Wednesday, July 29, 2009

العــــراقيون يقيّــــدون العمليـــات الاميركيــة في بغـــــداد

عن: الواشنطن بوست
ترجمة: علاء خالد غزالة

قال مسؤول عسكري عراقي ان الجيش العراقي قد رفض الطلبات التي تقدم بها الاميركيون للقيام بعمليات عسكرية بشكل منفرد في مدينة بغداد منذ ان تم نقل المسؤولية الامنية في المدن إلى القوات العراقية في نهاية الشهر الماضي.
وكانت الوحدات القتالية الاميركية قد انسحبت من المناطق الحضرية في الثلاثين من حزيران بموجب الاتفاقية الامنية مع العراق والتي تقضي ايضا بان تخرج القوات الاميركية من البلاد بحلول نهاية عام 2011.
وقال العقيد علي فاضل، وهو آمر لواء في بغداد، ان نقل الملف الامني لم ينتج عنه سوى خروقات امنية بسيطة في العاصمة التي شهدت انخفاضا كبيرا في اعمال العنف منذ ان تفجر الاقتتال الطائفي وهجمات المتمردين التي عصفت في معظم ارجاء البلاد في الاعوام الماضية.
واخبر فاضل وكالة اسوشيتيد برس عن حالتين رفضت فيهما القوات العراقية الطلبات الاميركية للتحرك حول محيط العاصمة لحين توفر قوات عراقية ترافقها، وعن حالة واحدة للقيام بغارة، حيث قام العراقيون بتنفيذها بأنفسهم.
وقال العقيد علي فاضل، متحدثا عن القوات الاميركية: «لقد اصبحوا اكثر ضمورا مما كانوا عليه من قبل. كما اشعر ان الجنود الاميركيين مستاءون لانهم اعتادوا على القيام بدوريات كثيرة، ولكن لم يعد باستطاعتهم ذلك الآن. لقد اضحى الجنود الاميركيون في قواعد شبيهة بالسجون، او تحت الاقامة الجبرية.»
غير ان القوات الاميركية لاتزال حرة بالتنقل في المناطق الواقعة خارج المدن بدون الحاجة الى موافقة الحكومة العراقية، حيث يقوم الاميركيون بتقديم المساعدة في البحث وإلقاء القبض على المتمردين، وفي حراسة نقاط التفتيش، ويواصلون الجهود المستمرة لتدريب القوات العراقية على امور شتى، من تقديم الخدمات الطبية الى تدريب طياري السمتيات. وقام الجنود الاميركيون في الآونة الاخيرة بارشاد نظرائهم العراقيين خلال عملية دامت سبع ساعات لاسقاط مساعدات انسانية في مناطق بمحافظة ديالى.
وفي واشنطن، قلل كل من وزير الدفاع روبرت غيتس والضابط الاقدم في الجيش الاميركي رئيس هيئة الاركان المشتركة الادميرال مايك مولن، قللا من شأن التقارير التي تحدثت عن وجود توترات. وقال كلاهما ان التعاون يسير بشكل حسن، وقال غيتس انه لم يسمع عن أي شيء يدل على ان القوات الاميركية ترزح تحت خطر عظيم.
وقال مولن: «من الواضح ان هناك تحديات، غير انني اعتقد ان القيادة تتصدى لكل من هذه التحديات. لهذا انا متفائل.»
اما غيتس فقال انه قد تلقى تقريرا عن هذه القضية من القائد الاميركي في العراق الجنرال راي اوديرنو. واضاف في مؤتمر صحفي عقد بالبنتاغون: «قال لي (اوديرنو) ان مستوى التعاون والتنسيق مع القوات الامنية العراقية يسير بشكل افضل بكثير مما يبدو للعامة ولوسائل الاعلام.»
وقال غيتس، في معرض رده على التساؤل فيما اذا كانت القوات الامريكية «تحت الاقامة الجبرية»، وقد علت وجهه ابتسامة ماكرة: «ربما يكون هذا مقياسا لنجاحنا في العراق، حيث اصبحت السياسة تسود البلاد.»
على ان القوات الاميركية لاتزال تواجه مواقف خطيرة في داخل وخارج قواعدها.
وتواجه القوات العراقية هجمات يومية تقريبا في المناطق الحضرية، برغم ان العنف لم يعد بالمقياس الذي كان عليه في الماضي. فقد قالت الشرطة العراقية يوم الاثنين ان اثنين من عناصر الشرطة لقيا مصرعهما وجرح سبعة مدنيون بانفجار سيارة مفخخة وقع بمدنية الرمادي غربي بغداد، كما قتل اربعة من عناصر الشرطة ومدني واحد في هجمات بمدينة الموصل والمناطق القريبة منها.
وفي صباح الثلاثاء، انفجرت قنبلتان اخفيت احداهما في كشك للطعام والاخرى في كوم للقمامة بفارق ثوانٍ قليلة قرب تجمع للعمال في مدينة الصدر ببغداد. وتقول مصادر الشرطة ان مدنيين قتلا في هذا الانفجار المزدوج وجرح ما لا يقل عن ثلاثين آخرين.
وفي السادس عشر من تموز، قتل ثلاثة جنود اميركيون في هجوم نادر على قاعدة اميركية قرب مطار البصرة، وهي مدينة هادئة بالمقارنة مع غيرها من المدن العراقية.
وصرح هادي العامري، المشرع العضو في لجنة الامن والدفاع بالبرلمان العراقي ان الانسحاب الاميركي مرّ بشكل سلس جدا «مثل استلال شعرة من العجين.» واشار إلى أن القوات الاميركية حرة في تحركاتها خارج المدن بدون الحصول على اذن من الحكومة العراقية. واضاف: «لديهم الحق في الرد على أي هجوم. كما ان لدى الاميركيين الحق في الرد على مصادر النيران في البصرة.»
وقتل جندي اميركي في الحادي عشر من تموز سائق شاحنة عراقي لانه لم يستجب للتحذيرات بالتوقف على الطريق السريع شمال بغداد. كما قتل سائق دراجة نارية عراقي يوم التاسع من تموز في حادث تصادم مع عربة مصفحة اميركية كانت تقود قافلة اميركية عراقية مشتركة في غربي محافظة ديالى.
لكن الامور مختلفة في ظل القيود المفروضة في مدينة بغداد.
وقال العقيد فاضل ان دورية اميركية ارادت ان تمر من منطقة تقع الى الغرب من بغداد خلال ساعات النهار.
واضاف: «لقد منعتهم واخبرتهم انه لا يسمح لهم بالمرور ما لم يحصلوا على الترخيص، وحتى لو حصلوا عليه فانه يتوجب ان تصاحبهم قوات عراقية.» ولم يمسح لهم بالاستمرار في مسيرتهم الا بعد ان صاحبتهم مركبات عراقية.
واستطرد العقيد فاضل ان دورية اميركية ارادت في مناسبة اخرى ان تغادر المنطقة الخضراء المسورة، والتي تحتضن السفارة الاميركية بالاضافة الى مقر الحكومة العراقية، حيث تقطع مسافة لا تتجاوز كيلومترا ونصفاً لتصل الى قاعدة مطار المثنى. وقد سمح لهذه الدورية بالمرور شريطة ان تصاحبها القوات العراقية.
وقال العقيد فاضل انه حينما ارادت دورية اميركية ان تعتقل هدفا عدوا في منطقة سنية غربي بغداد فانه قال لهم: «كلا، لا يمكنكم القيام بذلك.» واكد بانه اخبرهم ان على القوات الاميركية ان تسلم المعلومات التي بحوزتهم عن الهدف الى القوات العراقية، حيث قامت الاخيرة بتنفيذ عملية الاعتقال.
وتحدث الناطق العسكري باسم الجيش العراقي الفريق قاسم الموسوي عن ثلاث حوادث اخرى وقعت في اوائل شهر تموز، حيث قال ان الدوريات الاميركية خرقت فيها الاتفاقية الامنية في اجزاء من مدينة بغداد. وقال انه تم تبليغ لجنة تضم كبار القادة الاميركيين والعراقيين بشأن هذه الحوادث. وتجتمع هذه اللجنة بانتظام لحل الخلافات التي قد تقع نتيجة تحركات القوات الاميركية والعراقية.
وقال الموسوي ان العراقيين انزعجوا في الثاني من تموز، أي بعد يومين من وضع القواعد الجديدة موضع التنفيذ. وقد احيط الموسوي علما بتفاصيل عن المناقشات المتوترة. واشتكى العراقيون من خرق الدوريات الاميركية في التاجي وحي الشعب شمالي بغداد وحي اور في الشمال الشرقي للاتفاقية الامنية. واخبر العراقيون الاميركيين انهم لا يمكنهم القيام بالدوريات الا في الليل وبعد الحصول على الاذن من العراقيين.
وجاء في محضر الاجتماع الذي اطلعت عليه الاسوشيتيد برس: «لا يمكن للاميركيين التحرك الا في الفترة من منتصف الليل وحتى الساعة الخامسة صباحا.»
وقال الموسوي: «لقد حدثت خروقات للاتفاقية الامنية من قبل الجانب الاميركي يومي 1 و2 تموز. فقد كانت قواتهم تسرح في حي اور وحي الشعب ومنطقة التاجي. وقد اخبرت قيادة عمليات بغداد القوات الاميركية حول هذه الخروقات واخرجوا من عجلاتهم على الفور.»
Iraqis restrict US operations in Baghdad
By QASSIM ABDUL-ZAHRA and DEB RIECHMANN
The Associated Press
Tuesday, July 21, 2009 12:22 AM
BAGHDAD -- The Iraqi military has turned down requests from American forces to move unescorted through Baghdad and conduct a raid since the transition of responsibility for urban security at the end of last month, an Iraqi military commander said Monday.
U.S. combat troops withdrew from urban areas on June 30 under a security agreement with Iraq that requires all U.S. troops to be out of the country by the end of 2011.
Col. Ali Fadhil, a brigade commander in Baghdad, said the transfer had occurred with minor friction in the capital where violence has dropped dramatically since the sectarian bloodletting and insurgent attacks that swept much of the country in past years.
Fadhil told The Associated Press about two occasions in which Iraqi troops turned down U.S. requests to move around the capital until they had Iraqi escorts, and one instance to conduct a raid, which the Iraqis carried out themselves.
"They are now more passive than before," he said of U.S. troops. "I also feel that the Americans soldiers are frustrated because they used to have many patrols, but now they cannot. Now, the American soldiers are in prison-like bases as if they are under house-arrest."
Outside urban areas, where U.S. troops are still free to move without Iraqi approval, Americans are assisting with the search and arrest of insurgents, manning checkpoints and continuing ongoing efforts to train Iraqi forces - from medics to helicopter pilots. U.S. soldiers recently advised Iraqi soldiers during a seven-hour humanitarian aid drop in Diyala province.
In Washington, Defense Secretary Robert Gates and the highest-ranking U.S. military officer, Joint Chiefs of Staff Adm. Mike Mullen, downplayed reports of tension. Both said cooperation is going well, and Gates said he has heard nothing to suggest that U.S. forces are in greater danger.
"There clearly are challenges, but I think the leadership is working its way through each one of those challenges," Mullen said. "So I'm encouraged."
Gates said he received a report on the issue Monday from the U.S. ground commander, Gen. Ray Odierno.
"He said that the level of cooperation and collaboration with the Iraqi security forces is going much better than is being portrayed publicly and in the media," Gates told reporters at a Pentagon press conference.
As to whether U.S. forces are under "house arrest," Gates offered a sly smile.
"It is perhaps a measure of our success in Iraq that politics have come to the country," Gates said.
Dangerous situations still face U.S. troops on and off their bases.
Iraqi forces face near-daily attacks in urban areas, though most of the violence is not on the scale of the past. On Monday, Iraqi police said a car bomb killed two police officers and injured eight civilians in Ramadi, west of Baghdad, and four police officers and one civilian died in attacks in and near the northern city of Mosul, Iraqi police said.
On Tuesday morning, two bombs hidden in a food stall and and a pile of trash exploded a few seconds apart near a group of day laborers in Baghdad's Sadr City area. Iraqi police said two people were killed and at least 30 others wounded.
On July 16, three U.S. soldiers were killed in a rare assault on troops at a U.S. base near an airport in Basra, a comparatively quiet city in southern Iraq.
Hadi al-Amiri, a lawmaker and member of the parliament's security and defense committee, said the Americans' withdrawal from the cities went very smoothly - "like removing a hair from dough."
Outside of cities, Americans are free to move without Iraqi approval, he said. "They have the right to respond to any attack. In Basra, the Americans have the right to return fire."
On July 11, an American soldier shot and killed a truck driver, an Iraqi citizen, who did not respond to warnings to stop on a highway north of Baghdad. On July 9, a civilian Iraqi motorist died in a head-on collision with a U.S. Army Stryker vehicle, the lead vehicle of a joint U.S.-Iraqi convoy in western Diyala province.
But things are different under the restrictions in Baghdad.
Fadhil said an American patrol wanted to pass through an area in west Baghdad during daytime hours.
"I prevented them and told them they were not allowed unless they had approval, and even if they had approval, Iraqi forces had to accompany them," Fadhil said. They were allowed to continue with Iraqi vehicle escorts.
Another time, Fadhil said a U.S. patrol wanted to leave the walled-off Green Zone, which houses the U.S. embassy and Iraqi government headquarters, to travel less than a mile to nearby Muthana Air Base. Again, they were allowed through, but only after Iraqi troops accompanied them.
When an American patrol wanted to arrest an enemy target in a Sunni area of west Baghdad, Fadhil said he told them: "No, you cannot." He said he told the U.S. troops they had to hand over the tip about the target to Iraqi troops, who later made the arrest.
Iraqi military spokesman Maj. Gen. Qassim al-Moussawi cited three other incidents in early July when he said U.S. patrols violated the security pact in parts of Baghdad. He said these incidents were addressed at a committee of top U.S. and Iraqi officials, who meet regularly to resolve disagreements that surface about U.S. and Iraqi troop movements.
At the meeting on July 2 - two days after the new rules took effect - the Iraqis were annoyed, said al-Moussawi, who was told details of the tense discussion. The Iraqis complained that U.S. troop patrols in Taji and Shaab in northern Baghdad and Ur in northeast Baghdad were violations of the security pact, Moussawi said. The Iraqis told the Americans that they could conduct patrols only at night and only with permission from the Iraqis.
Minutes of the meeting read by an AP reporter, stated: "The Americans cannot move except from midnight until 5 a.m."
"There were violations by Americans troops to the security pact on July 1 and 2. Their troops were roaming in Ur, Shaab and Taji," al-Moussawi said. "The Baghdad operations command informed the American troops of these violations and they pulled out their vehicles immediately."
 

