Wednesday, April 28, 2010

معاناة اللاجئين العراقيين في أميركا

عن: لوس انجلس تايمز
ترجمة: علاء غزالة

ادت اعمال التفجير والتعذيب وسنوات النفي الى تدمير عائلة عزيز في العراق. وهكذا، جاءت الانباء الجديدة تحمل البشارة: لقد تمت المصادقة على طلب اللجوء الذي تقدم به. سوف يذهب عبد العزيز وزوجته هيفاء واولادهما الاربعة الى الولايات المتحدة.
تنتمي العائلة الى الطائفة المندائية، وهي اقلية دينية تعرضت الى الاضطهاد في العراق، وقد تركت كل شيء خلفها في منزلها ببغداد، لكنها خططت لبناء حياة جديدة في مدينة إلكايون. وبعد عام، كان عبد العزيز، 49 عاما، يذرع بيته، المؤلف من غرفتي نوم، جيئة وذهابا محركا مسبحته في يده قلقا. فاولاده الثلاثة يخوضون في الطرقات بحثا عن عمل، ينافسون في ذلك المهاجرين من المكسيك. اما هيفاء، 49 عاما، فتحني ظهرها الذي مزقته القنابل، لتضيء شمعة وتصلي.
وكان عبد العزيز ثريا في الماضي، اذ انه كان يمتلك محل مجوهرات في العراق، الا انه الان يعتمد على المساعدات الحكومية ليتسنى له العيش في تلك البلاد، لكن مدة منح هذه المساعدات البالغة ثمانية اشهر قد انتهت بالفعل. ومازال افراد العائلة بلا عمل، شأنهم في ذلك شأن الكثير من العراقيين الذين يصادفوهم في انحاء المدينة.
ويقول عبد العزيز: "لماذا يأتون بالعراقيين الى هنا؟ ليست هناك فرصَ عمل."
وبالمثل اصبحت قصص تلاشي احلام المهاجرين في تزايد مستمر في هذه الضاحية التابعة لمدينة سان دييغو، حيث ازدحم الالاف من اللاجئين العراقيين في شققهم، وفي طوابير توزيع المساعدات الانسانية، وفي مدارس تعليم اللغة الانكليزية، بينما يمر تقديرهم للولايات المتحدة في اختبار فرضه عليهم شبح الفقر.
وعلى خلاف موجات اللاجئين السابقة، التي نجمت عن الحروب والصراعات، فان اعادة توطين العراقيين قد حطت بهم في صحراء اقتصادية. وتوارت فرص العمل والمنافع الحكومية السخية التي ساعدت اجبالا من المهاجرين السابقين على تسلق السلم الاقتصادي.
اضطر لاجئون مثل عبد العزيز الى بيع مجوهراتهم ومقتنيات العائلة الثمينة لدفع بدلات الايجار. وعمد آخرون الى اقتراض الاموال او العيش على المساعدات التي يرسلها اليهم اقاربهم في العراق. واحتشدت العوائل في شقق ضيقة، بينما استسلمت ثلة منهم فعادت الى الشرق الاوسط.
يقول مايكل مكاي، رئيس مكتب الكنسية الكاثولوكية في سان دييغو: "كان الامل يملؤهم عندما جاءوا الى هنا، وكانوا شاكرين. لكن بعد اشهر قليلة، تحطمت كل آمالهم. انه لامر محزن."
جاءت حالة اللجوء بشكل غير متوقع بالنسبة للكثيرين. فقد رفعت عملية الاطاحة بصدام ومن ثم اعدامه الامال بان يرتقي العراق، وهو البلد الغني بالنفط، الى مصافِ الدول الخليجية، يزهر باصحاب الملايين ويزخر بالمباني العالية الفخمة. لكن بدلا من ذلك، تفشى العنف الطائفي في عام 2006، مغذيا الهجمات ضد الاقليات العرقية والدينية، ما ادى الى فرار الكثير منهم الى سوريا والاردن. ثم قامت الحكومة الاميركية، التي غمرتها طلبات الهجرة، بزيادة عدد العراقيين المصادق على طلباتهم في عام 2008.
ومنذ ذلك الحين امتلأت المدن الاميركية بجاليات عراقية كبيرة. فقد وصل الى مدينة إلكايون، التي يقطنها ستة وتسعون الف نسمة يتحدر ربعهم من اصول عراقية، حوالي سبعة الاف عراقي في العام الماضي. ويتوقع ان تصل دفعة مشابهة هذا العام، ما يؤدي الى استنزاف الموارد والمدارس في تلك المدينة التي يعتقد انها تضم ثاني اكبر جالية عراقية في البلاد، معظمهم من المسيحيين الكلدان.
تنتشر لوحات اعلانية كتبت باللغة العربية على الطريق الرئيس في المدينة تشير الى مطاعم الكباب، وتكتظ المقاهي بالرجال العراقيين المتقاعدين والعاطلين عن العمل يرتشفون اكواب الشاي الاسود القوي. ويبتاع اللاجئون الذين يحوزون على (بطاقة الطعام) الخبز الحار والتمور من الاكشاك ويقفون في الطابور بانتظار الحصول على سرير من المتبرعين في كنيسة القديس بطرس. وهناك قوائم انتظار لدروس اللغة الانكليزية، وتم تحويل بعض اللاجئين الى المنازل المعدة لإيواء المشردين. كما ان قرابة نصف شاغلي دور الحضانة في مدارس المقاطعة المحلية هم من اللاجئين.
وفي الشهر الماضي، احتشد المئات من المهاجرين في بناية وكالة الخدمات الاجتماعية، ذات الغرف الثلاث، للقاء مسؤولين في الحكومة العراقية. وقد اضطرت الشرطة الى تفريق الجمع الغاضب الذين تجمعوا لمحاولة ترويج معاملتهم مع الحكومة العراقية.
يقضي جوزيف زيدون، رئيس مركز المقاطعة الشرقية للاجئين، ايامه في نقل الارامل اللاتي لا يتملكن سيارات الى العمل، وفي ايجاد عمل لبعض الناس، وفي ترجمة المكالمات الهاتفية لقوات الشرطة. وهو يصحو كل صباح ليجد العشرات من الرسائل الهاتفية من اناس يطلبون المساعدة. يقول زيدون، وهو يدير واحدة من حفنة من وكالات الخدمات الاجتماعية في المدينة: "انه لامر غامر. الناس في امس الحاجة. انهم بحاجة الى المساعدة، وليست هناك مساعدات كافية."
يمكنك قراءة قصص الفجيعة على وجوه نسوة محجبات، ورجال في متوسط العمر يلعبون الدومينو في المقاهي واطفال ينامون في غرف تقطعها حبال نشرت عليها الملابس. وكان اللاجئون قد خضعوا لمقابلات مكثفة اجريت من قبل السلطات الاميركية في الخارج، والتي توصلت الى ان خوفهم من الاضطهاد له ما يبرره. تقرأها في رجل اشيب الشعر يقف في طابور المساعدات الانسانية، عاطل عن العمل في بلد جديد، بعد ان كان قد تعرض للاختطاف وخسر مزرعتة الدواجن على يد رجال المليشيات. وفي رجل قوي البنية بجلس بمقهن كان قد عمل حارسا امنيا لمؤسسة صحفية اجنبية غادر بغداد بعد ان تلقى ظرفا بريديا يحوي خمس اطلاقات بداخله، واحدة لكل فرد من اسرته.
كثير من هؤلاء اللاجئين اطباء ومهندسين واصحاب حرف متعلمين، وهم يشعرون بالمهانة في قبول اعمال مثل غسل الصحون او الخدمة في المطاعم او تنظيف الحدائق، على انهم لا يستطيعون حتى الحصول على اي من تلك المهن.
يُقدر ان ثمانين بالمئة من اللاجئين عاطلين عن العمل، استنادا الى قادة المجتمع ووكالات الخدمات الاجتماعية. ويقوم زيدون، وهو مهندس سابق عمل في غسل الصحون عندما جاء الى الولايات المتحدة قبل اثني عشر عاما، بتشجيع ابناء جلدته على البدء من الحضيض ان دعت الضرورة. يقول: "علينا ان نتواضع وان ننسى ما كنا عليه هناك."
لم تنسَ جوان سليمان ماضيها السعيد، لكنها توصلت الى مساومة للمستقبل. فطبيبة التخدير هذه، والام لطفلين، غادرت بغداد بعد ان قتلت المليشيات ابن اخيها، وبالكاد نجت من انفجار سيارة مفخخة. وبسبب عدم قدرتها على العمل كطبيبة، بقيت عاطلة عن العمل هنا لمدة عام كامل قبل ان تحصل على عمل كمترجمة. وتعيش السيدة سليمان، 48 عاما، في شقة ذات غرفة نوم واحدة مع ابنتها التي تبلغ خمسة عشر عاما من العمر.
لا تبلغ مساحة مجمل الشقة التي تعيش فيها الان اكثر من سعة غرفة المعيشة في بيتها المؤلف من ثلاث طبقات ببغداد، لكنها على الاقل لن ترى اجزاءا بشرية وهي في طريقها الى العمل، او تضطر الى ارتداء غطاء الرأس عند خروجها، وهو ما ترغم الكثير من النسوة على فعله في العراق. وهي تقول ان منطقة سان دييغو آمنة، وهذا بحد ذاته بركة، على حد قولها. وتضيف: "ان لم اذهب الى الجنة بعد الموت، فانا اعيشها الان."
امتلك عبد العزيز معملا في بغداد واربعة متاجر. وكان لدى عائلته منزلا يحتوي على ست غرف نوم وذا حديقة غنـّاء. وكان لديهم خدم وسائقين، وقضوا عطلهم في المنتجعات السياحية المجاورة لهم. وحينما حمى وطيس الفتنة الطائفية كان المندائيين امثال عبد العزيز ضعفاء فيها بشكل خاص. فدينهم، وهو من الاديان القديمة وهم يعتبرون يوحنا المعمدان نبيهم، لا يسمح لهم دينهم بحمل السلاح. وبسبب طبيعتهم المسالمة ولكونهم موسورين الحال نسبيا، حيث ان الكثير منهم صاغة وتجارا، فقد اضحوا هدفا سهلا للارهاب.
تعرضت ابنة عبد العزيز الى الاختطاف في عام 2005 وهي في طريقها الى المدرسة، وطلب خاطفوها فدية قدرها خمس وعشرون الف دولار. وبعد بضعة اشهر، اقتحم مسلحون مقنعون منزله وعذبوه باستعمال قضيب ساخن. وهكذا، هربت العائلة الى سوريا وافتتحت متجرا صغيرا. وبعد عامين، وافق مسؤولون اميركيون على طلب اللجوء الذي تقدموا به. لقد كان هذا حدثا فاصلا. وقد احرقت المليشيات منزلهم في العراق.
اما منزلهم في إلكايون، فهو منزل معتدل السعة ومؤثث بالاسرة التي تبرع بها المحسنون، والبطانيات والمناضد المستعملة سابقا. وحينما لا يكون عبد العزيز في منزله يذرعه قلقا، فهو في وكالة الخدمات الاجتماعية لطلب المساعدة الطبية لزوجته. وكانت قد تعرضت الى اصابة في عمودها الفقري بعد ان انفجرت قربها قنبلة في السوق الذي كانت تتبضع منه في العراق.
وهي تعاني من صعوبة في المشي الان وهي بحاجة الى عملية جراحية لاصلاح المشد في ظهرها، والذي تم زراعته على يد اطباء في الاردن. تقول هيفاء، بلغة انكليزية غير سليمة: "لست سعيدة. علي ان ابقى في المنزل كل يوم."
وتلقى كل فرد من العائلة مبلغ اربعمئة وخمسون دولارا في الشهر، على مدى الاشهر الثمانية الاولى، كمساعدات حكومية للاجئين. لكن العائلة لا تستلم الان الا مبلغ سبعمئة وخمسون دولارا على شكل بطاقة الطعام. وهم بالكاد يستطيعون ان يدفعوا بدل الايجار البالغ الفا ومئة وخمسون دولارا في الشهر عن طريق بيع قطع الذهب التي احتفظ بها عبد العزيز من عمله السابق.
ولا توفيق في محاولة الحصول على عمل. فقبل ايام قليلة حاول رامي، ابنهم الاصغر، الحصول على عمل في مركز تسوق راق. اشار موظفو المتاجر المختلفة بالالتحاق بصف طويل امام قسم خدمة الزبائن. جميع اوراق طلب العمل التي تقدم بها رامي كانت متشابهة.
الموقع الوظيفي؟ "اي شيء."
متى يمكنك البدء بالعمل؟ "في اي وقت."
دوام كامل ام دوام جزئي؟ "جميع الاوقات"
يقول رامي، وهو في اوائل العشرينات من العمر: "انهم يقولون انهم سوف يتصلون بك، لكنهم لا يفعلون ذلك ابدا."
وفي لحظة تعاسة، تتعجب العائلة لماذا جاءت الى الولايات المتحدة. كان لديهم خيارات اخرى، بضمنها السويد واستراليا. وبدأوا التفكير في العودة الى سوريا، حيث يمكنهم على الاقل فهم اللغة، كما توجد هناك طائفة مندائية صغيرة. وتتعبد العائلة بمفردها الان ايام الاحاد. تغطي هيفاء رأسها بوشاح بينما تقرأ كتابهم المقدس. وهي تصلي من اجل العافية والرضا ببيتها البديل. تقول: "سوف احب هذا البلد حينما يحصل اولادي على عمل ونحظى بحياة طبيعية."

