عن: نيويورك تايمز
ترجمة : علاء خالد غزالة
شيكاغو – تمضي ندى الخضار ايامها في (مركز موارد المرأة المسلمة)، الذي يقوم بمساعدة اللاجئين والمهاجرين على التعامل مع الحكومة والبيروقراطية التجارية، ما يجعل حياتهم في الولايات المتحدة تبدو من السهولة بحيث لا تتعدى حساب الضرائب البديلة الدنيا.
تقول السيدة الخضار، بينما تعمل على ارشاد رجل من أوروبا الشرقية في الاجابة على استبيان طويل من مصرف محلي: «نحن نساعد الجميع، مسلمين او مسيحيين، من هذه المنطقة او من أي مكان في المدينة.» عدّلت حجابها وابتسمت، بينما كانت تعمل في مكتب يشرف على شارعي ديفون وويسترن، بالقرب من حي هندي-باكستاني في شمال وغرب وسط المدينة.
وعلى الرغم من براعة السيدة الخضار في استكناه العوائق التي يواجهها المهاجرون، الا انها تبدو غير قادرة على مساعدة الشخص الاقرب اليها والى اطفالها الثلاثة، الا وهو زوجها، احمد الريس، الذي يسعى للحصول على البطاقة الخضراء (بطاقة الاقامة الدائمة في الولايات المتحدة الاميركية).
وكان الريس قد قدِم الى الولايات المتحدة في ربيع عام 2008 بعد ان تعرضت حياته للتهديد بسبب عمله كمترجم مع الجيش الاميركي في العراق. وحينما فشل في الحصول على عمل بسبب الازمة الاقتصادية وبسبب عدم حصوله على البطاقة الخضراء، عاد الى البلاد التي فرّ منها في شهر شباط للعمل مع الجيش الاميركي من خلال متعاقد خصوصي.
لا يوافق المسؤولون الفيدراليون في مكتب الجنسية والهجرة الاميركي، وهو من تشكيلات وزارة الامن الوطني، على احتساب المدة التي قضاها الريس في العمل مع الجيش الاميركي خارج الولايات المتحدة على انها مدة اقامة لاغراض الحصول على البطاقة الخضراء. وقد رُفض طلبه في شهر تشرين الثاني الماضي.
يجد الريس، 51 عاما، صعوبة بالغة في فهم طبيعة النظام الذي كان سيمنحه البطاقة الخضراء لو انه بقي في الولايات المتحدة لمدة عام كامل بدون الحصول على عمل، بدلا من العمل مع القوات الاميركية في العراق.
يقول الريس متحدثا عبر الهاتف من شمالي العراق: «انه لامر مربك، مربك للغاية. لقد تلقينا هجمات الهاون، لا اعلم، ربما مرة او مرتين في الشهر، وحينما نخرج (خارج القاعدة) لا نعلم فيما اذا كانت ستتم مهاجمتنا، بالاضافة الى تضحياتنا في الابتعاد عن عوائلنا.»
على الرغم من اللغط والجدال السياسي حول سهولة دخول بعض المهاجرين الى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، فان التجربة التي عاشها الريس تظهر جدية التحديات التي يواجهها الكثير من اللاجئين والمهاجرين، حتى بالنسبة لاولئك الذين لديهم عوائل في الولايات المتحدة ويحظون بموثوقية مشهود لها.
تقول السيدة الخضار، 50 عاما: «لقد خدم هذه البلاد، مضحيا بحياته في مثل تلك المناطق الخطرة.» وهي تحتفظ بملف بنفسجي، مليء بالاوراق الحكومية المتعلقة بقضية زوجها، في شقتها بالمنطقة الشمالية في مدينة شيكاغو. يحتوي هذا الملف على مستندات مثل وثيقة الزواج، ورسائل توصية من رؤساء الريس في العراق.
يقول الميجر جيمس فيليبس في توصيته: «لقد كان مساندا جدا لوجودنا (في العراق)، وساعد جنودنا، وكان صديقا وفيا لنا.» كما وصف الميجر الريس بانه: «شخص موثوق به ويمكن الاعتماد عليه.» وكان الميجر فيليبس قد عمل مع الريس في عام 2003.