Wednesday, July 22, 2009

تدنّي منسوب مياه الفرات

عن: الهيرالد تربيون
ترجمة:علاء غزالة

يقف جامعو البردي، في انحاء مناطق الاهوار، منتصبين على ارض طالما غمرتها المياه، يشكون للزائرين الذين يعمرون القوارب المارة. يهتفون، ملوحين بمناجلهم التي يعلوها الصدأ: "ماكو ماي!" لقد بدأ الفرات بالجفاف. فقد بات هذا النهر، الذي تخنقه جارتا العراق، تركيا وسوريا، والذي مر عليه عامان من الجفاف واعوام كثيرة من سوء الاستخدام من قبل العراق وفلاحيه، اصغر مما كان عليه قبل اعوام قليلة فقط. ويحذر بعض المسؤولين من انه سوف يصبح قريبا بنصف الحجم الحالي.وادى تقلص نهر الفرات، هذا النهر الذي اعتبر حيويا لميلاد الحضارة، والذي تنبئ سفر الرؤية بان جفافه سيكون نذيرا لآخر الزمان، ادى الى بوار المزارع على ضفافه، والى افلاس صيادي الاسماك، والى نضوب موارد المدن الواقعة على جانبيه بعد ان اضطر الفلاحون الى الهرب اليها بحثا عن عمل.
وعلى الرغم من ان الفقراء هم اكثر من يعاني، الا ان جميع طبقات المجتمع تشعر بوقع هذا الامر عليهم: الشيوخ والدبلوماسيين وحتى النواب البرلمانيين الذين يعودون الى مزارعهم بعد قضاء اسابيع في بغداد.
وعلى طوال مجرى النهر، تحولت مزارع الحنطة والرز الى مجرد تراب محمص. وانخفض منسوب المياه في القنوات لتصبح جداول ضحلة، وركنت قوارب الصيد على الارض الجافة. وتعلقت المضخات، التي نـُصبت اصلا من اجل تغذية محطات تصفية المياه، فوق مياه بنية ضحلة، بلا فائدة ترجى.
يقول سيد ضياء، الصياد ابن الأربعة وثلاثين عاما من مدينة الهندية، وهو يجلس في مقهى يمتليء بزملائه من العاطلين: "يقول كبار السن ان هذا هو اسوأ ما يمكن لهم ان يتذكروه. انا ارجو رحمة الله وبركته."
لقد انتشر الجفاف في العراق. فالاراضي التي كانت تغطيها محاصيل الحنطة والشعير والتي تسقى ديما من ماء المطر في الشمال قد انخفض الانتاج فيها بنسبة خمس وتسعين بالمئة عن المعتاد، كما جفت بساتين النخيل والحمضيات في الشرق. وكان معدل سقوط الامطار في العامين الماضيين اقل من الطبيعي بشكل كبير، ما ادى الى جفاف الخزين الاحتياطي. ويتوقع المسؤولون الاميركيون ان ينخفض انتاج الحنطة والشعير الى حوالي نصف الكمية التي كانت عليها قبل عامين.
انها ازمة تهدد جذور الهوية العراقية، ليس فقط على انه الارض الواقعة بين النهرين، ولكن ايضا لانه كان يوما اكبر مصدر للتمور في العالم، والذي جهز في الماضي مصانع الجعة الالمانية بالشعير، والذي يفتخر بكل وطنية بالرز غالي الثمن الذي تنتجه الانبار.
واليوم يستورد العراق المزيد والمزيد من الحبوب. يقول الفلاحون على طوال مجرى النهر، بغضب ويأس، انهم ربما يتوجب عليهم ان يتركوا زراعة الرز في الانبار ليستبدلوها بمحاصيل ارخص تكلفة.
يذكر ان مواسم الجفاف في العراق لا تعد امرا نادرا، لكن المسؤولين يقولون انها تزايدت في السنوات الاخيرة. غير ان الجفاف ليس الا احد عوامل سقم الفرات وتوأمه الاكبر والاكثر صحة، نهر دجلة.
عادة ما تشير اصابع الاتهام الى حكومتي تركيا وسوريا. فالعراق يحتوي على كمية كبيرة من المياه، لكنه بلد تمر به الانهار، بدون ان تنبع منه. يقول المسؤولون العراقيون ان هناك ما لا يقل عن سبعة سدود على نهر الفرات في تركيا وسوريا، وبغياب الاتفاقيات الدولية لتقاسم المياه، اضطرت الحكومة العراقية الى توسل جارتيها للحصول على المياه.
تحدث المسؤولون عن المشكلة في مؤتمر عقد ببغداد، والمفارقة ان المشاركين شربوا مياه قناني تم تعليبها في المملكة العربية السعودية، وهو بلد لا يمتلك سوى جزء بسيط من الموارد المائية العراقية.
وقال علي بابان، وزير التخطيط: "لدينا عطش حقيقي في العراق. سوف تموت زراعتنا، وسوف تذبل مدننا، ولا يمكن لاي دولة ان تبقى هادئة في مثل هذه الظروف."
واعلنت وزارة الموارد المائية قبل وقت قصير ان تركيا قد ضاعفت من كمية المياه التي تجري في نهر الفرات، الامر الذي من شأنه ان ينقذ زراعة الرز في بعض المناطق.
وادت هذه الخطوة الى ازدياد كمية الماء المنسابة في مجرى النهر بمقدار ستين بالمئة في المعدل، او ما يعادل نصف متطلبات الري لزراعة الرز في الموسم الصيفي. وعلى الرغم من ان تركيا وافقت على الحفاظ على هذا المعدل وزيادته، الا انه ليست هناك اتفاقيات تلزم تركيا بالقيام بهذا الفعل.
ومع ظهور علامات على تحسن صحة الفرات، فان الشعور بالمرارة بسبب المياه في العراق تهدد بانها سوف تصبح مصدرا للتوتر على مدى الشهور والسنوات القادمة بين العراق وجيرانه. ويقول الكثير من المسؤولين الاميركيين والاتراك والعراقيين ان المشكلة الحقيقية، بغض النظر عن الاتهامات التي يطلقها البعض في عام الانتخابات، تكمن في السياسيات السيئة لادارة المياه في العراق.
يقول عبد الرضا جودة، البالغ اربعين عاما من العمر، وهو يجلس في بيته المبني من البردي والمقام في منطقة جافة وصخرية خارج مدينة كربلاء: "لقد كان الماء متوفرا في كل مكان." يصف جودة معاناته وقد علت وجهه ابتسامة متعبة. فقد نشأ وتربى في منطقة قرب مدينة البصرة لكنه هرب الى بغداد حينما قام صدام بتجفيف مياه الاهوار في جنوب العراق انتقاما منه لانتفاضة عام 1991. وقدم الى مدينة كربلاء عام 2004 من اجل صيد الاسماك وتربية الجاموس في المستنقات الواسعة هناك، والتي تذكره بموطنه الاصلي.
يقول: "لقد استحالت تلك المنطقة في هذا العام الى مجرد صحراء."
يعم الغضب نحو كل من السوريين والاتراك على طوال مجرى النهر. غير ان هناك استياء ايضا نحو الاميركيين والاكراد والايرانيين والحكومة العراقية، حيث يلام الجميع. ويصح هنا القول ان الشحة تجعل من الجميع اعداءً.
يلاحظ جودة ان مناطق العراقية في اعالي النهر لديها ما يكفي من المياه، وهي ملاحظة ملأى بالتلميحات.
يقول المسؤولون انه لن يحدث تحسن ما لم يعكف العراق جديا على دراسة سياساته المائية، وتاريخ ادارة المياه الجارية. فالقنوات تسرب المياه بشكل كبير، كما ان هناك هدراً في ممارسات الري ما يؤدي الى ضياع المياه. يضاف الى ذلك ضعف نظام البزل، حيث ادى الى تراكم الاملاح في المزارع بسبب تبخر مياه الري، حتى ان النسوة والاطفال يقومون بازالة اكوام بيض هائلة من المجاري الجافة للمياه.
تقوم باشية محمد، التي تبلغ ستين عاما من العمر، في صباح قائظ بمدينة الديوانية، بالعمل في جمع الملح من قناة بزل، وهو مصدر دخل الاسرة الوحيد بعد ان جفت مزرعة الرز الخاصة بهم. غير ان المشكلة الحقيقية لا تكمن في بوار الاراضي.
تقول باشية مشيرة الى قناة تتفرع من نهر الفرات: "ليس هناك ماء في النهر الذي نشرب منه. لقد جف تماما، كما انه يحتوي على مياه المجاري. انهم يقومون بحفر الآبار لكن الماء سرعان ما ينضب فنضطر الى شرب ماء النهر. وقد مرض جميع اولادي بسبب تناولهم هذا الماء."
لقد تحول المكان الذي تنتهي عنده مسيرة نهر الفرات، الذي يبلغ طوله 2768 كيلومترا، وحيث يلتقي بنهر دجلة قبل ان يصبا في الخليج العربي في جنوب شرقي البلاد، تحول هذا المكان الى مقبرة. فالاهوار التي اعيدت اليها المياه قصداً في عام 2003 من اجل انقاذ الثقافة القديمة لسكان الاهوار من العرب، بدأت بالجفاف مجددا. واضحت وسط النهر مرتعا لرعي للاغنام.
ويواصل المزارعون وجامعو قصب البردي ومربو الجاموس في العمل، غير انهم يقولون انهم لن يكون بامكانهم الاستمرار ان ظل حال الماء على ما هو عليه الآن.
يقول هاشم شاهي، المزراع الكهل ذو الثلاثة والسبعين عاما والذي يسكن في قرية جف ماؤها حتى عادت كالعرجون القديم في غربي منطقة الاهوار: "ستكون فرصتنا الاخيرة في الشتاء القادم. ان لم يكن باستطاعتنا ان نزرع الارض فان عوائلنا سوف تغادر هذا المكان."
Iraq Suffers as the Euphrates River Dwindles
