانه "لحظة نوعية" في جعل المعركة معركة اوباما.
استبدل اوباما القائد السابق بالجنرال ستانلي مكريستال، الذي حدد خطة يطلب فيها المزيد من الموارد، في الوقت الذي تزايد فيه عجز الميزانية في الولايات المتحدة بالاضافة الى تعاظم المعارضة الشعبية للحرب.
وبالمثل، بدأ الجنرال في تسويق خطته علانية قبل ان يتولى اوباما مراجعته للستراتيجية التي استغرقت ثلاثة شهور. وقال مكريستل، في تصريح علني بلندن، ان اي تغير في ستراتيجيته من شأنه ان يؤدي الى خفض القوات العسكرية وتحديد قابلياتها سوف يكون "قصرا في النظر."
وبعد هذا التصريح بيوم واحد، استدعى اوباما، الذي كان في الدنمارك لمتابعة العرض الذي تقدمت به مدينة شيكاغو لاقامة دورة الالعاب الاولمبية فيها، استدعى الجنرال للاجتماع به. وكان الرجلان التقيا وجها لوجه مرة واحدة من قبل، ويقول مساعدو اوباما انه لم يستخدم هذا اللقاء القصير لانتقاد مكريستال لتصريحاته العلنية، حتى مع اختلائه به في طائرته الرئاسية الخاصة.
يقول احد كبار المستشارين في الادارة ان الرئيس "استاء" من تصريح القائد العسكري العلني، لكن اوباما كان غير راغب في تعريض علاقته مع قائده في افغانستان للخطر، وبالتالي احتفظ بمشاعره لنفسه.
ونوى اوباما ان تكون علاقاته مع جنرالاته رسمية وخالية من التدخل، بخلاف الطريقة التي كان جورج دبليو بوش يفضلهاز اذ ان هذا الاخير تحدث الى قائده في العراق، الجنرال ديفيد بترايوس، بانتظام رغم وجود العديد من الضباط الذين يفوقوه رتبة في ذلك الوقت.
يقول مسؤول آخر كبير في الادارة، طلب عدم ذكر اسمه، متحدثا عن طريقة تفكير الرئيس: " سوف يحترم هذا الرئيس تسلسل القيادة. انه يشعر انها الطريقة المثلى للحصول على المعلومات والاحتفاظ بالسيطرة على مجريات الامور."

آمر الجنود
احتفظ اوباما بآراءه لنفسه، استنادا الى مساعدي الرئيس وكبار موظفيه، خلال الفترة التي كان البيت الابيض يناقش فيها مسائل الامن القومي، بينما كان يتخذ قراره. لكن هذا النمط المنهجي المتأني الذي سار عليه خلال مراجعة ستراتيجية افغانستان اثارت الانتقادات، بشكل رئيس من الجمهوريين، بانه كان مترددا في اتخاذ القرار المناسب.
وخشي الحزب الديمقراطي ان القائد الاعلى غض العود سوف يرضخ لتمنيات جنرالاته على حساب برنامجه في الاصلاح المحلي الواسع النطاق، الذي تعرض للتهديد بالفعل بسبب تصاعد كلفة الحرب.
يقول المساعدون ان اوباما نظر في علاقة الرئيس جون كندي مع الجيش، وبالتحديد الكيفية التي ادار بها ذلك الرئيس ازمة الصواريخ الكوبية، حين الحّ عليه القادة العسكريون لتنفيذ ضربة سريعة على الجزيرة، وهو الامر الذي قاومه الرئيس. يقول احد كبار المستشارين ان اوباما ثمن موقف كندي في اخلاقيات "التفكير قبل اطلاق النار."
يضاف الى ذلك ان اوباما افاد من تجربة الرؤوساء الجمهوريين. يقول احد كبار المسؤولين في الادارة: "ما اخذه عن ايزنهاور ان كل ما تفعله كقائد اعلى يجب ان يُنظر اليه بالطريقة التي يؤثر فيها على اهدافك الاخرى."
هذه الاهداف تهددها ايضا الاحداث التي تجري خارج (غرفة الموقف) (وهي غرفة في البيت الابيض يجري مناقشة الامور الخطيرة فيها). بينما كانت التقارير ترد عن اطلاق النار في قاعدة فورت هوت بتكساس، كان اكثر ما خشي اوباما منه هو تدني المعنويات بين القوات المرهقة. يذكر ان هذه القاعدة شهدت نشر القوات الاميركية العسكرية الى خارج البلاد على مدى ثماني سنوات.
في تلك القاعدة بالذات، قام الميجر نضال مالك حسن، وهو مسلم، باطلاق النار على القوات الاميركية التي كانت تستعد للمغادرة، ما ادى الى مقتل ثلاثة عشر منهم، وهو الامر الذي عقّد الرسالة التي كان اوباما يبعث بها الى مجتمعه الغاضب. فعلى مدى شهور عدة وصف اوباما الاسلام بانه دين السلام.
وقف اوباما تحت شمس الخريف في تكساس، بينما كان النسيم يحرك وئيدا العلم الاميركي وعلم القاعدة العسكرية، وذكر كل فرد من اولئك القتلى بالاسم. وبينما كان يتحدث، كان قد قرر بالفعل ان هناك حاجة الى ارسال عشرات الالاف من الجنود الى افغانستان. ثم انهى خطابه، على وقع المسير العسكري البطيء، بان وجه التحية الى الجيش بأسره. قال: "يجب ان ننظر الى الماضي بعظمته، لانه ماثل امام اعيننا."
يقول احد مساعديه ان النية من تلك الخطبة كانت لارسال رسالة "من القائد العام مباشرة الى قواته."
وكان اليوم التالي هو يوم المحاربين، فامضى اوباما نهاره الممطر في مقبرة ارلنغتون الوطنية، حيث وضع اكليلا من الزهور على ضريح الجندي المجهول، طبقا للعرف السائد بهذه المناسبة. ومن ثم تجول، بدون مظلة تقيه المطر، بين شواهد القبور الشاحبة في القطاع رقم 60، يقرأ ما خـُط عليها. في هذا القطاع دُفن القتلى الذي سقطوا في افغانستان والعراق. تحدث مع بعض عوائل اولئك القتلى الذين صادفهم هناك.
تجمع اهالي مدينة تيري هاوت، على مبعدة مئات الاميال، لدفن دايل غرفن، السرجنت الشاب الذي استقبل اوباما رفاته في دوفر قبل اكثر من اسبوع.
تقول دونا غريفن: "لقد اتاح المجال لنفسه ليفهم. احترم ذلك. بعض الدروس اصعب من غيرها، ونحن نفضل ان نتجنبها. لكنني ممتنة انه كان هناك."

(دفتي الكتاب)
بدأ اوباما، في جولته الاسيوية التي استغرقت تسعة ايام، في التفكر بزوج من الخطب المتناقضة بوضوح، والتي كان من المقرر ان يلقيها بحلول نهاية العام.
ففي الخطبة الاولى، يخطط اوباما ان يعلن تصاعد العمليات الحربية في افغانستان وموعدا للانسحاب من تلك البلاد. وفي الخطبة الاخرى سيقبل جائزة نوبل للسلام، التي كان اعلن بخجل شديد انه لا يستحقها. وبدأ في التفكير بكلتيهما، بطريقة عبّر عنها احد كبار المستشارين بانها "دفتي كتاب."
في احدى الامسيات، اتصل اوباما من طائرته الرئاسية بكل من كاتب الخطب وكبير موظفيه، جون فيفرو، وبن رودس، نائب مستشار الامن القومي لشؤون الاتصالات الستراتيجية، والذي كان يساعده في كتابة خطبه للسياسة الخارجية منذ عام 2007. اراد ان يتحدث عن محاضرته لجائزة نوبل، حيث ان من المتوقع ان يلقي خطبة في حفل تلقي الجائزة.