وبالمثل، قال الميجر فيليبس، في رسالة الكترونية بعث بها هذا الاسبوع من العراق، ان الريس كان مترجما ممتازا يكنّ له اشد الاحترام. واضاف: «لقد احببته كما احبه جميع الجنود لاننا عندما التقيناه لاول مرة كان لديه سيارة نوع موستانغ كان يأتي بها الى العمل بين الفينة والاخرى. من الامور اللطيفة ان ترى سيارة اميركية كلاسيكية عندما يتم ارسالك خارج اميركا.»
يقول فريد تساو، المدير السياسي في (ائتلاف الينويز من اجل حقوق المهاجرين واللاجئين)، ان تجربة الريس المريرة في محاولة الحصول على البطاقة الخضراء كانت «مجنونة.» ويضيف: «من غير المنصف ان يرفض طلبه في الحصول على البطاقة الخضراء بعد عودته ومواجهته المخاطر خدمة لهذه البلاد (اميركا). ليس هذا الا تثبيط مقرف لعمل مساهمات في البلد الذي احتضنك. هناك خطأ فادح في هذا الامر.»
تركت السيدة الخضار وزوجها منزلهما ببغداد في عام 2006 بعد ان اضحى هدفا للعراقيين، الذين اغضبهم الغزو، بسبب عمله مع جيش الولايات المتحدة بين عامي 2003 و2004. يقول الريس: «لقد قـُتل الكثير من الناس بسبب عملهم مع القوات الاميركية.»
رفض بائع خضراوات ان يبيع الطعام الى ابنه محمد. تقول السيدة الخضار: «قال له: (سوف لن نبيعك أي شيء بسبب أبيك! ومن ثم جاء الى البيت باكيا. لقد بدأوا في اختطاف الاشخاص، فانتقلنا حفاظا على سلامتنا.»
غادرت العائلة الى مصر وبقيت هناك لمدة عامين، حيث سكنوا في مجمع سكني يطلق عليه بفرلي هيلز خارج القاهرة. ومن ثم جاءوا الى الولايات المتحدة كلاجئين في شهر آيار من عام 2008، في الوقت الذي كان الركود الاقتصادي يضرب سوق العمل في اميركا.
وحتى مع امتلاك الريس أوراقا رسمية تؤيد وضعه كلاجئ، وكونه طباخاً مدرباً حاصلاً على شهادة من فرنسا، لم يتمكن من الحصول على عمل في شيكاغو يقيم به أود عائلته. وغادر الولايات المتحدة في شهر شباط للعمل كمترجم في العراق مع شركة غلوبل لينغويست سولوشنز، وهي شركة يقع مقرها بولاية فرجينيا وتقوم بتوفير المترجمين الى الجيش الاميركي.
وبقيت زوجة الريس وأولادهما في أميركا، وهم يأملون في الحصول على الجنسية للعائلة بعد ان امضوا فترة الاقامة المطلوبة والبالغة عاماً واحداً. وحصلت السيدة الخضار والاولاد على البطاقة الخضراء بالفعل في شهر آيار. لكن طلب الريس رُفض.
وذكر دونالد فيرغسون، المدير الميداني لمكتب الجنسية والهجرة في شيكاغو، في رسالة وجهها في تشرين الثاني الى الريس، انه لم يستوفِ شروط الاقامة لانه لم يلبث في الولايات المتحدة لمدة عام كامل منذ ان وفد اليها. وقد كان خارج اميركا للعمل مع الجيش (الاميركي) في العراق للفترة من 19/ شباط الى 11/ ايلول من عام 2009.
وكتب فيرغسون ان مكوث الشخص في منطقة اميركية، هي قاعدة عسكرية في العراق، لا تـُعد اقامة في الولايات المتحدة. وأكد: «لم يستطع المكتب ان يحتسب مدة العمل في العراق على انها مدة اقامة مكانية كما هو مطلوب لغرض تعديل وضع اقامته.»
وذكر فيرغسون مشكلة أخرى تتعلق بطلبه، فقد اوكل الريس زوجته للتقديم على البطاقة الخضراء بينما كان خارج الولايات المتحدة. وقامت السيدة الخضار بإيداع نموذج خاص بالضرائب يحتوي على وثيقة الوكالة، لكن وزارة الامن الوطني لم تقبل هذه الوثيقة على انها دليل على الوكالة، حسب ما افاد فيرغسون.