JUBAISH, Iraq — Throughout the marshes, the reed gatherers, standing on land they once floated over, cry out to visitors in a passing boat.
“Maaku mai!” they shout, holding up their rusty sickles. “There is no water!”
The Euphrates is drying up. Strangled by the water policies of Iraq’s neighbors, Turkey and Syria; a two-year drought; and years of misuse by Iraq and its farmers, the river is significantly smaller than it was just a few years ago. Some officials worry that it could soon be half of what it is now.
The shrinking of the Euphrates, a river so crucial to the birth of civilization that the Book of Revelation prophesied its drying up as a sign of the end times, has decimated farms along its banks, has left fishermen impoverished and has depleted riverside towns as farmers flee to the cities looking for work.
The poor suffer more acutely, but all strata of society are feeling the effects: sheiks, diplomats and even members of Parliament who retreat to their farms after weeks in Baghdad.
Along the river, rice and wheat fields have turned to baked dirt. Canals have dwindled to shallow streams, and fishing boats sit on dry land. Pumps meant to feed water treatment plants dangle pointlessly over brown puddles.
“The old men say it’s the worst they remember,” said Sayid Diyia, 34, a fisherman in Hindiya, sitting in a riverside cafe full of his idle colleagues. “I’m depending on God’s blessings.”
The drought is widespread in Iraq. The area sown with wheat and barley in the rain-fed north is down roughly 95 percent from the usual, and the date palm and citrus orchards of the east are parched. For two years rainfall has been far below normal, leaving the reservoirs dry, and American officials predict that wheat and barley output will be a little over half of what it was two years ago.
It is a crisis that threatens the roots of Iraq’s identity, not only as the land between two rivers but as a nation that was once the largest exporter of dates in the world, that once supplied German beer with barley and that takes patriotic pride in its expensive Anbar rice.
Now Iraq is importing more and more grain. Farmers along the Euphrates say, with anger and despair, that they may have to abandon Anbar rice for cheaper varieties.
Droughts are not rare in Iraq, though officials say they have been more frequent in recent years. But drought is only part of what is choking the Euphrates and its larger, healthier twin, the Tigris.
The most frequently cited culprits are the Turkish and Syrian governments. Iraq has plenty of water, but it is a downstream country. There are at least seven dams on the Euphrates in Turkey and Syria, according to Iraqi water officials, and with no treaties or agreements, the Iraqi government is reduced to begging its neighbors for water.
At a conference in Baghdad — where participants drank bottled water from Saudi Arabia, a country with a fraction of Iraq’s fresh water — officials spoke of disaster.
“We have a real thirst in Iraq,” said Ali Baban, the minister of planning. “Our agriculture is going to die, our cities are going to wilt, and no state can keep quiet in such a situation.”
Recently, the Water Ministry announced that Turkey had doubled the water flow into the Euphrates, salvaging the planting phase of the rice season in some areas.
That move increased water flow to about 60 percent of its average, just enough to cover half of the irrigation requirements for the summer rice season. Though Turkey has agreed to keep this up and even increase it, there is no commitment binding the country to do so.
With the Euphrates showing few signs of increasing health, bitterness over Iraq’s water threatens to be a source of tension for months or even years to come between Iraq and its neighbors. Many American, Turkish and even Iraqi officials, disregarding the accusations as election-year posturing, say the real problem lies in Iraq’s own deplorable water management policies.
“There used to be water everywhere,” said Abduredha Joda, 40, sitting in his reed hut on a dry, rocky plot of land outside Karbala. Mr. Joda, who describes his dire circumstances with a tired smile, grew up near Basra but fled to Baghdad when Saddam Hussein drained the great marshes of southern Iraq in retaliation for the 1991 Shiite uprising. He came to Karbala in 2004 to fish and raise water buffaloes in the lush wetlands there that remind him of his home.
“This year it’s just a desert,” he said.
Along the river, there is no shortage of resentment at the Turks and Syrians. But there is also resentment at the Americans, Kurds, Iranians and the Iraqi government, all of whom are blamed. Scarcity makes foes of everyone.
The Sunni areas upriver seem to have enough water, Mr. Joda observed, a comment heavy with implication.
Officials say nothing will improve if Iraq does not seriously address its own water policies and its history of flawed water management. Leaky canals and wasteful irrigation practices squander the water, and poor drainage leaves fields so salty from evaporated water that women and children dredge huge white mound from sitting pools of runoff.
On a scorching morning in Diwaniya, Bashia Mohammed, 60, was working in a drainage pool by the highway gathering salt, her family’s only source of income now that its rice farm has dried up. But the dead farm was not the real crisis.
“There’s no water in the river that we drink from,” she said, referring to a channel that flows from the Euphrates. “It’s now totally dry, and it contains sewage water. They dig wells but sometimes the water just cuts out and we have to drink from the river. All my kids are sick because of the water.”
In the southeast, where the Euphrates nears the end of its 1,730-mile journey and mingles with the less salty waters of the Tigris before emptying into the Persian Gulf, the situation is grave. The marshes there that were intentionally reflooded in 2003, rescuing the ancient culture of the marsh Arabs, are drying up again. Sheep graze on land in the middle of the river.
The farmers, reed gatherers and buffalo herders keep working, but they say they cannot continue if the water stays like this.
“Next winter will be the final chance,” said Hashem Hilead Shehi, a 73-year-old farmer who lives in a bone-dry village west of the marshes. “If we are not able to plant, then all of the families will leave.”
 