يتذكر رودس ذلك بالقول: "قال لي انه لم يرغب في القاء خطبة تتحدث عن نزع التسلح النووي والتغيير المناخي، وهما الموضوعان المرتبطان بمنح الجائزة. اراد ان يتراجع وان يلقي خطابا ليس مخصصا لتلك اللحظة الزمنية فحسب، بل لكي يبقى على مر الزمان."
طلب اوباما منهما ان يعدا قائمة بالمواضيع التي سيقرأها، والتي يصفها رودس على انها "مواضيع الحرب والسلام المعاصرة، من تشرتشل الى كينغ (مارتن لوثر)." كما انه طلب كتابات منظرين مثل القديس توما الاكويني ورينولد نيبور حول اخلاقيات الحرب.
وما ان عاد اوباما الى واشنطن حتى شرع في وضع التفاصيل على ستراتيجيته في افغانستان، واختار مقر الاكاديمية العسكرية الاميركية في قاعدة ويست بوينت موقعا لاعلانها. يقول رودس: "لقد كان غاية في الوضوح معي باننا سوف لن نضرب على صدورنا في تلك الخطبة. قال لي اننا سوف لن نتعامل مع الحرب على انها غاية مجيدة علينا ان نحتفل بها."
مع بقاء زيارته الى دوفر حيّة في الذاكرة، اخبر اوباما طلاب الاكاديمية انه " انا مدين لكم، كوني قائدكم الاعلى، بمهمة حربية واضحة المعالم وتستحق خدماتكم." واستطرد قائلا: "اعلم ان هذا القرار يطلب منكم المزيد، باعتباركم عناصر الجيش الذين حملوا –مع عوائلهم – العبء الاكثر ثقلا." بعد ذلك، سار خلال الجموع المتشحة بالزي العسكري، يصافحهم ويتحدث اليهم.
وفي الايام التالية أمر الرئيس موظفيه باستدعاء بعض رجال الدين الى اجتماع. اراد منهم ان يستمعوا الى السبب الكامن وراء ستراتيجيته في افغانستان. كما انه اراد من موظفيه ان يعبّروا عن ارائهم حول العواقب الاخلاقية للحرب بينما كان يعد (دفة الكتاب) لالقاء خطبته في اوسلو، المقررة في الاسبوع التالي.
كانت بيغ تشمبرلين، رئيسة المجلس القومي للكنائس، من بين خمس وعشرين من كبار رجال الدين الذين تجمعوا في مبنى ايزنهاور التنفيذي في الاسبوع الاول من كانون الاول. وصفت تلك الجلسة التي دامت لساعات بانها: "لم تكن مجرد ايجاز، بل كانت مناقشة" حول اخلاقيات الحرب. كتب موظفو البيت الابيض ملاحظتهم عن هذا الاجتماع لاطلاع الرئيس.
كتب اوباما خطابه لحفل نوبل، الذي القاه في 10 كانون الاول، تحت قبة مجلس مدينة اوسلو، الذي تركز حول موضوعة "الحرب العادلة."
تقول تشيمبرلن: "اعتقد ان هذا الرئيس يرى العنصر التنظيري في عمله. هل كنت ارغب في الغوص اكثر الى تفكيره وان يتزايد حضوري فيه؟ نعم. لكننا كنا سعداء باننا كنا جزءا منه حينما اتيح لنا."

انتظار، اثناء الاجازة
اراد اوباما، خلال عام كامل، تعريف عدو البلاد، سواء في داخلها او خارجها، بطريقة تحافظ على حيوية تواصله مع العالم الاسلامي. وحذر في اوسلو من ان "الحرب المقدسة لا يمكن ان تكون عادلة،" مقتبسا قضايا متنوعة، من الحروب الصليبية الى هجمات 11 ايلول 2001، ليثبت وجهة نظره. وبعد اسبوعين على ذلك، في يوم عيد الميلاد، همّ شاب مسلم نيجري، يبلغ 23 عاما من العمر، بتفجير طائرة نورثويست بينما كانت تقترب من ديترويت.
وكان اوباما عندها في اجازة بجزيرة هاواي، فاخذ من الوقت بضعة ايام قبل ان يتحدث الى الامة. واراد بهذا الانتظار ان يحرم القاعدة من نصر اعلامي ان بالغ الرئيس في ردة فعله. لكن بالنسبة الى منقديه كان اوباما القائد الاعلى الغائب حينما احتاجت الامة ان يمنحها الطمأنينة.
وفي خلف الكواليس، قدمت الولايات المتحدة، مرتين في ذلك الشهر، معلومات استخبارية ومعونات اخرى الى القوات اليمنية التي كانت تقاتل نفس فرع القاعدة الذي ارسل الشاب النيجيري.
وما ان عاد اوباما الى واشنطن حتى وبّخ كبار المسؤولين في ادارته عن الخلل الجسيم الذي اتاح لشخص ما ان يقترب جدا من اسقاط طائرة مدنية. وعلى النقيض من توليه مسألة مكريستال بصمت، أكد مساعدو البيت الابيض للصحفيين ان اوباما وصف تلك الاخطاء "بالفشل الذريع." وتحدث اوباما علانية بغضب عن "الفشل المنهجي،" وبينما كان ينتقد وكالات استخباراته لتحليلاتهم السقيمة، اعلن ان "المسؤولية تقع، في نهاية المطاف، على عاتقي." وقال: "نحن في حالة حرب."

One year later: How Obama has learned to become a wartime commander in chief
By Scott Wilson
Washington Post Staff Writer
Tuesday, January 19, 2010; A01
Through a haze of grief, Dona Griffin watched President Obama turn toward her, opening his arms to offer a hug.
A midnight knock on her door the previous evening had brought her from her home in Terre Haute, Ind., to the morgue at Dover Air Force Base and into a presidential embrace. The body of her son, Army Sgt. Dale R. Griffin, and those of 17 other Americans killed in Afghanistan waited in the frigid hold of a military cargo plane standing on the runway.
Obama had flown in by helicopter from Washington. Nearing a decision about whether to send thousands more troops to the battlefield, he wanted to witness the homecoming of dead soldiers.
The visit was part of an eclectic self-education program Obama has undertaken to become a wartime commander in chief. He has emerged as a president uncomfortable with the swagger and rhetoric traditionally used to rally troops, favoring an image of public solemnity as he wrestles with the moral consequences of war. Republicans have criticized him for being reticent in the face of crisis and for taking too long to set strategy.
But even as Obama has sought to convey an image of a deliberate leader preoccupied with the battle's human toll, he has used military power at least as aggressively as his Republican predecessor did during the waning years of his administration. In his first year in office, Obama has set in motion plans to triple the number of U.S. troops in Afghanistan; expanded operations against U.S. enemies in Pakistan, Somalia and Yemen; and, in one early instance of his willingness to use deadly force, authorized Special Forces snipers to kill three Somali pirates holding an American hostage.
The politician who brashly opposed the Iraq invasion has had more than 443 U.S. service members die while serving under his command. On a chilly October evening, in a stark waiting room at Dover, he leaned toward Dona Griffin less than 24 hours after she learned that her 29-year-old son had been killed by a roadside bomb in Afghanistan.
"I found myself with my hand in his, and he was asking if there's anything he could do," she recalled. "I put my left hand behind his left elbow, and leaned forward, and whispered in his ear, 'Mr. President, please don't leave our troops hanging.' "
Hoops with troops
In the fall of 2002, as the Bush administration rallied the country for an invasion of Iraq, Obama, then an Illinois state senator, appeared at an antiwar demonstration in Chicago's Federal Plaza.
"I'm not opposed to all wars," he told a crowd made up of many who were. "I'm opposed to dumb wars."
Obama never served in the military, and early in the speech he cited his maternal grandfather as a kind of surrogate. A World War II veteran who "fought in Patton's Army," Stanley Dunham embodied for him the necessity to fight those who will not yield to anything but force.