Iraqi refugees find hard times

Bomb blasts, torture and years of exile had all but ruined the Azeez family of Iraq. So the news sounded promising: Their refugee application had been approved. Abdul, his wife, Haifaa, and their four adult children were coming to America.

The family of Mandeans, a persecuted religious minority in Iraq, had left behind almost everything in their Baghdad home but planned to create a new life in El Cajon.

One year later, Abdul, 49, fiddles with worry beads as he paces in his two-bedroom town house. His three sons scour the streets competing for jobs with Mexican immigrants. Haifaa, 49, bends her brittle, bomb-shattered back to light rose-scented candles and prays.

Abdul, once a wealthy merchant who owned jewelry stores in Iraq, was counting on government support to resettle, but the eight months of payments have run out. The family members still lack work, as do many Iraqi refugees they encounter around town.

"Why are they bringing Iraqis here? There are no jobs," Azeez said.

Similar accounts of fading immigrant dreams are increasingly common in this San Diego suburb, where thousands of Iraqi refugees crowd apartment complexes, welfare lines and English-language schools, their appreciation for the United States tested by the specter of poverty.

Unlike previous waves of refugees from wars and other conflicts, the Iraqis' displacement has landed them in an economic desert. Gone are many of the jobs and generous government benefits that lifted earlier generations of immigrants up the economic ladder.

Refugees like the Azeez family resort to selling off jewelry and family heirlooms to pay the rent. Others borrow or live off money sent from relatives in Iraq. Families double up in tiny apartments. A handful have given up and returned to the Middle East.

"They're on a natural high when people get here. They are grateful," said Michael McKay, head of the Catholic Charities office in San Diego. "But after a few months, it's kind of a crash. Things are tough."

A refugee existence came unexpectedly for many. Saddam Hussein's ouster and execution lifted hopes that Iraq -- flush with oil profits -- would join the ranks of modern Arab states, minting millionaires and sprouting gleaming skylines. Instead, sectarian violence broke out in 2006, fueling attacks against ethnic and religious groups, many of whose members fled to Syria or Jordan. The U.S. government, inundated with immigration requests, dramatically increased the number of Iraqi refugee admissions in 2008.

Since then U.S. communities with large Iraqi populations have been flooded with refugees. In El Cajon, where about one-quarter of the population of 96,000 has Iraqi ancestry, an estimated 7,000 Iraqis arrived last year. A similar surge is expected this year, straining resources and schools in the city believed to have the second-largest number of Iraqis in the country, most of them Chaldean Christians.

On Main Street, which is dotted with signs in Arabic and kebab eateries, cafes are jammed with retired or unemployed Iraqi men sipping strong black tea. Refugees using food stamps buy fresh koboz bread and dates at storefront markets and get in line for donated mattresses at St. Peter's Church. There are waiting lists for English classes, and some refugees have been referred to homeless shelters.

Nearly half of the kindergartners in the local school district are refugees.

Last month, hundreds of immigrants tried to squeeze into a three-room social services agency to meet with Iraqi government officials. Police had to disperse angry crowd members who had gathered to get their Iraqi government documents processed.

Joseph Ziauddin, president of the East County Refugee Center, spends his days shuttling car-less widows to work, finding people jobs and translating police calls. Every morning, he wakes to dozens of phone messages from people asking for assistance.