Wednesday, July 15, 2009

عراقي يغتنم الفرصة للإثراء من الحرب

عن نيويورك تايمز
ترجمة: علاء غزالة

أضحت الحياة بعد الغزو الأميركي للعراق، بالنسبة الى الكثير من العراقيين، روايات عن الخسائر: خسارة الأحبة، خسارة الأملاك، خسارة الكرامة، وخسارة الأمن، لكن حال آراز محسن مختلف عن هذا.
فقد كان هذا الخباز بالكاد يتدبر امره حينما دخلت الدبابات الأميركية مدينة بغداد، غير انه انفق مؤخرا مبلغ خمسين الف دولار في ليلة خمرية واحدة بنادي الصيد الحصري. وحينما زاره الضيوف في بيته الثاني، ببغداد، تفاخر أمامهم بزوج من الطوواويس استورده من دبي، ليلتحق بمجموعته من الطيور الغريبة، حتى انه يهدي بعضها الى الأصدقاء بين الحين والآخر.
يقول بتفاخر: "لدي أربع سيارات، لقد كلفتني سيارة اللاند كروزر مبلغ ثمانين الف دولار".
وكانت السيارة متوقفة في شارع لا يزال يحمل آثاراً من الحرب الطائفية التي عصفت بحي المنصور السكني الذي يقطنه، والذي تحده الجدران الكونكريتية. حينما يتحدث تلمح ساعته الذهبية التي تبلغ قيمتها الفي دولار غير انها ليست أغلى ساعة يملكها، فهو يحتفظ بالساعة الثمينة، التي تقدر قيمتها بعشرين الف دولار، ليرتديها في الحفلات الكبيرة فقط. يقول محسن انه لم يكن ممكنا ان يحدث له ما حدث الا في اميركا او في احتلال أميركي، لكل حرب سمومها، فبينما كـُتب الكثير عن المؤسسات الدولية التي تضاعفت أرباحها مع اشتداد المعارك، فان هناك المئات، وربما الآلاف، من الأشخاص مثل محسن.
لا احد يتهمه بانه خرق القانون، لكنه حينما يصف كيفية نشوء شركته، واسمها (شركة المستقبل)، يمكنك رؤية كيف تنصب أموال هائلة من دافعي الضرائب الأميركيين، ومن موازنات الدول الأخرى، في العراق، فلا يظهر لها الا اثر قليل.
فقد حصل محسن من مقاولات بسيطة جدا، مثل نقل الحصى الى المعسكرات الاميركية، على مبالغ تقدر بعشرات الآلاف من الدولارات.
لا تزال البنية التحتية في البلاد بوضع كارثي، ومع استقرار الوضع الأمني نسبيا، صارت أحاديث القادة السياسيين العراقيين العلنية تدور حول شرور الفساد.
وكان وزير التجارة قد أقيل ومن ثم اعتقل، في شهر آيار، بتهمة استغلال المنصب للإثراء على حساب المال العام. كما قد يتم استدعاء ستة وزراء على الأقل للمثول أمام البرلمان والإجابة عن أسئلة حول تصرفاتهم الشخصية، وصرح رئيس الوزراء نوري المالكي ان ما لا يقل عن الف مسؤول قد يواجهون تهما بالفساد.
غير ان مسؤولين آخرين يشيرون الى دائرة المالكي الداخلية على انها جزء من المشكلة.
وخلص مسح للرأي العام اجرته جامعة بغداد وشمل 500 مواطن الى ان 452 منهم يعتقدون بأن الفساد ينخر كلاً من مكتبي الجوازات وهويات الاحوال المدنية اللذين تديرهما وزارة الداخلية.
وفي مثل هذه البيئة، لا يجد السيد محسن نفسه مضطرا لتقديم اية اعتذارات لاستغلاله الظروف للحصول على اكبر مكاسب، وهو ما يجسد قول الاب السياسي لنيويورك في القرن التاسع عشر، جورج واشنطن بلانكتس: "لقد رأيت الفرص المتاحة أمامي، واغتنمتها."
وكان محسن قد أمضى ثلاث سنوات من الحرب مختبئا في منطقة كردستان، لكنه قرر في عام 2006 المجازفة بالعمل مع جيش الولايات المتحدة كرجل اعمال ناشئ.
يقول: "لقد وجدت ان كل من عمل مع الأميركيين قد حصل على مال وفير".
وعلى الرغم من ان محسن هو كردي الأصل، الا انه نشأ وتربى في بغداد وعرف اناسا من جميع الطوائف المتصارعة.
وتم في آخر المطاف إسكانه في قاعدة أميركية خارج بغداد وبدأ في مساعدة الأميركيين في ملاحقة المتطرفين، على حد قوله. ويضيف: "كان رجالي يأتون الي ويخبروني من كان صالحا ومن كان طالحا. لقد عرفوا كل شخص".
ويفتخر محسن انه يحتفظ بالوثائق التي تثبت انه عمل مع الأميركيين، لكن من المستحيل التحقق من الدفعات النقدية التي يدعي انه تسلمها منهم.
ويقول انه حينما تثبت الأميركيون من صحة المعلومات التي كان يقدمها، او على الاقل من قيمتها الحركية، تنامت ثقة الأميركيين به.
وبعد عامين من عمله كمترجم، أدرك ان فرصه تتضاعف مع علاقاته، وكانت لمحسن علاقات متينة مع رجال من مدينة الرمادي، التي كانت قاعدة حصينة للتمرد آنذاك، والذين عرفوا كيفية اختراق المتطرفين، ومن ثم أضحى هؤلاء الرجال، الذين استطاعوا العمل في مناطق لم يكن بإمكان أي مقاول غربي المرور خلالها، أضحوا شركاءه في العمل.
وبعد ان انهى عمله كمترجم، فانه عاد الى الأميركيين، عالما بانهم سوف يقدمون له عملا، وحصل على عقد مقاولة بقيمة ثمانين الف دولار لتجهيز الحصى الى قاعدة الأسد الأميركية.
يقول: "لقد حققنا أرباحا تبلغ أربعين الف دولار." وكانت حصته منها خمسة عشر الف دولار
وحينما ادرك مقدار الأرباح التي يمكن ان يحصل عليها من العقود مع الأميركيين، فقد شكل شركته الخاصة، وجلب اليها أصدقاءه من الرمادي.
جلس مجموعة من شركائه في بيته بالمنصور، والذي يمكن ان توصف زخرفته بكل كرم على انه على طراز بيت الأخوة، مجتمعين حول مائدة المشروبات الغازية والحلويات، مصغين السمع لما يقال، لم يتحدث الرجال اللغة الانكليزية، ولكنهم أوضحوا انهم لم يكونوا ليتكلموا كثيرا حتى لو تحدثوها. ولم يسمح محسن باستخدام أي اسم آخر سوى اسمه.
وبعد ان عمل في مقاولة بناء مدرسة، وهو عقد تبلغ قيمته خمسة وسبعين الف دولار يدعي انه حصل منه على ربح مقداره عشرون الف دولار، قرر ان يرفع من خط المغامرة.
يقول، وهو يطعم إحدى ببغاءاته: "انا أحب المغامرة".
فقد أراد الأميركيون ان يحيلوا مقاولة لبناء مركز للشرطة في ابو غريب وهي منطقة محرمة على أي مقاول غربي، وقد خصصوا مبلغ سبعمائة الف دولار لبناء مركز الشرطة الذي أطلقوا عليه اسم (النصر والسلام.)
يقول محسن: "لقد عقدنا اتفاقا مع قائد محلي لتنظيم القاعدة في العراق. وقد وافقوا على عدم تدمير هذا المركز مقابل حصة من الأرباح".
غير انه يقول انه قام، بعد انجاز العمل، بإعطاء اسم قائد القاعدة الى الأميركيين، ومن ثم اعتقل هذا الرجل. وهكذا احتفظ بكامل الربح الناجم عن المقاولة والبالغ ثلاثمائة وخمسين الف دولار.
لا يعلم محسن ما حلّ بقائد القاعدة، لكنه يقص الحادثة على انها صفقة جيدة، بالنسبة للعراق وبالنسبة له شخصيا. وفي الوقت الذي يتباهى بانه غير خائف من المشي في شوارع بغداد، فان حاشيته، بضمنهم شركاؤه في العمل ذوو الأجسام القوية، يمضون برفقته في معظم الأحيان.
وبدأت الأموال المتدفقة من الأميركيين بالتزايد. وقد درت عليه مقاولة نقل النفايات من قاعدة خارج الفلوجة مبلغ مليون دولار، حسب ما يقول. فقد تبين ان ما اعتبره الأميركيون (نفايات)، وهي مولدات وقابلوات ومكيفات هواء وأثاث، كانت في الحقيقة قابلة للاستعمال ويمكن إعادة بيعها.
يقول: "إعطانا الأميركيون مقاولة لتجهيز الحجر الى مدينة تقع بالقرب من الحدود السورية." بلغت قيمة المقاولة مليون دولار ونصف المليون، حيث كان الربح الصافي، حسب قول محسن، مليون دولار.
ولكن مع استعداد الأميركيين للرحيل، فانه غير واثق بشأن مصير (شركة المستقبل). يقول انه سيغادر بغداد على الأرجح ويعود الى موطنه الغني في كردستان.
وقد ثبت له ان العمل مع الحكومة العراقية صعب. فقد نفذ مقاولة واحدة لصالح الحكومة وهو بانتظار تسلم مستحقاته النقدية. يقول: "انهم فاسدون جدا".
Iraqi Seizes the Chance to Make War Profitable
By MARC SANTORA
BAGHDAD — For most Iraqis, life after the American invasion has been a tale of loss: loss of loved ones, loss of property, loss of dignity, loss of security.
But not for Araz M. Mohsin.