"I think he came to office with a sophisticated understanding of the use of power and when it is necessary," said David Axelrod, a senior adviser who began working with Obama the year he delivered the "dumb war" speech. "What no one can understand before coming to the office, though, is the gravity that surrounds those decisions."
Obama prepared early. As a candidate, he made several unannounced visits to retired Gen. Colin L. Powell at his Alexandria office, seeking advice about leadership and command from perhaps the most famous soldier of his generation. Powell had worked at the highest levels of government, in uniform and as a civilian, and Obama trusted him to offer counsel free of partisan prejudice.
"He understood that this was something he'd never done before and that he'd have to learn it on the job," said Powell, who said Obama has "done well as commander in chief." "He was also confident in his ability to surround himself with people who could help him learn it."
On the campaign trail, Obama was perceived as vulnerable on national security, which his Republican opponent, Sen. John McCain (Ariz.), sought to make his own. The son and grandson of Navy admirals, McCain was a war hero whom most Americans could envision as commander in chief.
Obama, a first-term U.S. senator of cool temperament, was harder to imagine in the role. In July 2008, he stepped off a plane at a U.S. staging base in Kuwait for his first encounter with troops in a theater of war as a possible next president. It was an opportunity to put some doubts to rest.
Obama was tired from the long flight, and a hip injury limited a basketball game to an informal shoot-around session. But the Senate staff members accompanying him were stunned when, on arriving at the gym, they discovered that more than 1,000 service members had packed the stands to watch. Some of Obama's aides worried that a poor showing would yield images of Commander Air Ball.
"Just make a shot or two, and that'll be all right," Antony J. Blinken, then the director of the Senate Foreign Relations Committee staff and now Vice President Biden's national security adviser, told Obama.
"Oh, I'll make the shot," he answered.
He squared up behind the three-point arc for a jump shot that zipped through the net. The troops erupted, and a potentially awkward encounter ended in a moment of schoolyard glory, with future commander and troops appearing largely as equals. As president, months later, he would take a more paternal view of his relationship with his forces.
A change of mind
Upon taking office, Obama moved quickly to imprint his view of war on the vast national security apparatus, drawing criticism from conservatives in doing so. Within days, he banned the use of torture in interrogation and ordered the closing of the military prison at Guantanamo Bay, Cuba, by Jan. 22, 2010 -- a deadline that will be missed.
The executive orders were part of a review of the Bush-era protocols that framed the "global war on terror," a term Obama immediately discouraged his advisers from using because he said it overstated al-Qaeda's strength. To the former constitutional law lecturer, the refinements in language and policy strengthened the moral argument for war.
Obama, in his new role, disregarded the advice of his military commanders and heeded the demands of civil libertarians after a campaign in which he promised a more transparent government.
Over the initial objection of Defense Secretary Robert M. Gates, the president allowed the release in April of the Bush-era memos that served as the legal justification for what were called "enhanced interrogation methods." That same month, the administration announced that it would comply with a court order demanding the release of as many as 2,000 photographs depicting prisoner abuse at Abu Ghraib in Iraq and other U.S.-run detention sites.
Gen. Ray Odierno, his commander in Iraq, opposed the decision, and Obama viewed a sampling of the photos. He changed his mind, saying that making the pictures public would "further inflame anti-American opinion and put our troops in danger."
"There are more than 200,000 Americans who are serving in harm's way, and I have a solemn responsibility for their safety as commander in chief," Obama said in a speech at the National Archives explaining his decision.
Civil libertarians, with whom Obama had once sided, felt betrayed. Republicans saw the decisions as an unworkable compromise. Speaking at the American Enterprise Institute within minutes of Obama's address, former vice president Richard B. Cheney said, "The administration seems to pride itself on searching for some kind of middle ground in policies addressing terrorism."
He added: "But in the fight against terrorism, there is no middle ground, and half-measures keep you half exposed."
Military relationships
In May, Obama fired his commander in Afghanistan, Gen. David D. McKiernan, becoming the first president since Harry S. Truman to relieve a commanding general in a theater of war. He acted largely on advice from Gates, and a senior adviser described the firing as "a significant moment" in making the battle his own.
Obama replaced him with Gen. Stanley A. McChrystal, who outlined a plan calling for vastly more resources at a time of rising deficits and public opposition to the war at home.
The general also began selling his plan publicly before Obama had carried out what would become a three-month strategy review. During an appearance in London, McChrystal said a change in his strategy that would require fewer troops and a more narrowly defined mission would be "shortsighted."
A day later, Obama, who was in Denmark pitching Chicago's Olympic bid, summoned the general for a meeting there. The two had met in person only once previously, and Obama's aides said he did not use the brief meeting to criticize McChrystal for his public remarks, even in the privacy of Air Force One.
A senior administration official said the president was "frustrated" by the military's public appeal, but Obama, unwilling to jeopardize relations with his Afghanistan commander, kept those feelings private.
Obama intended a more formal, arm's-length relationship with his generals than the one favored by George W. Bush, who spoke frequently with his then-commander in Iraq, Gen. David H. Petraeus, even though several officers were above him at the time.
"This is a president who is going to respect the chain of command," said another senior administration official, who spoke on the condition of anonymity to discuss the president's thinking. "He feels like it is the most efficient way to receive information and maintain control of the process."
Commander to troops
During White House deliberations on national security, Obama has kept his own counsel as he has made decisions, according to his aides and senior officials. But this methodical style, during the fall review of the Afghanistan strategy, provoked criticism -- mainly from Republicans -- that he was dithering.
Obama's Democratic Party worried that a novice commander in chief would succumb to the wishes of his generals at the expense of his wide-ranging domestic reform agenda, which was already threatened by the rising costs of war.
Aides said Obama looked to President John F. Kennedy's relationship with the military, in particular how he managed the Cuban missile crisis when his military leaders urged a quick strike on the island, an act he resisted. One senior adviser said Obama valued Kennedy's "think before you shoot" ethos.
He also drew from the experience of GOP presidents. "What he took from Eisenhower is that everything you do as commander in chief must be seen for how it affects your other goals," a senior administration official said.
Those goals were also threatened by events outside the Situation Room. As reports of a mass shooting at Fort Hood, Tex., arrived on Nov. 5, Obama worried chiefly about morale in the exhausted ranks. The largest Army post in the country had churned with overseas deployments for eight years.
That Maj. Nidal M. Hasan was Muslim and that he allegedly opened fire at a staging area for departing troops, killing 13 people, complicated the message Obama was called on to deliver to an angry community. For months as president, he had described Islam as a religion of peace.
Under a late-fall Texas sun, a breeze lightly flapping the American and unit flags behind him, Obama eulogized each of the dead by name. As he spoke, he had already decided that tens of thousands of additional troops would be needed in Afghanistan, and in the cadences of a slow march, he ended with a tribute meant for the military more broadly.
"We need not look to the past for greatness," he said, "because it is before our very eyes."
The speech, one aide said, was intended to be a message "from the commander in chief directly to his troops."
The next day was Veterans Day, and Obama spent a rain-soaked morning at Arlington National Cemetery, where, following tradition, he laid a wreath at the Tomb of the Unknowns. He then strayed from script to walk, umbrella-less, among the bleach-white headstones of Section 60, where the dead from Afghanistan and Iraq are buried. He talked with the few family members he found there.
Hundreds of miles away in Terre Haute, the town gathered to bury Dale Griffin, the young sergeant whose remains Obama had helped receive at Dover more than a week earlier.
"He opened himself up to understand," Dona Griffin said. "I respect that. Some lessons are harder than others and we'd rather avoid them. But I was thankful he was there."
'Bookends'
Traveling in Asia over the next nine days, Obama began to consider a pair of seemingly incongruous speeches that he was scheduled to give by the end of the year.