"It's overwhelming," said Ziauddin, who runs one of a handful of social service agencies for Iraqis in the city. "People are in need. They need help, and there's not enough."

The tales of trauma and struggle spill out from women in veils, middle-aged men playing dominoes and children who sleep in clothesline-strung bedrooms. The refugees have been interviewed extensively by U.S. authorities abroad who have determined that their fears of persecution back home are credible.

A white-haired man stands in a welfare line, jobless in a new country after having been kidnapped and losing his chicken farm in Iraq to Muslim militants. A burly man in a cafe who had worked as a security guard for foreign media left Baghdad after receiving an envelope with five bullets inside, meant for each member of his family.

Many refugees are doctors, engineers and other educated professionals who feel humiliated taking jobs as busboys or waiters or landscapers -- when they can even land such work.

An estimated 80% of the refugees are jobless, according to community leaders and social service agencies. Ziauddin, a former engineer who worked as a busboy when he first arrived in the U.S. 12 years go, encourages countrymen to start at the bottom if necessary.

"We have to humble ourselves and forget who we were there," Ziauddin said.

Jwan Sulaiman hasn't forgotten her privileged past but has come to terms with the future. An anesthesiologist in Baghdad, the petite mother of two left after militants killed her nephew and she narrowly avoided a car bomb.

Unable to work here as a doctor, she was jobless for a year before finding employment as an interpreter. Sulaiman, 48, lives in a one-bedroom apartment with her 15-year-old daughter.

The apartment could fit in the living room of her three-story house in Baghdad, but at least now she doesn't see body parts on her way to work, or wear a head scarf in public as many women are forced to in Iraq. The San Diego area is safe, and that in itself is a blessing, she said.

"If I can't go to heaven later on," she said, "I am living it now."

The Azeez family members aren't so willing to embrace their new country.

In Baghdad, Azeez owned a jewelry manufacturing plant and four stores. The family's six-bedroom home featured a large, country-club-like garden. They had servants and drivers, and vacationed at a popular lake resort nearby.

When sectarian tensions boiled over, Mandeans like the Azeezes were especially vulnerable. An ancient religion whose adherents consider John the Baptist their prophet, its members can't carry weapons. Because of their pacifist ways and relative wealth -- many Mandeans are goldsmiths or merchants -- they became easy targets.

Azeez's daughter was snatched on her way to school in 2005, the abductors forcing him to pay a $25,000 ransom. A few months later, hooded gunmen broke into the house and tortured Azeez with a hot poker.

The family fled to Syria and opened a small market. After two years, U.S. officials approved their refugee application. It was a lifeline. Muslims had burned down their home in Iraq.

In El Cajon, their modest town house is furnished with donated mattresses, blankets and secondhand tables.

When Azeez isn't home pacing in his socks and flip-flops, he's calling on social service agencies for medical attention for his wife. Back in Iraq, her spine was injured when a bomb exploded at a marketplace where she had gone shopping.

She has trouble walking now and needs surgery to repair the brace in her back, which was implanted by doctors in Jordan. "Not happy. Everyday sit in home," Haifaa Azeez said in broken English.

During the family's first eight months in the United States, each member received the $450 in monthly government support distributed to all refugees. The family's only government support now is $750 in food stamps. By selling off pieces of gold they were able to take from Abdul's business, they barely make their $1,150 rent.

The job hunt is bleak. On a recent day, Rami, their youngest son, looked for work at an upscale shopping center. Employees at various stores directed him to long lines at customer service departments.

Each of Rami's finished applications reads the same.

Position? "Anything."

Available start date? "Any time."

Full or part time? "All of the time."

"They say they'll call back, but they never do," said Rami, who is in his early 20s.

In bleak moments, family members wonder why they came to the United States. They had options, including Sweden and Australia. They've considered returning to Syria, where at least they understand the language and there is a small Mandean community.

For now, the family worships alone on Sundays. Haifaa covers her head with a veil while she reads from their holy book. She prays for good health and acceptance in her adopted home.

"I will love this country," she said, "when my children get jobs and we get a normal life.”