A baker scraping by when American tanks rolled into Baghdad, Mr. Mohsin recently spent $50,000 to throw a one-night bacchanal at the exclusive Hunting Club here. When guests visit his second home, in Baghdad, he proudly shows off the two peacocks he imported from Dubai, to join a menagerie of exotic birds that he sometimes gives away to friends.
“I have four cars,” he said proudly. “The Land Cruiser cost $80,000.”
The car is parked on a street still littered with debris and lined with blast walls from the sectarian war that was fiercely fought in his neighborhood, Mansour. Fingering his gold watch — the one he is wearing costs $2,000; he reserves a $20,000 timepiece “for big parties” — Mr. Mohsin said that only in America, or an American occupation, was his story possible.
Every war has its spoils, and while much has been written about the multinational corporations whose profits soared as the battle raged, there are also hundreds, perhaps thousands, of people like Mr. Mohsin.
There is no suggestion that he did anything illegal, but in his description of the rise of his business, the Future Company, it is possible to see writ small how such vast sums of money from American taxpayers and the treasuries of other countries could have been poured into Iraq with so little to show for it.
Even an American contract for something as simple as hauling gravel has brought Mr. Moshin tens of thousands of dollars.
The basic infrastructure of the country is still a shambles, and with security remaining relatively stable, Iraq’s political leaders have turned their rhetoric to the evils of corruption.
In May, the trade minister was ousted and later arrested on charges that he used his position to enrich himself. At least a half-dozen ministers may find themselves being called before Parliament to answer questions about their own conduct. Prime Minister Nuri Kamal al-Maliki has said there is a list of more than 1,000 public officials who could face corruption charges.
But other officials point to Mr. Maliki’s inner circle as part of the problem.
A recent survey by Baghdad University of 500 people found that 452 of them believed that the office of passports and identity cards, run by the Interior Ministry, was thoroughly corrupted.
In this environment, Mr. Mohsin makes no apology for making the most of the situation, offering a variation on the 19th-century New York political boss George Washington Plunkitt’s observation: “I seen my opportunities and I took ’em.”
Mr. Mohsin spent the first three years of the war in hiding in the Kurdistan region, but by 2006, he decided to take a risk and work with the United States Army as an interpreter.
“Everyone I saw who worked with Americans, they made good money,” he said.
Once on the job, he wore a mask and, on one occasion, was beaten for his association with Americans.
Although Mr. Mohsin is Kurdish, he grew up in Baghdad and knew people on both the Shiite and Sunni sides of the sectarian fault line.
Eventually, he was stationed at an American base outside Baghdad and began to help the Americans track down extremists, he said. “My guys would come in and they would tell me who was bad and who was not,” he said. “They knew everyone.”
Mr. Mohsin still proudly keeps the documents that prove that he worked for the Americans, but it is impossible to verify the payments he claims to have received.
When his information proved accurate — or at least actionable —the trust of the Americans grew, he said.
After nearly two years working as an interpreter, he saw his chance to capitalize on his connections. Mr. Mohsin was acquainted with some men from Ramadi, then a hotbed of the insurgency, who knew how to navigate among the extremists. Those men, who could operate in an area that no Western contractor would tread, would become his business partners.
After ending his work as an interpreter, he went back to the Americans, knowing they were offering work, and he secured an $80,000 contract to supply gravel to the American base, Al Asad.
“We made $40,000 profit,” he said. His cut was $15,000.
Seeing how lucrative the contracts with the Americans could be, he formed his own company, bringing in friends from Ramadi.
Over Pepsi and chocolate cake at his house in Mansour, the décor of which could be charitably described as frat-house chic, several of his partners sat and listened. The men did not speak English and made it clear that even if they did, they would not be talking much. Only Mr. Mohsin allowed his name to be used.
After working on the construction of a school — a $75,000 contract paid by the Americans, of which he claims $20,000 was profit — he decided to push the envelope.
“I love adventure,” he said, smiling as he fed one of his parrots.
The Americans wanted someone to build a police station in Abu Ghraib, another no-go zone for Western contractors. They were willing to pay $700,000 for the construction of the station, which they named Victory and Peace.
“We made a deal with the local leader of Al Qaeda in Iraq,” Mr. Mohsin said. “They agreed not to destroy the station, and we promised to cut them in on the profit.”
When the project was completed, however, he gave the Qaeda leader’s name to the Americans, and the man was arrested, Mr. Mohsin said, adding that he kept the entire $350,000 profit.
He does not know what became of the Qaeda leader, but Mr. Mohsin portrays the episode as a good deal — for Iraq and for himself. While he boasted of not being afraid to walk the streets of Baghdad, his entourage, including his burly business partners, is almost always at his side.
The money from the Americans only got better. A contract to remove “trash” from a base outside Falluja netted him $1 million, he said. It turned out what the Americans considered trash — generators, cables, air-conditioners, furniture — was actually perfectly usable and could be resold.
“The Americans gave us a contract to deliver stone to a town near the Syrian border,” he said. The contract was worth $1.5 million, and Mr. Mohsin said $1 million of that was pure profit.
But as the Americans prepare to leave, he is unsure of the fate of the Future Company. He said he was likely to leave Baghdad and return to his opulent home in Kurdistan.
Working with the Iraqi government was proving difficult.
He did one job for the government and has yet to be paid. “They are very corrupt,” Mr. Mohsin said.

 