In the first, he planned to announce an escalation of the war in Afghanistan and a date for a withdrawal to begin. In the next, he would accept the Nobel Peace Prize, which he had sheepishly declared earlier that he did not deserve. He began to think of the two, in the words of a senior adviser, as "bookends."
One evening on Air Force One, Obama called to his cabin chief speechwriter Jon Favreau and Ben Rhodes, the deputy national security adviser for strategic communications, who had been helping draft his foreign policy speeches since 2007. He wanted to talk about his Nobel lecture, as the acceptance speech is known.
"He said he didn't want to give the same speech on nonproliferation, climate change and other issues associated with the prize," Rhodes recalled. "He wanted to step back and give a speech that wasn't just of this moment in time but would last in history."
Obama asked them to prepare for him a list of readings that Rhodes described as a "modern-day take on war and peace -- from Churchill to King." He also asked for writings by theologians such as Saint Thomas Aquinas and Reinhold Niebuhr on the morality of war.
On his return to Washington, Obama worked through the final details of his Afghanistan strategy and chose the U.S. Military Academy at West Point as the venue for his announcement. The audience of cadets was the future officers corps in Afghanistan, and his advisers said he wanted to speak to them directly.
"He was very clear to me that we were not going to beat our chests in the speech," Rhodes said. "He told me we were not going to treat war as a glorious endeavor to be celebrated."
With his Dover visit still vivid, Obama told the cadets that "as your commander in chief, I owe you a mission that is clearly defined and worthy of your service."
"I know that this decision asks even more of you -- a military that, along with your families, has already borne the heaviest of all burdens," he said, and afterward, waded into the crowd of gray tunics to shake hands and talk.
In the following days, the president had his staff summon some clergy members for a meeting. He wanted them to hear the reasoning behind his Afghanistan strategy. And he wanted his staff to solicit their opinions on the ethical implications of war as he prepared his "bookend" speech in Oslo, scheduled for the following week.
Peg Chemberlin, president of the National Council of Churches, was among about 25 religious leaders who assembled at the Eisenhower Executive Office Building the first week of December. She described the hours-long session as "more than just a briefing, but a discussion" on the morality of war. White House staff members took notes for the president.
Obama wrote his Nobel address, which he delivered Dec. 10 under the vaulted ceilings of Oslo's City Hall, around the theme of "just war."
"I think this is a president who sees a theological element in his work," Chemberlin said. "Would I have liked to have been more deeply and more often involved in his thinking on this? Yes. But we were happy to be a part of it when we were."
During vacation, a wait
Throughout the year, Obama has tried at home and overseas to define the country's enemy in a way that preserves the viability of his outreach to the Islamic world.
He warned in Oslo that "no holy war can ever be a just war," citing causes from the Crusades through the Sept. 11, 2001, attacks to make his case. Just over two weeks later, on Christmas Day, a 23-year-old Muslim man from Nigeria allegedly tried to bomb a Northwest Airlines plane as it approached Detroit.
On vacation in Hawaii at the time, Obama took several days before addressing the nation. By waiting, he had hoped to deprive al-Qaeda of a public relations victory of a presidential overreaction. To his critics, Obama was absent as commander in chief when the country needed reassurance.
Behind the scenes, the United States twice that month -- on Dec. 17 and 24 -- provided intelligence and other assistance to Yemeni forces battling the same branch of al-Qaeda that had sent the Nigerian.
Back in Washington, Obama chastised senior officials for the lapse that could allow someone to come so close to bringing down an airliner. In contrast with his quiet handling of McChrystal, a White House aide emphasized to reporters that Obama had called the oversights "a screw-up." In public, Obama spoke angrily about "systemic failures," and while he criticized his intelligence agencies for faulty analysis, he declared that "ultimately, the buck stops with me."
"We are at war," he said.

 

Wednesday, January 13, 2010

رفض منح عراقي البطاقة الخضراء رغم عمله مع الولايات المتحدة

عن: نيويورك تايمز
ترجمة : علاء خالد غزالة
شيكاغو – تمضي ندى الخضار ايامها في (مركز موارد المرأة المسلمة)، الذي يقوم بمساعدة اللاجئين والمهاجرين على التعامل مع الحكومة والبيروقراطية التجارية، ما يجعل حياتهم في الولايات المتحدة تبدو من السهولة بحيث لا تتعدى حساب الضرائب البديلة الدنيا.
تقول السيدة الخضار، بينما تعمل على ارشاد رجل من أوروبا الشرقية في الاجابة على استبيان طويل من مصرف محلي: «نحن نساعد الجميع، مسلمين او مسيحيين، من هذه المنطقة او من أي مكان في المدينة.» عدّلت حجابها وابتسمت، بينما كانت تعمل في مكتب يشرف على شارعي ديفون وويسترن، بالقرب من حي هندي-باكستاني في شمال وغرب وسط المدينة.
وعلى الرغم من براعة السيدة الخضار في استكناه العوائق التي يواجهها المهاجرون، الا انها تبدو غير قادرة على مساعدة الشخص الاقرب اليها والى اطفالها الثلاثة، الا وهو زوجها، احمد الريس، الذي يسعى للحصول على البطاقة الخضراء (بطاقة الاقامة الدائمة في الولايات المتحدة الاميركية).
وكان الريس قد قدِم الى الولايات المتحدة في ربيع عام 2008 بعد ان تعرضت حياته للتهديد بسبب عمله كمترجم مع الجيش الاميركي في العراق. وحينما فشل في الحصول على عمل بسبب الازمة الاقتصادية وبسبب عدم حصوله على البطاقة الخضراء، عاد الى البلاد التي فرّ منها في شهر شباط للعمل مع الجيش الاميركي من خلال متعاقد خصوصي.
لا يوافق المسؤولون الفيدراليون في مكتب الجنسية والهجرة الاميركي، وهو من تشكيلات وزارة الامن الوطني، على احتساب المدة التي قضاها الريس في العمل مع الجيش الاميركي خارج الولايات المتحدة على انها مدة اقامة لاغراض الحصول على البطاقة الخضراء. وقد رُفض طلبه في شهر تشرين الثاني الماضي.
يجد الريس، 51 عاما، صعوبة بالغة في فهم طبيعة النظام الذي كان سيمنحه البطاقة الخضراء لو انه بقي في الولايات المتحدة لمدة عام كامل بدون الحصول على عمل، بدلا من العمل مع القوات الاميركية في العراق.
يقول الريس متحدثا عبر الهاتف من شمالي العراق: «انه لامر مربك، مربك للغاية. لقد تلقينا هجمات الهاون، لا اعلم، ربما مرة او مرتين في الشهر، وحينما نخرج (خارج القاعدة) لا نعلم فيما اذا كانت ستتم مهاجمتنا، بالاضافة الى تضحياتنا في الابتعاد عن عوائلنا.»
على الرغم من اللغط والجدال السياسي حول سهولة دخول بعض المهاجرين الى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، فان التجربة التي عاشها الريس تظهر جدية التحديات التي يواجهها الكثير من اللاجئين والمهاجرين، حتى بالنسبة لاولئك الذين لديهم عوائل في الولايات المتحدة ويحظون بموثوقية مشهود لها.
تقول السيدة الخضار، 50 عاما: «لقد خدم هذه البلاد، مضحيا بحياته في مثل تلك المناطق الخطرة.» وهي تحتفظ بملف بنفسجي، مليء بالاوراق الحكومية المتعلقة بقضية زوجها، في شقتها بالمنطقة الشمالية في مدينة شيكاغو. يحتوي هذا الملف على مستندات مثل وثيقة الزواج، ورسائل توصية من رؤساء الريس في العراق.
يقول الميجر جيمس فيليبس في توصيته: «لقد كان مساندا جدا لوجودنا (في العراق)، وساعد جنودنا، وكان صديقا وفيا لنا.» كما وصف الميجر الريس بانه: «شخص موثوق به ويمكن الاعتماد عليه.» وكان الميجر فيليبس قد عمل مع الريس في عام 2003.