Wednesday, April 21, 2010

الولايات المتحدة تصدر لوائح جديدة للاحجتاز بتهمة الارهاب

عن: لوس انجلس تايمز
ترجمة: علاء غزالة

صرح احد كبار المسؤولين الاميركيين ان ادارة اوباما عاكفة، لاول مرة، على وضع لوائح سرية تتضمن تعليمات تساعد الحكومة في اتخاذ قرارها بشأن المشتبهين بالارهاب الذين يتم القاء القبض عليهم حديثا، فيما اذا كان عليها ان تقدمهم للمحاكمة او ان تضعهم قيد الاعتقال المستمر بدون محاكمة.
ويؤكد عدد من المسؤولين ان مسودة هذه الوثيقة تتوقع ان عددا قليلا من المشتبه بعلاقتهم بالارهاب الذين سيتم القاء القبض عليهم في المستقبل قد يتم احتجازهم والتحقيق معهم في سجن خارج الولايات المتحدة. ومن الراجح ان تكون قاعدة باغرام الجوية في افغانستان، على المدى القصير على الاقل، مقرا لهذا المعتقل.
لكن المسؤولين في وزارة الخارجية عملوا على تأخير المصادقة على هذه التعليمات بسبب قلقهم من ان يؤدي اقرار اللوائح بشكل رسمي –حتميا– الى الاستخدام الموسع للاعتقال الطويل المدى، بما يشبه معتقل غوانتانامو باي في كوبا، والذي تعهد الرئيس اوباما باغلاقه.
وقد أثير النقاش حول هذه التعليمات من قبل قوة المهمات التي شكلها اوباما لدراسة قضايا المعتقلين بعد ان اصدر امرا تنفيذا في العام الماضي نص على الغاء الكثير من الممارسات التي اقرتها ادارة الرئيس جورج دبليو بوش. غير ان المسؤولين الذين تولوا وضع السياسات البديلة يقولون ان على الحكومة اعادة التفكير في كيفية استجابتها في حال اعتقال احد كبار عناصر القاعدة خارج الولايات المتحدة.
يقول احد كبار المسؤولين: "يجري وضع قواعد للاجراءات." كما ان من المحتمل ان تكون هذه اللوائح سرية و"يتم اتباعها في حال امسكنا غدا بشخص ما، اذ انها تبين ما الذي يجب ان نفعله نحوه، وكيف نتخذ هذا القرار."
وتأتي هذه التداعيات وسط جدل داخلي اوسع حول المدى الذي سيذهب اليه اوباما في تكرار الممارسات التي تم اعتمادها من قبل سلفه الرئيس بوش، وهو توجه تعمل على ايقافه مجاميع حقوق الانسان، وحتى مسؤولين داخل ادارة اوباما. ولم يطلب اوباما وضع هذه التعليمات مباشرة، لكن كبار المستشارين يعتقدون انه لولاه لكان توجّب عليهم اتخاذ قرارات مستعجلة للتعامل مع المشتبه بعلاقتهم بالارهاب في حال التمكن من الامساك بهم.
يقول احد مسؤولي وزارة الخارجية ان ادارة اوباما، باحجامها عن تقديم سياسة واضحة لاعتقال المشتبهين بالارهاب، فانها تلجأ الى الضربات الجوية والتكتيكات السرية الاخرى في جهودها لقتل رجال المليشيات. ويؤكد جون بيلينغر، وهو المستشار القانوني لوزارة الخارجية في ادارة بوش: "نحن نخلق الدوافع –بدون قصد– لقتل الناس بدلا من القاء القبض عليهم."
غير ان المسؤولين في ادارة اوباما ينكرون انهم يفضلون قتل المتمردين على اعتقالهم، لكنهم يقرون بالحاجة الى وضع لوائح واضحة للتعامل مع حالات الاسرى المستقبليين.
يقول المسؤولون ان النقاش داخل الادارة لا يغطي فقط ايّا من السجناء سوف يحالون الى معتقلات طويلة الامد او يحاكمون، وانما المكان الذي سيحتجزون فيه، وكيفية اجراء التحقيق وقضايا اخرى.
غير ان مسؤولين في الادارة، وهم من المشككين في اللوائح المقترحة، يحتجون ان الحكومة قد لا تواجه على الاطلاق موقفا تضطر فيه الى احتجاز رجال المليشيا بدون محاكمة. فحتى كبار رموز القاعدة يمكن ان يتم التحقيق معهم بشكل قانوني وتقديمهم الى المحاكمة، اما في محكمة مدنية او محكمة عسكرية، او تسليمهم الى حكومة اجنبية.
وعلى هذا، فهؤلاء المسؤولين يقولون انه ليست هناك من ضرورة لوضع لوائح، الى حين تمكن الجيش او وكالة المخايرات المركزية من القاء القبض على احدهم. ويقول مسؤول على صلة وثقية بهذا الامر ان وضع التعليمات الحرفية قبل ذلك لن يؤدي الا الى زيادة عدد المعتقلين الذين لن يتم تقديمهم للمحاكم الاميركية.
لكن المسؤولين الذين يفضلون القواعد الجديدة، ومن بينهم منتسبين في البنتاغون، يقولون انها سوف تضمن اخذ جميع الخيارات بعين الاعتبار في اي وقت تتوفر فيه معلومات استخبارية عن ارهابي مطلوب.
وفي هذه المواقف على اوباما ومستشاريه ان يقرروا، بسرعة في بعض الاحيان، فيما اذا كان على السي آي أيه او القوات الخاصة ان تلجأ الى اعتقال او قتل فرد معين. فاذا كان يجب اعتقال المشتبه به، فان عليهم اتخاذ القرار في مكان احتجازه وفيما اذا كان يجب محاكمته آخر الامر.
وحتى وقت قريب لم يكن هناك الا اقل اتفاق داخل الحكومة على مكان احتجاز عناصر القاعدة المشتبه بهم والمعتقلين حديثا، والذين تريد الولايات المتحدة ان تحقق معهم لكنها تفتقر الى الدليل الكافي لارسالهم الى المحاكمة. وقد نوّه المدعي العام ايرك هولدر الى النقاش المستمر حول قضايا الاعتقال خلال شهادته امام الكونغرس يوم الاربعاء. وقد اجاب عن السؤال الافتراضي: (اين سيتم احتجاز عناصر القاعدة الذين سيلقى عليهم القبض؟) قائلا: "اعتقد علينا ان نضع بعض الخيارات،" لكنه لم يوضح هذه الخيارات.
يقول مسؤول رفيع على صلة بتلك النقاشات ان قضية مكان احتجاز المعتقلين حديثا "قد نوقشت وتم التوصل الى بعض الاستنتاجات."
ويقول مسؤولون آخرون ان من المرجح ان يكون مقر المعتقل في قاعدة باغرام الجوية، ويعود ذلك –جزئيا– الى انعدام امكان تقديم المعتقلين هناك للمحاكمة في الولايات المتحدة، على الرغم من بقاء هذا الاجراء محل تساؤل. كما تجري دراسة وضع مواقع اخرى. واستنادا الى قرار المحكمة العليا، اذا تم جلب المتهم الى الولايات المتحدة او الى غوانتانامو فان من حقه تحدي اعتقاله امام المحاكم الاميركية.
وبخلاف خيار اعتقال السجناء بلا نهاية خارج الولايات المتحدة، لن يكون امام الادارة الاميركية سوى ثلاثة خيارات عندما تحدد موقع مشتبهين بالارهاب: جلبهم الى الولايات المتحدة للمحاكمة، او تسليمهم الى الحكومات الاجنبية، او قتلهم باستخدام الطائرات المسيرة او وسائل اخرى غير معلنة.
وكان اوباما قد صرح في العام الماضي انه ربما يستعمل الاعتقال طويل الاجل للمشتبه بعلاقتهم بالارهاب الجدد، وهي الممارسة التي بدأتها ادارة بوش في غوانتنامو باي، لكنه لم يضع لحد الان اي معتقل جديد في غوانتنامو او باغرام منذ ان تولى منصبه.
وينوي اوباما ان يقدم المعتقلين الجدد الى المحاكمة اكثر مما فعل بوش، سواء في محاكم عسكرية او مدنية، بينما يتم "الاحتفاظ" بالمعتقلات الطويلة الاجل، على حد تعبير احد كبار المسؤولين. غير ان حالات المعتقلين حديثا ممن يشتبه بصلاتهم مع القاعدة، ومن بينهم عمر فاروق عبد المطلب وهو المواطن النيجري الذي حاول تفجير طائرة متجهة الى ديترويت، وملا عبد الغني باردار وهو احد كبار قادة حركة طالبان العسكريين الذي تم اعتقاله في الباكستان، اكدت على الحاجة الى وضع تعليمات اوضح، حسبما افاد احد اعضاء الكونغرس.
يذكر ان قرار تقديم عبد المطلب للمحاكمة بدلا من وضعه في حالة اعتقال لا نهائي لاغراض التحقيق واجه انتقادات من قبل الجمهوريين في الكونغرس. واستجاب مسؤولو الادارة لهذه الانتقادات ان عبد المطلب قدّم معلومات مفيدة اثناء استجوابه، حتى بعد ان تقرر تقديمه للمحاكمة وقرأت عليه حقوقه المتعلقة بتجريم الذات. وفي حالة باردار، احتفظت الباكستان به في سجونها وتولت التحقيق معه بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية.
لكن هذه الترتيب لم يتمخض عنه سوى القليل من المعلومات المفيدة من باردار، والذي يعتقد باطلاعه الواسع على عمليات طالبان وتمويلها وتعاملها مع القاعدة. وتعد حالة باردار، بالنسبة الى بعض المسؤولين العسكريين، مثالا على ضرورة ان تتولى الولايات المتحدة احتجاز كبار رجال المليشيا، الذين ربما حازوا على معلومات قيمة، بنفسها.
يقول ضابط عسكري رفيع المستوى: " باردار كان يدير حربا لصالح طالبان حتى ساعة اعتقاله." لكن "قيمة اية معلومات استخبارية ربما كان يحملها تتلاشى بسرعة في كل يوم يقضيه بالمعتقل" الذي يديره الباكستانيون.
ويجادل المسؤولون في ايّ من رجال المليشيا عليهم ان يحتجزوهم بدون محاكمة. وكانت وزارة العدل قد قالت في العام الماضي ان اعضاء القاعدة وهؤلاء الذين قدموا "دعما ماديا" للقاعدة سوف يكونون مرشحين للاعتقال اللانهائي، وهو اجراء قياسي وضع لغرض اظهار ان اوباما اكثر تمميزا من سلفه بخصوص من يحتجزون بدون محاكمة.
على ان الادارة لم توضح علانية ما الذي يحكم تقديم الدعم المادي للقاعدة. يقول مسؤول رفيع: "ذلك يتبع كل حالة على حدة."
ويقول المسؤولون ان الاعتقال طويل الاجل، في الواقع، من المحتمل ان لا يستعمل ضد مقاتلي طالبان الذين يلقى عليهم القبض في افغانستان، بل يعاملون كأسرى حرب. كما ان من غير الراجح ان يستعمل ضد كبار قادة القاعدة مثل اسامة بن لادن وايمن الظواهري، والذين ربما يتم تقديمهم للمحاكمة في حال الامساك بهم.

New rules on terror custody being drafted

The Obama administration is for the first time drafting classified guidelines to help the government determine whether newly captured terrorism suspects will be prosecuted or held indefinitely without trial, senior U.S. officials said.

The draft document envisions that a small number of suspected terrorists captured in the future could be detained and interrogated in an overseas prison, several of the officials said. At least in the short term, Bagram air base in Afghanistan would be the most likely prison to hold the suspects, they said.

But approval of the guidelines is being delayed, primarily by State Department officials who are concerned that formalizing the rules will lead inevitably to greater use of long-term detention by the administration under conditions similar to those at the Guantanamo Bay prison in Cuba, which President Obama has pledged to close.

The debate over the rules emerged from the task forces set up by Obama to study detainee issues after he signed executive orders last year abolishing many of the practices instituted during the George W. Bush administration. Officials crafting the replacement policies said the government has to rethink how to respond if a senior Al Qaeda member is captured overseas.

"There's a process of working out procedures," a senior official said. The end product will probably be a secret document that "articulates that if tomorrow we capture a person, what do we do with him and how do we make that decision."

The deliberations are also part of a larger internal fight over how far Obama will go in replicating detention practices used by President Bush, a trend that human rights groups and even some officials working in the Obama administration are attempting to halt.

The guidelines were not directly requested by Obama, but senior advisors believe that without them, they might be forced to make a hasty decision on how to handle a captured suspected terrorist.

A former State Department official said that the Obama administration, by not laying out a clear policy for holding terrorism suspects, is resorting to airstrikes and other covert tactics in an effort to kill militants. "We are inadvertently creating incentives for people to be killed rather than captured," said John B. Bellinger III, a State Department legal advisor during the Bush administration. "And that may be why we are seeing relatively few people captured."