Tuesday, July 07, 2009

الاحتفال بانسحاب القوات الأمريكية من المدن

عن: نيويورك تايمز
ترجمة: علاء غزالة

احتفل العراق بالانسحاب الاميركي من مدنه بإقامة المسيرات، وبالالعاب النارية، وبإعلان يوم الثلاثاء الماضي عطلة وطنية، بينما خاطب رئيس الوزراء متفاخرا باستقلال البلاد عن الاحتلال الاميركي جمهورا حذرا. وحتى مع انفجار سيارة مفخخة وحوادث عنف اخرى عكرت صفو ذلك اليوم، وهو الموعد النهائي للقوات الاميركية لكي تنسحب استنادا الى الاتفاقية الامنية التي باتت سارية المفعول منذ الاول من كانون الثاني، فقد اظهر رئيس الوزراء نوري المالكي نفسه بهذه المناسبة على انه القائد الفخور الذي حقق الاستقلال للبلاد آخر الامر، والذي يتطلع الى المرحلة المهمة القادمة المتمثلة بالانتخابات النيابية في كانون الثاني.
وهو لم يأت على ذكر القوات الاميركية في خطبته المتلفزة، حتى مع استمرار تواجد حوالي 130,000 جندي اميركي في البلاد، كان معظمهم قد انسحبوا من المدن العراقية قبل الموعد النهائي يوم الثلاثاء.
لكن هذه البهجة كانت، في اية حال، من غير طعم بالنسبة للكثير من العراقيين الذين يخشون ان لاتكون قوات بلادهم الامنية جاهزة للاعتماد على نفسها كليا، والذين يرون ان الحكومة تبالغ كثيرا في ادعائها بالاستقلال.
فقد ابدى بعض العراقيين، من البصرة في الجنوب الى الموصل في الشمال، شكوكا حول اعلان "الاستقلال."
يقول سمير علوان، البالغ 28 عاما، وهو صاحب متجر صغير في البصرة: " لن ينسحبوا الى بلادهم، بل سوف يبقون هنا وهناك حتى يتسنى لهم العودة في حالة الطوارئ. وعلى هذا فليس هناك من سيادة، حسب اعتقادي، وارى ان الجيش العراقي قادر على تأمين المناطق الجنوبية من البلاد ولكنه غير قادر على تأمين بغداد والموصل."
وركز المالكي، في خطبته للامة، على الاشادة بالقوات الامنية العراقية لدورها في مقاتلة التمرد. فقد قال: "لقد نجحت حكومة الوحدة الوطنية في انهاء الحرب الطائفية التي كانت تهدد وحدة وسيادة العراق"، كما لو ان القوات الاميركية لم يكن لها أي دور في ذلك.
فيما اشار الرئيس اوباما، الذي خاض حملته الانتخابية بوعد انهاء الحرب (في العراق)، الى هذه المناسبة باقل قدر ممكن من الاعتبار، معلنا انها كانت "حدثا مهما"، حتى مع تحذيره بانه "لاتزال هناك ايام صعبة."وقال: "يحق للشعب العراقي اعتبار هذا اليوم مناسبة للاحتفال."
ولم يفرض الانسحاب مظهرا رئاسيا، حيث ادلى اوباما بتصريحاته المقتضبة في احتفال لتكريم اصحاب الاعمال الناشئين، وهو يناقض بذلك سلفه الذي نادرا ما فوت الاحتفال بالاحداث المهمة في العراق.
وفي تأكيد على عدم الامان، وقع تفجير انتحاري في احد اسواق مدينة كركوك المضطربة، ما ادى الى مقتل 33 شخصا حسب مصادر الشرطة هناك. اما في بغداد، فقد اعلن الجيش الاميركي عن مقتل اربعة من جنوده في هجوم وقع يوم الاثنين، وهو دليل على هشاشة وضع القوات الاميركية اثناء انسحابها.
ويتوقع الخبراء العسكريون المزيد من العنف في الايام القادمة.
ان جهود المالكي في الاشادة بقدرات قواته الامنية هي ستراتيجية لا تخلو من مجازفة. فإذا تبين لاحقا ان القوات العراقية غير قادرة على السيطرة على اعمال العنف، فسوف يكون المالكي ضعيفا امام نقد منافسيه، ليس فقط لانه سيتوجب عليه الطلب من الاميركيين العودة، بل لانه فشل في فرض الامن بدونهم.
وكان بعض القادة الاميركيين قد اعربوا عن صدمتهم لاصرار المالكي على نسبة جميع النجاحات الامنية في العراق الى نفسه. على كل حال، فهم يرون ايضا ان من المهم ان يبدو المالكي والقوات العراقية بمظهر القوي، خصوصا في وجه الفئات المتمردة التي تنوي ان تخل باستقرار الحكومة.
وخفف الجنرال راي اوديرنو، وهو القائد الاعلى للقوات الاميركية في العراق، من حدة التصريحات التي اطلقها قادة البلاد حول الاميركيين، قائلا ان المالكي ابلغه شخصيا ليل الاثنين، ويوم الثلاثاء، تقديره للتضحيات التي قدمتها القوات الاميركية.
واضاف في مؤتمر صحفي عقد في قاعدة فيكتوري العسكرية الاميركية: "لا اتلقى مثل هذه التعليقات السلبية من القادة السياسيين الموجودين في الحكومة. في تقديري، انا صراحة لا اعير هذه التعليقات اهمية لاني اتفهم اننا نعمل على هذا الامر معاً."
كما قلل من شأن المخاوف حول الامن في المدن العراقية بعد انسحاب معظم القوات القتالية، مشيرا الى ان هناك قرابة 130,000 عسكري لايزالون في العراق. وقال ان الجيشين العراقي والاميركي مستمران في التعاون فيما يخص القضايا الامنية داخل وخارج المدن.
وسار نقل الملف الامني الى القوات العراقية على مايرام في معظم الاماكن، لكن كانت هناك بعض المطبات، وهو تذكير للتوترات غير الظاهرة بين الجيشين، والشعور بالاحباط لدى الجنود الاميركيين حينما يرون ان العراقيين متحمسون لدفعهم خارج الباب على الرغم من انهم لايزالون يرغبون في ابقائهم تحت الطلب.
ففي محافظة ديالى، حيث اغلق الاميركيون احدى عشرة من قواعدهم وحامياتهم الثماني عشرة قبل الموعد النهائي، لم يمر تسليم الملف الامني بسلاسة تامة. فقد حضر مسؤول من مكتب المالكي مبكرا في قاعدة قرب بعقوبة واشتكى من ان الاميركيين لم يتركوا المولدات ومكيفات الهواء في القواعد التي اغلقوها، غير ان القادة الاميركيون يقولون ان ذلك لم يكن ابدا جزءا من الاتفاقية. وحدث هذا الاختلاف يوم الاحد وادى الى تأخير التسليم الرسمي.
يقول الكولونيل برت ثومبسون من لواء ستاريكر الاول، التابع الى فرقة المشاة الخامسة والعشرين في بعقوبة: "لا يمكنك ان تعامل شركاءك بهذه الطريقة."
احتفل ساسة متنوعون بمناسبات مختلفة: في عام 2004 حينما سلمت سلطة التحالف المؤقتة السلطة الى الحكومة العراقية الانتقالية، وفي عام 2006 حينما احتل النواب المنتخبون دستوريا لاول مرة مقاعد البرلمان، وفي الاول من كانون الثاني حينما دخلت الاتفاقية الامنية حيز التنفيذ.
يبدو ان المالكي يبذل جهودا واعية لترسيخ صورته كحاكم قوي باستخدام نفس وسائل السلطة التي استعملها سلفه وقد استخدم شبكة التلفاز والصحافة الحكومية لنشر رسائل وطنية، وسخر المسيرات والمهرجانات للحث على الفخار الوطني.
وعلى مدى الايام الماضية لم تكتف قناة العراقية المملوكة للدولة بعرض موقـّت لـ"العد التنازلي للسيادة"، بل عمدت الى اذاعة فقرات دعائية تمجد التاريخ والثقافة والشعب العراقي. وعرضت صوراً للاهوار في جنوب العراق، والاسواق في بغداد، ورجال يؤدون رقصات شعبية تقليدية، واطفال يلعبون في مراعي كردستان –حيث تم تصوير معظم ذلك قبل الغزو في عام 2003– وهو ما يقدم صورة عن العراق غير مألوفة بالمرة بالنسبة لمعظم العراقيين، الذين يعيشون في احياء تحيط بها الجدران الخرسانية، والذين يرغمون على المرور من خلال العديد من نقاط السيطرة كل يوم.
تقول امينة العيساوي، وهي باحثة في مكتب المجلس الاسلامي الاعلى في العراق، "كل هذا من اجل الاعلام. بعض العراقيين متخوفون من رحيل الاميركيين. وبعضهم يعتقد ان الامور ستكون افضل لان اعداء الاميركيين سوف يرحلون كذلك." وتضيف: ان البلاد سوف تكون اكثر أمناً.
Iraq Marks Withdrawal of U.S. Troops From Cities
By ALISSA J. RUBIN
BAGHDAD — Iraq celebrated the withdrawal of American troops from its cities with parades, fireworks and a national holiday on Tuesday as the prime minister trumpeted the country’s sovereignty from American occupation to a wary public.
Even with a deadly car bombing and other mayhem marring the day — the deadline for the American troop pullback under an agreement that took effect Jan. 1 — Prime Minister Nuri Kamal al-Maliki seized on the occasion to position himself as a proud leader of a country independent at last, looking ahead to the next milestone of parliamentary elections in January.
He made no mention of American troops in a nationally televised speech, even though nearly 130,000 remain in the country; most had already pulled back from Iraq’s cities before Tuesday’s deadline.
The excitement, however, has rung hollow for many Iraqis, who fear that their country’s security forces are not ready to stand alone and who see the government’s claims of independence as overblown.
From Basra in the south to Mosul in the north, Iraqis expressed skepticism about the proclamation of “independence.”
“They will not withdraw to their homes; they will stay here and there so that they can return in emergencies,” said Samir Alwan, 28, the owner of a mini-market in Basra. “So it is not sovereignty, according to my point of view, and I think that the Iraqi Army is only able to secure the south of the country and unable to secure Baghdad and Mosul.”
In a national address, Mr. Maliki focused his praise on Iraqi troops and security forces for their role in fighting the insurgency. “The national united government succeeded in putting down the sectarian war that was threatening the unity and the sovereignty of Iraq,” he said, as if the United States had played no role.
President Obama, who ran for office on a pledge to end the war, marked the occasion with minimal fanfare, declaring it “an important milestone” even as he warned of “difficult days ahead.”
“The Iraqi people are rightly treating this day as cause for celebration,” he said.
The withdrawal did not command its own presidential appearance — Mr. Obama’s brief remarks were delivered at a ceremony honoring entrepreneurs — a contrast with his predecessor, who rarely missed an opportunity to celebrate milestones in Iraq.
Underscoring the insecurity, a suicide bombing in a market in a Kurdish neighborhood of the volatile northern city of Kirkuk killed 33 people, according to the police there. In Baghdad, the American military reported that four United States soldiers were killed in an attack on Monday, evidence of the vulnerability of the troops as they withdraw.
Military experts anticipate more violence in the days ahead.
Mr. Maliki’s effort to capitalize on Iraq’s latent anti-Americanism and to extol the abilities of his troops is a risky strategy. If it turns out that Iraqi troops cannot control the violence, Mr. Maliki will be vulnerable to criticism from rivals — not only if he has to ask the Americans to return but also if he fails to enforce security without them.
Some American commanders have said they were taken aback by Mr. Maliki’s insistence on taking credit for all the security successes in Iraq. However, they also see the importance of having him and Iraqi troops appear strong, especially in the face of insurgent factions intent on destabilizing the government.
Gen. Ray Odierno, the top commander of American troops in Iraq, brushed aside the dismissive tone of public remarks by the country’s leaders about the Americans, saying that Mr. Maliki personally thanked him Monday night and again Tuesday for the sacrifices the American troops had made.
“I do not get these negative comments from the political leaders that are in the government,” he said at a news conference at the American military headquarters at Camp Victory. “In my mind, I frankly don’t worry about those comments because I understand that we are working this together.”
He also played down concerns about security in Iraq’s cities after the withdrawal of most American combat forces, noting that nearly 130,000 troops remained in Iraq. He said the American and Iraqi militaries continued to cooperate on security issues inside and outside the cities.
In most places the transition to the Iraqi forces has gone relatively smoothly, but there have been bumps, reminders of the underlying tensions between the two militaries and the resentment that American soldiers feel as the Iraqis appear eager to push them out the door even though they still want them to be on call.
In Diyala Province, where the Americans closed 11 of 18 bases or outposts before Tuesday’s deadline, the transfers did not go entirely smoothly. An official in Mr. Maliki’s office showed up early at a camp near Baquba and complained that the Americans had not left behind generators and air-conditioners for the Iraqis — something the American commander in the region said had never been part of the agreement. The dispute on Sunday delayed the formal transfer.
“You can’t treat your partners that way,” the commander, Col. Burt K. Thompson of the First Stryker Brigade, 25th Infantry Division, said in Baquba.
For Iraqis, claiming sovereignty is something of a national pastime, with various politicians celebrating different markers: 2004, when the American-led Coalition Provisional Authority handed power to the interim Iraqi government; 2006, when Iraq seated its first constitutionally elected Parliament; and Jan. 1, when the security agreement took effect.
Mr. Maliki seems to be making a conscious effort to cement his image as a strong ruler by using many of the same tools of power as the predecessor he hated so much, Saddam Hussein. He has used the state television network and newspaper to spread nationalist messages, and has used parades and festivals to encourage public pride.
Over the past several days the state television network, Al Iraqiya, not only ran a “Countdown to Sovereignty” clock but also broadcast promotional spots glorifying Iraqi history, culture and people. Its images of the marshes of southern Iraq, the markets of Baghdad, men performing traditional dances and children playing in the mountain meadows of Kurdistan — much of it filmed before the 2003 invasion — presented an image of Iraq completely unfamiliar to most Iraqis, who now live in neighborhoods cordoned off by blast walls and are forced to go through multiple checkpoints every day.
“This is all for the media,” said Amina al-Esadi, a female searcher at the compound of the Islamic Supreme Council of Iraq, a religious Shiite political party.
“Some people are afraid because the Americans have left. Some think it will be better because then the enemies of the Americans will leave Iraq” and the country will be safer, she said.