ولم يستجب فيرغسون لاتصالنا الهاتفي طلبا لتعليقه على الموضوع. وقالت ماريلو كابريرا، وهي المتحدثة الرسمية للوكالة، ان الوكالة لا تعلق على اية حالة بعينها.
يقول توماس راغلاند، وهو محامٍ في واشنطن كان قد عمل سابقا في وزارة العدل وفي قضايا الهجرة، انه قد يستحيل على الشخص العادي ان يتولى نظام الهجرة بنفسه. واضاف راغلاند: «حتى بالنسبة الى المحامين العاديين، فانهم لا يبرعون في الخوض بقضايا الهجرة، حتى وان تقاضوا اموالا لتوليها.»
يقول راغلاند ان الريس، الذي يخطط للقدوم الى شيكاغو هذا الشهر لاستئناف قضيته، يستحق الدعم لمساعدته في الحصول على البطاقة الخضراء، مع الاخذ بنظر الاعتبار العدد الكبير من اعضاء الكونغرس وعناصر الجيش الذين تحدثوا عن ضرورة الاهتمام بالعراقيين الذين ساعدوا القوات المسلحة.
تبقى السيدة الخضار على اتصال مع زوجها من خلال الحاسوب في منزلها، وتخبره بأحوال اولادهما. ابنهما الاكبر عمرو، 27 عاما، يعمل ميكانيكيا في الجزء الجنوبي من شيكاغو. وابنتهما شهد، 21 عاما، تدرس علم التصميم الداخلي في كلية التراث بالمدينة. اما ابنهما الاصغر، محمد، فهو طالب في الصف الثاني بإعدادية ما ذر، حيث يمارس لعبة كرة القدم.
يحلم محمد، 17 عاما، بان يصبح شرطيا في شيكاغو. ويقول: «من أجل أميركا.»
Despite Work for
U.S., Iraqi Is
Denied a Green Card
By KATIE FRETLAND
CHICAGO — Nada Alkhaddar
spends her days at the Muslim Women Resource Center helping refugees and
immigrants deal with government and commercial bureaucracies that can make life
in the United States seem about as easy as computing the Alternative Minimum Tax.
“We help anyone, Muslims or
Christians, from here or anywhere in the city,” Ms. Alkhaddar said as she
guided an Eastern European man through a long questionnaire from a local bank.
She adjusted her hijab
and smiled as she worked in an office overlooking Devon
and Western Avenues, an Indo-Pakistani neighborhood just north and west of
downtown.
Despite her skills at
navigating the obstacles immigrants face, Ms. Alkhaddar cannot seem to help the
person closest to her and her three children — her husband, Ahmed Alrais — who
is trying to get a green card.
Mr. Alrais came to the United States in the spring of 2008 after his
life had been threatened for working as an interpreter for the United
States Army in Iraq.
Unable to find a job during the recession
and without a green card, he returned in February to the country he had fled to
work again for the Army
through a private contractor.
Federal officials at United States Citizenship and Immigration Services,
part of the Department of Homeland Security, will not give
Mr. Alrais credit for the time he has spent on a United States military base
overseas so he can fulfill an American residency requirement to get the green
card. His application was denied in November.
Mr. Alrais, 51, struggles to
understand a system that would have given him a green card if he had stayed in
the United States for the
full year without a job, instead of working with American forces in Iraq.
“That’s confusing; that’s
very confusing,” Mr. Alrais said Wednesday via Skype
from northern Iraq.
“We get hit by mortars, like, I don’t know, once or twice a month, and when we
go out, we don’t know when we are going to be attacked, and sacrificing being
here away from our families.”
Despite the turmoil and
political controversy over how easily some immigrants enter the United States
illegally, Mr. Alrais’s experience shows how formidable the challenges can be
for many refugees and immigrants — even those with families in the United
States and seemingly solid credentials.
“He serves the country with
his life in such a dangerous place,” said Ms. Alkhaddar, 50, who keeps a purple
folder full of government papers relating to her husband’s case at her
apartment on Chicago’s
North Side.
The folder contains
documents like their marriage license, as well as letters of recommendation
from Mr. Alrais’s military supervisors in Iraq.