Obama administration officials deny that they are opting for killing over capturing, but acknowledge that clearer guidance for how future captives will be handled is needed.

The internal discussions cover not only what types of prisoners will be placed in long-term detention or prosecuted, but also where to hold them, how interrogations will be handled and other issues, the officials said.

Administration officials who are skeptical about the proposed guidelines argue that the government may never encounter a situation in which captured suspected militants would need to be held without trial. Even top Al Qaeda figures could be legally interrogated and then prosecuted, either in civilian or military courts, or turned over to a foreign government, they argue.

There is no need for guidelines, these officials say, until the military or CIA actually captures someone. Spelling out guidelines beforehand will only make it more likely that additional prisoners will be imprisoned without access to U.S. courts, said an official involved.

But officials who favor the new rules, including at the Pentagon, say they will ensure that all options are considered whenever intelligence is developed on the whereabouts of a wanted terrorism suspect.

In those situations, Obama and his advisors would have to decide, sometimes quickly, whether CIA or special operations forces should seek to capture or kill the individual. If a suspect is to be captured, they must decide where he will be held and whether he should be eventually prosecuted.

Until recently, there had been little agreement within the government on where to send a newly captured suspected Al Qaeda member whom the U.S. wanted to interrogate but lacked the evidence to prosecute.

Atty. Gen. Eric H. Holder Jr. alluded to the continuing discussions about detention during congressional testimony Wednesday. Asked hypothetically where a newly captured Al Qaeda member would be detained, he replied: "I think we have to come up with options," but did not elaborate.

A senior official involved in the discussions said the issue of where to hold newly captured prisoners "has been discussed and some conclusions have been reached."

Bagram air base is the most likely location, other officials said, in part because prisoners there do not currently have access to U.S. courts, although that question is being litigated. Other sites also are being considered. Under Supreme Court rulings, if brought to the U.S. or to Guantanamo, a detainee could challenge his detention in U.S. courts.

Without the option of holding prisoners indefinitely outside the United States, the administration has three choices when it locates terrorism suspects: bringing them to the U.S. for prosecution, turning them over to foreign governments, or killing them, using armed drones or other covert methods.

Obama said last year that he might use long-term detention for new terrorism suspects -- a practice initiated by the Bush administration at Guantanamo Bay -- but he has yet to place any new prisoners in Guantanamo or Bagram since taking office.

For future captures, Obama intends to rely more than Bush did on prosecution, in civilian or military courts, while holding long-term detention "in reserve," as one senior official put it.

But the recent captures of several militants with suspected ties to Al Qaeda, including Umar Farouk Abdulmutallab, a Nigerian who allegedly sought to set off a bomb on a flight to Detroit, and Mullah Abdul Ghani Baradar, a senior Taliban military commander captured in Pakistan, highlighted the need for clearer procedures, one congressional official said.

The decision to prosecute Abdulmutallab rather than place him in indefinite detention for interrogation was criticized by Republicans in Congress. Administration officials respond that Abdulmutallab has provided useful intelligence under questioning, even after being designated for prosecution and read his rights against self-incrimination.

In the case of Baradar, Pakistan has kept him in its custody and handled his interrogation, with CIA assistance.

But that arrangement has yielded little useful intelligence so far from Baradar, who is believed to have extensive knowledge of Taliban operations, finances and dealings with Al Qaeda. To some military officials, Baradar's case is an example of why the U.S. should take custody itself of high-level militants who may have useful intelligence.

"Right up until the day Baradar was detained, he was running the war for the Taliban," said a senior military official. But "the value of any intelligence he might have diminishes rapidly each day he is held" by the Pakistanis, the official said.

Officials are guarded about which militants they may choose to hold without trial. Last year, the Justice Department said Al Qaeda members and those who provided "substantial support" to Al Qaeda would be candidates for indefinite detention, a standard meant to show that Obama would be more discriminating than his predecessor about who was held without trial.

The administration has not explained publicly what constitutes providing substantial support to Al Qaeda. "It's case by case," said a senior official.

In practice, officials said, long-term detention probably would not be used for Taliban fighters captured in Afghanistan, who are treated as war prisoners. It also is unlikely to be used for the most senior Al Qaeda leaders, Osama bin Laden and Ayman Zawahiri, who probably would be prosecuted if captured