Wednesday, July 01, 2009

المالكي يعتبر الانسحاب الاميركي نصرا للعراق

عن: نيويورك تايمز
ترجمة: علاء غزالة

وصف رئيس الوزراء نوري المالكي انسحاب القوات القتالية الاميركية من المدن العراقية المقرر يوم الثلاثاء بـ»النصر العظيم»، مقارنا اجبار المحتلين الاجانب على الجلاء بالثورة على القوات البريطانية عام 1920. غير ان الاميركيين راضون بهذا الوصف رمزيا وماديا. فحسب ما افاد مسؤولون عراقيون واميركيون، فان القادة الاميركيين قد وصلوا إلى موعد الثلاثين من حزيران، وهو الموعد النهائي لانسحاب القوات المقاتلة من المدن العراقية، اكثر مما كان متوقعا قبل اسابيع قليلة ماضية.قام الاميريكون باغلاق الحاميات التي طالما دعوا العراقيين الى ابقائها مفتوحة،
بضمنها تلك الواقعة في بغداد ومدينة الموصل المضطربة في الشمال، بعد ان استنتجوا، حسب ما يقول المسؤولون، الى ان استمرار الدفع من اجل هذه القضية لن يكون مفيدا، مع الاخذ بنظر الحسبان الأهمية السياسية التي حدت بالسيد المالكي لتحديد تاريخ الموعد النهائي.
وقد اعلن يوم الانسحاب عطلة وطنية، على الرغم من انه من غير الواضح فيما اذا كان العراقيون سوف يقيمون «الولائم والاحتفالات»، كما وعدهم مؤخرا.
يقر المسؤولون العراقيون والاميركيون بالمخاطرة، على كل من موقف المالكي السياسي وعلى امن العراق.
ففي يوم الاربعاء، بعد اربعة ايام من اغلاق القاعدة الاميركية في مدينة الصدر، تسبب انفجار قنبلة كانت مخبأة بمقطورة دراجة نارية في احد اسواق المدينة ما أدى الى مقتل 76 شخصا وجرح اكثر من 150. وفي يوم الخميس، انفجرت سبع قنابل على الاقل في مناطق مختلفة من البلاد فيما يبدو انه رسالة من المتطرفين قبل ايام من الموعد النهائي.
استند معظم الدعم السياسي الذي حظي به المالكي على حقيقة ان العنف قد انخفض بعد فترة الاضطرابات في عامي 2006 و2007، وانه قد اعاد بناء القوات الامنية، وانه قد اشرف على بداية نهاية الحرب الاميركية. وهو نادرا ما ذكر أي دور للاميركيين في تحسن الوضع الامني في العراق، برغم من تواجد 130,000 جندي اميركي في البلاد.
وقد صرح المالكي، في مقابلة مع صحيفة لوموند، اسبوع الماضي قائلا: « لن نطلب منهم التدخل في العمليات القتالية المتعلقة بالحفاظ على النظام العام. لقد قضي الامر.»
ومع بقاء ايام على الموعد النهائي، فقد تغير مسرح عمليات الجيش الاميركي جذريا، ويعود ذلك بشكل كبير الى اصرار المالكي.
كما تم تفكيك قواعد كانت بنيت على مدى شهور واعوام، في فترة لم تتعد اسابيع معدودة،كما انتهى التواجد المستمر للمدرعات الاميركية في شوارع بغداد، الى حد كبير.
واغلقت اكثر من 150 قاعدة وحامية اميركية في المدن هذا العام، وهو ما يمثل 85 بالمئة من مجموع القواعد الاميركية، على حد قول المسؤولين العراقيين، بضمنها بعض من التي اعتبرها القادة الاميركيون قواعد حيوية.
على أن الأميركيين وافقوا على تعليق جميع العمليات الاميركية، حتى وان كانت لغرض الاسناد فقط، خلال الايام الاولى من تموز من اجل تعزيز وجهة النظر التي يعتنقها المالكي: ان القوات العراقية تسيطر الان بشكل كامل على المدن العراقية.
يقول علي الاديب، وهو احد كبار قادة حزب الدعوة الذي يرأسه المالكي: « لن يكون الاميركيون منظورين بالنسبة للناس، سوف يتحولون إلى أشباح.»
يثير هذا الموعد النهائي نوعا من عدم اليقين لدى المواطن العراقي العادي، بعيدا عن الروح الاحتفالية، وهو ما يؤكد على المشاكل المحتملة التي قد يواجهها السيد المالكي اذا ما اشتد سفك الدماء، حتى ان بعضا من القادة العراقيين يشعرون بالقلق. فالعميد محمود محسن، آمر الفرقة الاولى في الشرطة العراقية، يتوقع جادا ان يعود العنف الطائفي، ويحذر من ان السيطرة على الحدود العراقية مازالت غير فعالة، ما يسمح بدخول المقاتلين الاجانب.
ويقول: «انهم يعملون على ازالة جميع المعدات التي وفرها لهم الاميركيون، ومع وجود اجندة لدى دول الجوار فان هذا العمل ما هو الا وصفة للكارثة.»
يبدو ان الغرض من الهجوم في مدينة الصدر، شأنه شأن الهجمات الاخيرة، هو لتحطيم مصداقية حكومة المالكي، ولاختبار القوات الامنية، ولتدمير الروح المعنوية للشعب بشأن التحسن الامني، وقد وقع كل ذلك فعلا، الى حد ما. تقول امرأة، عرّفت نفسها بإسم ام حسن، وهي تقف وسط انقاض التفجير الذي وقع يوم الاثنين الماضي خارج منزلها في حي اور ببغداد: «حينما يخرج الاميركيون الى خارج مراكز المدن فان حربا كبيرة سوف تقع.» وتقول: انها لم تشاهد اميركيين في حيها السكني منذ شهور عديدة،وتضيف: «نحن نسأل الله ان يعيننا على ما هو آت.»
يتوقع العراقيون والاميركيون ان تحصل هجمات في الايام السابقة واللاحقة للموعد النهائي أمس الثلاثاء، حيث يسعى المتطرفون إلى الإفادة من الانسحاب الاميركي.
وكانت الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة، التي حددت يوم الثلاثين من حزيران موعدا نهائيا لانسحاب القوات الاميركية من المدن، على ان تنسحب من جميع البلاد بحلول عام 2011، قد اعطت القادة الاميركيين اذنا واسعا في مواصلة العمليات القتالية.
غير ان القرار في المكان الذي يقيم فيه الاميركيون، وما ينبغي عليهم ان يقوموا به، يقع الان على عاتق العراقيين، بينما يتباطأ الاميريكون في التفاوض على ذلك.
يقول اللفتنانت كولونيل تيموثي كارجر، آمر القوات التي ستغادر مدينة الصدر: «سوف نتبع أي طريقة تطلب منا الحكومة العراقية اتباعها.»
بطبيعة الحال، هذا الامر هو ابعد ما يكون عن انسحاب تام، فسوف تبقى الالاف من القوات القتالية الاميركية في بغداد والمدن العراقية الاخرى، وهم بالكاد سوف يغيرون دورهم من العمليات القتالية الى التدريب والنصح، ولا توجد –حتى الان– اية تحديدات على استخدام الاميركيين للطائرات العمودية، وهو تذكير منتظم يلوح فوق الرؤوس على القوة النارية الباقية.
وكان الاميركيون حساسين خصوصا لموقف المالكي السياسي، مؤكدين على السيادة العراقية في كل مناسبة، وقد رفضوا الافصاح عن عدد القوات المتبقية في المدن، وذلك –على ما يبدو– خشية ان يقللوا من شأن اعلان المالكي للانسحاب التام. وكان البريغادير جنرال ستيفن لانزا، المتحدث العسكري الاقدم، قد صرح بان عددا «صغيرا للغاية» سوف يبقى تحت تصرف العراقيين، لتنفيذ عمليات التدريب التي لا يستطيع العراقيون ان يقوموا بها بانفسهم حتى الان، مثل عمليات الاخلاء الطبية الطارئة. وقد انجزت معظم اعمال التفكيك المعقدة ونقل المعدات التي تبلغ قيمتها الملايين من الدولارات من الحاميات في المدينة اثناء الليل. حيث أمر الجنرال راي اوديرنو، القائد العام للقوات الاميركية في العراق، ان تتم العمليات الاساسية المتزايدة، مثل النقل وحركة قوافل الامدادات، في ظلام الليل، حيث لا يرى الا قليل من العراقيين ان الانسحاب الاميركي ليس كاملا.
يقول المسؤولون ان المالكي يظهر براغماتية اكثر في مناقشاته مع الاميركيين مما يبدو في خطبه العلنية بشأن طرد المحتلين الاجانب. وعلى سبيل المثال، فهو يطلب من القوات الاميركية المتخصصة في البحث عن المتفجرات ان تستمر في مسح شوارع بغداد. ومع ذلك، فان لهجته القوية واحساسه المتضخم في قدرات قواته الامنية، على حد وصف احد المستشارين الغربيين، لم يتركا له الا مجالا قليلا، من الناحية السياسية، على اتخاذ خط رجعة ان ساء الوضع الامني بشكل كبير.
يقول الجنرال لانزا عن الانسحاب الاميركي القادم يوم الثلاثاء: «من الناحية الرمزية، هذا ما اردناه للعراقيين كأمة مستقلة».
Premier Casting U.S. Withdrawal as Victory for Iraq
By STEVEN LEE MYERS and MARC SANTORA
BAGHDAD — Prime Minister Nuri Kamal al-Maliki has taken to calling the withdrawal of American combat troops from Iraq’s cities by next Tuesday a “great victory,” a repulsion of foreign occupiers he compares to the rebellion against British troops in 1920.
And the Americans are going along with it, symbolically and substantively.