وبالمثل، قال الميجر فيليبس، في رسالة الكترونية بعث بها هذا الاسبوع من العراق، ان الريس كان مترجما ممتازا يكنّ له اشد الاحترام. واضاف: «لقد احببته كما احبه جميع الجنود لاننا عندما التقيناه لاول مرة كان لديه سيارة نوع موستانغ كان يأتي بها الى العمل بين الفينة والاخرى. من الامور اللطيفة ان ترى سيارة اميركية كلاسيكية عندما يتم ارسالك خارج اميركا.»
يقول فريد تساو، المدير السياسي في (ائتلاف الينويز من اجل حقوق المهاجرين واللاجئين)، ان تجربة الريس المريرة في محاولة الحصول على البطاقة الخضراء كانت «مجنونة.» ويضيف: «من غير المنصف ان يرفض طلبه في الحصول على البطاقة الخضراء بعد عودته ومواجهته المخاطر خدمة لهذه البلاد (اميركا). ليس هذا الا تثبيط مقرف لعمل مساهمات في البلد الذي احتضنك. هناك خطأ فادح في هذا الامر.»
تركت السيدة الخضار وزوجها منزلهما ببغداد في عام 2006 بعد ان اضحى هدفا للعراقيين، الذين اغضبهم الغزو، بسبب عمله مع جيش الولايات المتحدة بين عامي 2003 و2004. يقول الريس: «لقد قـُتل الكثير من الناس بسبب عملهم مع القوات الاميركية.»
رفض بائع خضراوات ان يبيع الطعام الى ابنه محمد. تقول السيدة الخضار: «قال له: (سوف لن نبيعك أي شيء بسبب أبيك! ومن ثم جاء الى البيت باكيا. لقد بدأوا في اختطاف الاشخاص، فانتقلنا حفاظا على سلامتنا.»
غادرت العائلة الى مصر وبقيت هناك لمدة عامين، حيث سكنوا في مجمع سكني يطلق عليه بفرلي هيلز خارج القاهرة. ومن ثم جاءوا الى الولايات المتحدة كلاجئين في شهر آيار من عام 2008، في الوقت الذي كان الركود الاقتصادي يضرب سوق العمل في اميركا.
وحتى مع امتلاك الريس أوراقا رسمية تؤيد وضعه كلاجئ، وكونه طباخاً مدرباً حاصلاً على شهادة من فرنسا، لم يتمكن من الحصول على عمل في شيكاغو يقيم به أود عائلته. وغادر الولايات المتحدة في شهر شباط للعمل كمترجم في العراق مع شركة غلوبل لينغويست سولوشنز، وهي شركة يقع مقرها بولاية فرجينيا وتقوم بتوفير المترجمين الى الجيش الاميركي.
وبقيت زوجة الريس وأولادهما في أميركا، وهم يأملون في الحصول على الجنسية للعائلة بعد ان امضوا فترة الاقامة المطلوبة والبالغة عاماً واحداً. وحصلت السيدة الخضار والاولاد على البطاقة الخضراء بالفعل في شهر آيار. لكن طلب الريس رُفض.
وذكر دونالد فيرغسون، المدير الميداني لمكتب الجنسية والهجرة في شيكاغو، في رسالة وجهها في تشرين الثاني الى الريس، انه لم يستوفِ شروط الاقامة لانه لم يلبث في الولايات المتحدة لمدة عام كامل منذ ان وفد اليها. وقد كان خارج اميركا للعمل مع الجيش (الاميركي) في العراق للفترة من 19/ شباط الى 11/ ايلول من عام 2009.
وكتب فيرغسون ان مكوث الشخص في منطقة اميركية، هي قاعدة عسكرية في العراق، لا تـُعد اقامة في الولايات المتحدة. وأكد: «لم يستطع المكتب ان يحتسب مدة العمل في العراق على انها مدة اقامة مكانية كما هو مطلوب لغرض تعديل وضع اقامته.»
وذكر فيرغسون مشكلة أخرى تتعلق بطلبه، فقد اوكل الريس زوجته للتقديم على البطاقة الخضراء بينما كان خارج الولايات المتحدة. وقامت السيدة الخضار بإيداع نموذج خاص بالضرائب يحتوي على وثيقة الوكالة، لكن وزارة الامن الوطني لم تقبل هذه الوثيقة على انها دليل على الوكالة، حسب ما افاد فيرغسون.
ولم يستجب فيرغسون لاتصالنا الهاتفي طلبا لتعليقه على الموضوع. وقالت ماريلو كابريرا، وهي المتحدثة الرسمية للوكالة، ان الوكالة لا تعلق على اية حالة بعينها.
يقول توماس راغلاند، وهو محامٍ في واشنطن كان قد عمل سابقا في وزارة العدل وفي قضايا الهجرة، انه قد يستحيل على الشخص العادي ان يتولى نظام الهجرة بنفسه. واضاف راغلاند: «حتى بالنسبة الى المحامين العاديين، فانهم لا يبرعون في الخوض بقضايا الهجرة، حتى وان تقاضوا اموالا لتوليها.»
يقول راغلاند ان الريس، الذي يخطط للقدوم الى شيكاغو هذا الشهر لاستئناف قضيته، يستحق الدعم لمساعدته في الحصول على البطاقة الخضراء، مع الاخذ بنظر الاعتبار العدد الكبير من اعضاء الكونغرس وعناصر الجيش الذين تحدثوا عن ضرورة الاهتمام بالعراقيين الذين ساعدوا القوات المسلحة.
تبقى السيدة الخضار على اتصال مع زوجها من خلال الحاسوب في منزلها، وتخبره بأحوال اولادهما. ابنهما الاكبر عمرو، 27 عاما، يعمل ميكانيكيا في الجزء الجنوبي من شيكاغو. وابنتهما شهد، 21 عاما، تدرس علم التصميم الداخلي في كلية التراث بالمدينة. اما ابنهما الاصغر، محمد، فهو طالب في الصف الثاني بإعدادية ما ذر، حيث يمارس لعبة كرة القدم.
يحلم محمد، 17 عاما، بان يصبح شرطيا في شيكاغو. ويقول: «من أجل أميركا.»

Despite Work for U.S., Iraqi Is Denied a Green Card
By KATIE FRETLAND
CHICAGO — Nada Alkhaddar spends her days at the Muslim Women Resource Center helping refugees and immigrants deal with government and commercial bureaucracies that can make life in the United States seem about as easy as computing the Alternative Minimum Tax.
“We help anyone, Muslims or Christians, from here or anywhere in the city,” Ms. Alkhaddar said as she guided an Eastern European man through a long questionnaire from a local bank. She adjusted her hijab and smiled as she worked in an office overlooking Devon and Western Avenues, an Indo-Pakistani neighborhood just north and west of downtown.
Despite her skills at navigating the obstacles immigrants face, Ms. Alkhaddar cannot seem to help the person closest to her and her three children — her husband, Ahmed Alrais — who is trying to get a green card.
Mr. Alrais came to the United States in the spring of 2008 after his life had been threatened for working as an interpreter for the United States Army in Iraq. Unable to find a job during the recession and without a green card, he returned in February to the country he had fled to work again for the Army through a private contractor.
Federal officials at United States Citizenship and Immigration Services, part of the Department of Homeland Security, will not give Mr. Alrais credit for the time he has spent on a United States military base overseas so he can fulfill an American residency requirement to get the green card. His application was denied in November.
Mr. Alrais, 51, struggles to understand a system that would have given him a green card if he had stayed in the United States for the full year without a job, instead of working with American forces in Iraq.