Wednesday, April 14, 2010

في جولة سياحية.. ماضي بغداد مثل حاضرها

عن: هيرالد تربيون
ترجمة: علاء غزالة

قامت مجموعة من الزوار الاجانب بجولة سياحية في بغداد مؤخرا. ربما يمر مثل هذا الحدث في اي مكان آخر بدون ان يلتفت اليه احد. لكن هذه هي بغداد، تلك المدينة التي هبت عليها في الايام السابقة عاصفة هوجاء اقنعت الناس ان التمرد قد اطلق سلسلة من التفجيرات المتزامنة.
فما ان مرّ اسبوع على رحيل هؤلاء الزوار حتى تعرضت العاصمة الى سلسلة من التفجيرات، منها سبعة على الاقل يوم الثلاثاء، ادت الى مقتل اكثر من مئة شخص وجرحت بضعة مئات آخرين، كما انها اشاعت جوا من الرعب بين الناس. وقامت السلطات، رغبة منها في احلال السلام لساعات معدودة ولتجنب عناوين الصحف الرهيبة، بنشر لواء عسكري باكمله بالاضافة الى المئات من رجال الشرطة وفرق القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية، كما اتخذت خطوات غير اعتيادية منها اغلاق معظم مناطق بغداد التاريخية القديمة.
وجاءت الجولة السياحية ضمن فعاليات مؤتمر عـُقد تحت شعار "الحفاظ على مراكز المدن العراقية"، حضره حوالي خمسة وسبعون من المعماريين ومخططي المدن من الولايات المتحدة وفرنسا وايران وايطاليا واليابان ودول اخرى، استمر على مدى ستة ايام.
وبعد ان استمع الحا ضرون الى الخطبة الافتتاحية التي القاها رئيس الوزراء نوري المالكي، امضوا اياما في الاصغاء الى الخبراء في مجال التطوير. وفي اليوم الرابع، تجمعوا في ثلاث حافلات صغيرة، رافقتها قوة حماية مشددة من الشرطة والاستخبارات في مقدمة القافلة وفي وسطها وفي مؤخرتها، للقيام بجولة سياحية تتضمن زيارة المعالم المعمارية والثقافية، التي لم يكن بامكان معظم الاجانب ان يطلعوا عليها على مدى عقود من الزمان، بسبب تخوفهم من زيارة العراق.
شقت القافلة طريقها خلال الزحام، ومرّت ببنايتي مجلس محافظة بغداد ووزارة العدل، حيث ادى تفجير في شهر تشرين الثاني الماضي الى مقتل مئة وخمسة وخمسين شخصا. واشار الدليل السياحي الى حجم الدمار في الابنية، بدون ان يبدي اي مشاعر. والتقط المعماريون والمخططون صورا لهذه الابنية.
ثم اجتازت الحافلات نقاط تفتيش في شوارع مغلقة امام حركة المرور العامة، فاخرج سائقو السيارات المصطفة رؤوسهم امام هذه النقاط مشيرين الى الحافلات، كما لو ان هذه الحركة تجعل من هذا المشهد المثير اكثر واقعية. ان فرص رؤية اجانب لا يرتدون بزة رسمية او مدججين بالسلاح، ان لم يكن كليهما، تكاد تكون معدومة.
هتف سائق سيارة اجرة: "من انتم؟"، قبل ان يطلب الدليل ان تغلق النوافذ لتشغيل مكيف الهواء.
يقول مارك سانتوس، وهو مهندس معماري يبلغ تسعة واربعين عاما من العمر ويعمل في بلدية مدينة برشلونة، انه كان قلقا من الاخطار المحيطة بمدينة بغداد، شأنه في ذلك شأن اي زائر آخر، لكنه قرر أخيرا ان يرى ماذا عساها تكون هذه المدينة المحرمة. وهو يشير الى ان "كل شيء هنا خاضع للسيطرة المشددة. لكني اعتقد ان هذا امر منطقي."
المحطة الاولى كانت المدرسة المستنصرية، التي افتتحت عام 1233 ميلادية في اوج العصر الاسلامي الذهبي. لكن المدينة تعرضت بعد خمسة وعشرين عاما فقط الى الغزو التتري بقيادة هولاكو، حفيد جنكيز خان واخو قبلاي. صعد الزوار بضعة درجات للوصول الى السطح. تظاهرت امرأة شابة بانها تسقط، وهو ما كان سيكون طريقة ملحمية للموت في العراق.
لم يكن رجال الشرطة المسلحين بالبنادق الالية معتادين على التعامل مع مثل هذا الموقف، وحاروا فيما يجب فعله.
سأل احدهم: "هل يجب علينا ان نصعد الى السطح؟"
اجابه الاخر: "لا ادري."
قال الاول: "لا، يجب ان نذهب."
وعلى السطح، التقط الجنود صورا لانفسهم، وقد علت وجوههم ابتسامات نادرة.
الوقفة الثانية كانت في سوق، حيث تباع بضائع مثل السجاد والكتب والنسيج والنحاس، وهي المقتنيات التي طالما اعتبرت جزءا من هوية بغداد.
وبينما كان السائحون يتجولون في الشارع، الذي أخلي من حركة المرور، تجمع الناس على الارصفة وراحوا يحدقون اليهم، لكن قوات الشرطة والجيش ابقتهم على بعد، واحاطت تلك القوات بالزوار بشكل كامل.
قال احد السائحين: "يبدو الامر كما لو اننا في سيرك."
وفي سوق الصفافير، تردد صدى اصوات الطرق على النحاس بين البنايات، لكن المكان كان قد أخلي من المتسوقين، ولهذا فقد الكثير من صفاته.
تطلع الباعة من خلال محلاتهم الصغيرة الى الزوار. لم ينبسوا ببنت شفة، على الرغم من لباقتهم المعهودة.
اخيرا، قال احد الباعة: "نحن نحب الزوار. نريد المزيد منهم."
وفي خارج السوق يقع شارع المتنبي، الذي اتخذ تسميته من الشاعر الذي عاش في القرن العاشر الميلادي، وهو السوق الرئيس للكتب في بغداد. رصّت الكتب على المناضد، وطرحت على الارصفة، وفي احيان قليلة في المكتبات. تنوعت عناونين الكتب من القرآن (الكريم) الى فنون الطبخ. وفي بعض الاحيان وضعت مثل هذه العناوين المتفرقة بعضها الى جانب البعض الاخر. وكان هذا السوق قد تعرض الى التفجير عام 2007 ما ادى الى مقتل ستة وعشرين شخصا.
تقول نادية نيلينا، وهي معمارية من نوتردام: "الزخم هنا اكثر ايجابية مما كنت اتصور."
هل شَعرتْ بالامن هنا؟
تقول، بينما كان رجال الشرطة يدافعون الناس بايديهم: "نحن نسير تحت حراسة مشددة على الدوام، بالله عليك!"
وفي القشلة، وهي المركز الاداري للحكومة العثمانية في بغداد قبل قرن من الزمان، التقط السائحون صورا للمكان. وفي احد الجوانب وقف حارس –بشكل ستراتيجي– امام شاهد حجري ينص على ان البناية قد تم ترميمها خلال فترة حكم صدام.
وحينما شارفت الجولة على نهايتها، كان مايكل بيرسون، وهو معماري يبلغ سبعة وسبعين عاما من العمر ومتحدر من عائلة ضمت ثلاثة اجيال من معماريي لندن، يتلظى من الحر. كان قد ارتدى بذلة رسمية زرقاء ووضع منديلا احمر في جيبه، وقميصا قطنيا احمر وربطة عنق حمراء.
وعلى خلاف معظم الزوار الاخرين، فان السيد بيرسون كان قد زار بغداد من قبل، لكن ذلك كان قبل ثلاثين عاما. يقول: "تبدو (بغداد) متعبة جدا بعد ثلاث حروب. انها لامر محزن للغاية."
وفي مقهى الشابندر، وهو ملتقى المثقفين الراقي، كان الرجال يرتشفون الشاي المحلى ويدخنون الاركيلة. وامتلأت الجدران بالصور الفوتوغرافية بالاسود والابيض لمدينة خلابة المنظر، ولكن لا يمكن تمييزها. وراح بلبل يطير من مكان لاخر في قفصه.
يقول غاري رسل، وهو احد المعماريين في مفوضية معالم مدينة بوسطن، ان اكثر ما فاجأه في بغداد ان المدينة كانت هادئة في الليل. ويعود ذلك، بطبيعة الحال، الى منع التجول الليلي في بغداد.
ويؤكد رسل: "حجم الضرر ليس بالمقدار الذي كنت اتوقعه. لا يتملكك الاحساس بان هذا هو مكان خطر، كما كان قبل عامين او ثلاثة."
وفي المتحف البغدادي، هناك لوحة على الجدار تحمل مقولة لفيلسوف وشاعر اعمى عاش في القرن الحادي عشر الميلادي، واسمه ابو العلاء المعري، تقول: "من يعيش ويموت في بغداد كمن ينتقل من السماء الى السماء."

In a Tour for Visitors, Baghdad’s Past Is Present

BAGHDAD — A group of foreign visitors went on a tour of Baghdad recently. Such an event, almost anywhere else, would have passed unnoticed. But this is Baghdad, where the rumblings of a passing thunderstorm recently had people convinced that insurgents had unleashed a string of synchronized bombings.
Indeed, only a week or so after the visitors had left, a series of bombings in the capital, including at least seven on Tuesday, killed more than 100 people and wounded several hundred others, lending substance to the fears.
And so to ensure that peace would prevail for a few hours and ghastly headlines avoided, the authorities deployed an entire Iraqi Army battalion, hundreds of police officers, a group of special forces commandos from the Interior Ministry and took the extraordinary step of closing much of Baghdad’s historic old quarter.
The occasion was an excursion by about 75 architects and city planners from the United States, France, Iran, Italy, Japan and elsewhere, who were attending a six-day conference on the “Preservation of Iraqi City Centers.”
After a welcome speech by Prime Minister Nuri Kamal al-Maliki, they spent days listening to redevelopment experts. On the fourth day, they piled into three minibuses with heavily armed police officers and intelligence service agents riding in armored vehicles in front, back and in between for a tour of architectural and cultural wonders that most foreigners have not had access to for decades and that Iraqis are often too frightened to visit.
The convoy crept through traffic, past the Baghdad Provincial Council building and the Justice Ministry, where bombs killed 155 people last October. A guide pointed out the damaged structure without emotion. The planners and architects took photos.
As the buses were whisked through checkpoints on otherwise gridlocked streets, people stuck their heads out of car windows and pointed, as if that act might make the remarkable sight more real. The odds of seeing a foreigner here not wearing a uniform or carrying a weapons are vanishingly small. Many do both.
“Who are you?” a taxi driver shouted before a tour guide asked that windows be rolled up so the air-conditioner could be switched on.
Like just about everyone else on the tour, Marc Santos, a 49-year-old architect who works for the municipality of Barcelona, said he had been worried about Baghdad’s dangers but decided the risk to see what is essentially a forbidden city was worthwhile.
“Everything is very controlled,” he said. “But I guess that’s logical.”
The first stop was Mustansiriya University, opened in 1233 during the Islamic Golden Age. The city was sacked 25 years later by Hulagu Khan, grandson of Genghis and brother of Kublai.
The tour group climbed several sets of steps up to the roof. One young woman pretended to fall off, which would have been a novel way to die in Iraq.
The police, armed with AK-47s, but unaccustomed to dealing with such behavior, did not quite know how to react.
“Should we go up upstairs?” one asked another.
“I don’t know,” was the response.
“No, we have to go,” said the first.
On the roof, the soldiers pulled out their own cameras and took photos of themselves, exhibiting rare smiles.
The next stop was a market where carpets, books, fabric and copper — items that have long been part of Baghdad’s identity — are among the items sold.
As the tourists walked on a street that had been cleared of traffic, people gathered on sidewalks and gawked, but were kept away by police officers and troops who kept the visitors in a protective cordon.
“It’s like we’re the circus,” one tourist said.
At the antiques and copper market, the sound of hammers striking metal echoed through the building, but the place had been emptied of shoppers and, by extension, much of its character.
Merchants in their stalls peered out at the visitors. Usually voluble, the men said nothing.
“We love visitors,” one vendor said finally. “We need more of them.”
Back outside, Mutanabbi Street, named for a 10th-century poet, is home to Baghdad’s book market. Books were on tables, laid on the sidewalk and only sometimes in bookshops. Titles ranged from the Koran to cookbooks, and in some cases they had been placed next to one another. The market was bombed in 2007, killing 26 people.
“The energy is much more positive than I’d imagined,” said Nadya Nilina, an architect from Rotterdam.
Did she feel safe here?
“We are always with heavily armed security — come on,” she said as a police officer nudged by.
At the Qushla, the administrative headquarters of the Ottoman government in Baghdad a century ago, the tourists snapped photos. Off to the side, a guard placed himself strategically in front of a plaque that noted the buildings had been rehabilitated during the Saddam Hussein era.
As the tour neared its end, Michael Pearson, a 77-year-old architect from a family of three generations of London architects, was wilting in the heat. He wore a blue pinstripe suit with a red handkerchief in the pocket, a red gingham shirt and red tie.
Unlike most of the others on the tour, Mr. Pearson had been to Baghdad before — but that had been 30 years ago.
“It’s looking very tired after three wars,” he said. “It’s very sad.”
At the Shahbandar Cafe, a venerable hangout for intellectuals, men sipped sweet tea and smoked hookahs. The walls were lined with black-and-white photos of a glorious looking, unrecognizable city. A bulbul bird hopped around in a cage.
Gary L. Russell, a staff architect from the Boston Landmarks Commission, said what had surprised him most about Baghdad was the city’s quiet at night. Much of that, of course, is due to Baghdad’s nighttime curfew.
“The damage is not as extensive as I’d thought,” Mr. Russell said. “You don’t get this sense that it is a dangerous place like it was two or three years ago.”
At the Baghdadi Museum, there is a saying by a blind, 11th-century philosopher and poet, Abu Ala al-Ma’ari, posted on a wall: “One who lived and died in Baghdad, as if he has moved from heaven to heaven.”