“He has been very supportive
of our presence, helped our soldiers and has been a loyal friend to us,” said
Maj. James B. Phillips of the Army in one letter, which also described Mr.
Alrais as “trustworthy and dependable.” Major Phillips worked with Mr. Alrais
in 2003.
In an e-mail message this
week from Iraq,
Major Philips said Mr. Alrais was an outstanding interpreter whom he highly
respected.
“The troops and I also liked
him because when we first met he had a Mustang that he would drive to work
every now and then,” the major said. “It was always nice to see a classic
American car while deployed.”
Fred Tsao, policy director
at the Illinois Coalition for Immigrant and Refugee Rights, said Mr. Alrais’s
ordeal to secure a green card was “crazy.”
“To go back and face the
dangers while serving this country and then be denied a green card seems really
unfair,” Mr. Tsao said. “It’s an awful deterrence to making a contribution to
the country that took you in. Something is terribly wrong here.”
Ms. Alkhaddar and Mr. Alrais
fled their home in Baghdad
in 2006 after his work for the United States Army in 2003 and 2004 made him a
target for Iraqis angered by the invasion.
“A lot of people were
assassinated just because they had a contract working with the U.S. forces,”
Mr. Alrais said.
A grocer refused to sell
food to his youngest son, Mohamed. “He said, ‘We will never sell anything for
you because of your father,’ ” Ms. Alkhaddar said. “He came home crying.
They start kidnapping people. For our safety we moved.”
The family went to Egypt for two years, where they lived in a
compound called Beverly Hills outside Cairo. They came to the United States
as refugees in May 2008, as the recession was hitting the American job market.
Even though Mr. Alrais had
the proper documentation for a refugee and was a chef trained in France, he could not find a good job in Chicago to support his
family. He left the United States
in February to work in Iraq
as an interpreter with Global Linguist Solutions, a contractor based in Virginia that provides
translators to the American military.
Mr. Alrais’s wife and
children stayed behind, planning to apply for citizenship for the family after
they had met the residency requirement of one year. May was their one-year anniversary,
and Ms. Alkhaddar and the children were given green cards. But Mr. Alrais’s
application was denied.
In a letter to Mr. Alrais in
November, Donald P. Ferguson, the Chicago field
office director of Citizenship and Immigration Services, said Mr. Alrais had
not met the residency requirement because he had not been in the United States
for a full year after he arrived. Because of his work with the military in Iraq, he was
away from Feb. 19 until Sept. 11, 2009.
Mr. Ferguson wrote that
being on an American territory on a military base in Iraq did not count toward
residency. “The service is unable to consider your time working in Iraq to fulfill
the physical presence requirement for adjustment of status purposes,” he wrote.
Mr. Ferguson cited another problem
with the application: Mr. Alrais had given his power of attorney to his wife so
she could apply for the green card for him while he was overseas. Ms. Alkhaddar
submitted an Internal Revenue Service form showing she held
his power of attorney, but the Department of Homeland Security does not accept
that form as sufficient proof of power of attorney, Mr. Ferguson said.
Mr. Ferguson did not return
phone calls requesting comment. Marilu Cabrera, an agency spokeswoman, said the
agency would not comment on any specific cases.
Thomas Ragland, an immigration
lawyer in Washington
who previously worked for the Department of Justice and the Board of Immigration
Appeals, said the immigration system could be impossible for the average person
to handle.
“Even some average lawyers
out there are not very good at navigating it,” Mr. Ragland said, “even though
they charge for it.”
Mr. Ragland said Mr. Alrais,
who plans to come to Chicago
later this month to plead his case, deserved an advocate to help him get a
green card, considering how members of Congress and the military had spoken
about the importance of taking care of Iraqis who aid the armed forces.
Ms. Alkhaddar keeps in touch
with her husband over her computer at home, telling him how the children are
doing.
Their oldest son, Amro, 27,
is a mechanic on Chicago’s
South Side. Their daughter, Shahad, 21, is an interior design student at Harrington College downtown. Their youngest son,
Mohamed, is a sophomore at Mather
High School, where he
plays football.
Mohamed, 17, dreams of being
a Chicago
policeman. “For America,”
he said.