American commanders have hewed far more closely to the June 30 deadline for withdrawing combat forces from Iraq’s cities than expected only a few weeks ago, according to American and Iraqi officials.
They have closed outposts — even in Baghdad and still-troubled Mosul in the north — that they had initially lobbied the Iraqis to keep open, having concluded, the officials said, that pressing the case would be counterproductive given the political significance that Mr. Maliki had given the deadline.
The day itself has been declared a national holiday, though it is not yet clear whether Iraq will hold the “feast and festivals” he recently promised.
American and Iraqi officials acknowledge the risks — to Mr. Maliki’s political position and to Iraqis’ safety.
On Wednesday, four days after the last American base in Sadr City closed, a bomb hidden on a motorcycle cart killed at least 76 people and wounded more than 150 in a market in the neighborhood. On Thursday, at least seven bombs exploded around the country in what appeared to be a message from extremists days before the deadline.
A great deal of Mr. Maliki’s political support rests on the fact that violence has declined since the carnage of 2006 and 2007, that he has rebuilt the security forces, that he has presided over the beginning of the end of the American war. He rarely mentions any American role in the improved security in Iraq — though 130,000 American troops remain in the country.
“We will not ask them to intervene in combat operations related to maintaining public order,” he said in an interview with Le Monde published last week. “It is finished.”
With the deadline now only days away, a drastically reshaped American military posture has emerged, largely because of Mr. Maliki’s insistence.
Bases built over months and years have been dismantled, often in weeks. The once ubiquitous presence of American armored vehicles on Baghdad’s streets has largely ended.
More than 150 American bases or outposts have been closed in Iraqi cities this year — 85 percent of the total, an Iraqi official said — including some that commanders considered crucial.
The Americans asked to keep open an outpost in Sadr City, the Shiite neighborhood in Baghdad that once served as the base of Shiite militias, only to be rebuff.
“This is one we wanted,” Brig. Gen. John M. Murray said. “The Iraqi government said ‘no,’ so now we are leaving.”
The Americans even acquiesced to requests to suspend virtually all American operations — even in support roles — for the first few days of July to reinforce the perception that Mr. Maliki desires: that Iraqi security forces are now fully in control of Iraq’s cities.
“They will be invisible for the people,” Ali al-Adeeb, a senior leader in Mr. Maliki’s Dawa Party, said of the Americans. “They will turn into genies.”
Far from a celebration, the deadline has provoked uncertainty and even dread among average Iraqis, underscoring the potential problems that Mr. Maliki could face if bloodshed intensifies.
Even some Iraqi officers are worried. Brig. Gen. Mahmoud Muhsen, a commander with the First Division of the Iraqi National Police, grimly predicted that sectarian violence could return. He warned that control of Iraq’s borders remained ineffective, allowing more foreign fighters to enter.
“They are taking away all the equipment that the Americans provide,” he said, “and with the agenda of countries neighboring Iraq, it is a recipe for disaster.”
The Sadr City attack, like others recently, appeared intended to discredit Mr. Maliki’s government, to test its security forces and to undermine the public sense of improving security. To some degree, they already have.
“When the Americans get out of city centers, a big war will start,” a woman who identified herself as Um Hussan said amid the wreckage of a bombing on Monday outside her house in the Ur neighborhood of Baghdad. It has been months, she added, since she last saw American forces there.
“We ask God to help us for what is coming,” she said.
Iraqi and American officials anticipate attacks in the days surrounding Tuesday’s deadline, as extremists, Sunni and Shiite, seek to exploit the American withdrawal.
The security agreement between Iraq and the United States that set the June 30 deadline for withdrawing from the cities, and from the country by 2011, gave American commanders broad discretion to continue operations.
But decisions on what Americans remain where — doing what — ultimately now rest with the Iraqis, and the Americans have deferred in negotiations.
“We will be gone in whatever way the Iraqi government tells us to be gone,” said Lt. Col. Timothy M. Karcher, commander of the forces departing Sadr City.
It is far from a complete withdrawal, of course. Thousands of American troops will remain in Baghdad and other cities, merely shifting their role from combat to training and advising. So far there are no restrictions yet on the American use of helicopters, a regular reminder overhead of remaining firepower.
The Americans have been strikingly sensitive to Mr. Maliki’s political position, emphasizing Iraqi primacy in all public remarks. They have declined to specify how many American troops will remain in cities, seemingly fearful of undercutting Mr. Maliki’s public declarations of a full withdrawal.
The chief military spokesman, Brig. Gen. Stephen R. Lanza, said that only an “extremely small” number would remain at the request of the Iraqis, conducting training and operations that the Iraqis could not yet do on their own, like emergency medical evacuation.
Much of the complicated work of dismantling and removing millions of dollars of equipment from the combat outposts in the city has been done during the dark of night. Gen. Ray Odierno, the overall American commander in Iraq, has ordered that an increasing number of basic operations — transport and resupply convoys, for example — take place at night, when fewer Iraqis are likely to see that the American withdrawal is not total.
In his discussions with the Americans, officials said, Mr. Maliki has shown far more pragmatism than his public remarks about repulsing foreign occupiers might suggest, requesting, for example, that American explosive removal teams keep sweeping Baghdad’s streets.
Still, his strong language and what one Western adviser described as his inflated sense of the abilities of his own forces have left him little room, politically, to backtrack should the security situation worsen significantly.
“Symbolically,” General Lanza said of the withdrawing American forces ahead of Tuesday, “this is what we want for the Iraqis as a sovereign nation.”
Duraid Adnan contributed reporting.