Wednesday, April 07, 2010

لا طرق مختصرة عندما ينقل الجيش الامريكي حربه

عن: نيويورك تايمز
ترجمة: علاء غزالة

حزم الجيش الاميركي في قاعدة بلد المشتركة اوائل العام الجاري "قاعدة عسكرية في صندوق"، وهو تعبير عسكري يطلق على ثمانين من الحاويات التي تضم الخيم والحمامات ومواد البناء الضرورية لنصب قاعدة عمليات امامية، لتوضع على الشاحنات التي ستنقلها من حرب الى حرب.
وقد جرى نقل هذه الشحنة، وهي من المخلفات التي لم يتم استعمالها في العراق، شمالا الى تركيا، ثم مرت شرقا من خلال جورجيا واذربيجان، وعبرت بحر قزوين محمولة على السفن الى كازخستان، ثم نقلت جنوبا باستخدام خطوط سكك حديد الاتحاد السوفيتي القديمة في اوزبكستان، وصولا الى شمال افغانستان. وبعد ان وصلت هناك، حيث كانت قد مرت عبر سبع اقطار وقطعت حوالي اربعة الاف كيلومترا في رحلة استغرقت شهرين ونصف، تم تجمعيها قبل اسابيع لتضيّف بضعة مئات الالاف من الجنود الاميركيين الذين يدخلون تلك البلاد.
يبذل القادة الاميركيون جهودا حثيثة لتسريع ارسال القوات الاضافية، التي تبلغ نحو ثلاثين الف جندي الى افغانستان في الوقت الذي يجري تخفيض عديد القوات الاميركية في العراق بمقدار خمسين الف جندي، في اكبر عملية تحريك للقوات والتجهيزات منذ الحرب العالمية الثانية. يقول ضباط الجيش ان عملية نقل الاشخاص والمعدات والاسلحة والبيوت والوقود والاغذية، التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات بين البلدين خلال الفترة الممتدة من الوقت الحالي الى شهر آب، هي عملية لا تقل حيوية ولا صعوبة عن العمليات في ساحة المعركة.
ويضيف هؤلاء الضباط ان هذه العملية اللوجستية، التي اطلقوا عليها اسم "مسيرة الجنون"، تشبه محاولة حشر كرة السلة في انبوب ضيق، وينطبق هذا المثل تحديدا على الطريق الذي يمر عبر ممر (خيبر) الذي يربط الباكستان بافغانسان.
وقد وقع عدد كبير من القوافل الاميركية التي تحمل الامدادات تحت هجمات المتمردين في الباكستان خلال العام الماضي، ما حدا بالجيش الاميركي الى تجهيز كل شاحنة بجهاز تحديد المواقع العالمي (جي بي اس) حتى يمكن تتبع مسارها على مدار الساعة في وحدة مختصة بهذا الشأن في قاعدة عسكرية تقع بالولايات المتحدة. كما فجرت طالبان جسرا يقع بالقرب من هذا الممر في العام الماضي ما ادى الى تعليق مؤقت لحركة كافة القوافل العسكرية.
يقول االفتنانت جنرال وليم ويبستر، قائد الجيش الثالث الاميركي، مُسخرا مقارنة تاريخية غير معقولة لتوضيح المهمة الملقاة على عاتقه: "عندما حاول هانيبال ان يعبر جبال الالب لاقى مصاعب لوجستية جمّة، لكن ذلك لا يُقاس بمقدار التعقيد الذي نتعامل معه الان." وقد تحدث الينا في قاعدة بالصحراء الكويتية كانت قد استقبلت المدرعات الاميركية التي أخرجت من العراق، وهي الان بانتظار ان يتم تسقيطها او ارسالها الى الولايات المتحدة او الى كابول بافغانستان.
لا يقوم الجنرال بتحريك الافيال (في اشارة الى ما قام به هانيبال لدى عبوره جبال الالب) لكن حجم العملية وتعقيدها يُعدان هائلين. يقول الجيش ان هناك 3,1 مليون قطعة تجهيزات في العراق، من الدبابات الى مكائن صنع القهوة، من المقرر ان يتم نقل ثلثيها خارج البلاد، نصفها سوف يذهب الى افغانستان، حيث تمس الحاجة اليها هناك.
بلغ الزحام في قاعدة باغرام الجوية، وهي المطار العسكري الرئيس في افغانستان، حدا بحيث ان الجنود ينامون على اسرة رُصّت جنبا الى جنب في الخيام التي نـُصبت الى جانب المدارج. بينما امتلأت السماء فوق المطار بطائرات الشحن والمقاتلات والستمتيات، بالاضافة الى الطائرات المسيرة، بانتظار اذن الهبوط.
تـُنقل جميع المعدات الخطرة، مثل الاسلحة والمدرعات وناقلات الجنود نوع سترايكر ذوات الثماني اطارات، عن طريق الجو تلافيا للهجمات، ولكن كل ما عدا ذلك يُنقل بطريق البحر والبر. ويمتد الطريق في العادة برا من جنوب بغداد نزولا الى الكويت، ثم بحرا عبر الخليج العربي مرورا بمضيق هرمز وصولا الى كراجي في الباكستان، ومن ثم برا مرة ثانية. اما "القاعدة العسكرية في الصندوق" فقد نقلت بطريق تجريبي عبر تركيا حيث يفترض ان تكون الكلفة اقل، ولتشغيل الطريق الجديد المار عبر اسيا الوسطى، الذي تم افتتاحه العام الماضي امام الامدادات الواردة الى افغانستان من اوربا والولايات المتحدة كبديل عن الطرق الخطرة عبر الباكستان.
غير ان كلا الطريقين يلتفان حول ايران، وهي في نهاية الامر الطريق الاقصر من بغداد الى كابول، لكنها غير داخلة في الحسبان بسبب عدائها للولايات المتحدة. يقول الجنرال دنكان مكنوب، الذي يشرف على جميع العمليات اللوجستية العسكرية باعتباره قائد آمرية النقل في قاعدة سكوت الجوية بولاية الينويز: "هذه هي الاوراق التي تعاملنا بها."
ومن بين المعدات غير الخطيرة التي ترسل الى افغانستان مواد مثل السمنت والاخشاب والحواجز الواقية من الانفجارات، واحواض الترسيب والفرش المطاطية، والتي ستسخدم لتوسيع القواعد الجوية ومضاعفة عدد القواعد الامامية، ليبلغ عددها في النهاية اربعين قاعدة، في بلد يمتلك بنية تحتية اقرب الى القرن الرابع عشر منها الى القرن الحادي والعشرين.
وكان الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الاميركية المركزية، قد وصف، في مقارنة تاريخية كبرى اخرى، عمليات البناء الجارية حاليا بانها "اكبر حركة بناء تشهدها افغانستان منذ ان بنى الاسكندر مدينة قندهار"، مشيرا الى مُستعمر افغانستان في القرن الرابع قبل الميلاد.
اما شحنات الغذاء فهي كافية لوحدها ان تطعم جيشا. فقد قامت وكالة التموين العسكري، التي توفر وجبات الطعام الى اربعمئة وخمسة عشر الفا من الجنود والمتعاقدين والمدنيين في كل يوم وفي كلتا الحربين، قامت بشحن 1,1 مليونا من قطع الهامبرغر الى افغانستان في شهر آذار فقط، بالمقارنة مع ستمئة وثلاث وستون الفا من تلك القطع في شهر آذار من عام 2009. كما قامت هذه الوكالة بتجهيز سبع وعشرين مليون غالون وقود الى القوات في افغانستان بالمقارنة مع خمسة عشر مليونا في العام الماضي.
ويقول القادة ان اكثر ما يقلقهم هو عدم وصول المعدات والتجهيزات بالتزامن مع وصول القوات. ويؤكدون ان اكبر اعدائهم هو قصر المدة بين الان وشهر آب، وهو موعد نهائي في خطتين منفصلتين لكل من الحربين.
وكان الرئيس اوباما قد اتفق مع قادة الجيش في اوائل العام الماضي على خطة لتخفيض عدد القوات الاميركية في العراق الى مستوى خمسين الف جندي بحلول الحادي والثلاثين من آب، علما ان هناك سبعة وتسعين الف جندي هناك في الوقت الراهن، على ان يتم اجلاء جميع القوات مع حلول عام 2011. وفي اواخر العام الماضي، دفع اوباما قادته لتسريع ارسال القوات الجديدة الى افغانستان، وهي العملية التي قال المخططون العسكريون انها تحتاج الى ثمانية عشر شهرا، حتى يصل ثلاثون الف عسكري الى هناك في شهر آب. وقد وصل بالفعل ستة الاف من تلك القوات الاضافية حتى الان. وحين تصل جميع القوات الى هناك سيكون عديد القوات الاميركية يقرب من مئة الف عسكري في افغانستان.
يقول الادميرال الان ثومبسون، مدير وكالة التموين العسكري: "هناك شعور كبير بالحاجة الى الوصول الى تلك البلاد والبدء بالفاعلية. الادارة (الاميركية) مهتمة كثيرا باظهار نتائج سريعة." واضاف ان هناك قيود واضحة لكن "اعتقد ان هذا الامر ممكن التحقيق."
وفي هذه الاثناء، يقول الجنرال مكنوب، في اشارة الى الاسكندر الاكبر مرة ثانية، انه عندما تولى منصبه في آمرية النقل عام 2008، ذكّره وزير الدفاع روبرت غيتس بالكلمات الشهيرة المنسوبة الى المستعمر الاشهر: "العاملون في تموين قواتي عابسون، انهم يعلمون انه اذا فشلت حملتي فسيكونون اول من أذبح."
على ان للسيد غيتس كلماته في النصح. يقول الجنرال مكنوب: "لقد قال: (يا هذا، انه مجرد عمل صعب، ما عليك الا ان تناضل لانجازه.)"