“That’s confusing; that’s very confusing,” Mr. Alrais said Wednesday via Skype from northern Iraq. “We get hit by mortars, like, I don’t know, once or twice a month, and when we go out, we don’t know when we are going to be attacked, and sacrificing being here away from our families.”
Despite the turmoil and political controversy over how easily some immigrants enter the United States illegally, Mr. Alrais’s experience shows how formidable the challenges can be for many refugees and immigrants — even those with families in the United States and seemingly solid credentials.
“He serves the country with his life in such a dangerous place,” said Ms. Alkhaddar, 50, who keeps a purple folder full of government papers relating to her husband’s case at her apartment on Chicago’s North Side.
The folder contains documents like their marriage license, as well as letters of recommendation from Mr. Alrais’s military supervisors in Iraq.
“He has been very supportive of our presence, helped our soldiers and has been a loyal friend to us,” said Maj. James B. Phillips of the Army in one letter, which also described Mr. Alrais as “trustworthy and dependable.” Major Phillips worked with Mr. Alrais in 2003.
In an e-mail message this week from Iraq, Major Philips said Mr. Alrais was an outstanding interpreter whom he highly respected.
“The troops and I also liked him because when we first met he had a Mustang that he would drive to work every now and then,” the major said. “It was always nice to see a classic American car while deployed.”
Fred Tsao, policy director at the Illinois Coalition for Immigrant and Refugee Rights, said Mr. Alrais’s ordeal to secure a green card was “crazy.”
“To go back and face the dangers while serving this country and then be denied a green card seems really unfair,” Mr. Tsao said. “It’s an awful deterrence to making a contribution to the country that took you in. Something is terribly wrong here.”
Ms. Alkhaddar and Mr. Alrais fled their home in Baghdad in 2006 after his work for the United States Army in 2003 and 2004 made him a target for Iraqis angered by the invasion.
“A lot of people were assassinated just because they had a contract working with the U.S. forces,” Mr. Alrais said.
A grocer refused to sell food to his youngest son, Mohamed. “He said, ‘We will never sell anything for you because of your father,’ ” Ms. Alkhaddar said. “He came home crying. They start kidnapping people. For our safety we moved.”
The family went to Egypt for two years, where they lived in a compound called Beverly Hills outside Cairo. They came to the United States as refugees in May 2008, as the recession was hitting the American job market.
Even though Mr. Alrais had the proper documentation for a refugee and was a chef trained in France, he could not find a good job in Chicago to support his family. He left the United States in February to work in Iraq as an interpreter with Global Linguist Solutions, a contractor based in Virginia that provides translators to the American military.
Mr. Alrais’s wife and children stayed behind, planning to apply for citizenship for the family after they had met the residency requirement of one year. May was their one-year anniversary, and Ms. Alkhaddar and the children were given green cards. But Mr. Alrais’s application was denied.
In a letter to Mr. Alrais in November, Donald P. Ferguson, the Chicago field office director of Citizenship and Immigration Services, said Mr. Alrais had not met the residency requirement because he had not been in the United States for a full year after he arrived. Because of his work with the military in Iraq, he was away from Feb. 19 until Sept. 11, 2009.
Mr. Ferguson wrote that being on an American territory on a military base in Iraq did not count toward residency. “The service is unable to consider your time working in Iraq to fulfill the physical presence requirement for adjustment of status purposes,” he wrote.
Mr. Ferguson cited another problem with the application: Mr. Alrais had given his power of attorney to his wife so she could apply for the green card for him while he was overseas. Ms. Alkhaddar submitted an Internal Revenue Service form showing she held his power of attorney, but the Department of Homeland Security does not accept that form as sufficient proof of power of attorney, Mr. Ferguson said.
Mr. Ferguson did not return phone calls requesting comment. Marilu Cabrera, an agency spokeswoman, said the agency would not comment on any specific cases.
Thomas Ragland, an immigration lawyer in Washington who previously worked for the Department of Justice and the Board of Immigration Appeals, said the immigration system could be impossible for the average person to handle.
“Even some average lawyers out there are not very good at navigating it,” Mr. Ragland said, “even though they charge for it.”
Mr. Ragland said Mr. Alrais, who plans to come to Chicago later this month to plead his case, deserved an advocate to help him get a green card, considering how members of Congress and the military had spoken about the importance of taking care of Iraqis who aid the armed forces.
Ms. Alkhaddar keeps in touch with her husband over her computer at home, telling him how the children are doing.
Their oldest son, Amro, 27, is a mechanic on Chicago’s South Side. Their daughter, Shahad, 21, is an interior design student at Harrington College downtown. Their youngest son, Mohamed, is a sophomore at Mather High School, where he plays football.
Mohamed, 17, dreams of being a Chicago policeman. “For America,” he said.

 

Thursday, January 07, 2010

اتهام فريق عسكري سري بإساءة معاملة عراقيين

عن: الاندبندنت
ترجمة: علاء غزالة
تقوم وزارة الدفاع البريطانية بالتحقيق في اتهامات حول مسؤولية وحدة تحقيق عسكرية بريطانية في إساءة معاملة سجناء عراقيين على نطاق واسع، وقد رُفعت أربع عشرة دعوة جديدة ضد الجيش البريطاني تضمنت إفادات مفصلة عن فريق ظل من الجيش والاستخبارات البريطانية الذين يُظن أنهم أجازوا إساءة المعاملة البدنية والجنسية للمعتقلين العراقيين،
وبهذا يبلغ عدد القضايا التي باتت قيد التحقيق من قبل الحكومة (البريطانية) سبع وأربعون قضية.
ادعى الكثير من العراقيين انهم تعرضوا الى إساءة المعاملة بين عامي 2004 و2007، عندما أرسلوا الى وحدة خاصة تسمى فريق الاستخبارات الأمامية المشترك، والذي اتخذ من قاعدة الشعيبة العسكرية اللوجستية مقرا له، والكائنة على بعد حوالي عشرين كيلومترا عن مدينة البصرة.
ويقول كل الرجال تقريبا انهم تعرضوا الى الضرب وحرموا من النوم وتم جرهم حول مبنى السجن قبل ان يتم التحقيق معهم المرة تلو الأخرى.
ورد في إحدى الإفادات ان المحققين قاموا بتركيب صورة تظهر شخصا يعتدي على طفلة جنسيا مع تبديل رأس ذلك الشخص بصورة رأس المتهم، ثم هددوه بنشر هذه الصورة في أرجاء مدينة البصرة.
وفي إفادة أخرى قال المحتجز انه وضع في الزنزانة الانفرادية على مدى ست وثلاثين يوما، ويدعي ان المحققين هددوه باغتصاب زوجته وقتل أولاده، وتتضافر الكثير من إفادات الشهود في الإشارة الى أسماء بعينها من الجنود المسؤولين عن اعمال التعذيب المفترضة.
واستنادا الى محامي الادعاء العام العراقيين، تم اعتقال الرجال في الحجز الانفرادي، وهو «سجن داخل السجن»، تحرسه قوة خاصة من الجنود. ويدّعي المحامون ان محققي الفريق المشترك كانوا خليطا من العسكريين والموظفين المدنيين في الاستخبارات البريطانية، وانهم تلقوا أوامرهم من لندن مباشرة.
وكان الأميركيون قد أعربوا عن قلقهم في عام 2003 من ان البريطانيين لم يكونوا قادرين على الحصول على المعلومات من السجناء المحتجزين في معسكر بوكا البريطاني-الأميركي في جنوب العراق، والذين يشتبه بصلتهم الوثيقة مع المليشيات المتطرفة، وحثّ الأميركيون نظراءهم البريطانيين على اتخاذ خط اكثر صلابة.
يعتقد المحامون ومجاميع حقوق الإنسان ان البريطانيين أذعنوا الى المخاوف الأميركية من خلال السماح الى موظفيهم العاملين في الفريق المشترك باتخاذ وسائل صارمة وغير قانونية في إجراء التحقيقات مع المتهمين. ومن المعروف ان الأميركيين قاموا بالفعل بتعذيب السجناء في سجن ابو غريب، والذي أعيدت تسميته الى (سجن بغداد المركزي).