No Shortcuts When Military Moves a War

JOINT BASE BALAD, Iraq — Early this year a “fob in a box” — military slang for 80 shipping containers with all the tents, showers and construction material needed to set up a remote forward operating base — was put on trucks here for the trip from one war to another.
Left over and never used in Iraq, the fob rumbled north to Turkey, east through Georgia and Azerbaijan, by ship across the Caspian Sea to Kazakhstan, then south on the old Soviet rail lines of Uzbekistan into northern Afghanistan. There — the end of a seven-nation, 2,300-mile, two-and-a-half-month odyssey — it was assembled just weeks ago as home for several hundred of the thousands of American forces entering the country.
In trying to speed 30,000 reinforcements into Afghanistan while reducing American forces in Iraq by 50,000, American commanders are orchestrating one of the largest movements of troops and matériel since World War II. Military officials say that transporting so many people and billions of dollars’ worth of equipment, weapons, housing, fuel and food in and out of both countries between now and an August deadline is as critical and difficult as what is occurring on the battlefield.
Military officials, who called the start of the five-month logistics operation “March Madness,” say it is like trying to squeeze a basketball through a narrow pipe, particularly the supply route through the Khyber Pass linking Pakistan and Afghanistan.
So many convoys loaded with American supplies came under insurgent attack in Pakistan last year that the United States military now tags each truck with a GPS device and keeps 24-hour watch by video feed at a military base in the United States. Last year the Taliban blew up a bridge near the pass, temporarily suspending the convoys.
“Hannibal trying to move over the Alps had a tremendous logistics burden, but it was nothing like the complexity we are dealing with now,” said Lt. Gen. William G. Webster, the commander of the United States Third Army, using one of the extravagant historical parallels that commanders have deployed for the occasion. He spoke at a military base in the Kuwaiti desert before a vast sandscape upon which were armored trucks that had been driven out of Iraq and were waiting to be junked, sent home or taken on to Kabul, Afghanistan.
The general is not moving elephants, but the scale and intricacy of the operation are staggering. The military says there are 3.1 million pieces of equipment in Iraq, from tanks to coffee makers, two-thirds of which are to leave the country. Of that, about half will go on to Afghanistan, where there are already severe strains on the system.
Overcrowding at Bagram Air Base, the military’s main flight hub in Afghanistan, is so severe that beds are at a premium and troops are jammed into tents alongside runways. Cargo planes, bombers, jet fighters, helicopters and drones are stacked up in the skies, waiting to land.
All lethal supplies — weapons, armored trucks, eight-wheeled Stryker troop carriers — come in by air to avoid attacks, but everything else goes by sea and land. The standard route from Iraq to Afghanistan is south from Baghdad and down through Kuwait, by ship through the Persian Gulf and the Strait of Hormuz to Karachi, Pakistan, then overland once again. The “fob in a box” went on an experimental and potentially less expensive journey through Turkey to link up with a new northern route through Central Asia, which was opened last year for supplies going to Afghanistan from Europe and the United States as an alternative to the risky trip through Pakistan.
Both routes circle Iran, by far the most direct way to get from Baghdad to Kabul, but off limits because of the country’s hostile relationship with the United States. “These are the cards that we’re dealt,” said Gen. Duncan J. McNabb, who oversees all military logistics as the leader of the United States Transportation Command at Scott Air Force Base, Ill.
Nonlethal supplies flowing into Afghanistan include cement, lumber, blast barriers, septic tanks and rubberized matting, all to expand space at airfields and double, to 40, the number of forward operating bases in a country that has an infrastructure closer to the 14th century than the 21st.
Gen. David H. Petraeus of the United States Central Command, in another grand historical parallel, recently called the construction under way “the largest building boom in Afghanistan since Alexander built Kandahar,” a reference to the conqueror of Afghanistan in the fourth century B.C.
Food shipments alone are enough to feed an army. The Defense Logistics Agency, which provides meals for 415,000 troops, contractors and American civilians each day in both wars, shipped 1.1 million frozen hamburger patties to Afghanistan in March alone, compared with 663,000 burgers in March 2009. The agency also supplied 27 million gallons of fuel to forces in Afghanistan this month, compared with 15 million gallons a year ago.
Commanders say that their chief worry is that the equipment and supplies will not arrive in sync with the troops. Their biggest enemy, they say, is the short time between now and August, the deadline set in separate plans for each war.
Early last year, President Obama and military commanders agreed on a withdrawal plan to reduce United States forces in Iraq to 50,000 by Aug. 31 ( 97,000 United States troops are there now), with all American forces out by 2011. Late last year, he pushed commanders to speed up the infusion of new troops into Afghanistan — military planners had originally said it would take 18 months — so that 30,000 new troops would get there by August. So far, about 6,000 of those reinforcements have arrived. Once they all get there, there will be close to 100,000 United States troops in Afghanistan.
“There is a great sense of urgency in getting in and getting effective,” said Vice Adm. Alan S. Thompson, the director of the Defense Logistics Agency. “The administration is concerned about being able to show results quickly.” There are obvious strains, he said, but “I think it’s doable.”
In the meantime, General McNabb, in yet another reference to Alexander the Great, said that when he took over the transportation command in 2008, Defense Secretary Robert M. Gates reminded him of the well-known words attributed to the famous conqueror: “My logisticians are a humorless lot; they know if my campaign fails they are the first ones I will slay.”
Mr. Gates had his own words of advice. “He just said, ‘Hey, it’s a tough job, better figure it out,’ ” General McNabb said.