أحتجز المئات من السجناء في مركز الاعتقال المؤقت الكائن في قاعدة الشعيبة، بين عامي 2004 و2007، والذي أداره فريق الاستخبارات المشترك. وبعد ان ينتهي هذا الفريق من التحقيق مع السجناء يتم إطلاقهم الى باحات السجن، حيث يدّعون ان إساءة المعاملة استمرت بحقهم.
ويشتكي العديد من هؤلاء المعتقلين انهم أصبحوا عرضة للإساءة الجنسية والجسدية من قبل الجنود والمجندات على السواء. وقد نشرت (الاندبندنت) في العام الماضي تقريرا نص على ان وزارة الدفاع (البريطانية) تقوم بالتحقيق في ثلاث وثلاثين قضية منفصلة تتعلق بالإساءات.
يقول فيل شينر، محامي حقوق الإنسان والممثل القانوني لجميع المعتقلين، ان على الحكومة ان تعترف بدور محققي فريق الاستخبارات المشترك في اتهامات الاعتقال غير القانوني وإساءة معاملة السجناء العراقيين.
وكتب السيد شينر، في رسالة قانونية بعث بها الى وزير الدفاع، بوب اينزورث، والتي وصف في ادعاءات موكليه: «اتخذت إساءة معاملة النزلاء صورا متعددة، منها الضرب الجسدي، والحرمان من الطعام، وتعريضهم الى الحرارة او البرودة الشديدتين، والاهانة الجنسية، والحبس الانفرادي.
من الواضح جدا ان المدى الذي وصلت اليه تلك الإساءات هو خرق فاضح للفقرة الثالثة من معاهدة حقوق الإنسان الأوروبية.»
ويضيف: «وتحديدا، تثبت الادعاءات انه تمت العودة الى استخدام القوة، او التهديد باستخدامها، في تكنيكات التحقيق التي أعلنت محكمة حقوق الإنسان الأوروبية عدم شرعيتها، وذلك في ايرلندا عام 1978».
ويمضي الى القول: «وينبغي القول بان التشابهات الواضحة بين إفادات المدعين مع قضايا أخرى كثيرة تضفي الكثير من المصداقية على تلك الادعاءات».
ويخلص قائلا: «من الواضح ان الغرض من إساءة معاملة هؤلاء الرجال كان من اجل كسر إرادتهم عند التحقيق معهم، وهذا خرق واضح للقانون الدولي ومعاهدة حقوق الإنسان الأوروبية».
وقالت الناطقة باسم وزارة الدفاع انه على الرغم من عدم تعليقها على أي من القضايا بشكل منفصل، الا انها تؤكد انه يجري التحقيق في جميع القضايا السبع والأربعين، كما أكدت ان فريق الاستخبارات الأمامية المشترك هو من تنظيمات الاستخبارات العسكرية، وكما هو الحال بالنسبة الى منتسبي الجيش الآخرين، فان اية ادعاءات بحقهم سيتم التحقيق فيها، الا انها «تبقى مجرد ادعاءات الى يتم اثباتها.»
وقال وزير القوات المسلحة، بيل راميل: «يجب ان لا ننسى ان اكثر من 120,000 عسكري بريطاني خدم في العراق، وان الأغلبية الساحقة منهم قد تحلـّوا بأعلى قيم السلوك، واظهروا التزاما بالنزاهة ونكران الذات. ولم يَحِدْ عن التمثل بقيمنا الا ثـُلة قليلة، لكن حتى وجود هذا النفر الضئيل هو امر غير مقبول. نحن نأخذ جميع ادعاءات إساءة المعاملة على محمل الجد. لكن على كل حال، لا ينبغي اخذ الادعاءات على انها حقائق، ويجب السماح لتحقيق رسمي بان يأخذ مجراه بدون وضع أحكام مسبقة».
دراسة حالة: «ضربني الجندي مرارا وتكرارا بمطرقة لثلاث دقائق على الأقل»
في إحدى القضايا التي تثير الاستياء يدعي حسين غازي شهاب، 35 سنة، بانه تلقى ضربا مبرحا على يد الجنود قبل ان يتم تسليمه الى المحقق المختص في الشعيبة.
ويتذكر ما حدث قائلا: «اراني الضابط صورة أخرى لرجل أصر على اني اعرف مكان سكناه. قلت له لا اعلم، ولو كنت اعلم لأخذتك الى ذلك المكان. لكن كلما أخبرتهم باني غير قادر على مساعدتهم، كلما وجه الضابط جنوده بضربي اكثر، ضربني الجنود بقبضات أيديهم، وركلوني بأرجلهم، وانهالوا على رأسي وجسمي ضربا بمؤخرات بنادقهم. ثم ضربني احد الجنود بشدة على معدتي باستعمال مطرقة.»
ويضيف: «كان الألم غير محتمل وسقطت أرضاً وانا أتوجع من الالم في معدتي، وقد ضربني مرارا وتكرارا بمطرقة، لمدة تجاوزت ثلاث دقائق، على مناطق مختلفة من جسمي، لكنه ركّز على معدتي.. وقد تقيأت بعد ذلك حينما وضعوني في الدبابة، وكان هناك دم في القيء».
ويدعي ان جروحه كانت خطرة الى درجة ان أعضاء فريق الاستخبارات الأمامية المشتركة اضطروا الى وقف التحقيق وإرساله الى المستشفى لتلقي العلاج. ويقول السيد شهاب، وهو يعمل شرطيا لدى وزارة النقل في البصرة، ان كبير المحققين، الذي هدده وأساء معاملته اثناء فترة اعتقاله في عام 2006، كان يرتدي لباسا مدنيا.
غير ان السيد شهاب يدعي، في إحدى اكثر الادعاءات ضد الجنود البريطانيين إثارة للصدمة، ان المحققين وضعوا صورة رأسه على صورة جسم رجل يعتدي جنسيا على طفلة.
يقول: «كانت الصورة لأناس بوجوه غربية الملامح، وباعمار تتراوح بين خمسة عشر وستة عشر عاما. كانت قطعة الورق وكانت هناك حوالي عشرة صور عليها. قال لي المحقق ان عليّ ان اقرّ باغتصاب الأطفال في الصورة.
وقال لي ان لم اعترف فانه سيقوم بإرسال معلومات الى البصرة تفيد باني عضوٌ في عصابة جنسية تخطف البنات اليافعات وتغتصبهن ومن ثم تلقي بهن الى قارعة الطريق.»
ويضيف: «قال لي انهم على وشك ان يرسلوا الصورة الى الشرطة ما لم أعطهم المعلومات التي يطلبونها. حتى انهم قالوا لي انهم سيوزعون الصورة في شوارع منطقتي، وعلى جيراني وأصدقائي».
دراسة حالة: حرموه من النوم، ووضعوه في الظلام، وعصبوا عينيه
اعتقل سجاد ناجي ناصر، 40 سنة، في غارة على منزله قامت بها القوات البريطانية يوم 18/أيلول/2005، حيث يدعي انه تعرض الى أطلاق النار على قدمه سقط على إثرها مغشيا عليه.
وحينما جُلب الى قاعدة الشعيبة أجبر على اتخاذ وضعية الركوع على ركبتيه فوق ارض حصوية بشكل مؤلم. ويدعي محاميه، في رسالة وُجهت الى وزير الدفاع انه كان حافيا ومجردا من الثياب سوى ملابسه الداخلية. ويقول انه إن تحرك ليرتاح من وضعيته المؤلمة يقوم جندي بركله في عقبه.
وأجبر السيد ناصر على البقاء في تلك الوضعية لثلاث ساعات قبل ان يأخذوه الى التحقيق، وهو يُقدّر انه أجري التحقيق معه ثماني مرات على مدى ثماني ساعات قبل ان يعيدوه الى زنزانته المظلمة تماما.
وقد أبقي على مثل هذه الحالة لمدة شهرين ونصف، حيث يتم التحقيق معه بانتظام. وعندما أخرج السيد ناصر من زنزانته تم عصب عينيه وصمّ أذنيه وأجبر على المشي بطريقة غير منتظمة.
وقد حُرم من النوم من قِبل جنود دأبوا على عمل ضوضاء والطرق على أبواب الزنزانات، كما يدعي ان الجنود شغلوا أفلاماً إباحية بصوت عال، حتى في شهر رمضان. ولم يأكل سوى الخبز والفاكهة لان الجنود لم يستطيعوا ان يؤكدوا ان اللحم كان حلالا».

Exclusive: Secret Army squad 'abused Iraqis'
By Robert Verkaik, Home Affairs Editor
MoD inquiry into claims that 'shadowy' unit is guilty of torture
A secret army interrogation unit accused of being responsible for the widespread abuse of Iraqi prisoners is being investigated by the Ministry of Defence.
Fourteen fresh claims of torture against the British Army include detailed accounts of a shadowy team of military and MI5 interrogators who are alleged to have authorised the physical and sexual abuse of Iraqi detainees.
The new allegations bring the total number of cases being investigated by the Government to 47.
Many of the Iraqis allege they were abused after they were sent to a unit called the Joint Forward Intelligence Team (JFIT) based at the Army's Shaibah Logistics Base, 13 miles from Basra, between 2004 and 2007. Nearly all the men say they were beaten, denied sleep and then dragged around the prison compound before facing multiple interrogations.
In one account the interrogators are accused of creating an image superimposing a suspect's head on the body of a man who is sexually abusing a child, and then threatening to disseminate the image throughout Basra.
In another, a detainee, held in solitary confinement for 36 days, alleges that interrogators threatened to rape his wife and kill his children.
Many of the detainees' witness statements appear to corroborate each other by referring to named soldiers responsible for their alleged torture.
According to the Iraqis' solicitors, Public Interest Law (PIL), the men were all held in solitary confinement in a "compound within a compound" guarded by a specialist detachment of soldiers. The lawyers claim that the JFIT interrogators were a mix of members of the military, MI5 and civilian staff and that they took their orders directly from London.
In 2003 the Americans raised concerns that the British were failing to secure intelligence from Iraqi prisoners held at the UK/US Camp Bucca in southern Iraq who were suspected of having close links with extremist militias. They urged their British counterparts to take a tougher line.
Lawyers and human rights groups now believe the British heeded the Americans' concerns by allowing personnel attached to JFIT to conduct coercive and unlawful interrogations. The Americans were later found to have tortured prisoners held at the Abu Ghraib prison, which has since been renamed the Baghdad Central Prison.
Between 2004 and 2007 hundreds of prisoners were held at the Divisional Temporary Detention Facility compound run by JFIT at the Shaibah base. When the JFIT interrogators had finished with them, the prisoners were released into the camp's main prison halls, where they claim their abuse continued.
Many of these detainees complain of being subjected to sexual and physical abuse by male and female soldiers. Last year The Independent reported that the Ministry of Defence was investigating 33 separate allegations of abuse.
Phil Shiner, a human rights lawyer who is representing all the detainees, said that the Government must come clean about the role of the JFIT interrogators in the alleged unlawful detention and abuse of Iraqi prisoners.
In a legal letter, setting out the men's claims and sent to the Defence Secretary, Bob Ainsworth, Mr Shiner said: "The forms of ill-treatment suffered by the claimants include physical beatings, deprivation of food, exposure to the cold and excessive heat, threats of rape and violence, sexual humiliation and solitary confinement. It is manifestly clear that the extent and culmination of the above amount to a clear and egregious breach of Article 3 of the European Convention on Human Rights.
"In particular, the allegations evidence a return to the use of coercive interrogation techniques declared unlawful by the European Court of Human Rights (ECtHR) in Ireland vUK (1978) 2 EHRR 25.
"It must also be said that the marked similarity of the claimants' allegations with so many other cases lends a great weight of credibility to the allegations."
He added: "Much of the ill-treatment suffered by the men was clearly intended to break their will for the purpose of interrogation. This is in clear breach of international provisions and in clear breach of ECtHR jurisprudence."
A spokeswoman for the Ministry of Defence said that while she could not comment on any individual cases she was able to confirm that all 47 were or will be investigated.
She also confirmed that JFIT is part of the Army's intelligence corps and that, as for any other military personnel, the allegations made against them will be investigated but "remain allegations until they are proven".
The Armed Forces minister, Bill Rammell, said: "We must never forget that over 120,000 British troops have served in Iraq and the vast, vast majority have conducted themselves to the highest standards of behaviour, displaying integrity and selfless commitment. Only a tiny number have ever fallen short of our high standards, but even a tiny number is unacceptable. All allegations of abuse are taken very seriously. However, allegations must not be taken as fact, and formal investigations must be allowed to take their course without judgements being made prematurely."
Case study: 'A soldier hit me again and again with a hammer for at least three minutes'
In one of the most disturbing cases Hussain Ghazi Shihab, 35, claims he was badly beaten by soldiers before being handed over to specialist interrogators at Shaibah.
He recalls: "The officer showed me another photograph of a man... [and] insisted that I knew where he lived. I told him I did not know, otherwise I would take him there. The more I told them I couldn't help, the more the officer instructed the soldiers to beat me further. The soldiers were hitting me with their fists, kicking me and bringing their rifle butts down on to my head and body. I was hit hard in the stomach by a soldier who had picked up a hammer.
"The pain was horrendous and I fell forward grabbing my stomach in agony. He hit me again and again with the hammer for at least three minutes on different parts of my body, but mainly concentrating on my stomach... I vomited later when I was in the tank and there was blood in the vomit."
The injuries were so serious he claims members of the Joint Forward Intelligence Team were forced to break off the interrogations so he could receive hospital treatment. Mr Shihab, a policeman employed by Iraq's Ministry of Transport in Basra, said the lead interrogator who threatened and abused him during his detention in 2006 was dressed in civilian clothes.
In one of the most shocking allegations made against British soldiers, Mr Shihab alleges the interrogators superimposed his head on the photograph of a man sexually abusing a child.
"The photographs were of Western faces and the people looked to be around 15 to 16 years old," he said. "The sheet of paper was about A4 size and there were around 10 photographs on it. The interrogator told me that I should admit to raping the children in the pictures. He said that if didn't confess he would send information to Basra to say that I was part of a sex gang which kidnapped and raped young girls and then threw them on to the street.
"He said they were just about to send the picture to the police unless I gave them the information they required. They even said they would distribute it on the streets in my area to my neighbours and friends."
Case study: Sleep deprived, kept in the dark, blindfolded
Sajjad Naji Nassir, 40, was arrested at his home by British forces on 18 September 2005 when he claims he was shot in the foot and fell unconscious.
On arrival at Shaibah he was forced into a kneeling stress position on pebbled ground. In a letter to the Ministry of Defence his lawyers allege that he was barefoot and was dressed only in his underwear. If he moved or rested from the stress position a soldier kicked him in the back, he says. Mr Nassir was in this position for three hours before being taken to an interrogation. He estimates that over an eight-hour period he was interrogated eight times before returning to his permanently dark prison cell.
He was held in these conditions for two-and-a-half months, during which time he was interrogated frequently, he says. When Mr Nassir was taken out of his cell he was blindfolded and ear muffed and walked in a disorienting zigzag.
He was deprived of sleep by soldiers making noise and kicking the doors of the cells. Soldiers also allegedly played pornographic movies at high volume, including during Ramadan. He could only eat bread and fruit because the soldiers could not confirm the meat was halal.